الاضطرابات النفسية تلاحق العراقيين
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 04-08-2013
 
   
بغداد - ا ف ب

لا تفارق صور السلاسل والضرب والتعذيب النفسي ذاكرة طبيب أسنان عراقي عاشها لدى اختطافه لعدة ايام، في بلاد تسيّر أعمال العنف اليومية العشوائية فيها نمط حياة سكانها.

ويقول طبيب الامراض النفسية نصيف الحميري (50 عاما) متحدثا عن صديقه طبيب الاسنان "لقد تغير تماما، اذ اصبح عصبيا بشكل دائم وعدائيا ويشعر بخوف مستمر".

وتعرض طبيب الاسنان الضحية لاختطاف لعدة ايام في العام 2007، ولم يفرج عنه الا بعد ان دفعت عائلته فدية مالية انذاك.

والطبيب الذي رفض الحميري الكشف عن هويته واحد من ملايين العراقيين الذين يعيشون منذ اجتياح البلاد في العام 2003 معاناة نفسية مستمرة جراء اعمال العنف المتواصلة والتي خلفت عشرات الاف القتلى والجرحى.

ولفت الحميري الى ان صديقه الطبيب اراد الرحيل من العراق، غير ان الشهادة التي يحملها غير معترف بها في الخارج، ولذلك فقد ارسل ولديه للعيش في الولايات المتحدة وبقي هو هنا.

ويعاني طبيب الاسنان اليوم "من اضطرابات نفسية، وهوس بالنظافة، ويشعر بالخوف المستمر، ويسلك طريقا مختلفا كل يوم في طريق عودته الى البيت"، بحسب الحميري.

واثبتت مجموعة من الدراسات ان ثلث المرضى العراقيين الذين يعانون من امراض تقليدية، يعانون في الوقت من مشاكل نفسية.

ويواجه العراقيون في حياتهم اليومية القلق والاحباط والارهاق والكآبة، بينما يفقد الواحد تلو الآخر منهم أي أمل في المستقبل.

ويقول الحميري ان العراقيين باتوا يعيشون "كجرذان داخل اقفاص"، موضحا انه "عندما يتعرض الفأر لصعقات كهربائية داخل قفص يحاول الفرار، ثم يتوقف تماما عن الحركة عندما يشعر بعدم جدوى محاولاته للهرب".

وتابع "الامر ذاته بالنسبة للعراقيين، فالذين امتلكوا القدرة على الهجرة غادروا البلاد، اما الاخرون فقد ادركوا بانه لا مجال للفرار".

ويقول قيصر (26 عاما) وهو شرطي مرور يعمل في احد شوارع بغداد المزدحمة، ان "الوضع صعب فعلا، اشعر بانهيار وتعب مستمرين".

وتابع "عندما اعود للبيت مساء لا استطيع حتى التحدث الى اطفالي وزوجتي، وأتوجه مباشرة الى الفراش" للنوم. واعترف قيصر الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل، بانه يشعر بخوف دائما من ان يقتل ويفكر باستمرار بترك العمل في الشرطة.

من جهتها، تقول الصيدلانية تيسير خالد (28 عاما) ان كثيرا من الزبائن يطلبون ادوية مهدئة للاعصاب "بدون وصفة طبية (...) وخصوصا الرجال".

وعلى مقربة من أحد المجمعات الطبية في بغداد، جلست خلود (45 عاما) لاجراء فحوصات طبية جراء اصابتها بمرض ارتفاع ضغط الدم واضطراب الهورمونات، اثر اختطاف زوجها.

وقالت خلود "فقدت زوجي العام 2006 عندما كنت حاملا في الشهر الثالث بابنتي الوحيدة. اختطف ثم قتل، ومنذ هذا الحادث وانا مريضة والجميع يقولون انها بسبب الضغوط".

واضافت خلود التي بدت شاحبة ومرهقة "عندما تسمع انفجارات تشعر بعصبية وتوتر، حتى وان كنت معتادا على سماعها".

وتابعت "ابنتي عمرها اصبح سبع سنوات، تطلب دائما رؤية صورة والدها وتقول انها ستأخذ سيارة تكسي حتى "ازور والدي في الجنة"".

ويعتقد الحميري أن هناك مسألتين غير الأدوية تساعد العراقيين على مواجهة ظروفهم.

ويوضح "اولا شعورهم بانهم ضحايا، حيث ان كل ما يحدث هو خارج عن ارادتهم" ما يساعدهم على عدم الشعور بالذنب، كما انه "بالنسبة للمسلمين من السهل تقبل حقيقة هي ان كل شيء بيد الله".

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced