البغداديون يتحسرون على ضياع مواقعهم السياحية والترفيهية
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 16-07-2013
 
   
رقي المدن تعكس ثقافة مجتمعاتها وتقدمها. والأماكن الترفيهية والسياحية تمثل جانبا مهما من وجه رقيها ، لذا نرى المجتمعات المتحضرة تهتم بإقامة هذه الأماكن وإنشائها بأساليب مبتكرة يتماهى في تصميمها الفن والإبداع والواقع ، لدرجة تثير دهشة الزائرين وسرورهم وتشكل مركز جذب للسياح الأجانب والتردد عليها. معتمدة في إقامتها على كل إمكانيات المدينة مهما كان حجمها فهذه المجتمعات تستغل جغرافية المدينة من سهول بإنشاء المتنزهات الجميلة ومعارض الزهور وأماكن اللهو للكبار والصغار ، والمراكز الفنية والثقافية وغيرها ، وتسخر مرتفعاتها بإقامة النوادي الرياضية كالتسلق والتزحلق وتطوير كهوفها في جعلها مزارا سياحيا . وتستغل ضفاف أنهارها بإنشاء الصروح السياحية والكازينوهات ومراسي الزوارق ، واستغلال تاريخها لإقامة المتاحف العامة .
490 مليار دولار نفقات تسع دول على السياحة
الأماكن الخاصة كمنازل مشاهيرها من أدباء وعلماء وشخصيات تركت بصماتها على صفحات تاريخ المدينة والإنسانية ، تقوم بتحويلها الى متاحف تضم مقتنيات تلك الشخصيات، وتزين شوارعها وساحاتها ومناطقها بالنصب والتماثيل والنافورات ، وتحيي الصروح التاريخية بترميم وتطوير القلاع والقصور، وتعد المناطق الأثرية حتى المتواضع منها بشكل يثير الفضول والدهشة وجعلها مراكز سياحية.
الحديث عن تحويل وتطوير الأماكن العادية الى أماكن ترفيهية لا ينتهي فالأمثلة كثيرة ومألوفة نراها عند زيارتنا لمدن العالم ونشاهدها من خلال الفضائيات ومواقع الانترنت ففي العام 2012 أنفقت الصين 102 مليار دولار على السياحة وألمانيا 83 مليار دولار وأمريكا 83 مليارا والبريطانيون 52 مليارا والروس 42مليارا والفرنسيون 38مليارا والكنديون 35مليارا واليابانيون 28 مليارا والاستراليون27 مليارا. وهكذا تتجسد الملامح الجميلة للمدن .

بغداد ..يا بغداد
فماذا عن عاصمتنا بغداد ،المدينة التي تمتلك ماضيا متألقا من حضارات عريقة موغلة بالقدم أغنت البشرية قاطبة في جميع  مجالات الحياة ، وتتمتع بتاريخ مشرق فقد كانت عاصمة للدولة الإسلامية في أوج ازدهارها ، وتضم آلاف المواقع الأثرية ناهيك عن نهر دجلة الذي يتوسطها وميزانيتها المهولة التي تجاوزت المئة مليار دولار . فبغداد لها كل المقومات التي تؤهلها لتصبح من أجمل المدن الترفيهية والسياحية ولكن ؟.

مدينة من طراز فريد
كامل عبد الجبار 56 سنة مدرس : بغداد من المدن المؤهلة لأن تكون في مقدمة المدن الترفيهية ومدينة سياحة من طراز فريد يؤمها الزوار من مختلف أرجاء العالم فهي زاخرة بالمواقع الآثارية والتاريخ المشرف الذي يضم الأحداث المبهرة ،والشخصيات التاريخية والثقافية والأدبية والعلمية التي بالإمكان اتخاذها نواة لإقامة الأماكن الترفيهية ،كما إن ضفتي نهر دجلة على امتدادهما يمكن إنشاء مئات المراكز الترفيهية والسياحية عليهما ، ولكن للأسف تاريخنا مطموس ومواقعنا الأثرية مهملة نهبا للاندثار والسرقة وشواطئ نهرنا الخالد، موبوءة تهجع  على كتفيها منذ زمن بعيد بقايا السفن والزوارق وتنتشر عليها النفايات والفوضى لذا يتحتم على الحكومة الاهتمام بإحياء هذه الأماكن وإقامة المراكز الترفيهية والسياحية الحديثة عليها لتغير ملامح مدينتنا البائس وتضفي عليها الإشراق والتألق .

لا ترتقي إلى أدنى مستوى
سامر سعيد 32 سنة موظف : بغداد تقتصر على أماكن ترفيهية قليلة لا ترتقي إلى أدنى مستوى للاماكن الترفيهية في دول العالم وهي على عدد أصابع اليد منها متنزه الزوراء ،كورنيش الأعظمية ، الكاظمية ،أبو نؤاس، جزيرة بغداد، ولكن للأسف مساحاتها صغيرة ، خاصة في المناسبات والأعياد حيث يتوافد عليها أعداد كبيرة من الزوار لا تستوعبهم والاهم من هذا إنها تفتقر الى المنشآت الفخمة والألعاب الحديثة والخدمات الراقية ،لذا فهي لا تشكل جزءا يسيرا من الطموح اذا ما قيست بالأماكن الترفيهية لدول شيدت بصدق وإخلاص أماكن ترفيهية وسياحية بنجاح منقطع النظير حتى باتت مقصدا للزوار من جميع أنحاء العالم وأصبحت عائداتها موردا ماديا يضاف لدخل تلك الدول واقرب مثل على ذلك تركيا التي ركزت اهتمامها في تطوير الأماكن الترفيهية والسياحية حتى باتت قبلة أنظار العالم وكذلك دول الخليج وغيرها إذ هناك دول اعتمدت على السياحة في دخلها بالدرجة الأولى .

العراقيون بحاجة إلى الترفيه
محمد سلمان 33 سنة :المجتمع العراقي مرهق بسبب الأحداث الكارثية التي مرت به وهو أحوج ما يكون الى الترفيه والتسلية والاستمتاع بأجواء جميلة ولكن للأسف بغداد تعاني من قلة الأماكن الترفيهية والسياحية ،وما موجود يشكو إهمال الحكومة وتجاهل صيانتها وتطويرها ، أماكن تعاني  من ضعف وسائل التسلية والترفيهية والخدمات والإنارة اللازمة وبُعدها عن المناطق السكنية وانتشار السيطرات ونقاط التفتيش كما إن الدخول إليها في أيام العطل وفي المناسبات والأعياد بالذات يتطلب انتظارا مرهقا خاصة لكبار السن والنساء والأطفال لذا أنا وأسرتي في مناسبات كهذه نفضل لزوم البيت وخلق جو احتفالي بين أفراد الأسرة على الخروج الى تلك الأماكن.

قرارات منافية للديمقراطية
القرارات والإجراءات التي استهدفت النوادي الليلية وأماكن ترفيهية  ، لم تكن مدروسة ولا تستند الى بحوث اجتماعية ونفسية وحتى أخلاقية بل كانت إجراءات ارتجالية لا تصب في مصلحة كثير من العراقيين ولا استقرار بلدهم إن لم تزده تأزما وتصعيدا غير مبرر، فهي تمثل في نظر المجتمع المتحضر تعديا صارخا على حرياته المدنية وتجاوزا على القوانين والتشريعات . كما إن الأمر يتعلق بمستقبل شعب داخل بلده يتعرض لشتى أنواع الضغوط والحرمان ويفاقم من أوضاع العراقيين خلافا لما يعتقد البعض انه يسهم في الهدوء والاستقرار ويقلل من الجريمة كونه يمثل حرمانا لشرائح عديدة من المجتمع ويمنعها من التنفيس عن كربها وتذمرها في الأزمات ومعاناتها من أوضاع الحياة العراقية كافة .
إن مثل هذه الإجراءات والقرارات تؤدي الى زيادة التفكك الاجتماعي والقيمي بان تنتقل أشكال السلوك المنحرف الى توجهات ومناح أخرى ، الى البيوتات لتتحول الى مرتع للدعارة كما جرى ذلك في التسعينات فقد اتخذت الحكومة آنذاك إجراءات بهذا الاتجاه تسببت بانتشار البغاء في العشرات من البيوت وسط مناطق مختلفة من بغداد وراحت المشكلة تتفاقم إذ جاءت تلك القرارات والإجراءات بنتائج عكسية، وستؤدي الإجراءات الجديدة الحالية الى نفس الكوارث التي حدثت في التسعينات ومن قبلها وما بعدها لذا يتحتم عدم الاقتراب من هذه الأنشطة الاجتماعية الترفيهية .

أماكن دمرت وسرقت 
سعيد فالح 55 سنة :كانت في بغداد وحتى فترة السقوط أماكن ترفيهية توفر التسلية والمتعة مثل شارع أبو نؤاس الذي تمت صيانته الآن ولكن ليس بالمستوى المطلوب ،أما شارع الرشيد وشارع الجمهورية وشارع السعدون ومنطقة الميدان وغيرها، هذه الأماكن طالها الخراب والفوضى وباتت مرتعا للنفايات والأنقاض وأصبحت مهملة ومنسية إضافة الى حدائق ومتنزهات دمرت وسرقة محتوياتها واسيجتها ولا ندري لمَ لا تقوم الحكومة بإحيائها والاهتمام بإعادتها الى ما كانت عليه من نشاط وحيوية وإقامة مزيد من الصروح الترفيهية عليها وإضفاء الرونق والجمال إليها كواجهة حضارية فقد كانت هذه الأماكن مقصدا لسكان أهالي بغداد وسكان المحافظات ومزارا لمن يرد الى العراق يظل يتذكرها بعد رحيله والعودة لزيارتها اذا ما جاء ثانية .

إقامتها في كل منطقة
نجلاء حسن 27 سنة ربة بيت : بُعد المناطق الترفيهية عن المناطق السكانية والاستعدادات لزيارتها وتجشم العناء للذهاب إليها يستدعي جهدا ومالا تبذلهما الأسرة لاسيما إن هذه الأماكن تحول دونها طرق طويلة وسيطرات وزحامات مرورية وإجراءات دخول تتطلب انتظارا طويلا ، ترى لم لا تقام أماكن ترفيهية في كل منطقة من مناطق بغداد كما هو معمول به في معظم دول العالم ، تكون مصممة على طرز مبتكرة ومجهزة بأجهزة والعاب حديثة تتوفر فيها الخدمات والإنارة والنظافة علما إن ذلك يمكن تنفيذه عن طريق شركات الاستثمار وان قطع الأراضي التي تقام عليها متوفرة بمساحات واسعة عند كل منطقة .أماكن ترفيهية تكون في متناول سكنة المنطقة يرتادونها في كل الأوقات وخاصة في الأمسيات، توفر عليهم جهود السعي الى الأماكن الترفيهية المألوفة وتبعد عنهم الكسل والتردد في الذهاب وتوفر لهم الترفيه والاستمتاع بأوقات جميلة .

أطفالنا في العطل
جمال جاسم 45  سنة :حقوق الطفل في بلدنا مغيبة فليس هناك برامج واضحة للارتقاء بواقع الطفولة وابسط مثال على ذلك غياب المراكز الترفيهية كالمسابح والنوادي الثقافية والرياضية التي تخفف من معاناة أطفالنا خاصة فترة العطلة الصيفية إذ تضطرهم العطل المدرسية الى لزوم البيت وذلك يحيلهم الى الركود والشعور بالملل أو اللعب وسط الأزقة أو إنفاق المال في لعبة البليارد والحاسوب مما يعرضهم الى الحوادث والمشاكل والبعض منهم يضطر الى العمل في مهن لا تليق بهم .كما إن بعضهم لديه مهارات ولكن غياب المراكز المتخصصة تحول دون تنمية هذه المهارات والمواهب وسد الفراغ الذي يعانون منه لذا على الجهات المتخصصة وضع الخطط والمشاريع التي تهتم بالطفل وتطوير قابلياته وتوفر له أماكن لقضاء أوقات الفراغ بممارسات ذات فائدة وتوفر له المتعة والبهجة .

الاعتماد على الاستثمار
نوال باسم 28 ربة بيت : في الصيف نزور إقليم كردستان وأحيانا بعض الدول المجاورة فنشاهد الأماكن الترفيهية والسياحية الجميلة ونقول فيما بيننا إننا لسنا اقل في إمكانياتنا البشرية والمادية لإقامة مثل هذه الصروح الجميلة ونتمنى أن تكون هناك حركة استثمار لبناء مثل هذه الأماكن في بلدنا، وعلى الحكومة تقديم التسهيلات اللازمة للشركات العربية والأجنبية للاستثمار في بناء الصروح الثقافية والرياضية والترفيهية خاصة إن مثل هذه المشاريع مربحة للمستثمر وتعود بالفائدة على البلد والمجتمع .

أيام زمان
عبد العليم ناصر 77 سنة : أيام الأربعينات والخمسينات كانت الأماكن الترفيهية والسياحية أوفر راحة ومتعة وتسلية وزيارتها لها نكهة عطرة تختلف عما هي عليه في الوقت الحاضر ولها طقوسها التي تمتاز بالألفة والحميمية ومن الأماكن التي كنا نقصدها شارع أبو نؤاس وحدائقه الجميلة ومحال بيع السمك المسكوف حيث كانت الأسر ترتاده وتقضي الأوقات الجميلة ومنطقة الكرادة وبساتينها الوافرة .ومدينة الكاظمية وزيارة مرقد الإمامين موسى الكاظم وحفيده الإمام محمد الجواد عليهما السلام .ومنطقة المنصور وشارع الأميرات أهم شوارعها والاعظمية التي يعود تاريخها الى العصر العباسي وشارع المتنبي وغيرها فقد كانت لزيارة هذه الأماكن كما ذكرت معنى مختلفا غير ما هي عليه الآن بعدما تغيرت وأصابها الإهمال وتردي الخدمات فيها .

تصريحات ووعود
وفي تصريحات إعلامية سابقة ولاحقة للأمانة اكدت ان هناك عدة مشاريع ترفيهية ستقوم بتنفيذها الامانة ضمن حدود امانة بغداد منها “إنشاء مدينة ترفيهية شبيهة بمتنزه الزوراء بمساحة 1000 دونم شــمال بلدية الشعب عن طريق الاستثمار ، وإن الأمانة تعمل على إعداد التصاميم الخاصة بمشروع مدينة الحدائق ضمن غابة بغداد الشمالية بمساحة 550 دونماً والتي تنقسم الى 14 حديقة متنوعة”. وتبين التصريحات الاعلامية للامانة إن العاصمة ستشهد ايضا “تنفيذ مشاريع ترفيهية وسياحية أخرى منها مدينة ترفيهية ضمن مشروع معسكر الرشيد اكبر من متنزه الزوراء بمرة ونصف ،وأخرى ضمن مشروع مدينة المستقبل غرب الغزالية إضافة الى حوالي 15 مشروعاً ترفيهياً بمساحة 5-10 دونم تم منحها إجازات استثمار وبدأ العمل بها فعلياً، مشيرا الى إحالة مدينة العاب الرصافة الى احد “المستثمرين وبدأ العمل فيها لتطويرها على وفق احدث مدن الألعاب في العالم وبمواصفات حديثة مع فندق 5 نجوم”.

المدى

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced