تفاقم ظاهرة عمالة الصغار في محافظة الديوانية مؤشر ينذر بالخطر
نشر بواسطة: Adminstrator
الجمعة 16-10-2009
 
   
الملف برس
الفقر والعوز والازمات الاقتصادية واهمال الاهل وزنا المحارم والرفقة السيئة هو العامود الفقري الذي تستند عليه ظاهرة اطفال الشوارع التي تفشت في العراق في السنوات الاخيرة، وهي من اخطر الازمات التي تعصف بواقعنا هذه الايام، وبروز ظاهرة عمل الاطفال وتدني المستوى المعاشي للاسرة العراقية، ينعكس بصورة سلبية على مستوى السلوك الاجتماعي لاطفالنا.
ونحن نراهم يحملون الاكياس ويخرجون كل صباح لمزاولة اعمالهم وجمع الازبال والاوساخ بل ان بعضهم امتهن التسول لتوفير لقمة العيش له وربما لعائلة غابت الشمس عنها وفقدت معيلها ولم يبق سوى هذا الطفل البريء ليوفر لقمه العيش لاهله بشتى الطرق والوسائل وهو يرى اقرانه يتوجهون في كل صباح الى مدارسهم بصحبة ذويهم وعوائلهم بكل احترام وكرامة ونظافة فاي شعور ينتاب هؤلاء الاطفال واي حقد واحتقار يتولد لانفسهم منذ الصغر؟ ومن المسؤول عن هذه الظواهر وما هو دور الرعاية الاجتماعية وحقوق الانسان والمنظمات الانسانية لانتشالهم من الشوارع وزجهم في المؤسسات التربوية؟
انتشرت ظاهرة اطفال الشوارع مؤخرا ليس فقط في بغداد بل في المحافظات العراقية مثل محافظة الديوانية ومعظمهم يمتهن التسول او جمع النفايات او غيرها وهذه الظاهرة تهدد المجتمع العراقي اجمع لما لها من اثار على المجتمع ونخر الطبقة المثقة وانحراف الاطفال وسهولة استغلالهم من قبل ضعفاء النفوس حيث كانت تبدو نادرة في المحافظات العراقية.
لو كان الفقر رجلا لقتلته
مقولة لسيد البلغاء, كونه يمس الكرامة الانسانية والكبرياء, تقليديا ليس الفقر بعيب ودلالته النقص والحاجة ونقص المال يمنع الانسان من تحقيق حاجاته الضرورية من ماكل وملبس ومسكن، اطفال لا يحملون من طفولتهم سوى الاسم فقط بعد ان غابت عن ملامحهم الابتسامة وحلت مكانها علامات البؤس والشقاء واحيانا الجريمة. تراهم تارة في الشوارع في تجمعات او فرادى بعد ان تركوا بيوتهم واسرهم اما قسرا بسبب انعدام الانسانية في قلوب البعض او طوعا بعد ان زحف شبح التفكك الاسري والفقر والعوز ليخيم على البعض الاخر فاصبح الشارع هو الملاذ الواسع والمخيف لهؤلاء الأطفال. يرغب بعض الاطفال وبموافقة ذويهم في تعلم مهنة معينة منذ الصغر واتقانها متناسين الدراسة واثار العمل منذ الصغر على الاطفال والمجتمع حيث قال الطفل حسين علي 9 سنوات: انا اعمل مع ابي في ورشة الحدادة لاتقان وتعلم المهنة وهذا هو هدفي ان اصبح اسطة مثل ابي الذي يشجعني على هذا الطموح اما المدرسة فهي لا تعطي خبزا وقد تركت المدرسة منذ الصف الاول للمرحلة الابتدائية لالتحق بابي وعمله ومساعدته واخرج مع ابي منذ الصباح الباكر يوميا وقد تعودت على هذا.
اطفال الشوارع ضحايا الجوع والفقر
ان الفقر الواسع النطاق وانعدام المساواة من اسوأ نكبات هذا الزمان, ويعيش أطفال الشوارع، ليس تحت خط الفقر وحسب، بل تحت خط الكرامة الإنسانية، ما يجعلهم عرضة للاستغلال فهم صيد ثمين للمجرمين ومروجي المخدرات والارهاب الذين كثر عددهم فيما يؤدي الى انتشار الرذيلة والمخدرات بين الشباب، ويقول احد الاطفال 12سنة: أقوم ببيع الفاين الكلنكس ومعطر السيارة وغيرها عند توقفها في التقاطعات والازدحامات وأحصل على ما تجود به أيدي أصحاب السيارات، نحن لا نفرض أسعاراً محددة مقابل ذلك بل سعرها معروف الف دينار عراقي وهناك من يزيد عليها باعتبارها اكرامية ونفضل هذه المهنة عن التسول كونها تحفظ لنا كرامتنا وهناك ممن يتعاطف معنا ويكرمنا، بالاضافة الى اخوتي فهم ايضا يمارسون نفس المهنة وفي بعض الاحيان نمارس التسول لسد رمق العيش واعانة اهلي في توفير لقمة العيش ونحن من يعيل اسرتنا.
ويقول الطفل محمد 11 سنة: وجدت نفسي في الشارع بعد فقدان ابي وزواج امي من رجل اخر انا لا اعرف عنها شيئا منذ ما يقارب السنتين وانا امتهن التسول وجمع النفايات او السرقة في بعض الاحيان لحاجتي للنقود.
استغلال جنسي وسجون ومعتقلات
الاستغلال الجسدي والجنسي جانب خطير جدا، حيث تقوم بعض العصابات باستغلال هؤلاء الأطفال إما عن طريق تشغيلهم بأثمان بخسة أو استغلالهم جنسيا، أطفال ونساء في شرك الدعارة نتيجته للفقر وتردي الحال المعيشية لدى العامة من الناس او فقدان رب الاسرة او معيلها وهي معتمدة كليا على الاشغال الحرة نراها اليوم تحارب بكل الوسائل من المفسدات حتى وصلت الى لقمة العيش ولم تقتصر على ذلك بل لجأت الى اللواط والانحراف الجنسي والدعارة. بالاضافة الى قضايا اخرى ومنها التسول والسرقة والمخدرات والدعارة والقتل والاغتصاب والارهاب. واغلبهم ينتهي في السجون والمعتقلات ليصاب بالأنحراف الجنسي. الطفل محمد جاسم 12 سنة قال: لم تكن هذه اول مرة اسجن فيها فقد سبق وان دخلت السجن عدة مرات بتهمة السرقة اخرها الحكم بالسجن 12 سنة بتهمة 24 حالة سرقة، توفي والدي واعيش في الشوارع منذ الصغر اما امي فهي متزوجة ولا اعرف عنها شيئا ولا هي تعرف عني. اما الطفل منتصر كاظم فيقول: تم اعتقالي للمرة الثانية بتهمة الانحراف الجنسي وانا ارقد في السجن منذ فترة ولم تتم محاكمتي لحد الان في حين ان اغلب الاطفال هنا في السجن يمارسون الانحراف الجنسي.
اجيال المحن وثقافة الحروب والأرهاب
محنة الاطفال اليتامى و المعاقين والمشوهين والمختلين عقليا والمتسولين والمشردين والمدمنين على المخدرات والمسكرات، ومحنة الاطفال تحت كنف امهاتهم الارامل المتزوجات من رجل آخر والمتسربين من المدارس و الاطفال غير الشرعيين مجهولي النسب، كل تلك المحن سببها الحروب، وتقول الارملة ام محمد: اعاني من العوز والفقر وانا اسكن في التجاوز وليس لدي معيل حاليا اما ابني الكبير محمد 20 سنة فهو راقد في السجون منذ ثلاث سنوات تقريبا اما إبنتي 12 سنة فانها تمتهن التسول في الاسواق والطرقات علها تجد من يساعدها بما تجود به يداه وكذلك هي الحال بالنسبة لي فانا لا اختلف عن ابنتي كثيرا فانا اخرج في بعض الاحيان للتسول ايضا برغم سوء حالي الصحية. ولا ينكر مالهذه الظاهرة من تأثيرات نفسية على الطفل والمجتمع بشكل عام، يقول الباحث الإجتماعي (أحمد حسين): تولد حالا من الاحتقان او الاضطراب الفكري لديهم وعدم الاستقرار ومما يوفر فرصة أكيدة امام انهزام السلوك المنضبط والطبيعي الى بوابة الفوضى الاخلاقية والكسب غير المشروع، لذا فأن نمو ظاهرة عمل الاطفال دون السن القانوني مؤشر خطر ولافت للنظر من خلال ما يتعرضون له في أماكن لا يصدق وجودهم فيها كمحال تصليح السيارات او في محال تبديل الدهون او العمل في صباغة الاحذية
اطفال الشوارع وحقوق الانسان
قالت السيدة وداد حاتم/ رئيسة لجنة حقوق الانسان في مجلس محافظة الديوانية: منذ ترشيحي في الانتخابات الاخيرة لمجلس المحافظة في الديوانية وانا اهتم بشكل جاد باطفال الشوارع وكذلك تضمنت البوسترات الدعائية في تلك الفترة صورا لهؤلاء الاطفال وانا اسعى جاهدة لانتشالهم وزجهم في المؤسسات التربوية واعانة ذويهم. وتم الاتفاق على فتح مشغل خياطة وتوفير فرص العمل للنساء لاقصاء عملية تسول الاطفال وجمع الازبال واغاثة العوائل المتعففة والارامل والمطلقات والمحتاجين وذلك بالتنسيق والتعاون مع المنظمات المانحة وفتح مركز تدريب وتطوير في مجال الخياطة والتطريز والحياكة وكذلك قاعة للتدريب والتعليم على الحاسوب، ونسعى جاهدين وباستنفار القدرات للقضاء على ظاهرة التسول وجمع النفايات التي يمتهنها الاطفال ابناء العوائل الفقيرة والمتعففة وربما ابناء الارامل والمطلقات

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced