اطفال العراق يعدون العدة للدخول بحرب فقء العيون بعيدا عن اجراءات الحكومة
نشر بواسطة: Adminstrator
الإثنين 05-08-2013
 
   
مع قرب العيد يتحشد الاطفال امام محال بيع الالعاب ويتسلحون باسلحة خطيرة، الا وهي مسدسات ورشاشات [الصجم] التي لم يتوقف دخولها رغم العديد من المناشدات والتحذيرات، ورغم وقوع العديد من الضحايا من الاطفال بفقء اعينهم البريئة، ولا نستغرب عدم توقف استيرادها  فالدولة عاجزة عن ايقاف دخول الاسلحة الحية الفتاكة التي تحصد ارواح العراقيين في كل يوم وكل مكان، فكيف يكون بامكانها ايقاف استيراد مثل هذه الالعاب!؟.

في جميع البلدان المتطورة والمتقدمة توضع دراسات علمية ونفسية قبل صنع الالعاب وينفقون مئات الالاف من الدولارات من اجل التوصل الى لعبة تنال اعجاب ورضا الطفل، وتدرس مدى الخطورة التي قد تنتج عن استخدامها لوجود رقابة شديدة من منظمات الطفولة ومن الدولة التي قد تشترك مع عدة دول بالحدود المفتوحة لكنها تضرب بيد من حديد وتحاسب كل من ينتج لعبة خطيرة قد تؤدي الى المساس بسلامة الاطفال.

المواطن علي حسين بدأ حديثة مستاءً من هذه الظاهرة قائلا: نعيش ايام العيد ونحن في قمة القلق على اطفالنا ونراقبهم طول النهار لتجنب شرائهم هذه الألعاب الخطيرة رغم إلحاحهم الطويل على اقتنائها، ونحمل الحكومة والتجار مسؤولية استيراد هذه الألعاب التي قد لأ تصدر الى بلدان غير العراق، فعلى جميع الجهات ذات العلاقة ايقاف استيرادها ومنع دخولها لنتخلص من هذا الكابوس الذي قد نصدم من خلاله بإصابة أولادنا خلال ايام العيد المباركة التي خصصها الله للفرح والتواصل، وعلى الحكومة توفير أماكن ترفيهية والعاب مجانية في المناطق السكنية لتكون بديلا حضاريا لجميع الوسائل غير المحببة".

التجار العراقيون كونوا علاقات حميمة مع المصانع الصينية بعد عام  2003  وقاموا برسم كل ما يجول في خاطرهم من دون رقابة وذهبوا  به الى الصين ليصنعوه ويجلبوه للبلد الذي انفتحت حدوده على مصراعيها، وان كانت مقفلة فالفساد الاداري والمالي لم يبقِ هيبة لهذه الحدود، واصبح بمقدور التاجر تمرير اي سلعة من دون السيطرة النوعية.

لربما توجد بعض البلدان تتعامل مع هذه الالعاب الخطيرة لكن ليس مثل العراق فنحن البلد الذي يستهلك الاف القطع في فترة المناسبات ويعود هذا الى مشهد العنف الطاغي على المجتمع ولغة السلاح التي ظل العراق يعاني منها لعقود فرسخت لدى الاطفال ثقافة الحركة والاكشن المتمثلة باستخدام الاسلحة الشبيهة بالاسلحة الحقيقية.

ابو سرمد من سكان أحدى المناطق الشعبية ببغداد،عاش تجربة مريرة مع ابنه الذي أصيب جراء لعبة [الصجم] فتكلم وهو يطلق الحسرات، ان كل من يستورد هذه الألعاب هو مشارك بشكل فاعل بتدمير الطفولة وبفقء عيونها كونه يعلم مدى خطورتها ورفض ذوي الأطفال اقتناءها، ورغم هذا كله فانهم يستوردونها.

وألعاب اطلاق [الصجم]هي شبيهة الى ابعد الحدود بالاسلحة الحقيقية من ناحية الحجم والشكل والتفاصيل وحتى البعض يشبه الأسلحة الحقيقية من جانب طريقة الاستخدام مما يسيل لعاب الاطفال واليافعين وحتى بعض الشباب على اقتنائها واستخدامها، ومن ثم تشكل جيوش في المناطق الشعبية لتبدأ حرب ضارية بين الاطفال واغلبها تنتهي باصابة احدهم بعينه، ويخسر اثمن شيء منحه الله سبحانه وتعالى، فما كفانا عيون اطفالنا تفقأ بآلة الإرهاب وتتقطع اشلاؤهم على اثر الهجمات الإرهابية؟.

من جانبها حملت عضوة في لجنة المراة والاسرة والطفولة العائلة العراقية والحكومة مسؤولية منع انتشار الاسلحة المحرضة على العنف، داعية الى تطبيق القرارات النيابية الخاصة بهذا الشان.

وذكرت النائبة شفاء النعيمي في تصريح لوكالة كل العراق [اين] ان "الاسرة العراقية تتحمل جزء من المسؤولية حول انتشار او اشراء الالعاب المحرضة على العنف، ويجب منع ابنائهم من الترويج لها وحثهم الى ضرورة ممارسة الالعاب الامنة البعيدة عن اساليب العنف، كونها قد تصيب مناطق حساسة وتتلفها كلعينين، كما حصل في مناسبات سابقة".

واضافت ان "البرلمان اقر قوانين خاصة بموضوع الالعاب المحرضة على العنف وكل شيء يحرض عليه ولكن تبقى الجهة التنفيذية هي من تطبق هذه القوانين لردع التجار وغيرهم من استيراد هذه السلع الخطرة على حياة اولادنا".

وشهدت الاسواق العراقية رواجا كبيرا للالعاب المحرضة على العنف، مثل رشاشات ومسدسات[ الصجم] مع قرب ايام العيد المبارك .

وكانت دائرة صحة الرصافة قد اعلنت في [23 اب2012]عن تسجيل [170] حالة اصابة في العين في  مستشفى ابن الهيثم والمستشفيات والعيادات الاخرى في منطقة الرصافة ببغداد نتيجة العاب الاطفال الخطرة خلال ايام العيد الماضي.
وتؤكد الناشطة في حقوق المرأة والطفل زينة التميمي،على ضرورة منع اولياء الامور من شراء هذه اللعب الخطرة داعية الحكومة الى انشاء المتنزهات والساحات الرياضية لامتصاص اوقات الفراغ وطاقات الاطفال والشباب وتخليصهم من الجوء الى العاب العنف، وفي الوقت ذاته تدعو جهاز التقييس والسيطرة النوعية ووزارتي الداخلية والدفاع الى ضرورة ضبط الحدود ومنع دخول هكذا سلع قد تذهب نور عيون العديد من الاطفال".
وتبقى المناشدات والمطالبات والقوانين حبرا على ورق من دون تطبيق في حال التعامل مع هذا الملف الذي يتكرر مع كل عيد ويعاد مشهد من الرعب والقتال بين الاطفال ببرود ودون حمله على محمل الجد ومن قبل الحكومة، وفي حال عدم تمكنها من منع هذه الالعاب فيجب هنا ان تتحمل العائلة الثقل الاكبر في منع اطفالها من العب بها، لان من شأنها ان تكون نوعا من انواع الارهاب الذي ينهش في جسد بلدنا الغالي".



[بغداد ـ اين] تقرير/علاء كاظم العقابي

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced