الزواج المبكر وراء تدهور الصحة الإنجابية للعراقيات في الريف
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 09-10-2009
 
   
بغداد ـ البيان
  تمثل قضية رعاية المرأة الريفية في العراق عالماً «مبرقعاً» يخفي الكثير من الأسرار والمعاناة التي قلما يجري الحديث عنها، لأسباب متعددة، منها عدم إثارتها للفضول، كما في عالم السياسة المثقل بالصراعات والانفعالات التي تتشنج لها كل الحواس. ومن أبرز المشاكل التي تعاني منها الريفية «الصحة الإنجابية» التي لا يعرف عنها المواطن الشيء الكثير.
جمعية حقوق الإنسان أعدت تقريرا ميدانيا بالتعاون مع جمعية الازدهار لرعاية الأسرة والطفل، والجمعية الثقافية لشباب العراق هو الأول من نوعه. وتقول الطبيبة خولة سلمان «إن التعريف العلمي للصحة الإنجابية، أن تجتاز المرأة مراحل عمرها المختلفة في إطار صحي ونفسي واجتماعي سليم، ويتم تنظيم الأسرة على أساس الحمل بين فترة وأخرى، على أن لا تقل عن أربع سنوات بين الحمل الأول والحمل الثاني».
وتضيف: «تعد الصحة الإنجابية حالة رفاه كامل بدنيا وعقليا واجتماعيا في جميع الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي ووظائفه وعملياته، وليست مجرد السلامة من المرض أو الإعاقة، ولذلك تعني الصحة الإنجابية قدرة الأفراد على التمتع بحياة جنسية مرضية ومأمونة، وقدرتهم على الإنجاب، وحريتهم في تقرير الإنجاب وموعده وتواتره».
وتشير إلى أن خدمات الصحة الإنجابية تشمل العديد من المكونات، تبدأ بالأمومة المأمونة وتغطي مراحل الحياة من الميلاد والطفولة إلى مرحلة الكهولة، وتشمل جميع الخدمات الموجهة لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض والعلاج والتأهيل، كما تشمل الحق في اختيار شريك الحياة، وتوقيت الزواج لكل من الرجل والمرأة».
وتوضح: «من خلال المقابلات التي أجراها فريق العمل مع عدد من المواطنين في المناطق الريفية، ومن خلال استمارة الاستبيان التي تم توزيعها بين العائلات، أظهرت النتائج أن 85% من النساء المتزوجات، يكون لديهن حمل لا يتجاوز سنة ونصف السنة عن الحمل الآخر، وهذه الحالات ترتبط بالموروث الاجتماعي للمجتمع الريفي والرغبة في إنجاب اكبر عدد من الأبناء، لزيادة أفراد العائلة، واستغلالهم في العمل في مجال الزراعة ورعي المواشي».
فيما ذكرت سناء الطائي من منظمة الازدهار لتطوير المرأة الريفية أن «أعداد الأسر المتكونة من 7 أفراد شكلت نسبة 85%، فيما شكلت الأقل من 7 أفراد 15%، حسب الاستبيان».
وهناك 80% من الريفيات اللاتي يتزوجن وهن في سن أقل من 18 عاما، فيما شكل زواج الأقارب نسبة 86% من مجموع الزيجات، و80% من نساء الريف ينجبن في المنزل، بسبب طرق المواصلات غير المعبدة وبُعد القرى عن المستشفيات العامة أو النسائية التخصصية التي عادة ما تكون في مركز المحافظة».
ويقول محمد عيدان من جمعية حقوق الإنسان «من خلال الرصد الميداني لعدد من المستشفيات في مدينة الكوت وجد أن هناك الكثير من الوفيات كل عام، لأسباب تتعلق بالحمل والولادة، وأن 90% من عدد الوفيات من المناطق الريفية، وهناك 85% من النساء في الريف، تتراوح أعمارهن بين 15- 30 سنة، ينجبن كل عام».
كما أن هناك أكثر من 75% من حالات الإنجاب تتم في البيوت على أيدي قابلات، خارج المستشفى، بعيدا عن إشراف الأطباء بسبب عدم وجود مستوصفات أو مستشفيات كافية في معظم المناطق الريفية». ويؤكد عيدان أن الإهمال يؤدي إلى وفاة المرأة أو الطفل أثناء الولادة.
كما أن المرأة لا تعطى أثناء فترة الحمل أي فترة راحة من العمل في الحقل، وخاصة في موسم الزراعة، إضافة إلى أعمال المنزل، ما يؤدي إلى مشاكل إنجابية كثيرة». أما نجم العتابي رئيس الجمعية الثقافية للشباب فيشير إلى انه «يتم تزويج الولد وعمره 15 ـ 18 سنة، وتتزوج البنت وعمرها 15 سنة.
وفي اغلب الأحيان يكون زواج الأقارب هو السائد، ومن ثم تتحول الأسرة الجديدة (الشابة) إلى عبء مضاف على العائلة الكبيرة (الأهل)، بسبب انتشار البطالة والفقر وعدم تأهل الشباب للعمل وعدم امتلاكها الموارد المادية لإعالة نفسها».

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced