الطمر الصحي .. يجتاح البيوت ويطلق الأمراض لتفتك بالعوائل-الأخبار

الطمر الصحي .. يجتاح البيوت ويطلق الأمراض لتفتك بالعوائل

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الإثنين 09-09-2013

تتعدد حالات تلوث البيئة وتتنوع لتشكل خطرا جسيما على العناصر الثلاثة للطبيعة الهواء والماء والتراب ، ومن البديهي أن التلوث هو إدخال الملوثات في البيئة مما يؤدي إلى عدم الاستقرار البيئي وبروز حالات الاضطرابات البيئية الضارة ، أو حدوث الضرر للنظام البيئي أي الأنظمة الفيزيائية للكائنات الحية. والتلوث يمكن أن يتخذ شكل المواد الكيميائية، أو الطاقة، مثل الضوضاء والحرارة أو الطاقة الضوئية. وقد تكون الملوثات وعناصر التلوث موادا أو مصادر طاقة خارجية، أو قد تحدث بشكل طبيعي. وحتى لو تحدث بصورة طبيعية، فإنها تعد ملوثات عندما تتجاوز المستويات الطبيعية. ويصنف التلوث حسب المعايير البيئية المعهودة التي وضعها خبراء البيئة في كثير من الأحيان إلى نوعين؛ تلوث مصدره نقطة أو تلوث ليس مصدره نقطة.

المواد الإنشائية ملوثات للبيئة
كثيرة جدا هي حالات التلوث في محافظة ذي قار ومتنوعة مع تدني مستوى المعالجة حيث لا يرقى إلى مستوى الطموح وسط شكاوى المواطنين ومناشداتهم بإيجاد الحلول المناسبة .
تنتشر وبشكل واسع ظاهرة بيع المواد الإنشائية بالقرب من المناطق السكنية بل إن بعضها مجاور لها ، ويبدو أن هذه الظاهرة يتسع نطاقها ليشمل ليس فقط مدينة الناصرية بل كافة أقضية ونواحي محافظة ذي قار ، والغريب أن بعض المحال هي عقارات تعود ملكيتها للدوائر البلدية في عموم محافظة ذي قار ، فكيف يمكن تحميل البلدية المسؤولية إذا كانت نفس دوائرها البلدية هي التي تخرق ضوابط الحفاظ على البيئة وهي التي تستأجر عقاراتها لأصحاب بيع المواد الإنشائية كالجص والرمل والإسمنت والحصى والبورق ؟.
موقف مديرية البيئة
لم يقف مدير بيئة ذي قار السيد عزيز محسن مكتوف الأيدي إزاء هذه الظاهرة بل كان أول المبادرين لانتقادها وحمل بلدية الناصرية مسؤولية تعرض المواطنين الساكنين بالقرب من ساحات بيع المواد الإنشائية إلى أمراض خطيرة ، متهما بلدية المدينة ومديرية البلديات بالتهرب من رفع الملوثات من تلك الساحات التي تقع بالقرب من دور المواطنين.
تحذير من صحة ذي قار
وفقا للضوابط البيئية فإن مواقع طمر النفايات يجب أن تكون بعيدة عن المناطق السكنية مسافة محددة لوقاية السكان من خطر التلوث ،لكن في ذي قار حذرت دائرة صحة ذي قار من قرب مواقع الطمر الصحي من الأحياء السكنية والحرق العشوائي للنفايات وافتقاد المحافظة لمناطق طمر صحية نظامية وأن مواقع الطمر الصحي في محافظة ذي قار جميعها غير نظامية وغير مطابقة لأبسط الشروط الصحية والبيئية وأن تلك المواقع عبارة عن أماكن بدائية وغير صحية باستخدامها مكبا للنفايات اضافة إلى أن عدم إحاطتها بسياج وانعدام الحراسة على الموقع مما يجعل المواد الموجودة عرضة لعبث المواطنين المعتاشين على جمع النفايات واستخدامها بديلا للعلف من قبل أصحاب المواشي مما يشكل خطرا على الصحة العامة للمجتمع "
تساؤلات المواطنين في ذي قار
يحرص المواطنون في ذي قار على سلامة البيئة دائما يقول المواطن أبو جهينة : أين ذهب معمل تدوير النفايات يا بيئة ذي قار ؟ جميع بلدان العالم تستخدمه وله فوائد كثيرة للبلد كإنتاج الكهرباء وتشغيل الأيدي العاملة والتخلص من الظاهرة القديمة من طمر النفايات ونظافة المدينة بشكل حضاري.
فيما يبين المواطن علي كاظم محمد ان :هنالك موقعا للطمر الصحي في ناحية الغراف على طريق آل سهلان وسط البيوت السكنية يتسبب في امراض ووفيات كما أنه يقع على حافة طريق رئيسي مما تسبب في حوادث أدت الى وفيات ، وللأسف البلدية والمجلس البلدي في ناحية الغراف لا يحترمان المسؤولية " المواطن أبو ذيبة الحسناوي يقول : أرحموا سكان منطقة الإسكان الصناعي في قضاء الناصرية لقد ابتلوا بأخطار الطمر الصحي القريب من سيد خضير ناهيك عن سحب الدخان المتطاير الناتج عن حرق النفايات التي تنتشر في منطقة الإسكان الصناعي مما ينعكس سلبيا على تلك المنطقة "
طرق عشوائية
إن إحدى طرق التخلص من النفايات هي طمرها بعيدا عن المناطق السكنية لكن للأسف تتم عمليات حرق عشوائية مستمرة لموجودات تلك المواقع مما يشكل خطرا على صحة الأهالي في المناطق السكنية الواقعة باتجاه الريح .
معامل الطابوق في ذي قار
يمكن عد معامل الطابوق وبسبب انتشار سحب الدخان المنبعثة من مداخنها إحدى أسباب التلوث البيئي ، ففي ذي قار ثمة مجموعة من معامل الطابوق المنتشرة في عموم المحافظة بعضها ملتزم بالمحددات البيئية عبر التقيد باستخدام أجهزة الفلترة لكن قسما منها غير ملتزم ، لا تبعد معامل الطابوق عن الناصرية سوى 30كلم جنوب شرق المحافظة، على الطريق المؤدي الى ناحية الاصلاح.

مدير بيئة المحافظة: نتحمل مسؤولية ما يجري
صرح مدير دائرة البيئة محسن عزيز للمدى "إن بلدية الناصرية ومديرية البلديات ، تتحمل مسؤولية عدم اتخاذها تدابير وقائية لرفع الملوثات المنبعثة من الساحات الخاصة ببيع المواد الإنشائية المنتشرة في عموم مدن المحافظة ، وخاصة في مناطق خلف السريع، وأن الدوائر المعنية تتهرب من رفع تلك الملوثات من الساحات لأسباب غير معروفة ولم تتخذ إجراءات لمحاسبة المخالفين، لذلك اجرت مديرية البيئة وبالتنسيق مع شرطة حماية البيئة وبلدية الناصرية كشفا على تلك المواقع للعمل على إزالتها بسبب تأثيراتها البيئية على صحة المواطن ، وقد وجهنا عددا من الإنذارات للمخالفين ، لكن بلدية الناصرية وبلديات المحافظة مقصرة برفع تلك الملوثات برغم وجودها على أراض تعود ملكيتها لتلك البلديات ،وعلى ضوء ما يحدث نطالب و بسرعة باتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين وإزالة المخالفات ، فضلا عن إيجاد مواقع بديلة تكون مطابقة للمحددات البيئية وفي مواقع خارج التصميم الأساس للمدينة بحسب قول عزيز.

مواطنون: اكثرنا مصابون بامراض جلدية
يقول ابو عدي احد العاملين في معامل الطابوق "أنا صاحب عائلة مكونة من 21 شخصا ولا يستلمون أية إعانة اجتماعية او راتب تقاعدي ، اضطررت أن آتي بهم الى هنا للعمل في هذا المكان،و لدي ثمان نساء يعملن اضافة الى الاطفال الذين لا يحصلون إلا على اجور زهيدة ، علماً بأنهم جميعاً لا يعرفون القراءة ولم يدخلوا مدرسة في حياتهم ، مبينا ان العمل يبدأ هنا من الساعة 2ليلاً حتى التاسعة صباحاً ،مؤكدا باننا نجبر زوجاتنا وأطفالنا على العمل كل هذه الساعات الطويلة مقابل الحصول على اجور زهيدة، مضيفا بانها لا تصل الى اكثر من 200الف دينار بالنسبة للنساء و120 دينار بالنسبة للأطفال الذين يقومون بتعبئة الطابوق على ظهور العربات التي تجرها الحمير الى الفرن " .
أم عدي قالت" أنها تجبر بناتها للعمل في نقل الطابوق الى الفرن ومن هناك الى الخارج مقابل تأمين لقمة العيش ، وان ظروف العمل صعبة وشاقة اضافة الى غياب تام لكل الخدمات الطبية والماء الصالح للشرب، فضلاً عن افتقار مياه الاستحمام والغسل للمواصفات الصحية لكننا مرغمون على العمل والتغلب على المصاعب هنا، ولكن الامراض المتعددة بسبب تلوث البيئة في هذه المعامل تبرز وتصيب بعضنا فأكثرنا مصاب بأمراض جلدية فضلاً عن الحساسية وغيرها من الامراض الخطرة لكننا لا نملك أي خيار سوى الاستمرار في هذا العمل الشاق" .

لجنة السلامة: المواطنون يتحملون المسؤولية
المسؤولون في لجنة السلامة البيئية في دائرة صحة ذي قار طالبوا بضرورة نقل مواقع الطمر الصحي بعيدا عن التجمعات السكانية الحالية والمخطط لها في المستقبل والأخذ بعين الاعتبار اتجاه الريح السائد في المنطقة إضافة إلى ضرورة إحاطة المواقع بسياج لمنع تلوث البيئة المحيطة .وقد طالبت دائرة صحة ذي قار الدوائر المعنية بإيجاد بدائل لمواقع الطمر الصحي وحلول سريعة للتخلص من النفايات المتجمعة بطريقة غير علمية وصحيحة ، ويجب أن تكون المواقع الجديدة خاضعة لقوانين الصحة العامة والبيئة نظرا لما للمواقع الحالية من مخاطر على صحة المواطنين وعلى البيئة ،على الصعيد ذاته يجب على المواطنين في محافظة ذي قار كافة تحمل مسؤولية الحماية البيئية للمدينة ومنع الحرق العشوائي للنفايات داخل الأحياء السكنية للحفاظ على نظافة المدينة وتجنب الرمي العشوائي للقمامة ووضعها داخل أكياس بلاستيكية مع ضرورة إحكامها و وضعها في الأماكن المخصصة لها .

منوعات