طلبتنا الخريجون ...ودعوا الجامعة ، فاستقبلتهم البطالة !!
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 13-10-2009
 
   
الملف برس 
كان عماد (23سنة) يعد حشوة الكبة بأيد متمرسة حين اقتربت منه مذيعة القناة الفضائية بابتسامتها العريضة وكلماتها المتسارعة للدلالة على لباقتها وسيطرتها على الموقف. سألته برقة " كيف تصنع الكبة؟ كان يتمنى ان تسأله لماذا تصنع الكبة؟ وبعد ان شرح لها الطريقة بروتينية سألته: لماذا لاتمارس مهنة اخرى؟ ود لو يضحك من اعماقه فلو وجد مهنة تناسب شهادة تخرجه من الجامعة لما عرف الطريق الى هذا المعمل.
حين عرفت المذيعة انه من الخريجين ابدت اندهاشها وكأنها تنتمي الى مجتمع آخر وفضلت الأنتقال الى عامل آخر أكثر سعادة بممارسة صناعة الكبة لتتجنب اسماع المشاهدين اسباب اختيار شاب خريج لهذه المهنة وبعد ان اشار لها المخرج مؤكدا اهمال الكلمات التي قالها الشاب عن اعالته لتسعة افراد وشحة فرص العمل للخريجين ومحاولته حماية نفسه بممارسة الكسب الحلال.
(الجنابر) آتية
يمارس الخريجون العراقيون منذ سنوات طقوسا جميلة لتوديع مقاعد الدراسة الجامعية، ربما لأنها آخر مايربطهم بعالم الطلبة والاعتماد على الاهل والتخلص الى حد ما من الشعور بالمسؤولية، فبعد ان كانت صورة التخرج الجماعية والحفلة وارتداء عباءة التخرج هي كل مفردات وداع الجامعة، ظهرت زفات التخرج التي يطوف بها الطلبة شوارع العاصمة في عدد من السيارات وهم بكامل اناقتهم فيغنون ويهزجون ويلتقطون الصور التذكارية ويرتدي بعضهم ازياء تنكرية، ثم انتقلت هذه الزفات الى داخل بنايات الجامعات والكليات بعد ان ساءت الظروف الأمنية فصار الطلبة يكتفون باقامة الحفلات وارتداء ازياء غريبة وترديد الأهازيج الساخرة.
رافد عبد علي من كلية الآداب /قسم التاريخ الذي تنكربزي العروس هذا العام مرتديا شعرا نسائيا مستعارا ومثل السير باستحياء مع عريسه في ممرات الكلية وسط زفة جميلة من زملائه وزميلاته قال عن تخرجه: في تلك اللحظة الجميلة التي جمعتني برفاقي، لم افكر مطلقا في ماسأحصل عليه من وراء تخرجي لأني كنت واثقا من ان مكاني محجوز في المقهى القريب من بيتنا فهو مليء بالخريجين العاطلين عن العمل من الدفعات السابقة والبارعين حاليا في لعب الدومينو و"الطاولي"...ويردف قائلا بجدية هذه المرة: تواجهنا نحن خريجي الأقسام الاجتماعية في كلية الآداب دائما مشكلة الحصول على وظيفة فكلية التربية تخرج اعدادا كافية لسد الشواغر ان وجدت في مجال التدريس اما نحن فمن الباحثين عن "واسطة" في حزب البعث في زمن النظام السابق او من ذوي شهداء ذلك الزمن ومن الباحثين حاليا ايضا عن "واسطة" من الأحزاب المتنفذة في الحكومة او من ذوي شهداء هذا الزمن والفرق بين شهداء المرحلتين كبير جدا فالمقتول من اجل النظام السابق في الحروب هو شهيد ذلك الزمن والذي قتله النظام السابق هو شهيد هذا الزمن ومن لا يملك قريبا او واسطة في الزمنين ينتهي به الحال في المقاهي او يكون حظه اسعد اذا وجد له مكانا ينصب فيه "جنبرا" بين الجنابر – وهي اماكن البيع على الأرصفة ليصدح بصوته مناديا على اية بضاعة رخيصة!!.
مصير مجهول لقاء رعد في المرحلة الرابعة من كلية الهندسة في الجامعة المستنصرية تقول: لابد ان تحتل مهمة تشغيل الشباب مساحة كافية من اولويات وخطط الوزارات كافة لما تشكله البطالة من تهديد لأمن المجتمع واستقراره فنحن طاقات مهدورة سلفا، وبينما تسعى المجتمعات المتطورة لادخال دم جديد في نسيج بنائها، نشعر جميعنا – نحن الخريجين العراقيين – بان مصيرنا مجهول، فاعمال المنزل وانتظار الزواج سيكون مصير الفتيات اما الشباب فمأساتهم لاتوصف.
وتؤكد حنان عبد الخضر على ان التعيينات في أغلب الوزارات تتم حاليا وفق مبدأ دفع الرشاوي و- للمعارف – فقط او للمقربين من احزاب بعينها ذلك ان كل وزارة تصبغها صبغة حزب معين وتضرب لنا مثالا عن جارتها التي سافرت قبل سنوات الى اليمن بعد تركها التدريس دون استقالة او اجازة وتم فصلها آنذاك، لكنها عادت بعد سقوط النظام لتدفع رشوة كبيرة تحولها من مفصولة عادية الى مفصولة سياسيا – كما هي الموضة السائدة حاليا وهكذا عادت الى وظيفتها وشملها قرار السلم الوظيفي وزيادة الرواتب !!
بشرى احمد /خريجة سابقة من كلية القانون، وتحاول الحصول حاليا على شهادة الماجستير قالت: لم ارغب في العمل كمحامية لأني دخلت كلية القانون حسب المعدل وليس حسب رغبتي وكنت اتوق للحصول على وظيفة في اختصاصي ولم اجد واحدة منذ سنوات وتنازلت قليلا وبحثت عن وظيفة في غير اختصاصي فلم اجد ايضا ولأني خجلت من مكوثي في المنزل دون فائدة فكرت في الدراسات العليا عسى ان احصل على وظيفة في احدى الكليات بعد اتمام دراستي. وتضيف بألم: احيانا اشعر بأني اكذب على نفسي وافكر جديا في ترك دراستي التي انهكتني ماديا ومعنويا حين التقي بزميلاتي اللواتي اكملن الدراسات العليا ولم يحصلن على وظائف ايضا لعدم وجود مايقربهن من المسؤولين والأحزاب ولايملكن المبالغ الضخمة التي تضمن تعيينهن كما سيحصل معي.
وظائف جاهزة يقف ياسر الطالب في المرحلة الرابعة في كلية الأعلام طوال المساء مع أفراد الشرطة ليحمي منطقته من الأرهاب بعد انتمائه الى ابناء العراق –الصحوة –وفي الصباح يذهب الى الكلية ليحصل على الشهادة التي ستكون مجرد لوحة يعلقها على الحائط كما يقول فقد اختار طريقه بتحويله الى صنف الشرطة ويحصل حاليا على راتب جيد سيمكنه من الأعتماد على نفسه وتكوين اسرة وتحقيق ابسط طموحات الشاب العراقي، وبرغم خطورة مهنته وخشيته من الأستغناء عن عناصر الشرطة الجديدة اذا حصل أي طاريء، لكنه يحاول حساب الأمر بشكل جيد فيقول: سأستغل هذه الفترة لأبني لنفسي كيانا بسيطا واساعد اهلي الذين انفقوا علي الكثير لكنني اتساءل وبمرارة: هل يعمل جميع الخريجين في مجال الشرطة او الحراسات الأمنية ولماذا اذن نرهق انفسنا في دراسة مجالات احببناها واخترناها لنحقق شيئا فيها مادامت الشهادة الجامعية ليست الا ورقة معلقة على الحائط والخريجون يبحثون عن اماكن لهم في طوابير الباحثين عن عمل .
يقول الدكتور ابراهيم الورد/ استاذ في كلية الادارة والأقتصاد: لاشك ان طلبة الجامعات هم من ضمن قوة العمل لكنهم متفرغون للدراسة ودخلهم اصلا يأتيهم من ذويهم وان انهاءهم الدراسة يجب ان يرتبط بعملية توفير فرص عمل لهم، وبما ان البلد يعاني من بطالة متزايدة لذلك فالخريجون يشكلون مشكلة اقتصادية واجتماعية كبيرة، فالطالب بعد تخرجه مطالب بجلب ايراد لأهله وينبغي ان تفتح له الافاق وان يجد له موقعا مؤثرا في المجتمع ويكون اسرة، اما الآن فهو يجد ابواب التعيين موصدة وهذا يولد احباطا وقد ينزلق بعواقب وخيمة في المستقبل.
وعن الحلول قال : اجد ضرورة لأعادة العمل بالرسوم الكمركية التي ترفع من سعر البضاعة الاجنبية المستوردة واخضاع كل السلع سواء أكانت استهلاكية ام انتاجية للسيطرة النوعية المركزية وعدم السماح للبضائع غير المطابقة لمواصفات الجودة العالمية من الدخول الى السوق العراقية وهذا يعني اعادة تشغيل المصانع والمعامل الأهلية والحكومية واعادة تدوير عجلة الأقتصاد العراقي.
ويقول الباحث الأجتماعي خالد محمد علي :من المفرح ان تنتشر المؤسسات العلمية في جميع ارجاء البلد وان يواصل الشباب تحصيلهم العلمي لكن هذا الأنجاز الحضاري لن يكتمل مالم يتم توفير فرص عمل للخريجين فالدولة تحتاج الى هذه الطاقات الشابة ولابد ان تضع خطة طموحة تستغل فيها اختصاصات الشباب التي درسوها في الكليات بدلا من تركهم تحت رحمة بطالة قد تقودهم الى مصير مؤلم وتحرمهم وتحرم عوائلهم من مردود مادي يمكن ان ينتشلهم من الفقر ويدبر شؤون حياتهم فهذه الأفواج الكبيرة من الخريجين مقبلة على بطالة اكيدة بانتظار ان يسعى المسؤولون الى امتصاص بطالتهم بالمشاريع الأستثمارية الضخمة التي ينتظرها الخريجون بلهفة

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced