الحوادث المرورية إرهاب يواجه العراقيين..قيادة الأطفال للسيارات وسط مباركة الأهل وأنظار الداخلية
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 29-08-2013
 
   
حادث مروري كاد ان يجعلنا من (المغفور لهم او المعاقين ) ،  فأثناء توجهنا للعمل وقبل عبور الشارع العام  في منطقة المنصور في الساعة الرابعة عصرا فوجئنا بسيارة حديثة الموديل تنطلق بسرعة كبيرة ،حتى تهادت  يمينا وشمالا بعد ان فقد سائقها السيطرة عليها ليصطدم بسيارة اخرى وثانية حتى اعتلت عجلاتها رصيف الشارع لتتجه نحونا بسرعة مخيفة حتى اننا لم نستطع الحراك خطوة واحدة، وبين لحظات  القلق والموت المفاجئ توقفت ،من دون مواصلة مسيرتها المميتة التي كادت ان تخطف ارواح الأبرياء، وبرغم شدة القلق والرهبة التي عشناها الا اننا  ركضنا مسرعين كحال بعض الناس الذين ركنوا سياراتهم ليطمئنوا على سلامة سائق السيارة،  يفتح الباب ويخرج فتى لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره وهو يرتعد خوفا من فعلته هذه ،واغرورقت عيناه بدموع الندم وقال ابي لا يعلم انني اخذت مفاتيح السيارة خلسة وسيقتلني ان عرف ذلك !
سباق سيارات
تعليم قيادة السيارات واحدة من المهارات الصعبة والخطيرة التي لابد على الانسان ان يتقنها بدرجة كبيرة قبل ان يجلس خلف مقود  القيادة ويسير في الشوارع، لكن مع الأسف هذا الأمر لم يعد مهما لأغلب العوائل العراقية لذلك نلاحظ ان الظاهرة انتشرت بين الاطفال والمراهقين ،والذي يلفت النظر بدرجة اكبر هو ان هذا  الشيء لم يعد ذا أهمية فهؤلاء الأطفال والمراهقين يقودون السيارات بسرعة فائقة وكأن خبرتهم في هذا المجال تساوي او تفوق رياضيو سباق السيارات. وزيادة  أعداد السيارات في العراق لا سيما الحديثة منها، جعل عدد السائقين ممن لا يحملون رخص قيادة في زيادة ايضا، بمن فيهم الاطفال والفتيان، الذين اصبحوا يشكلون بقيادتهم العجلات ظاهرة لافتة للنظر، في وقت تعجز فيه السلطات المرورية عن لجم هذه الحالة بالرغم من حصول الكثير من حوادث السير. فوزارة التخطيط  أعلنت أخيرًا أن ما يزيد عن ألفي عراقي يقتلون بسبب الحوادث المرورية في كل عام.
واذا نظرنا الى قانون المرور العامة الذي يحمل الرقم 86 لسنة 2004 نجد انه حدد الفئة العمرية التي تمنح على ضوئها إجازات السوق وضمن شروطً معينة منها اللياقة البدنية والصحية والتي تؤهل طالب الرخصة لقيادة السيارة وبعدها يخضع المتقدم لامتحان نظري الا ان هذا القانون لم يطبق على الواقع لغاية منذ عام 1994 لم تصدر المديرية أي إجازة سوق بالرغم من وجود نماذج الرخص علما ان المديرية تعاقدت مع شركة ألمانية لتزويد المديرية بشبكة مركزية للمعلومات عن إجازات السوق.
قصص وحوادث
بالرغم من أن علي كامل (12سنة) كان يقود سيارته تحت إشراف ومراقبة والده غير أن ذلك لم يمنع إصابته بإعاقة دائمة ، جراء انقلاب السيارة، فتحول إنسانا عاجزا، بعد ان وعده والده بان نجاحه من الصف السادس الابتدائي معناه اقتناء سيارة ، يقول أبو علي : لم اكن ادرك ان سماحي لابني قيادة السيارة سوف يجعله معاقا طول حياته بعد ان حدث كسر في العمود الفقري نتيجة اصطدامه بسياج احد المنازل الواقعة في محلتنا ، كنت دائما اجلس بجانبه لأعلمه السياقة ،ومن ذلك الحادث قبل عام وهو حزين ولا يتكلم مع احد فهو جليس المعقد المتحرك .
وافقت على منيته
اما فاضل محمد موظف يشير إلى أن ابنه (14سنة ) راح ضحية حادث مروري مروع  حين قاد السيارة مع صديق له ليصطدم بشاحنة، ما ادى الى وفاته في الحال على طريق محمد القاسم ،ويستدرك فاضل في حديثه قائلاً: كان حبه الى سياقة السيارة كبيرا ويقودها دائما في المنطقة وبشكل جيد وعندما اخبرني انه سوف يخرج الى الشارع العام وافقت ولم امنعه ،احيانا اقول ان القدر هو السبب واحيانا اخرى الوم نفسي لانني لم اكن امنعه عن القيادة .
عائلتي تثق بسياقتي
عائلتي تمنحني الثقة بإيصال أشقائي الى المدرسة بهذا الكلام بدأ عبد الله عمره 15عاما حديثه قائلاُ: والدي سمح لي بالقيادة داخل المنطقة واكثر الأحيان أقوم بالتسوق مع والدتي وإيصالها الى أماكن عديدة ،وقال لا أخاف قيادة السيارة حتى لو كانت الشوارع مزدحمة وانا حذر جدا لان سيارة والدي حديثة جدا وهو يقول انها سيارتك فحافظ عليها ،وأهلي لهم الثقة الكاملة بسياقتي.
دهسه وترك السيارة
يقول ابو حازم انه كان في المنزل ومشغولا بإنجاز بعض الامور الكهربائية ارتعبت لصوت مكابح سيارة مسرعة وبعدها صراخات فركضت مع كل من في الدار  مسرعين  لأجد ابني  مغطى بالدماء بعد ان صدمته سيارة كان يقودها شخص لا يتعدى عمره 11 سنة والمشكلة انه ترك السيارة وهرب ، نقلنا ابني الى المستشفى وهو فاقدا للوعي واذا بوالد السائق يأتي ويقول انه:  مستعد للفصل العشائري شرط ان لايتم التبليغ عن الحادث لان ابنه حدث ويخاف عليه من السجن ،وجاء بصحبة بعض من وجهاء المنطقة ليعرض خدماته ويطالبني التنازل عن القضية، لكنني فضلت خروج ابني معافى مقابل التنازل عنها.
رخص أسعارها
كثرة السيارات الحديثة الداخلة الى العراق في السنوات الماضية جعل  شراؤها امرا سهلا عبر الدفع بالأقساط .
ومازالت أسعار السيارات في العراق هي الأرخص في العالم، بسبب الضرائب القليلة المفروضة عليها، إضافة إلى قوانين الاستيراد السهلة مقارنة بالدول المجاورة، ومنذ عام 2003 طغت ظاهرة القيادة في سن مبكرة في المجتمع العراقي، ما أدى الى مقتل الكثير من الاطفال والفتيان او إصابة البعض الآخر بالعوق. وفي الوقت الذي تحرص فيه أسر عراقية على اقتناء سيارة شخصية، حيث أصبحت حاجة ملحة ورمزا للترف والمباهاة بين الناس، فان هذا الحرص يرافقه ازدياد اعداد الفتيان والشباب الذين يقودون السيارة بالرغم من ان سنهم لا تسمح لهم بذلك ، وفي الكثير من مدارس العراق، يمكن ملاحظة انتشار الظاهرة من كثرة اعداد السيارات في الشوارع المحيطة بالمدرسة أو في الساحات القريبة منها.
حيث يقول ابو سرمد وهو مدير مدرسة : ارتفاع اعداد الطلاب والفتيان الذين يستقلون المركبات  اصبح كثيرا اذا لم يتم معالجة الظاهرة . و اخطر ما في الظاهرة سياقة الاطفال والقاصرين للسيارات امام أنظار الجهات المسؤولة والمواطنين، وفي الأماكن العامة مؤكدا رؤيته لطفل لم يتجاوز سن الخامسة  عشر، يقود حافلة لنقل الركاب في كراج العلاوي في بغداد . هذه الفوضى في غياب نظام مروري متكامل في العراق، يعيد القطار الى السكة. يقول إن إجراء السائق للفحوصات للتأكد من خلوه من الأمراض والعاهات وسلامة قواه العقلية أمر مهم جدا للحصول على رخصة القيادة.
يتفاخر بسياقة ابنه
يبلغ نقص الوعي المروري أو الإهمال المتعمد لقواعد المرور في بعض الآباء إجلاس ابنه في حضنه حين يقود السيارة، لكي يعلمه القيادة ويبث الشجاعة في قلبه. هذه ما يفعله، أن الحد من هذه الظاهرة يتطلب زيادة الوعي المروري ، وفرض اجراءات عقابية صارمة على الآباء الذين يسمحون لأطفالهم بالقيادة، في ظل ارتفاع مخيف لضحايا الحوادث المرورية. اضافة الى ان المجتمع يتحمل مسؤوليته للحد من هذه الظاهرة، وليس انتظار اجراءات حكومية لن تتحرك ساكنا ، ولا تفرض رقابة مرورية صارمة  قوانين تلزم الافراد تطبيق الاجراءات الصحيحة, فهذه الظاهرة منتهى الانتهاك للطفولة عندما نشاهد أطفالا أعمارهم تتراوح بين 12 الى 16 عاماً يملأون الشوارع بسياراتهم دون أي شعور بالمسؤولية , يسيرون  بسرعات هائلة ويخلفون ضحايا .
الحكومة تتحمل ايضا
ويقودون بتهور , لكن ماذا أن اصاب احدهم مكروه، كل ذلك تتحمل مسؤوليته الحكومة , والوالدان وهما مشتركان بهذه الجرائم وهذه الحوادث، وان كنت تريد ان تتأكد كل ما عليك فعله هو الخروج الآن للشوارع وسترى أطفالا يقودون بتهور , دون رقابة ولي أمرهم أو المرور كما ان هناك قضية اهم واخطر مما طرحتموه وهو متى تقوم وزارة الداخلية بإصدار امر لمديرية المرور العامة بإصدار إجازات المرور إضافة الى تجديد الإجازات التي مر اكثر من تسع سنوات دون تجديدها. 
سيطرات على حزام الأمان
في الوقت الذي نشاهد فيه كل يوم السيطرات الكثيرة لمديرية المرور العامة والمنتشرة بشكل عشوائي في شوارع بغداد وهم يحاسبون سائق المركبة على حزام الامان ولوحة السيارات والزجاج المظلل ولم تتوقف وصولات الغرامات المالية لكننا لم نسمع في يوم ما انهم قاموا بمحاسبة فتى لا يتجاوز عمر السابعة عشر من العمر وهو يقود سيارته في شوارع بغداد المتخمة بانوع واحدث السيارة ، ان اغلب حوادث المرور التي يسببها الشباب والفتيان تكون حوادث كبيرة وخطيرة ونسبة الوفيات فيها عالية بسبب السرعة العالية وعدم مراعاة الانظمة المرورية . كما ان الأسر ذات الدخل الشهري الثابت، تشجع الفتيان على تعلم القيادة بدعم من الوالدين ،ويباركان نزولهم الى الشارع حيث تقول ام بلاسم ان عدم قدرتها على القيادة يضطرها الى السماح لابنها بقيادة سيارة الاسرة، الذي اتقن القيادة حيث يلبي لها مشاريعها ومواعيدها في بعض الاحيان وهي وتثق بقيادة ابنها منذ ان اشترت له سيارة حديثة بالأقساط الشهرية منذ نحو سنتين.
زيادة أعداد الضحايا
يذكر انه نظرا الى أعداد ضحايا هذا الظاهرة المتزايد عدت بمثابة إرهاب آخر يواجه المجتمع العراقي سيما وان ضحايا الحوادث المرورية في العراق تزايد الى أربعة إضعاف ضحايا الإرهاب .فقد قتلت حوادث السير خلال العقود الثلاثة الماضية يقرب 75 الف مواطن عراقي –حسب تصريحات وزارة الصحة – وان إضعاف هذا العدد أصيب بعوق وعجز دائم لذا اهتمت الدول المتقدمة بهذه المشكلة لآثارها الخطيرة على الاقتصاد حيث قدرت منظمة الصحة العالمية ان الخسائر الاقتصادية من حوادث السير سنويا بلغت اكثر من 520 مليار دولار مما حدا بتلك الدول  وضع ستراتيجيات للسيطرة على هذه الحالة  التي سوف تؤدي إلى كارثة كبيرة .

المدى

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced