تعالوا نتحاور من اجل الرقي بالثقافة العراقية بعيدا عن المحاصصة
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 15-10-2009
 
   
وفاء الربيعي
التقيت هذه المرة مع الشاعر والفنان المسرحي سعد عزيز دحام

سألته عن رأيه بواقع الثقافة العراقية في المرحلة الراهنة؟

في بادىء الأمر وقبل أن اجيب على تلك الأسئلة أود أن اشكر الشاعرة الرائعة وفاء الربيعي_

لأنتقائها وأختيارها الدقيق لموضوع يعتبر في غاية الأهمية وعلى امتداد كل العصور وهو موضوع
http://www.iraqiwomensleague.com/uploader/ar/1255643422tt.png
الثقافة والمثقفين. ان طبيعة المجتمع العراقي ومامر به من أزمات سياسية وأجتماعية والتي أدت

بالنتيجة الى متغيرات كثيرة لاتتماشى مع تفسير الكثير من النظريات الأجتماعية ,لقد تعكزنا كثيرا

على ارثنا الحضاري,دون أن نفعل حضورنا الآني بالشكل المطلوب,نعم ان العراق مصدر الأشعاع

الحضاري الأول وبلد الثقافات,وصاحب أعرق المدارس الفكرية

رغم محاولات الكثير من الحكام طمس معالم هذا الأشعاع الحضاري,وها أنا لازلت أتعكز كغيري على

ذلك الأرث الذي صنعه لنا الأجداد .
اذن هنا نتوقف ونسأل اين نحن اليوم من هذا التراث؟

وماهو السبيل للنهوض بواقع الثقافة العراقية اليوم؟

ومالذي خرجت به الثقافة من كل هذه الأزمات؟

للحديث عن هذا كله لابد أن نفتح عدة نوافد لننظر من خلالها الى شبكة متعددة من الطرق تصب

باجمعها في نهر الثقافة الخلاق,بدأ بالصحافة ومرورا بالفن ومدارسه وتفرعاته وصولا الى كل فضاآت

الكتابة والأبداع

فرغم كل مامر به العراق من آلام انسانية صارخة وعوز فاضح كفيل بأن يطمر معالم الثقافة

ومحتوياتها للأنسان العراقي,ولكن كما ترين رغم هذا كله لازال العراق يزخر بالمثقفين والفنانين

والمفكرين والأقلام الحرة الواعدة,ففي الصحافة مثلا وماأن سقط الصنم,حتى برزت على الساحة

العراقية العشرات ان لم تكن المئات من الصحف والمجلات العراقية,وهذه احدى أهم الظواهر الصحية

لما لها من دلالات عميقة عن عقلية الأنسان العراقي في التعاطي مع روح العصر ,ولتشبثه الصادق

بادوات الثقافة ,ومحاولته الأكيدة الأنعتاق بانسانيته ووعيه من الأنقياد لتسييس الثقافة والفكر

لمصلحة الحاكم المستبد.

وهذا ماحدث رغم الأظطرابات الفكرية والأجتماعية الكثيرة والتي أدت في بعض الجوانب الى الأنفلات
كنتيجة حتمية للواقع الأجتماعي بعد سنوات الضياع والحرمان والأفتقار لكل مسببات الحياة وكرامة

العيش,رغم هذا كله فأننا نرى الآن في الآفاق مايطمئن نفوسنا من خلال محاولات المثقف
العراقي ,في التأسيس لثقافة الحوار, واحترام الرأي الآخر ,

وتشذيب الخطاب الصحفي , من خلال ادراك الموطن ,وانتقائه الصحيح الهادف

كيف يساهم الفن في تطوير العقل الانساني

أما على صعيد الفن وهو الأهم كونه يشارك بشكل فعلي لايقبل الشك بصناعة وتطوير العقل

الأنساني ,فأن المسرح هو الأكثر احباطا في عراق اليوم والسبب الرئيسي في ذلك هو ان السلطة

الحاكمة والتي تقود مجريات الأمور في العراق تحمل من الأفكار والنزعات مايجعلها لاتتماشى مع

معطيات الفن ومنجزه الأبداعي,بدليل ان بغداد ام الفنون على امتداد التاريخ ليس لها اليوم الا مسرح

واحد يتيم لاغير هو (المسرح الوطني)وكل المسارح الأخرى العديدة أصبحت شواهد لأطلال

مضت.وهذا يؤدي بالنتيجة الى هزالة حركة الحياة الفكرية.

ومن الأمثلة التاريخية على ذلك هو اتفاق علماء الأجتماع والفلاسفة على ان السبب الذي جعل

اليونان القديمة مركز اشعاع حضاري هو ( المسرح)لما يخلف من اسئلة تحفز الشعوب على الأرتقاء

الفكري,

وكلنا يعلم مدى تأثير اسخيلوس ويوربيدس وسوفكلس في البناء الفكري للمجتمع اليوناني,
أملي كبير بأن يتعافي المسرح العراقي بفتح المسارح للجمهور المتعطش الى المعرفة

والأهتمام بها من قبل المعنيين ,فالممثل العراقي يملك من الطاقات المبدعة والخلاقة التي تكاد

تكون اوسع بفضاآتها من أحلام الساسة

أما على مستوى الفن التشكيلي فأن آخر ماقامت به وزارة الثقافة هو استثناء مجموعة من الميادين

الثقافية عن جائزة الأبداع للعام2009 ومن ضمنها (الفن التشكيلي)وتلك هي الطامة الكبرى,بأن

يكون الموقف الرسمي للسلطة القائمة هو الأستهانة بأهم الميادين الأبداعية,واستثنائها من أبسط

حقوقها.

أما الموسيقى ياسيدتي فعلى الدنيا السلام ,لقد غادروا أحفاد زرياب ارضهم طلبا لأيجاد حياة في

المهجر بعدما هددت حياتهم في ارض الوطن,ليحل العويل بديلا للغناء,فلاوجود للغناء في زمن التكفير

أما على مستوى المفكرين والكتاب والأدباء والشعراء فأن اهم مافي الثقافة هي ان مكوناتها الوان

وأطياف متعددة ومزيج معرفي واسع ايديولوجيا ودينيا ومذهبيا ,ومن أجل الأرتقاء بفاعليتها لابد من

مناخ مناسب يتوفر على الحرية والأمان ودور النشر والمحفزات


ان المثقف العراقي يدرك قبل غيره تداعيات الوضع المستقبلي ان لم يحصل على ابسط حقوق

الدعم من الجهات المعنية,وأملنا كبير في أن يبقى العراق قبلة العالم ومنارة العلم والمعرفة.

من هو المثقف بالنسبة لسعد عزيز وماهي علاقته بالسياسي؟

المثقف هو الذي يقف من أحداث عصره موقفا ذو قيمة اخلاقية وفكرية ايجابية ولايكتفي بالنظر اليها

من بعيد,الثقافة نشاط انساني ومن أجل يكون مثقفا يجب عليه أن يكون اولا انسانا.

اما علاقة المثقف بالسياسي فأن الثقافة أوسع افقا من السياسة لأن الأخيرة في أحيان كثيرة تنقاد

للتطبيل لفئة من الشعب ضد فئات أخرى,ولكن بما أن الأثنين العمل الثقافي والسياسي لهما علاقة

وثيقة للأتصال بالجماهير ,وتلك اهم رسالة لهما في الحياة,لذا لا بد من وجود فاعلية في ديمومة

الحياة العامة,,ولكن يبقى دور المثقف تجاه المجتمع أكثر أهمية من خلال تطوير الوعي ونشر المعرفة

وتحفيز الرأي العام للدفاع عن حقوق المجتمع بالطرق السلمية المعاصرة ,والأنخراط في بناء منضمات

المجتمع المدني وصولا لبناء ماتهدم من شخصية الأنسان.

س*:ماهو دور المثقف في التغيير والتأثير؟

هناك دور كبير جدا للمثقف في بناء المجتمعات من خلال قرائته للواقع الأجتماعي والسياسي

والأقتصادي ,ومن ثم تحويل الثقافة لممارسة عملية من خلال محاولة تجديد وتوجيه الرؤى الشعبية

لمصالحها,وتطوير توجهاتها للمستوى الذي يجعلها تملك القدرة على ممارسة دورها الحقيقي تجاه

اهدافها الأنسانية,

ولكن بالمقابل قد تستغل أقلام المثقفين وافواههم لتثبيت سلطة الخطاب السياسي,بسبب غياب

الحرية التي جعل الكثيرمن المثقفين يعملون بشروط السلطة الحاكمة, فيتحول خطابهم الى رؤية

وحيدة هي رؤية السلطة,فلولا مصادرة الحريات لكان المثقف العربي اليوم يبتكر دورا جديدا للعطاء

ويساعد ويبحث ويبدع,ومن هذا نستنتج ان لادور للمثقف بلا شروط الحماية,وبقدر مايكون المثقف

حيا وفاعلا,تكون الثقافة حية وفاعلة.

وخصوصا المثقف العراقي في مثل هذا الوضع الراهن ,نراه يحارب على عدة جبهات,منها

الطائفية,والنزعة القومية ,والأنا,والقبلية,والحزبية الضيقة,والتطرف

نجد ان دور المثقف العراقي اليوم يتمحور بايجاد المناسبة لمسببات التمزق الأجتماعي الذي يحدث

هنا وهناك,من خلال بحثه الدؤوب لأيجاد عناصر بقاء وحدة العراق,


لذا فدور المثقف في غاية الأهمية ,حين يكون مخلصا لأخلاقه ومبادئه ومثله العليا ,فمن خلال دموع

قلمه يستطيع أن يجفف دموع الشعب,وبكلمة الحق والعدل يستطيع أن ينثر الورود الى قرائه ليعمق

في مفاهيمهم ابهى وأجمل الصور عن التماسك والتوحد,والأنطلاق بعيدا عن ضلاميات الفكر نحو نور
العلم والمعرفة

وفي الختام أقدم شكري الجزيل للشاعرة وفاء الربيعي لأتاحتها لي هذه الفرصة

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced