الاجراءات الامنية وفوضى السيطرات تحول الكرخ والرصافة الى محافظتين متجاورتين
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 15-07-2013
 
   
المدى-بغداد /يوسف المحمداوي

لا يلام أبدا من يستغرب حين يقرأ عنوان التحقيق ،ولكن من يبحر على مراكب الصور غير المألوفة التي تعيشها العاصمة بغداد في بحر التغيير، سيصدق حتما بأن ما قصدته هو الواقع كما هو لا تزويقا ولا تلفيقا فيه، بل قد يكون هناك ما يفوق هذه المشاهد من الحالات المضحكة المبكية لكننا لم نعشها.
مواطنو بغداد يعيشون حالة من الذهول مما يحدث لكونه يفوق التصرف ويخالف جميع القوانين المعمول بها وفق السياقات الأمنية المعمول بها، لأن المعروف والمتعارف عليه من قبل قادة البلد وحتى المواطنين بأن من يحفظ الأمن داخل العاصمة هي قيادة عمليات بغداد، وفق خطط أمنية من شأنها ليس فقط حفظ أمن المواطن بل صون كرامته ايضا من خلال سلوك العناصر الامنية، لكن ما يحدث هو عكس ذلك تماما وبسخرية مريرة لم تشهدها البلاد من قبل ليس في الحكم الاستبدادي بل في الامتهان والانتهاكات التي أصبحت خبز البغدادي اليومي على يد أبناء جلدته.
سيطرات ثابتة وأخرى مرابطة
الذاهب من محافظة الكرخ !صوب محافظة الرصافة! سيشعر حتما بأنه في مدينة أخرى تختلف من حيث الإجراءات الأمنية المتبعة، والأمر ينطبق كذلك على القادم من الكرخ، فحين تعبر جسر الجمهورية من جهة ساحة التحرير باتجاه المنطقة الخضراء ستختنق حتما لكونك قادما من فضاء مفتوح في الرصافة الى ثكنة تعج بالهمرات والارتال العسكرية ونقاط التفتيش الثابتة وأخرى تدعى سيطرات المرابطة المكونة من قوات الجيش والشرطة الاتحادية والانضباط العسكري وشرطة النجدة والمرور ،ولا ادري ما شأن الانضباط العسكري بتلك السيطرات ،فالمشهد يحيلك الى ايام الطاغية وملاحقة الهاربين من الخدمة العسكرية، على العموم انها سيطرات متحركة، وكلما تعمقت في الكرخ زدت اختناقا، ليس فقط من زخم السيطرات ولكن ايضا من السلوكيات المتبعة هناك.
تصرفات طارئة على المجتمع
سائق التاكسي محمد محسن من سكنة منطقة الشعب قال استأجرتني احدى العوائل من منطقة السيدية الى منطقة الدورة وكانت مكونة من امرأة وفتاة وحين وصلنا الى سيطرة التفتيش الفرعية في شارع(60) استوقفتنا وطلبت مني الرجوع وانزال العائلة والسبب لكون رقم تسجيل سيارتي منفيست، ثم قام احد أفراد عناصر الشرطة الوطنية بطلب بطاقة السكن من المرأة المسنة، فردت عليه(يمه آني خطار جايه على بيت اخوي..ما عندي بطاقة، وهذاك بيت اخوي الكل تعرفه أبو محمد)فرد عليها(حجيه اهواي موجودة عوائل باسم أبو محمد والأوامر تكول محد يدخل الا عنده بطاقة سكن...مو بيدي)،فاتصلت هاتفيا بأخيها لعله يجد حلا للمشكلة ،فطلب منها ولدها ان تعطي الهاتف لاحد أفراد السيطرة وبالفعل أعطت الهاتف للعنصر الأمني المعترض على دخولها كما يقول السائق الذي بقي واقفا منتظرا ان تأخذ المرأة أغراضها من سيارته.
مشهد لا يمكن ان يحدث بالأحلام
كان رد العنصر على شقيق الضيفة(أخي والله أوامر.. موبيدي.. اذا تريد جيب بطاقة السكن ودخلها وياك) ،فقال له (انا أستاذ جامعي ومرتبط بدوام ،وثق من ارجع اجيبلك الحجية وبطاقة السكن )فرد عليه بكل صلافة(اخي شمدريني انت أستاذ ،وشمدريني اشايله بعلاليكها)فرد عليه الأستاذ( أخي اذا تشك بالحجية إرهابيه فتشها وخليها تفوت أرجوك.. ترضاها على اختك او امك)فرد عليه بتعنت (والله اني انفذ الاوامر)تناولت الحاجة الهاتف وأذعنت لطلب اخيها الذي قال لها(حجيه ارجعي البيتكم وآني العصر امر عليج وآخذج وياي) وبالفعل استقلت نفس سيارة الأجرة وبقيت تتحدث بمرارة عن مشهد لا يمكن ان يحدث الا بالأحلام في مجتمع تربى دائما على السماح والطيبة وكيف وصل الى هذا التعامل الوحشي كما يقول السائق، الذي اكد ان هناك حالات اكثر غرابة مما حصل مع هذه العائلة.
هل ترضون إهانة أمهاتكم
فقلت للسائق يا أخي هل تريد ان أوصل كلامك الى الصحافة فرد علي: اتمنى ذلك وانا ضابط متقاعد أرغمتني الظروف على العمل كسائق أجرة لأسدد واجبات البيت ونفقات اولادي في الجامعات ،وبودي ان اوصل رسالة من خلالكم لهذا العنصر الذي لايفقه بالسلوك الأمني الصحيح والكثير من امثاله والمسؤولين عليه، هذه ام عراقية كأمهاتكم ،هل ترضون اهانتهن وسلب كرامتهن كما فعلتم بهذه العراقية الموقرة، ولو كنتم جادين ومخلصين بعملكم بالفعل الى هذه الدرجة ،لا اريد أن أذكر العمليات الإرهابية السابقة جميعها بل آخرها وأقول من أين مر الإرهابي الذي قام بتفجير محل(الكوفي شوب)وراح عشرات الضحايا من الأبرياء ،ألم يمر من نفس المنفذ الذي منعتم الحاجة ان تمر به لزيارة بيت اخيها؟،أم أن سوناركم المزيف خصص لكشف بطاقة السكن فقط متجاهلا الأحزمة الناسفة والعبوات الناسفة وكواتم الصوت، نتمنى منكم ان تتعاملوا مع الناس كونهم عراقيين، وهوياتهم ملامحهم يعرفها من يمتلك فراسة الضمير والاحترام الإنساني بحسب قول الضابط الذي رفض ذكر اسمه.
حلول لحفظ الأمن وكرامة المواطن
عدد من اهالي منطقة أبودشير بينوا للمدى انهم ضاقوا ذرعا بنقطة التفتيش الموجودة في المنطقة ،المواطن ابو كمال يقول ان القوات الامنية تقوم في الاغلب بإغلاق جميع منافذ المنطقة الثلاثة وتبقي على منفذ واحد فقط ،مما يسبب زحاما شديدا يستغرق ساعات لعبور نقطة التفتيش تلك.
وبنفس السياق يقول المواطن سعدون جبار ان: نقطة التفتيش الرئيسة في منطقة ابو دشير وضعت في مكان غير مناسب، اذ انها وضعت في بداية الساحة الرئيسة للمنطقة ،مما جعل تلك الساحة مزدحمة ليلا ونهارا ومن جميع اتجاهات الساحة ،ولو جعلت في احد الاطراف القريبة من المنفذ وابعادها من الساحة الرئيسة لقل هذا الازدحام كما يقول جبار لاسيما ونحن نعيش فصل الصيف وايام رمضان المبارك وذروة الازدحام تكون عند الظهيرة ،وتمنى جبار من قيادة عمليات بغداد ان تجد حلولا تحفظ الامن وكذلك تحفظ كرامة الإنسان العراقي.
السيطرات حماية أم خيانة للمواطن
احد المواطنين وهو الحاج خضر محمد عبر للمدى عن شكواه من تصرفات بعض رجال الامن في نقطة تفتيش أبو دشير، مشيرا الى وجود ضابط برتبة عقيد وآخر برتبة ملازم في الشرطة الاتحادية ،يقومان بإجراءات استفزازية ضد المواطنين، منها على سبيل المثال لا الحصر، العجلات التي تقل العوائل تخضع للتفتيش حتى وان لم يؤشر جهاز الكشف، وهذا الامر مؤشر لدى اغلب المواطنين وهو برهان على استخفاف تلك السيطرة ممثلة بضابطيها بكرامة العوائل العراقية متناسين بانهما عراقيان وجدا لحفظ أعراض العراقيين بدلا عن محاولات التحرش الواضح بحسب قول محمد، مضيفا بأن السيارات التي تمر من قبل السيطرة ويستقلها شباب قد يكون راديو السيارة يذيع اغنية ما،ايضا يتعرض للمساءلة والتفتيش، ولا ندري كما يقول محمد هل ان تلك السيطرات وجدت لحماية ام خيانة المواطن، وأكد محمد انه لا يعمم على جميع الذين في السيطرة ولكنه وجد من يقودونها هم من يفعلون ذلك، وطالب محمد قيادة دولة القانون ان تفعل اجراءاتها الرقابية على تلك السيطرات ومحاسبة المسيء.
إرهاب الرصافة اكثر من الكرخ
الشيخ علاء السوداني من أهالي الشعب يطرح من خلال المدى على طاولة قيادة عمليات بغداد تساؤلات كبيرة وكثيرة من خلال رسالة مذيلة بتوقيعه مفادها: ان الجميع يعرف سواء كان مسؤولا ام مواطنا بأن قيادة عمليات بغداد هي المسؤولة عن امن العاصمة برصافتها وكرخها، وكذلك الجميع يعرف بان العمليات الإرهابية سواء كانت تفجيرات بالسيارات المفخخة او الأحزمة والعبوات الناسفة وعمليات الاغتيالات بكواتم الصوت، ومظاهر الخطف والتسليب يزداد عددها في الرصافة اكثر من الكرخ، وقد تصل نسبة العمليات الإرهابية في الكرخ الى 10% من العمليات التي تحصد الأبرياء في جانب الرصافة.
إجراءات تفكك العلاقات الأسرية
ويضيف السوداني برسالته من خلال تجوالي وسؤالي في بغداد وجدت مثلا ان حي العدل في جانب الكرخ لايمكن الدخول اليه من اي منفذ إلا بوجود بطاقة سكن او سنوية العجلة، وانا عزفت عن زيارتي لأقربائي جراء الإجراءات وما تسببه من تفكك بالعلاقات الأسرية وقطع صلة الرحم فضلا عن الزحام الذي تسببه تلك الإجراءات في تلك السيطرة، واذا ما سلمنا بأن الامر صحيح وهو سبب لعدم حدوث اي عمليات ارهابية في حي العدل منذ فترة طويلة، فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تطبق تلك الإجراءات في اكثر مناطق بغداد سخونة في الرصافة كمدينة الصدر وحي اور المعروف بعصابات خطف الاطفال ،ومدينة الحسينية وغيرها من مناطق الرصافة، فالذاهب الى تلك المناطق لا يواجه بتلك الإجراءات من قبل مناطق التفتيش الموجودة في منافذها ،وهذا الاختلاف في الإجراءات يثير اكثر من تساؤل.
ما ينطبق على الكرخ لا ينطبق على الرصافة
مبينا في رسالته ان اغلب مناطق الكرخ مشمولة بإجراءات بطاقة السكن وسنوية السيارة، في حين لا ينطبق الامر على جميع مناطق الرصافة، ولا ادعي او أتهم بان الاجراء جاء وفق تقسيمات طائفية، واجزم بانه إجراء غير مدروس لكونه شمل مناطق شيعية وسنية في الكرخ بالرغم من ان ذلك التوزيع الظالم بالتسمية سيىء جدا ،وغير مؤكد للخليط المذهبي الموجود في تلك المناطق، والسؤال الذي بودي إيصاله لماذا تطبق الإجراءات المشددة في أماكن آمنة في حين لا تطبق في مناطق ساخنة، ويؤكد السوداني انه في رسالته هذه يؤكد لقيادة عمليات بغداد ان سلوكيات بعض نقاط التفتيش فضلا عن الاجراءات غير القانونية التي تتصرف بها بعض عناصرنا الأمنية الاستفزازية ،والتي جعلت من قطع الزيارات بين العوائل المتصاهرة شبه ظاهرة بين الكرخ والرصافة، نتمنى من قيادتنا الأمنية الموقرة متابعة الموضوع الذي يمس حياة المواطن البغدادي.
القسم بالقرآن لدخول السيدية
بعد وصول الرسالة توجهنا الى منطقة السيدية لإلقاء الضوء على تلك الإجراءات والتأكد من حصولها ،وجدنا جموعا من المواطنين متكدسة عند سيطرة منفذ الشارع التجاري ،وهو منفذ مخصص للسابلة وليس للسيارات ،سألنا احد المواطنين عن الزحام ،فقال ان الشرطة الاتحادية التي تدير تلك السيطرة تمنع حتى أهالي المنطقة الذين لا يحملون بطاقة السكن ،بالرغم من انهم من غير عجلات، مبينا بان من لايحملها لا يحق له الدخول ،ويضيف المواطن ان احد عناصر الشرطة قال لنا بالحرف الواحد(الما عنده بطاقة سكن يشوفله فندق)وقال بمرارة(هيجي صار العراق ميخلوك تنام بيتك).
محمد قاسم الواقف وسط ذلك التجمع الذي يضم كبار السن والنساء والاطفال والشباب يؤكد ان بعض رجال الشرطة الاتحادية يتفوهون بكلمات نابية امام العوائل بذريعة المزاح فيما بينهم، واغلب عناصر الشرطة في تلك السيطرة من سكنة المحافظات، وأوضح قاسم ان بعض الشباب تم منعهم من الدخول الى المنطقة الا بعد قسمهم بالقرآن الكريم بانهم من أهالي السيدية.
فهل يجوز هذا يا قيادة قوات بغداد ،نحن نعرف ان السيطرات وجدت لحماية الناس لا لاهانتهم، وان يقسم المواطن يوميا بالقرآن الكريم حتى يصل الى عائلته فهذه كارثة لا يصدقها احد وتجعلني أردد مرغما(هلبت كسرنه بخاطر الله).

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced