العــاصمة تـتـحول إلى ثكنة عســكريـة..مواطنون:السيطرات تقطع أرزاقنا مع تحول الشوارع الى طوابير لاتنت
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 22-08-2013
 
   
أزمات المواطن العراقي باتت من السمات البارزة في الواقع المعاش ،واصبح الشارع البغدادي يعيش أبشع صور المأساة، وبدلا من أن يفكر المواطن بقوت يومه ومتطلبات الحياة من خدمات غير متوفرة وقحط مبرمج بمفردات الحصة التموينية، اصبح اليوم همّ المواطن وخاصة في مناطق الكرخ هو كيفية الوصول الى مقر عمله بعد ان اصبحت السيطرات الثابتة والأخرى المتحركة والمشتركة تقطع الشوارع بصورة لم تعد مطاقة ، والمبرر المعلن هو الحفاظ على الأمن ولكن غير المعلن هو ايصال رسالة واضحة ومعلومة الى المواطن المبتلى ،بأن أمن المسؤول وخاصة القابعين في حصن الخضراء أهم من حياة المواطن، والمشاهد والمعاناة التي يعيشها المواطن هي دليل ملموس وحي على ذلك، فمن غير المعقول ان يخرج الموظف الى دائرته في الساعة السادسة صباحا ولا يصل الى مقر عمله الا في الساعة العاشرة تحت لهيب شمس الصيف ويتكرر المشهد المأساوي عند العودة! والمشكلة ان الاجراءات الامنية هي نفسها، فالجهاز المزيف لا تزال قواتنا الأمنية مصرة على استخدامه على قناعتهم بأنه جهاز فاشل ولا يستطيع ولن يستطيع المساهمة في حفظ الأمن!
دروع بشرية لحماية المسؤول
مواطنون أكدوا للمدى ان ما يحدث في الشارع وما تفعله القوات الامنية هو حرب على المواطن وليس على الارهاب بحسب قولهم، مؤكدين ان المسؤولين في اجراءاتهم تلك يستخدمون المواطنين كدروع بشرية لحمايتهم، والدليل انهم يمنحون انفسهم وموظفيهم اجازات كيفية متى شعروا باية تهديدات امنية في حين يُترك المواطن ضحية ليس للارهاب فقط وانما للزحام الذي احال العاصمة بغداد الى ثكنة عسكرية او كما يقول احد المواطنين ان بغداد اصبحت اليوم سجناً للبغداديين بفضل الزحامات والاختناقات المرورية الحاصلة.
إحباط وملل وصيف لاهب
ماهر قحطان موظف يقول: مَن يصف السيطرات ويسميها بالامنية هو واهم فهي اصلا غير امنية، وهي المسبب الرئيس بالزحامات والاختناقات المرورية الحاصلة، فضلا عن قطع الطرق بصورة مفاجئة ،وهذا ما يُحدث ارتباكاً لدى الشارع والمواطن ، مضيفا ان ما يحصل الان في بغداد يعطيك درسا واضحا بان الوقت غير مهم عند القائمين والمتصدين لأمن البلاد، وبالتالي والكلام لقحطان اصبح وقتنا غير منتظم ولا ندري كيف ومتى نصل الى دوائرنا او بيوتنا بحيث اصبح تحديد الموعد من الاشياء الخيالية في بغداد، مضيفا ان الاحباط والملل من الزحامات المرورية خصوصا في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ،مؤكدا ان هذه الزحامات غنيمة كبيرة لمن يريد ان يفعل عملا ارهابيا، لأنه يحصد  العشرات من الابرياء في ظل تلك الزحامات بحسب قول قحطان.
الحـل في نقل المنطقة الخضراء
الطبيب نجم عبد الله يوضح للمدى ان طوابير السيارات التي تقف عند نقاط التفتيش الثابتة والمتحركة اصبحت شكل بغداد الجديد، الذي اصبح شبه سجن كبير للبغداديين،ويؤكد عبد الله ان وقوفه يطول عند المنطقة الخضراء لأكثر من ساعتين، مضيفا انه في تصوري المتواضع ان تلك السيطرات القريبة والمحيطة في مداخل المنطقة الخضراء ليس غايتها التفتيش، بل تستخدم هذه الطوابير المزدحمة من السيارات كدروع بشرية لحماية مناطق اقامة واجتماع المسؤولين من خطر الارهابيين،وتمنى عبد الله على المسؤولين اذا كانوا جادين في حفظ أمن المواطنين الى بناء منطقة حصينة لهم خارج بغداد، وموازناتنا الانفجارية كما يقول عبد الله قادرة على تنفيذ هذا المشروع بغضون شهور،لان الحياة في بغداد وفق هذه الصيغة كالحياة داخل ثكنة عسكرية بوضع لا يمكن ان يُطيقه أي انسان.
أجهزة الكشف المزيفة
الموظفة ابتهال حسين  في احدى الدوائر القضائية تقول: ان المعاناة التي يعيشها المواطن تزداد يوما بعد يوم، فما معنى ان يرتبك الشارع بهذه الصورة المأساوية بعد كل انفجار امني، وبدلا من ملاحقة القتلة يعاقب المواطن العراقي بهذه الصورة،وتمنت حسين لو ان تلك الاجراءات نافعة في حفظ الامن،ولكنه كما تقول يزداد سوءاً، واجهزة كشف المتفجرات المزيفة ما تزال كالسياط التي تجلد ظهور المواطنين مع علم القادة الأمنيين بعدم جدواها، والدليل كما تقول حسين ان العديد من الارهابيين الذين تم القبض عليهم اكدوا باعترافاتهم بان سياراتهم المفخخة كانت تمر بسهولة من نقاط التفتيش من دون ان يتم اكتشافها من اجهزة الكشف ولا من قبل رجال الأمن، وتضيف حسين ما الحكمة في خلق هذه الزحامات ام انها سياسة جديدة لإشغال المواطن من التفكير بالازمات العديدة التي يعيشها كغياب الخدمات وغيرها من متطلبات الحياة بحسب قول حسين.
حظر التجوال في الثامنة مساءً
يقول معتز فاضل صاحب احد أصحاب المحال القريبة من المنطقة الخضراء انه تم تبليغهم من قبل  القوات الامنية بغلق محالهم عند الساعة الثامنة مساءً ويمنع منعاً باتاً السير في تلك المنطقة القريبة من مطعم حيدر دبل بعد تلك الساعة مؤكدا ان هناك حظراً للتجوال يكون في تلك المنطقة بعد تلك الساعة، واكد فاضل للمدى ان المحال هناك اصبحت شبه عاطلة عن العمل لعدم وجود زبائن يترددون على المحال هناك بعد الخطة الامنية الجديدة كما يقول فاضل الذي يتساءل من يطعم عوائلنا والمحال تزخر ببضاعتها من دون وجود حركة شراء، وأوضح فاضل ان البيوت القريبة من المحال وبالتحديد العوائل المتجاوزة  والتي كانت تتبضع من محالنا تم اخلاؤها من الساكنين بالقوة ،مضيفا ان شكل المنطقة  وصورتها الآن هي عبارة عن معسكر رسمي يعج بالجيش والهمرات والارتال العسكرية التي ترزخ بالشارع وكأنها في حالة حرب واستنفار مما يضطرنا الى ترك المنطقة والعودة الى البيوت عصرا بعد ان كنا نفتح محالنا الى ساعات متأخرة من الليل كما يقول فاضل.
السيطرات مقراً للمتسولين
حسن فالح سائق تكسي قال: منذ اربعة ايام ونحن نعاني الأمرين وليس هناك من يعذر، فالطوابير والانتظار تستهلك الوقود من دون جدوى،واضافة الى ذلك ان المواطن اصبح لا يستأجر سياراتنا لأنه يعرف مسبقا بأنه سيترك السيارة عند وصوله الى نقاط التفتيش ،فيتجاوز السيطرة مشيا على الأقدام ثم يصعد سيارة الكيا او الكوستر ليترجل بعدها عند اية سيطرة ،ومن ثم يتجاوزها ليركب عجلة باص اخرى،ووصف فالح تلك الزحامات بمثابة الكارثة عليهم وعلى عوائلهم،وقطع الشوارع بهذا الشكل يصفه فالح بمثابة قطع الأرزاق،ووصل الحال بهم  ويقسم على ذلك بانه اقترض مصروف البيت من احد ابناء عمومته لان العمل في الشارع لم يعد ممكنا في ظل الظروف الموجودة،والتاكسي في الشارع اصبحت مصدر رزق غير مجدٍ ولا ينفع تماما،والمصيبة كما يقول فالح ان الدولة والمسؤولين اصبح همهم الرئيس هو المنافع المادية والكراسي دون الشعور بما يعانيه المواطن الفقير،مؤكدا ان تلك الطوابير اصبحت مصدر رزق الباعة المتجولين ومقراً خصباً لطوابير المتسولين الذين اصبحوا مظهرا شاخصا عند السيطرات الثابتة،واختتم فالح كلامه مردداً البيت الشعري مصائب قوم عند قوم فوائد.
ترك سيارته بسبب الزحامات
حسن حبيب من سكنة منطقة الدورة جنوب بغداد ويقع عمله في منطقة السعدون  يقول: انه ترك سيارته في المنزل واستقل احدى سيارات الاجرة بسبب الزحامات الشديدة التي تستنزف الوقود فضلا عن ان السيارة تعرضت  لعدد من العطلات اثناء التوقفات والزحامات عند نقاط التفتيش،اضافة الى خوفه من الانفجارات التي ستكون بمثابة الكارثة على المواطنين،مضيفا بانه يمر بخمس نقاط تفتيش ثابتة واحيانا تصبح اكثر بفضل السيطرات المشتركة المتحركة،ويمر بمثلها عند العودة  وكل سيطرة يقضي فيها اوقاتاً طويلة ، والمصيبة كما يقول حبيب ان الاجراءات الامنية هي نفسها ولكنها تجري ببطء واضح ،وعندما تسأل العسكريين عن اساب هذا البطء في مرور السيارات ،يكون جوابه الجاهز هو (والله أوامر من فوك...إحنه شبيدنه)، واضاف حبيب ان وصوله الى  مقرعمله لا يستغرق  سوى ربع ساعة في حالة عدم وجود سيطرات، لكن في ظل الأوضاع الحالية يصل بعد ساعتين من الشقاء والمعاناة كما يقول حبيب.
أوامر مزاجية وغير انضباطية!
محمد نوري من أهالي المحمودية يقول: إن السيطرات اسم على غير مسمى ،فالمواطن يعاني الكثير حين يتجاوز السيطرات التي تملأ الطريق ما بين المحمودية وبغداد،مضيفا بأنه يشاهد العجيب والغريب فيها، وأكد نوري أن لكل سيطرة أمر عسكري يختلف عن السيطرة الأخرى وكذلك لها مسؤول له قراراته الخاصة والحواجز تختلف ايضا وما انزل الله بها من سلطان،وحين تسألهم لماذا هذه الاجراءات؟ يكون عذرهم الرئيس هي الأوامر العسكرية من القيادات العليا،ولا ندري والكلام للمواطن أن السيطرة التي نتجاوزها تقوم بتبليغنا بأنه قد لا يسمح لك بالمرور من السيطرة التي تلينا ولا نعلم ما الاسباب؟ مضيفا بأن الطريق اصبح لا يُطاق وظروفنا من سوء الى اسوأ، والوقت اصبح بلا ثمن في بلادنا بعد ان قُطع الطريق بسيطرات لا تُعــد ولا تُحصى كما يقول نوري،مبينا ان الأوامر بتلك السيطرات تنفذ بصورة مزاجية وغير انضباطية، وأحيانا أخرى يقولون لنا انت لا تسكن هذه المنطقة وعليك الرجوع من حيث أتيت، ويعتقد محمد أن تلك السيطرات وجدت لإلحاق الأذى بالمواطنين وليس لحمايتهم وتسهيل امور نقلهم حتى يصل الموظف او العامل الى مقر عمله !!

المدى

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced