الرابع عشر من تموز يوم الاستقلال الوطني
نشر بواسطة: Adminstrator
الأربعاء 10-07-2013
 
   
استبشر العراقيون خيرا صباح يوم الرابع عشر من تموز 1958 بنجاح الثورة لتكون البداية الحقيقية للدولة العراقية المؤسساتية القائمة على اساس خدمة المواطن العراقي في كل تفاصيل حياته ومستقبله وتقرير مصيره الوطني والإنساني.. مستجيبة لمبدأ الحريات العامة ليكون المواطن  محور اهتمامها الحقيقي.. انها الثورة التي وضعت نهاية حاسمة للعهد الملكي المرتبط اصلا بقوى الاستعمار العالمي، معلنة بداية النظام الوطني الجمهوري.
تحقق الاستقلال الوطني بما انجزته ثورة الرابع عشر من تموز.. نعم ، نضال القوى الشعبية فرضت إلغاء عدد من المعاهدات التي كبلت العراق بتبعيته للأجنبي ،لكن الثورة هي التي حررته تماما وأعادت السيادة المستلبة ليس بالتحرر العسكري فحسب ولكن بتحرير البلاد من الأحلاف والمعاهدات ومن سطوة شركات النفط واختراقها وتحكمها في السيادة الوطنية .
عملت ثورة الرابع عشر من تموز على تفجير الوعي السياسي لدى الجماهير الشعبية الواسعة التي كانت محرومة من المساهمة العلنية في النشاطات السياسية، رافقه زيادة مستوى الوعي لدى الجماهير بحقوقها وواجباتها الوطنية وأجازت بموجب قانون الجمعيات عام 1961 ما يقارب من 700 جمعية ومنظمة واتحاد .
كما عملت على محو الأمية التي عانى منها الملايين من أبناء شعبنا بشن حملة وطنية في الريف والمدينة لمعالجة هذا الداء وكان لرابطة المرأة العراقية دورا مميزا في الحملة كما حصلت زيادة منظورة في عدد المدارس والمعاهد العلمية وعدد الطلبة والمدرسين إضافة إلى إرسال آلاف الطلبة إلى الخارج في بعثات دراسية في مختلف المجالات العلمية اللازمة لبناء الركائز الاقتصادية وإدارتها وإدامتها وخاصة المرافق النفطية.
وتم إصدار قانون العمل لحماية حقوق وامتيازات الطبقة العاملة وقانون الإصلاح الزراعي وإلغاء الإقطاع والذي يعتبر ثورة اجتماعية لصالح الملايين من الفلاحين الفقراء والعاملين في الأراضي الزراعية.. وتبنت الثورة سياسة العدالة الاجتماعية وقللت من الفوارق بين المدينة والريف.
كما حققت الثورة تشريع قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 استجابة حقيقية لمتطلبات المرأة في العراق ونتيجة طبيعية لكفاح طويل خاضته من أجل المطالبة بحقوقها المشروعة ويعد هذا القانون نقلة نوعية بالنسبة للمرأة وحقوقها وحريتها ومسيرتها النضالية المتواصلة من خلال منظمة الدفاع عن حقوق المرأة فيما بعد ( رابطة المرأة العراقية ) وغيرها من المنظمات منذ أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي من اجل التحرر والانعتاق من هيمنة المجتمع الذكوري الذي كان يستهجن المرأة في العديد من الصور والأحداث والقيم الاجتماعية السائدة والبالية التي عفا عليها الزمن، وكان ذلك الفعل السياسي والاجتماعي والفكري الذي مارسته المرأة العراقية المناضلة مدعوما بحملة واسعة من قبل الأحزاب الوطنية والليبرالية، فضلا عن تأييد ومساندة المثقفين والأدباء والكتاب والشرائح المتطلعة الى النهوض والارتقاء الاجتماعي.
هذه المنجزات وغيرها تؤكد على ان ثورة 14 تموز ومن خلال معطياتها التي تجسدت بإطلاق القوانين والقرارات التي جاءت في صالح المرأة وبقية الشرائح الاجتماعية، بمثابة الثورة الاجتماعية التي اكدت ملامحها الأولى وأعطت ثمارها وما زال الكثير منها يؤكد حضوره الفاعل في سلم البناء الاجتماعي والتشريعي لجهة تحقيق قدر اعلى لحقوق المرأة وإمكانية منحها الدور اللازم والمطلوب في بناء العراق ودولته الديمقراطية الحديثة والمعاصرة . ولعل اشراك المرأة في الحياة السياسية بتوزير أول امرأة  في العراق وفي منطقة الشرق الاوسط الدكتورة نزيهة الدليمي الشخصية المناضلة التي سعت بكل جهدها ونضالها من اجل ضمان وحماية حقوق المرأة وحرية  الشعب والوطن. 
من هنا يمكننا المطالبة اليوم لجعل الرابع عشر من تموز الذي نحتفل به كدلالة لسيادتنا الوطنية ولاستقلالنا الحقيقي فالرابع عشر من تموز هو يوم الإجماع الوطني كما انه احدث قطعا في التاريخ العراقي بتحولنا من الملكية الى الجمهورية واحدث  تغييرا في بنية تركيب المجتمع العراقي على اسس الحداثة والعدالة الاجتماعية ، وهي الانطلاقة الحقيقية نحو بناء عراق مدني ديمقراطي التي يحق لنا ان نفتخر بها جيلا بعد جيل .


رابطة المرأة العراقية
تموز 2013

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced