عراقيات: تحت المبضع
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 04-10-2009
 
   
الاسبوعية
الجمال في عيادات الاطباء
سوق التجميل او الجراحة البلاستيكية بدأ يجذب العراقيات بقوة، بدءاً بالميسورات. نفخ الخدين والشفتين وتكبير الصدر وتغيير شكل الانف اكثر انواع الموضة شيوعاً. بعضهن يبحث عن شكل افضل، والبعض الآخر عن اوهام الشباب، ولا يخلو الامر من معالجة تشوهات خلقية وأخرى نتجت عن اعمال العنف.

لم تكن ماجدة بشعة الملامح، فهي تتمتع ببشرة سمراء جذابة وشعر وقوام جميلين، لكنها تعاني رغم مرور سنوات عدة على زواجها وانجابها اولادها الثلاثة، من ملاحظة الجميع ضخامة حجم انفها ومقارنته دائما ببقية ملامحها الجذابة، لدرجة انها كرهت التحديق في وجهها طويلا في المرآة لاحساسها بأن أنفها قد يتضخم ويطغى على بقية ملامحها! وما ان انتشرت عمليات التجميل في العراق حتى سارعت ماجدة الى الخضوع لعملية تجميل انفها واحتملت آلام العملية الشديدة لتتمتع أخيرا بأنف جميل منحها المزيد من الثقة والاحساس بالراحة والسعادة كما تقول.
من جهتها، لا تحبذ سوسن الخضوع لمباضع الجراحة لتغيير هيئة انفها الطويل بعدما سمعت عن عمليات مماثلة أدت الى مضاعفات صحية خطيرة، فضلا عن رؤيتها بعض الفنانات بعد تغيير ملامحهن او شفط الدهون المتجمعة في اجسامهن، إذ ادت احدى العمليات الى وفاة الفنانة المصرية سعاد نصر، وأدت عمليات اخرى الى تشويه ملامح معظم الفنانات او تغييرها-في احسن الاحوال - الى ملامح اخرى لا تشبه الاصلية في شيء. وتقول سوسن ان عمليات نفخ الخدود والشفاه او تكبير الصدر او الارداف وشد الوجه للقضاء على التجاعيد، قد تعطي نتائج سلبية إذا لم يكن الطبيب متخصصا في زرق الابر وتحديد الجرعات المطلوبة.
وتستقبل عيادات ومعاهد التجميل في العراق النساء القادرات على دفع الكلفة الباهظة وهن من نساء الطبقة الثرية أصلاً او نساء حديثات النعمة، او الثريات الراغبات في تطبيق كل بنود الموضة ولو لم تناسبهن، فضلا عن بعض النساء العاملات ممن ينجحن في جمع رواتبهن لتحقيق أمنياتهن في الحصول على مظهر أفضل بهدف الحصول على عريس بالنسبة الى الاوانس والعوانس، واستعادة ملامح الشباب بالنسبة الى المتزوجات والخائفات من شبح الشيخوخة.
ويعزو الطبيب النفسي محمد الكبيسي لجوء النساء الى عمليات التجميل الى تأثيرات وأسباب نفسية لأن الهدف منها هو اسعاد انسان يعاني نفسيا واجتماعيا بسبب تشوه خلقي او مكتسب، مشيرا الى تدخل الطب النفسي في انجاز عمليات التجميل في الخارج، اذ لا يقدم طبيب التجميل على اجراء العملية إلا بعد اقتناع الزبون نفسيا بما سيصبح عليه الحال بعد العملية، خصوصاً وان الطبيب الجراح لا يمكنه التكهن برد فعل الزبون او احتمال لجوئه الى اجراء عملية تجميل لمواجهة ازمة نفسية او عاطفية او اجتماعية، كاجراء بعض النساء عمليات من دون اقتناع كامل لمجرد ارضاء ازواجهن أو بسبب الغيرة من رفيقاتهن. لذا يأمل الدكتور الكبيسي ان تكون الزبونة في كامل اقتناعها، او ان تراجع طبيبا نفسيا قبل اجراء العملية علها تقتنع بملامحها الاصلية وتتقبل شكله الأصلي بدلا من إشباع مجرد رغبة قد تقودها الى ما لا يحمد عقباه.

تجميل اجباري
في مستشفى الواسطي الحكومي او مستشفى الفردوس الاهلي أو بقية المستشفيات التي تستقبل يوميا العديد من الراغبين او الراغبات في اجراء عمليات تجميل، يمكن ان نعاين نوعين من المرضى. فهناك المجبرون على اجراء العمليات بسبب تشوهات ولادية او ناتجة عن الانفجارات والحروق والحوادث المنزلية وحوادث السير، وهناك نوع آخر يرغب في تغيير ملامحه ونسبة النساء اكبر من الرجال في ما يتصل بالنوع الثاني.
وكان الجراح العراقي قد اثبت جدارته في اجراء مثل هذه العمليات منذ تعرض الجنود في الحرب الايرانية-العراقية لتشوهات خطيرة، ثم تعرض المواطنين أنفسهم لتشوهات مماثلة بسبب التفجيرات واعمال العنف، لكن «سوق» التجميل وجد له زبائن جدداً منذ ان انتقلت عدوى عمليات التجميل الى العراق عن طريق مشاهدة النساء العراقيات القنوات الفضائية وسفر بعضهن الى الخارج، ورصد خطوط الموضة التي خرجت عن حدود الأزياء وتسريحات الشعر الى تغيير الملامح جزئيا او كليا.
ويؤيد طبيب جراح تستقبل عيادته عشرات النساء يوميا في منطقة المنصور اجراء مثل هذه العمليات لاخراج النساء العراقيات من حالة الاحباط واليأس احيانا، ما دام تغيير الملامح ينعكس على حالة المرأة النفسية، مؤكدا على أهمية مجاراة التطور العلمي في هذا المجال، ولن يتم ذلك حتما الا باجراء مختلف انواع العمليات!
في الوقت الذي يرفض اختصاصي الجراحة التقويمية الدكتور هيثم علي الخضوع الى عملية كبرى لمجرد اشباع رغبة ما، فقد تتعرض المرأة لأضرار لا يمكنها التكهن بها كتلوث ابر «البوتوكس» التي يتم بها رسم الحواجب بطريقة «التاتو» اذا لم يتم تعقيمها بشكل جيد او التعرض لمواد حارقة او تالفة للشعر او للجلد بهدف اعادة الشباب اليه، فضلا عما يمكن ان تسببه عمليات تجميل الأنف احيانا من مضاعفات صحية كالنزف الدائم او الاصابة بالتهابات جلدية، مشيرا الى أن تحول تغيير الملامح الى موضة مسألة ضارة للمرأة الراغبة في مجاراة الموضة، ولن يكون في وسعها تغيير ملامحها باستمرار.
وتنتظرالصبية ديمة سعيد دورها في الفحص في مستشفى الواسطي لغرض التخلص من الحروق البشعة التي تغطي إحدى ذراعيها، وبعضا من صدرها بعدما اسقطت ابريق الشاي المغلي على جسدها وهي في السابعة من عمرها. وتتألم ديمة لحرمانها من ارتداء الملابس التي ترتديها زميلاتها لخشيتها من ابراز حروق ذراعها, وتكتفي بارتداء الاكمام الطويلة في الوقت الذي يؤكد والدها رغبته في تخليصها من عذاباتها منذ وقوع الحادث, لولا الكلفة العالية لعمليات التجميل, واضطراره اخيرا الى مراجعة المستشفى الحكومي بعد عجزه عن جمع مبلغ كاف لاجراء العملية في مستشفى خاص، وبسبب الحاح ابنته التي لم تعد تحتمل نظرات الشفقة وهي تجري حثيثا نحو سن الشباب.
في المقابل، يمكن لأي راغبة  في تغيير ملامحها من راكبات موجة الموضة، دفع مئات او آلاف الدولارات مقابل اجراء عمليات تجميل في عيادات اشهر الاطباء أو في المستشفيات الخاصة التي يعملون فيها، وهو ما يدفع سيدة الاعمال آلاء القزويني الى الاعتراف بأن الاسعار المرتفعة لهذه العمليات لا توازي لحظة احساس بالجمال والتميز في عيون الآخرين، وهو ما تسعى اليه المرأة منذ بدء الخليقة، ولا داع لازدراء سلوك الباحثات عن الجمال ما دام هدفا ازليا وعالميا، والا فما الذي يدفع بيوت الازياء وصالونات التجميل العالمية الى ابتكار الجديد والمثير من الصرعات لارضاء النساء، وكيف تزدهر سوق التجميل بهذا الشكل ما لم تجد لها زبائن كراماً؟

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced