مصدر طبي: مراهقات ينتحرن بـ «الباراسيتامول» بسبب زيجات فاشلة وعنف أسري
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 18-06-2013
 
   

كشف مصدر طبي مطلع أن حالات الانتحار لدى المراهقين، في الأشهر الأخيرة، تعود إلى تناول كميات كبيرة من عقار "الباراسيتامول"، واكد استمرار لجوء الشباب المصابين بالكآبة إلى حرق اجسادهم بالنفط الأبيض، بهدف الانتحار.

وبينما رفض مسؤولون في وزارة الصحة التعليق على أنباء متضاربة عن عديد حالات الانتحار، اكدت وزارة المرأة أنها وصلت منذ 2003 حتى 2010 إلى 189 حالة، باستثناء اقليم كردستان.

وقال المصدر الطبي، وهو موظف صحي في أحد مستشفيات بغداد الكبيرة، إن "حالات انتحار وصلت المستشفى، في الفترة الأخيرة، كانت نتيجة استعمال مراهقين، جلهم من البنات، عقار الباراسيتامول".

وتابع الموظف، في حديث لـ "العالم"، أن "عائلات الضحايا تتكتم على أسباب الانتحار، لكن عددا منها يعود إلى عنف منزلي، أو قصص زواج فاشلة".

وزاد الموظف، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أنه "في بعض الحالات كانت الضحية تصل إلى المستشفى وقد لقت مصرعها، بينما تمكن اطباء من انقاذ عدد قليل من المنتحرين".

ولم يتسنَّ ل ـ"العالم" الحصول على تصريح من مسؤولين في وزارة الصحة، في وقت تحدث مصدر مقرب من الوزارة أنها تتحفظ منذ سنوات على الإدلاء بأي معلومات بشأن حالات الانتحار في البلاد.

يشار إلى أن "سميّة" الباراسيتامول تأتي نتيجة للاستعمال المفرط للعقار المسكن، ما يتسبب في المقام الأول بإصابة الكبد.

و"سميّة" هذا العقار واحدة من أكثر أسباب التسمم شيوعا في جميع أنحاء العالم. وهي السبب الأكثر شيوعاً للفشل الكبدي الحاد في الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويقول محمد حمزة، المتحدث باسم وزارة الدولة لشؤون المرأة، في مقابلة مع "العالم"، إن "ما يتوفر لدى الوزارة من احصائيات هو من عام 2003 إلى 2010 فقط، حيث تم تسجيل 189 حالة انتحار للنساء طيلة الفترة المذكورة، ما عدا اقليم كردستان، بينما سُجلت 233 حالة غسل عار".

وأكد حمزة أن "لا علاقة للوزارة بإحصاءات اقليم كردستان، والأرقام التي لديها جاءت من خلال التحقيقات الجنائية لوزارة الداخلية".

وأوضح حمزة أن "أغلب حالات الانتحار جاءت نتيجة العنف الاسري، فهو أكثر الأسباب التي تؤدي بالمراة إلى الانتحار".

وتابع أن "الوزارة اعدت مشروع قانون الحماية من العنف الاسري، وهو حاليا في مجلس شورى الدولة قيد التدقيق والمراجعة".

وبحسب المتحدث باسم الوزارة فإن "القانون يتضمن استحداث دوائر ومؤسسات من شأنها خفض حالات الانتحار. ويتضمن اجراءات تقلل من العنف ضد المراة، مثل انشاء دور ايواء للمعنفات، او اعطاء الحق للتبليغ عن حالات العنف لاي شخص".

وأكد حمزة أنه "وفقاً للقانون الحالي لا يمكن لاحد ان يحرك شكوى او يبلغ عن حصول حالة عنف اسري معينة، في حين يتيح القانون الموجود في مجلس شورى الدولة حاليا لاي شخص التبليغ او تحريك الشكوى فور مشاهدته حالة عنف اسري، وعلى اساسه تتحرك الشرطة"، مشيراً إلى أن هذا "القانون غير معمول به في اقليم كردستان".

وزاد المتحدث "هناك ستراتيجية جديدة لمناهضة العنف ضد المراة من قبل مجلس الوزراء هذا العام، وهذا ايضا ياتي نتيجة تصاعد حالات العنف والانتحار والاغتصاب وغيرها"، مشيراً إلى أن "الستراتيجية تتضمن اربعة محاور هي البيئة التشريعية الامنة، وحماية المرأة من العنف، ورعاية المعنفات الناجيات من العنف، واجراءات وقائية حول الحد من وقوع العنف على المرأة".

وأكد حمزة أن "العراق يشهد انخفاضاً في معدلات الانتحار، فبعد 2009 تم انشاء مديرية شرطة حماية الاسرة، للنظر في قضايا العنف الاسري، وانخفضت حالات الانتحار من 66 في عام 2009 إلى 46 حالة في عام 2010".

غير أن سليم الجبوري، رئيس لجنة حقوق الانسان البرلمانية، أكد أن البرلمان العراقي لم يناقش ملف الانتحار من قبل. وقال الجبوري، في تصريح لـ "العالم" إن "البرلمان سيناقش يوم غد الأربعاء معدل حالات الانتحار والنسب والاحصاءات الواصلة للبرلمان والتأكد من دقتها". وتابع الجبوري "لا نملك معلومات دقيقة، ونسعى الآن للحصول على بيانات ووثائق رسمية للتحرك بشكل فاعل تحت قبة البرلمان". في المقابل، أكدت لافا دومني، الناشطة في مجال حقوق الانسان بإقليم كردستان، أن "احصاءات المنظمات الكردية ووزارة الصحة تكشف ان معدل محاولات الانتحار في محافظات كردستان بصورة عامة يصل إلى 400 محاولة شهريا".

وتابعت دومني أن "هذه الأرقام من مستشفيات الاقليم، في حين هناك معلومات تشير إلى وجود حالات غير مسجلة، ما يعني أن معدل الانتحار الشهري قد يصل إلى 450 حالة".

وأكدت دومني أن "وزارة الداخلية لم تعط منظمات المجتمع المدني أي احصاء دقيق عن حالات الانتحار". وتابعت أن "محافظة اربيل سجلت النسبة الاعلى بمعدل 80 حالة انتحار سنويا، وفي السليمانية 40 حالة سنويا ومثلها في دهوك".

ودعت دومني الحكومة العراقية إلى الكشف عن أرقام الانتحار الحقيقية في بغداد والمحافظات.

إلى ذلك، اكد مصدر في شرطة بابل، في اتصال مع "العالم" أن مناطق أطراف المحافظة، خاصة في الاجزاء الجنوبية منها، شهدت حالات انتحار عديدة.

وأكد المصدر أن "شابة في السنة الأخيرة من الدراسة الثانوية انتحرت بسبب خلاف أسري"، بينما عثر على طالبة أخرى، وسط الحلة وهي معلقة بمروحة كهربائية في سقف غرفة بالمدرسة.

العالم/بغداد – أزهر ناصر

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced