كلاريس ليسبكتر فرجينيا وولف الاوكرانية
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 04-10-2009
 
   
الاسبوعية
سلوى الجراح
صفات عديدة أسبغها النقاد والقراء على هذه المرأة اللافتة. قيل عنها إنها تشبه مارلين ديتريش النجمة الألمانية، ثم الهوليوودية، في بدايات انتشار السينما في ثلاثينيات القرن الماضي، لكنها تكتب مثل فرجينيا وولف، البريطانية المثيرة للجدل. وقد وُصِفت أيضاً بأنها جيمس جويس البرازيل.
هذه الأيام، وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على وفاتها، صدر عنها كتاب جديد لمؤلف أميركي شاب هو بنجامين موزر، يتقصى فيه حياة هذه الروائية التي قورنت أعمالها بجيمس جويس وفيودور دوستويفسكي، بل إن الكثيرين ممن يقرأون البرتغالية اعتبروها واحدة من أهم روائيي القرن العشرين.
وقد انشغلت الأوساط الثقافية داخل بلدها بطرح أسئلة نقدية أو فضولية حول حياة هذه الكاتبة، ووفق التشكيك التقليدي المعروف بقدرات المرأة المبدعة، حسبها البعض رجلاً يكتب باسم مستعار، من جانبها هي تعلق، ببساطة، على هذا بقولها: «الحقيقة دائما يصعب تفسيرها ولا توجد كلمات يمكن أن تعبر عنها بشكل حقيقي».
مؤلف الكتاب موزر يعلق أيضاً على ذلك: تعرفت عليها في أثناء دراستي اللغة البرتغالية، إذ قرأت لها قصة عنوانها «ساعة النجمة» أكثر من عشرين مرة! ثم بدأت البحث في حياتها، وكلما تعمقت في بحثي اكتشفت أنها تزداد غموضاً».
وحياة ليسبكتر، منذ بدايتها، تعج بالدراما. ولدت في أوكرانيا في العام 1920 وحملت اسم «كايا» الذي تحول، لاحقاً، إلى «كلاريس». كانت الابنة الثالثة لأسرة يهودية فقيرة عانت ما عانته في سنوات الحرب العالمية الأولى، حتى إن والدتها اغتصبت من قبل جنديين وأصيبت بالسفلس، وظن الأب أن خير علاج للزوجة المصابة هو أن تحمل من جديد، لكن مولد كلاريس لم يكن موضع ترحيب الأم، وحين انتقلت العائلة إلى البرازيل كانت كلاريس في الثانية من عمرها.. ورغم حياة الفقر وبساطة العيش تميزت البنت بفطنتها وذكائها وجمالها.
حين بلغت كلاريس الثالثة والعشرين أدهشت البرازيل بصدور روايتها الأولى في العام 1943 «قريب من القلب الطائش». قال البعض إن هذه المرأة الجميلة أبدعت شخصيات مثل شخصيات دوستويفسكي من دون أن تفقد براءتها. وهكذا، غدت، خلال أيام، مشهورة وناجحة، مع أن أعمالها وصفت، لاحقاً، بأنها صعبة، غامضة وتجريدية.

الكلمة المضيئة
ورغم أنّ الكاتبة كثيرًا ما أشارت إلى أن عملها يتركز في البحث عن «الكلمة المضيئة» أو البحث عن «الشيء نفسه» فإنَّ حياتها تميزت بالبساطة والوضوح، وظلت تكتب طوال حياتها، وكثيراً ما واجهت صعوبة جدية في نشر بعض أعمالها، إلى الحد الذي اضطرت معه إلى العمل في بعض الصحف البرازيلية، كإجراء مقابلات وتقديم نصائح في التجميل.
تزوجت كلاريس في سن مبكرة من كاثوليكي أنجبت منه طفلين، لكن زواجها انتهى بالفشل في العام 1959 فغادرت واشنطن، حيث كانت تعيش مع زوجها، وعادت إلى ريو وظلت فيها حتى وفاتها في العام 1977.
ليسبكتر كانت روائية تحسن النظر إلى دواخل النفس البشرية، دواخلها أو دواخل الآخرين، إضافة إلى تحسس تفاصل الزمن الذي عاشته. كانت تقول: «كيف استطاع بيتهوفن أن يكتب الموسيقى رغم فقدانه السمع... أنا مثله».
في العام 1966 تعرضت ليسبكتر لحادث حريق فتشوه وجهها الجميل، وكان ذلك إثر حريق شب في أثناء نومها بسبب سيجارة منسية.
أطلق عليها البعض لقب «الوحش المقدس» وكان هذا يسبب لها الكثير من الألم. كتبت، مرة، إلى إحدى صديقاتها تقول: «خلق الناس حولي أسطورة، لكنني في واقع الأمر، امرأة بسيطة جداً يسهل التعامل معها».
الكتاب الذي صدر، أخيراً، عن حياتها، يحاول إعادة رسم الصورة الحقيقية لهذه الشخصية المركبة، وحسب قول مؤلفه كانت ليسبكتر تستثير الناس بجمالها الأخاذ وبأسلوب تعاملها، واليوم، بعد رحيلها، يتعامل معها قراؤها بسهولة أكبر.
صدر الكتاب تحت عنوان «لمَ هذا العالم؟» (?WHY THIS WORLD)، وقريباً، في تشرين الأول (أكتوبر) الجاري ستنشر إحدى رواياتها بعنوان «التفاحة في الظلام».

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced