سماسرة التأجير من الباطن..مختارون يتحولون إلى دلاّلي عقارات
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 08-07-2013
 
   
المدى- تحقيق / هدى العزاوي

مختار منطقة يعمل سمسارا لارضاء رغباته، هذا مايحدثنا عنه احد الشباب العاملين مع مختار احدى مناطق بغداد، والذي بادر بالحديث، مشترطاً عدم ذكره اسمه، قائلاً لـ(المدى): حضرت احدى العوائل التي كانت تملك شقة سكنية وطلبت من المختار تأجيرها الى اناس محترمين، ولكن نزوات المختار ورغباته الصبيانية دفعته الى تأجيرها الى عائلة احضرها بنفسه، مكونة من أم وأب كنا نسمع عنه دون أن نراه وابنة. منذ 6 اشهر المختار يتردد على تلك الشقة في الساعات الظلام الحالك مع بعض الشباب الذين يترددون ايضا عليها وبساعات متفق عليها مع المختار، وبعد مراقبتي للحالة عن كثب اتضح بان المختار هو المؤجر الحقيقي وان تلك العائلة اتخذها مرتعا لممارسة الرذيلة معها في منطقتنا.
هذا نموذج لظاهرة بدأت تطفو على السطح بعد غياب الرقابة وتدهور الوضع الامني، إذ باتت بعض الشقق والمحال والدور السكنية تبدو وكأنها مخصصة لسكن العائلات أو محال للرزق  إلا أنها تختفي تحت هذا الاسم (الايجار) الذي يحميها من الشبهات لتمارس بداخلها أعمالا مخلة بالحياء فضلاً عن كون بعضها الآخر تنطلق منه عصابات السطو. وما لا يدركه كثيرون تورط بعض المختارين والدلالين وحتى بعض العوائل في تفشي تلك الظاهرة في الأحياء السكنية بصورة كبيرة، وان الحال لن يستقر مادام سماسرة التأجير من الباطن يمارسون لعبتهم المفضلة التي يتحكمون من خلالها بالوضع الامني والاخلاقي الذي  يتنافى مع قيمنا الاجتماعية التقليدية والأخلاق التي تربينا عليها وتقاليدنا التي تؤكد على النزاهة والعفة، خصوصاً ونحن نعيش في مجتمع شرقي يقيم فيه الناس الآخرين أحياناً من خلال جيرانهم أو المحلة التي يسكنون فيها.
(المدى ) قامت باجراء استطلاع اراء عدد من المتخصصين والتجار وذوي الشأن للوقوف على ماهية تفشي هذه الظاهرة ومدى خطورتها.
عوائل وهمية للتأجير
هناك بعض العوائل التي تستخدم كواجهة لتأجير البيوت وجعلها اوكاراً للسطو المسلح، وهذا مايحدثنا عنه حيدر الموسوي قائلا لـ(المدى): ان ما حدث في منطقة  الكاظمية إذ انتقلت إليها عائلة لتسكن في احد المنازل، واتضح بعد مدة بان لا وجود لعائلة تسكن المنزل، إنما من كانت هناك عصابة اتخذت من هذا المنزل مقرا لعمليات سطو وسرقة داخل المحلة من خلال هذا البيت. بعد تكرار عمليات السرقة وبفضل جهد جهاز الاستخبارات استطاعوا  أن يكشفوا بأن العائلة لم تكن سوى غطاء وواجهة لصرف الانتباه عن عمل هذه العصابة. وأكد الموسوي أن الوضع الامني المتردي اضافة الى غياب السلطة القانونية والرقابية باكثر من مكان، سهل بدرجة كبيرة لضعاف النفوس ليقوموا باستئجار منازل في المحلات السكنية تستغل كتمويه لعمل العصابات الإجرامية.
الصدفة وحدها تكشف الحقائق
الصدفة تلعب دوراً كبيراً في كشف وإلقاء القبض على عصابات تمارس السرقة واكد احد منتسبي الاجهزة الامنية (س) لـ(المدى) بان الصدفة هي بطلة قصص كثيرة من عمليات القبض على ارهابيين وتحرير رهائن محتجزين، وكانت الصدفة ايضا بطلة حكايتنا عندما تلقينا توجيهات باجراء جرد على المناطق السكنية  لمعرفة من يسكن تلك المناطق، وبالتحري عن المستمسكات الرسمية وعقود الايجار او اذا تضحت ملكية لإحدى الدور، ولكن اثناء عملية الجرد توصلنا الى احد البيوت الخالية التي لم تستجب عندما طرقنا الباب،  فاضطررنا لطرق الباب على الدار المجاورة لتكملة الجرد وكانت امرأة طاعنة تسكنه وقالت بان لا احد يسكنها ولكن أكد الجيران أن أصواتاً تسمع من الدار في ساعات الليل المتأخرة، الأمر الذي أثار لدينا الشك والريبة فبلغنا المسؤولين وحصلنا على موافقات اصولية لمداهمته، وتبين وجود عصابة مكونة من خمسة افراد معهم أسلحة، اضافة الى وجود رهائن محتجزين من قبلهم ، فتم القبض على المجرمين وعند التحقيق اتضح بان للدلال ضلعا في تورطهم بهده الأعمال.
عمليات نصب واحتيال
الحاج علاء البياتي صاحب سكن قال لـ(المدى): قبل مدة وجيزة جاءني احد الشباب المعروفين في المنطقة وهو من عائلة معروفة أخبرنا أن زواجه من الفتاة التي يرغب فيها متعلق بإيجاد منزل مستأجر، ولانه شخص موثوق وكفيله ايضا قبلنا اعطائه السكن مقابل مبلغ، وتم عقد الايجار بصورة طبيعية واحضر زوجته وسكن معها، و بعد مرور عام كامل بدأت تظهر امور غريبة واول من لاحظها الجار عندما بدأ يتسحب الى الشقة بوقت متأخر خائفا من ان يراه احد، وبعدها اتصل بي واخبرني ان هناك من يبحث عنه وطلب مني ان لا اصرح عن سكنه وعلى اثر كلامه وتخوفا من تورطه بامور اخرى طلبنا منه ترك السكن، وبعد يومين فوجئنا برجال من الأجهزة الأمنية ومعهم احد اقارب المؤجر وبعد البحث في دهاليز حكايته اتضح بانه لم يتزوج من تلك الفتاة التي قاسمته السكن لمدة عام كامل، اضافة الى علم اهل الفتاة بذلك الأمر ولم يتوقف الامر الى هنا مع فاجعته الاولى ظهرت اخرى حيث اتضح بانه يمارس النصب والاحتيال وسرق بحدود 20 الف دولار، ولكن لم يجدوا الزوجين اي الشاب وفتاته ، وبعد هدوء الامر ظهر ذوو الفتاة وحملوا اغراضهما بهدوء.
الدولة تعجز أمام "أم صالون"
من ضمن الأمور التي تحتاج الى ايجار هي المحال التي تستخدم كشبكات سطو او مقرات لتهريب الفتيات. ويقول احد اصحاب تلك المحال الذي لم يشأ ذكر اسمه خوفا من العواقب لـ(المدى): أملك محلاً من ضمن مكان سكناي في منطقة الكاظمية، قمت بتأجيره الى امرأة استخدمته كصالون حلاقة نسائية  وبعد مدة احضرت عاملة لمساعدتها لكن العاملة المساعدة تحولت إلى صاحبة الصالون المؤجرة من دون أن تخطرنا بذلك أو تتفق معنا، على إثر ذلك قمنا بالاجراءات اللازمة لكن بعد توسيط عدد من الخيرين قبلنا ان تبقى الاخرى بالمحل مشترطين أن يكون إيجارها بدون عقد لنضمن خروجها ساعة احتياجنا للمحل أو شعورنا بأن قد تسبب مشاكل لنا أو للمنطقة. وحدث ما يصعب ان يستوعبه عقل إذ فوجئنا بدوريات من الشرطة تحيط بالمحل وتثير قلق وخوف العوائل، وبعد الاستفسار والاستقصاء اتضح بأن المستأجرة ضالعة في تهريب خمس فتيات ووجدوا لديها 3 منهن مختبئات، ولكنها انكرت واصرت بان ام الفتيات على علم بذلك. فقررنا أن نطلب منها اخلاء المحل فطلبت مهلة شهر لايجاد مكان اخر، وبعد انتهاء المدة أصرت  على البقاء علما انها تفتقر الى الموافقات الامنية التي تجيز لها فتح اي صالون حلاقة ومنها عقد الايجار الذي عزفنا عن التعاقد معها اضافة الى اجازة الصحة، فاقمنا عليها دعوى قضائية ولكنها رفضت استلام التبليغ ،اضافة الى تهديدنا بصورة غير مباشرة بالقتل، فلم نكتف بالدعوى فأخبرنا الأجهزة الأمنية والمسؤول الامني بالمجلس البلدي والشرطة الاتحادية إضافة الى مكتب السيد الا ان الأمر باء بالفشل ولم يحسم الى الان.
شركات ومكاتب تستخدم لأعمال غير اخلاقية فقد حدثنا حارس احدى العمارات المدعو محمد يوسف قائلا (المدى): ان هناك بعض اصحاب المكاتب في عمارتنا وبعض مكاتب الشركات يتخذون عملهم واجهة لممارسة مبتغاهم، حيث كان صاحب شركة يتردد مع فتاة الى شركته مدعيا بانها تعمل معه، ومن اولويات عمله يجب ان  يجتمعا في الوقت ذاته ودون مواعيد رسمية، وبدأ الحديث يستشري بين المحال المجاورة للعمارة، في أوقات دخول صاحب الشركة والموظفة في ساعات النهار اللاهبة عندما توشك المحال على الاغلاق وبشكل مستمر، مما دفعني خوفي على سمعة العمارة لتحذيره بصورة غير مباشرة وبعد اعتراضه ببعض الكلمات الا انه وقف خجلا من عمله، فلم نر لا صاحب الشركة ولا الفتاة مرة اخرى.
مكاتب دلالية تفتقر للرقابة
يذكر احد دلالي منطقة الصليخ الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الأوضاع غير المستقرة قائلا لـ(المدى): بعض الامور التي تذكر عن الدلالين هي امور صحيحة ولكن ليس في المكاتب المجازة والتي تحاسب سنويا، فمنذ مدة تم اعتقال صاحب مكتب دلالية لتأكدهم بإقامته عدة مكاتب غير شرعية في عدد من المناطق لادارة شبكة لسطو المسلح في عدد من المناطق بالتعاون مع الدلال، وتم القاء القبض عليه وعلى المالك. ويؤكد بان اغلب الحالات التي تحدث خارج مكاتب الدلالين المجازة واذا كان المكتب مجازا فيعتمد بذلك على الثقة، ومن الامور الاخرى تهاون بعض مالكي العقارات ومن ضمنهم صاحب ملك اراد  تأجير منزله بمبلغ خيالي، مما دفعني لتأنيبه بانه مبلغ عال، الا انه اصر وفعلا قامت عائلة باستئجاره، وبعد فترة اتضح ان رب العائلة احد الارهابيين المطلوبين الذي القت الاجهزة الامنية القبض عليه وعرض في القنوات العراقية.
الاجراءات الرسمية
من ضمن شروط الايجارات يجب ان يكون هناك كفيل ضامن من الناحية الاخلاقية والامنية ايضا، واما بالنسبة الى الكفيل الضامن فيجب ان يكون من نفس المحلة فلا يجوز ان يتكفله شخص من محلة اخرى، اضافة الى أن الثقة هي الاساس في التعامل بسبب الاوضاع الامنية المتدهورة، وان تكون هناك موافقات امنية حتى لا تقع اشكالات تؤثر على سمعة المنطقة، ووجود استمارة تحمل موافقة المختار والمجلس المحلي ومكتب المعلومات وختم ضابط استخبارات المنطقة للموافقة على نقل الاثاث، اضافة الى ادراج موافقة جديدة تسمى بالامن القومي للاستفسار اذ كان الشخص مطلوبا من جهة معينة.
دور المختار شبه معدوم
نفتقر الى ممارسة صلاحياتنا، هكذا ابتدأ حديثه مختار احدى المناطق عبد الحميد حنش حسين، مبينا للمدى: الان مع تدهور الاوضاع الامنية وتعامل بعض الدلالين بشكل مبطن بعيدا عن صلاحيات المختار او علمه،  يدفع الى تشعب مثل تلك الحالات وخاصة في المناطق الشعبية، اضافة الى المناطق التي تفتقر الى التعاون، حيث يؤكد حنش بان المختار يفتقر الى ممارسة صلاحياته المعهودة التي كانت تطبق قبل 2003، فاذا ارتابه شك بنسبة 1% ان سكنة هذا المنزل ذوو سمعة سيئة او يقومون بممارسات غير قانونية، فمن ضمن صلاحياته اخلاء الدار في الحال، ولكن الان يتم الامر حسب العلاقات اضافة اعتذار مركز الشرطة عن متابعة مثل هذه الحالات، حيث جاءتنا شكوى من احد الاشخاص الذين يقطنون محلتنا بان هناك اشخاصا غرباء يترددون على منزل سكنته عائلة حديثا فلم نأبه بالشكوى الاولى، ولكننا وضعناها في الحسبان ووضعنا شخصا لمراقبة المنزل وبعد التأكد 100% قمت بإحضار قوة لمداهمة المنزل في حدود الساعة الثانية صباحا، ووجدنا ساكنيه بوضع مزر، ووجود عدد من  الشباب والفتيات في حالة سكر، وبالرغم من كل تلك الادلة الا ان مركز الشرطة اعتذر عن استلامهم ، وكل تلك المراقبات ضاعت سدى، مما اضطرنا الى تهديدهم عشائريا اذا لم يرضخوا ويتركوا المنزل.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced