حوار مع الشاعرة ورود الموسوي
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 09-10-2009
 
   
وفاء الربيعي
ماهو رأي الشاعرة ورود الموسوي الاستاذة في الجامعة البريطانية بواقع الثقافة العراقية في المرحلة الراهنة
المتابع بدقة لما يدور في الساحة الثقافية العراقية سيلخص الوضع بنقطتين :

اولاً : البعد الاعلامي والفني .. هناك تقدم مهول وملحوظ على الصعيد الادبي / الثقافي اعلامياً ليس بسبب الاعلام المرئي بالطبع فهو مازال مقصراً بحق المبدعين .. لكن هذا الاعلام جاء عن طريق الانترنت ..هذا الكائن الذي ولد من أجلنا اراه قرّب كل المسافات الثقافية والفكرية واصبح بديلاً حقيقياً عما كانت تنشرة مجلة الاداب اللبنانية او مجلة شعر مطلع السبعينات .. فالانترنت جاء ليحل مشكلة حقيقية بات يعاني منها كل المثقفين العرب وبكل تأكيد العراق كان له حصة الاسد منها بسبب الضغط السياسي السابق على عقلية المثقف وعلى نتاجه وعلى تفكيره حتى ووضعه في خانة الادلجة التي بدأ كثيرون بالتحرر منها وكتابة ما يؤمنون به ..ليس هذا فحسب فإن الوضع العربي ككل انفلت الخيط منه فترة الثمانينات والتسعينات فعاش العراق بمعزل عن العالم ولم يعد يتواصل بما يكفي .. لكن ما ان مسك المثقف العراقي الاداة التي توصل صوته حتى راح ابعد من الاخرين بل تجاوزهم وهذا احد اسرار العقلية والشخصية العراقية المركبة بمزيج استثنائي قد يكون غريباً ومحيّراً لكن كل يوم يثبت العقل العراقي انه الاقدر على اداء الاصعب ومن هنا ومن خلال هذا الانفتاح وهذا التغيير نجد ان الاديب العراقي اكتسح الساحة العربية بل عاد ذاك الخوف العربي القديم منا كعراقيين .. مبدعين .. مثقفين وثبت هذا الخوف نتائج المسابقات العربية التي تقام فمنذ 2006 والى الان وجدنا الاديب العراقي يتصدّر قائمة الشعر او القص او الرواية .. لابد من جائزة لعراقي في احدى هذه الاقسام .. فالتطور ملحوظ والمشاركات ملحوظة وهذا دون شك يشي بأن العراق ارض لن تبور .. وليس كلامي هذا من باب الشعارات بل من باب استقراء الواقع رغم كل الدمار الذي تعرضنا له لكن تجدين العراقي يصارع المستحيل كي يحتفي بشاعر او بقاص او بروائي وبدل الاماسي وانعتاق الشعر في الليل اكتفوا بقول( السياب ما يأتي مع الليل سوى الموتى) واستبدلوا وحيه بالاصبوحات .. وهذا يدعوني لأن اقول ان الواقع الثقافي العراقي بخير وبتطور لكنه بحاجة الى خلخة .. الى نَـخْـل .. والى منخل جيد .. علماً ان الناخل لن يكون الا المثقف نفسه...

ثانياً: المحاولات القُطرية .. هناك الكثيرمن المحاولات الثقافية التي تهدف لاعطاء البعد الثقافي في العراق اهميته وترسيخه في كل المحافظات .. فتجدين في اغلب المحافظات نادي للادباء تحت مظلة اتحاد الادباء العام .. وهذا برأيي هو الاهم ان تكون هذه المراكز تابعة للاتحاد العام ولها مرجعية حقيقية تستند اليها دون اتخاذ قرارات منفردة مما يعطل المكان عن العمل بل هو يعمل وفق آليات مقترحة ومصوّت عليها سلفاً .. بمعنى ان المكان له شرعيته الحقيقية . وهذا النشاط إن دلّ على شيء انما يدل على وجود اناس يسعون لخلق جو مغاير فيه الكثير من البناء الجاد لهذا الوطن.

لكن وكي لا يتصور احد اني متفائلة – زيادة عن اللزوم- فكل هذا اراه جهداً فردياً مهما توسّع يظل محكوماً بالفرد – المبدع نفسه او المثقف- فمازالت التكتلات والتحزبات هي التي تحكم المؤسسات حتى التي تدعو او تضع يافطة عريضة باستقلالها فهي ليست مستقلة كما تدعي .. مازال تكريس الاسماء التي تمثل العراق دولياً / قطرياً .. هي هي لم تتغير تطالعنا في الاخبار وفي الصحف وفي المهرجانات وكأن العراق خلا الا من هذه الاسماء التي (بعضها) واضع الكلمة بين قوسين بعضها لا ينتمي لعالم الادب بلهو باحث عن شهرة ..أو شيئاً لا اعرفه ...

بمعنى ان هناك بعض الاسماء المكرّسة جل اهتمامها خلق استنفار حول اسماءها وكل ما يهمها حديث الاخرين عما تفعل لكن كمنتج حقيقي لا يوجد لديها منتج جاد ..

أضف لذلك هناك كمية نفاق لا ريب فيها بين المثقفين وما يُعرف بالنفاق الثقافي .. ما زال المثقف العراقي يتعامل بعقلية المؤامرة .. او تبييت الافعال أو اللعب على تسعين حبلاً كي يهدم الاخر الذي ليس له ذنب سوى انه أفضل ولو بجزء بسيط .. ما زال كثيرون لا يتحمّلون رؤية مَن هو افضل في مجاله ولن اقول افضل بكل الاصعدة .. مازال المثقف العراقي يرفض التخصصات لأنها من وجهة نظره تحد من قدراته على تحليل كل شيء وهو الذي تعوّد أن يكون محارباً ومناقشاً في كل شيء .. لذا لا يستحمل ان يرى شخصاً ما يحاوره وهو ذو تخصص وكي يخرج من المأزق لا يجد سوى الاستهزاء من الاخر وهي للأسف حالة متفشية جداً داخل المجتمع العراقي ككل ولا يخلو مجتمع الادباء او المثقفين منها واعني حالة السخرية والاستهزاء بالاخرين .. وهذا برأيي أحد اسباب تراجع الشعوب ومنها العراق تحديداً .. فرغم كل ما يحاول فعله بعض المصلحون من جهود نرى بالمقابل كماً هائلاً من المثبطين او المستهزئين يمارسون طقوسهم .. هي كما أراها سنن كونية وقانون كوني .. مهما يتغير البشر لن تتغير هذه السنن.

من هو المثقف وماهي علاقته بالسياسي
ليست الثقافة بالدراسة او بعدد الكتب التي قرأتها .. إي نعم الدراسة والكتب تأتي مكملة لما تملك من مقومات تجعلك في خانة المثقف .. حين تكون الثقافة جزء من عاداتك تربيتك بيئتك ومجتمعك سوف تغنيك عن تعريفها .. لنعد قليلاً الى الوراء الى الذين عاشوا حياتهم في صحراء الله رُحّل لكنهم كانوا احكم الناس اذا نطقوا واعقلهم اذا حكموا .. هل يمكن لنا ان نطلق عليهم لفظة مثقف..؟ هذا اذا اعتبرنا الثقافة اكتساب مما تقرأ .. انا لا اراها هكذا بل هي الحياة وما تعلمك وما تجبرك على اداءه .. هي المجتمع الذي تعيش فيه والاحداث التي تواكبك .. هل المجتمع العراقي مثقف؟؟ بكل تأكيد نعم وثقافته اعمق من ثقافة اي مجتمع اخر لسبب بسيط وانا هنا اتكلم عن المجتمع ككل لا عن طبقة دون اخرى ... فما رآه العراق من تاريخ وأحداث وتعاقب حكومات على ارضه وخزين معرفي توارثوه بل رضعوه .. جعلت المجتمع كله من شيوخه مروراً الى عجائزه صعوداً الى شبانه ومراهقيه ووصولاً لاطفاله مثقفين وبالدرجة الاولى سياسياً ..

لا يوجد عراقي واحد لا يتحدث عن السياسة بما تحصّل عليه وما سمعه او تابعه ..اذن الثقافة هي جزء من طبيعة علاقة الانسان بمحيطه هي شيء مولود في داخله ينمو كلما تغذى بشكل جيّد مثل النبتة التي كلما سُقيت كلما صلب عودها وترعرعت ونمت بشكل صحي هذه الثقافة .. اما المثقف .. شخصياً أرى انها لفظة مطاطة بعض الشيء لكن كي تكون مثقفاً جاداً عليك ان تكون مطلعاً على كل مافي الارض او على الاقل لكل ما وصلت له يداك.. عقلك .. تفكيرك ومداركه .. كل شيء دون استثناء .. لأني اؤمن جداً ان الله سبحانه وتعالى اودع كل العلوم في الانسان كلها حتى الخوارق .. لكنها ليست ظاهرة كي تُرى بل هي باطنة خفية .. فمن عمل على اكتشاف كل مواهبه نجده ذو مواهب متعددة .. وهذا ما كان يحصل في العهود السابقة .. نجد عالماً مثل الخيّام شاعراً ومنجما وطبيباً وقاضياً .. او خذي الرازي .. كان عالم فلك وعالم في الطب وعالم في الحساب وعالم في الحيوان .. وغيرهم كثير .. المتتبع لتلك السير سيجد ان الناس كانوا يعملون على اظهار طاقاتهم ومواهبهم وماخفي منها ..وهناك من يكتشف موهبة واحدة وينميها بالشكل الصح وهم كثر ... و بتعاقب الزمن وبتغير الحياة لو وجدنا شخصا يمتلك اكثر من موهبة سيتعبروه فلتة زمانه او معجزة!

اذن المثقف لابد ان يطرق كل خزائنه .. ويكتشف كل ما بوسعه اكتشافة وأن يكون ذا اطلاع واسع في اغلب المجالات ولو بقدر ... المثقف هو الذي لا يتوقف عن مناقشة أي قضية لكن بعلم ودراية لا كما يفعل البعض يتدخل دون علم كي يسيء لشعب كامل ربما دون أن يشعر.

اما علاقة المثقف بالسياسي فأود ان اقول ان كل مثقف سياسي وليس كل سياسي مثقف .. بمعنى ان السياسة تخصص لجزئية من سلسة جزئيات تهم المثقف .. فيطلع عليها بعمق او بسطحية حسب اهميتها عنده .. علماً اني اعتبر السياسة جزء لا يتجزء من حياة المثقف ومن حياتنا كعراقيين لان السياسة هي التي تلعب الدور الاكبر في كل المتغيرات الادبية والفنية .. بمعنى ترابط السياسة بالادب والفن والمجتمع هي ثلاثية لا تنفك ابداً .. فالمثقف لابد له من اطلاع يومي على اقل تقدير بكل ما يجري حوله .. لكن السياسي ذو اختصاص –هذا اذا وجدنا سياسياً مختصاً فعلاً- ليست مهمة السياسي فهم النص الادبي ولا فهم الرواية ولا حتى متابعة الحالة الفنية او الحركة الثقافية .. لأنها لا تصب في صالحه شيء .. اي نعم يوجد سياسيون مهتمون لكنهم قليل جداً ..

اذن السياسي ذو تخصص واحد مهما أبدع في مجاله لكن ثقافته محدوده في مجاله هو فقط .. ولا يجوز له التدخل في شؤون المثقف او فيما يقوله المثقف .. لكن المثقف سياسي بالضرورة وعلى السياسي الاستماع لرأيه واخذ ما يقول بعين الاعتبار لأن السياسي مكانه الشاشة والمؤتمرات لا يدري ماذا يدور في كواليس المدينة او الشارع .. والمثقف هو العين الاصدق على كل ما يدور في هذه الكواليس .. فحين ينتقد أداء ما او يطالب بشيء ما على السياسي الذي لا يرى التفاصيل كما تراها عين المثقف الاخذ بما يقول وسماعه جيداً.

وأود ان اضيف ان مشكلة المثقف والسياسي مشكلة ابدية .. لكن تُحل لو تفهّم السياسي موقف المثقف وسلّم انه العين العاشرة على مايدور في اروقة الوطن التي لا تصلها عين السياسي هنا أظننا سنصبح بخير.

ماهو دور المثقف في التغيير والتأثير
كما اوضحت سلفاً ان المثقف هو العنصر الاكثر فاعلية داخل المجتمع هو الشخص الوحيد الذي يستطيع الوصول لأي نقطة تصعب على اي حكومي وصولها .. من خلال قلمه .. تواجده .. جديّته بالعمل .. واعرف ان هناك كثيرون يودون لو تتاح لهم فرص حقيقية للتغيير لكن السؤال مَن هذا الذي سيعطيك المجال كي تعمل..؟ وكيف تكون مقبولاً وانت لا تنتمي لمؤسسة ما ..؟ بل كيف تعمل بلا تمويل..؟ ارى ان المثقف بحاجة الى دعم حكومي لكن بلا انتماءات او ايدلوجيات تفرض عليه .. والمفروض هذا عمل وزارة الثقافة .. لكن لا ادري حقاً ان كانت لنا وزارة ثقافة حقيقية في العراق ام لا..؟

ماهو دور مثقفوا الخارج وهل تصح هذه التسميات , هل يستطيعوا ان يؤثروا في الوقت الذي لا يستطيعوا فيه توحيد جهودهم من اجل الثقافة العراقية
بدءً أنا ضد هذه التسميات خارج / داخل .. كلنا عراقييون ونتاجنا في النهاية سيُصنّف على انه نتاج عراقي .. لا افتخر ابداً كوني استاذة في جامعة بريطانية بل سأفتخر حتماً لو كنت استاذة في جامعة عراقية .. ربما يراها البعض مغالاة لكني لا اغالي.. لأن العراق هو الاصل وهو الجذور وهو الانتماء الذي لا يُردُّ ولا يُبدّل .. لم نترك العراق حبا بالهجرة كما فعل البعض ولم نتغرّب لأننا مبتعثين على حساب الدولة العراقية كما البعض ابان الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات .. بل لأسباب سياسية .. واظن ان هناك عدداً لا بأس به تتشابه اسبابنا .. فليست هذه التسمية

( خارج / داخل) الا خيطاً واهناً اراه يُشبه الى حد كبير خيط الطائفية التي لعب عليها البعض زمنا ومازالوا .. انا ارفض هذه الكلمة رفضاً قاطعاً .. فمَن عاش خارج العراق ربما كانت ظروفه اسوء مليون مرة ممن ظل في الداخل .. ليس الحصار الذي رآوه الا حصاراً آخراً كنا نعيشه .. انا شخصياً خرجتُ من العراق طفلة .. لا تعي معنى الغربة بعد .. لكنها – الاخيرة- منحتني افقا اخرا في كل ما مررتُ به .. هل اكون انانية لأقول ان ما تحصلته من غربتي لا ينتمي للعراق بشيء لاني كبرتُ وكتبتُ خارج العراق..؟ وبالمناسبة .. أود ان اشير لشيء وهي مرتي الثانية التي اشير فيها لأني اعتز بما توصلتُ اليه .. اكتشفتُ من مدة اني الوحيدة من الادباء العراقيين ممن خرجت بسن مبكر من العراق ( طفلة تحديداً) وكبرت خارج العراق وكتبت العراق بسن مبكر ايضاً .. فكل من اعرفهم تركوا العراق بمراحل كبيرة من اعمارهم بل كانت لهم تجاربهم داخل العراق .. وهذا شرف لي أن يكون العراق هو الذي منحني كل هذه الشفرات كي افك الغازها .. فهل يمكنني ان اقول اني من خارج العراق وان العراق منعني كل شيء ولم يعطني وعليه لن اهبه ما احاول فعله..؟ بحجة الخارج..؟

بلا شك كلا .. بل كل ما نفعله هو للعراق ولأتكلم عني شخصياً ... حين اكتشف اني الوحيدة ممن جمعني وأياهم الشعر العراقي في الخارج تربت خارج العراق وكتبت خارج العراق هذا يجعلني اصر على ان العراق هو المانح وهو المنتج الحق الذي نجتمع تحته جميعاً.

كما اود ان اضيف ايضاً ان لديّ اصدقاء تركوا كل شيء وعادوا محملين بالشوق للعراق ولديهم طموحات بأن يحققوها وان يتعاونوا مع الموجودين هناك .. لكنهم صُدموا برفض الموجودين لهم بحجة الخارج .. بل راحوا يكيلون لهم التهم انكم هنا لتأخذوا ارزاقنا اما كفاكم الخارج وكأن الواحد منا يعيش في قصر عاجي ويسبح بحليب الفضة ..!

اصبحت كلمة من الخارج تهمة تحاسب عليها وتُتهم عليها ايضاً متناسين اننا ابناء ارض واحدة وان كان الخروج عن العراق قسراً فموضوع الهجرة والخروج من بلد لاخر كان مذ عهد آدم حين نُفي من الجنة الى الارض..! ولم يعايره احد انك اُخرجت من جنتك الى الارض..!!

لذا ارى من المعيب ان ننظر للاخر من زاوية ضيقة دون الاحساس بما يُكن لابناء وطنه ووطنه.. والغريب بالموضوع ان هناك ادباء خرجوا من العراق بعد الحرب الطائفية وبدأوا يكتبون عن الحنين والغربة وهم عاشوا جل حياتهم في العراق .. ولم نسمع من أحد اطلق عليهم كلمة خارج .. بل هناك بعض الاسماء راحت تغالي بمفهوم الحنين للوطن وتجدي انه يعيش في بلد عربي كل شيء يذكره بعاداته وتقاليده ورغم ذلك لم يُتهم بشيء .. لكن أن تعيش وسط غابة باردة لا تعترف بوجهك الشرقي وعليك ان تجلد نفسك الف مرة قبل النزول للشارع وقبل ان يلسعك البرد كي يذكرك بحرارة الشمس هناك .. بل تلف سيقانك الارض كلها بحثاً عن مجهول وانت تعرف انك لا تنتمي لكل هذه الاضواء ولا لهذه الارصفة بل لا شيء يشدك هنا واقعدتك امور كثيرة .. وحين تكتب وطنك ستقابل بالاستهزاء والسخرية وربما لو احترموك سيقولون ( بطران)

اما دور المثقفين هنا فهو مشتت وغير منظم وغير فاعل .. والسبب لعدم انتمائهم لمؤسسة واحدة او انتمائهم رسمياً لاتحاد الادباء العام .. منذ سنتين تقريباً كانت لديّ فكرة ان نؤسس اتحاد ادباء في لندن ويشمل كل الادباء في بريطانيا ويكون تحت مظلة اتحاد الادباء .. لأني اؤمن ان فتح الابواب الكثيرة دون ترسيخ قاعدة جادة ماهو الا زيادة بالتخبط الذي نحن فيه كادباء نعيش في مجتمع لا يعرفنا ولا يعرف ثقافتنا .. لكن وكعادة العراقيين فمثل هذه الرؤى والافكار لا تروق لأحد ليس هذا فقط .. بل لم اجد اي صدى من الاتحاد لأني ارسلت رسالة تشرح ذلك فعلها لم تُقرأ او رميت في سلة المهملات ..لكنها فكرة مازالت قائمة ربما ما أخرني عنها انشغالي بالتدريس والدراسة.

اود ان اضيف شيئاً اخر .. المثقف العراقي في الخارج لن يقدم ولن يؤخر مادام في معزل عن الثقافة الام .. لأننا كلنا نعمل فرادى وهذا شيء مرهق .. لا توجد خلفنا مؤسسات ولا داعمين ولا اي شيء يُذكر وبهذا كل النشاطات هي عبارة عن فقاعات سرعان ما تنفجر في الهواء .. لا يوجد لدينا اي تنسيق مع وزارة الثقافة مثلا .. ربما البعض حاول تقريب الهوّة ما بين العراقيين بدعوتهم لكنها ليست كافية قطعاً نحن بحاجة لانشاء اتحاد ادباء تحت مظلة الاتحاد العام لنا مالهم وعلينا ما عليهم .. هنا ربما سأستطيع الاجابة عن فاعلية الدور .. غير ذلك شخصياً لا ارى اي جديّة تُذكر .. نعم بعض اماسي هنا أو هناك .. جلسات اخوانية .. مسرحيات .. كلها فردية لا تدل على شيء حقيقي سوى انها محاولات مهما كبرت او صغرت لن تؤثر في شيء..!

هل رسمت في ذهنك صورة للوطن الذي تحلمين به وهل هناك أمل بان يكون للمثقف دور فعال في بناء هذا الوطن
ربما كوني رسّامة لا يصعب عليّ رسم وتأطير أي شيء .. لكن العراق الوطن هو الذي لا يؤطّر ابداً ولا يُرسَم .. لأنه الأنا التي تشكلت والاصابع التي رسمت والاحلام التي تباعدت واقتربت .. لن اقول احلم بعصافير آمنه وصباح عراقي يُشبه وجه بائعة القيمر الجميلة واحوك عبارات مهما صدقت لا تقارب الواقع ... كل ما اتمناه ان تُحل الازمة الثقافية في العراق لأن العراق يعاني حقاً ازمة ثقافية وليست سياسية .. في احدى المؤتمرات طالبتُ بإعداد دورات تثقيفية لكل العاملين في الحكومة ابتداء من رئيس الجمهورية وحتى اصغر عامل في مكتب رئاسة الوزراء وكل الطاقم الوزاري .. أن يقرأوا تاريخ العراق الثقافي والفني والادبي منذ عام 1920 وحتى اليوم .. ان يتعرفوا على الموارد البشرية الموجوده في هذا البلد كي يستطيعوا التعامل مع المجتمع من خلال ما يفكر به ويعترف به .. البلد التي لا تحترم عقول مثقفيها / فنانيها / ادباءها .. ولا تعرف عنهم شيئاً - وهم الطبقة الاهم في كل مجتمع- دون شك ستسقط مهما استطالت .. بل لا تستحق الاحترام وأظن ان النظام السابق لخير دليل !

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced