والد المجني عليها يفضل الهجرة على قتل ابنته ..فتيات ضحايا الاختطاف يقتلوهنّ غسلاً للعار !
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 29-09-2013
 
   
الاغتصاب جريمة تحدث في عموم المجتمعات ولكن النظرة الى الضحايا تختلف من دولة الى اخرى بحسب العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة فيها ، فهناك من يتعاطف مع ضحايا الاغتصاب بينما الاخر يدعو أولياء أسرهن الى قتلهن لانهن اصبحن بحكم اعرافهم وصمة عار.
(المدى )سلطت الضوء على قصص الاغتصاب وكيفية تعامل اسر الضحايا مع هذا  الموضوع اضافة الى اراء عدد من المختصين في علم الاجتماع والنفس والقانون في كيفية معالجة هذه القضية .
يقول سرمد حسن 44 عاما من سكنة الكرادة الشرقية ان (ذوى ضحايا الاغتصاب في العالم العربي بشكل عام والعراقي خاصة لا يقفون الى جانب الضحية وانما يكونوا ضدها ويقومون بانزال القصاص بها برغم انه لا ذنب لها في كل ما حدث عليها من اعتداء والسبب لان مجتمعنا عشائري ويسيطر عليه في حالات كهذه مفهوم غسل العار )
واشار الى انه (بدلا من الوقوف الى جانب الضحية مثل ما يفعله العالم الغربي ويساعدها للخروج من الأزمة النفسية التي تعاني منها جراء حادثة الاغتصاب ويشكلون ضغطا على الأجهزة الأمنية لبذل جهود اكبر في عملية اعتقال الجناة وتقديمهم الى العدالة لينالوا جزاءهم العادل يكون القتل في انتظار الضحية )
مضيفا (في مجتمعنا الأمر مختلف فان ذلك يعد عارا يبقى يلاحق أسرة الفتاة الى الابد وفي بعض الاحيان لا يتقدم احد لخطبة اية فتاة من تلك الاسرة فتضطر ترك المنطقة للتخلص من كلام الناس عنهم لانهم يكونون اشبه بالمنبوذين في المنطقة )
وذكر حسن واقعة حدثت في احدى مناطق بغداد  بالقول ( عندما تعرضت طالبة جامعية الى الاختطاف من بعض ضعاف النفوس وقاموا باغتصابها لمدة أسبوع تم الاتصال بوالدها وابلغوه بمكان وجود ابنته ) واضاف (ان الضحية كانت على قيد الحياة الا ان والدها عندما عاد الى المنطقة كانت الضحية مقتولة ) مشيرا الى ان (والد الضحية قام بقتلها في المكان ذاته الذي وجدها فيه واخبر المنطقة بان الخاطفين هم من قاموا بقتلها بعد تسليمهم مبلغ الفدية للتخلص من الفضيحة والعار الذي سيلحق به في حال عدم قتلها )وطالب حسن الجهات القضائية (بتشديد العقوبات على كل من يقوم بقتل ابنته لمجرد تعرضها للاغتصاب )
مراجعة دائرة
فيما ذكرت س- ك 35 عاما رافضة الإفصاح عن وظيفتها لحساسية الموضوع (لقد تعرضت الى الاغتصاب من احد المسؤولين أثناء مراجعتي الى احدى الدوائر بشأن قضية ولدي الذي كان عليه امر قبض للاشتباه به في قضية سرقة واضافت ان (الشخص الذي اعتدى علي في بادى الأمر قدم لي المساعدة وكان انسانا جيدا وذا اخلاق جيدة وبذل جهودا كبيرا معي ولكنه في احدى الايام واثناء مراجعتي الى الدائرة طلب مني ان اذهب معه الى مكان واللقاء بشخص سوف يسهل عملية الغاء امر لقاء القبض وابطال الدعوة ومن شدة تعلقي بولدي وافقت على طلبه وذهبت معه بسيارته الشخصية )
وأشارت الى انه (عند الوصول الى المكان وهو عبارة عن ارض زراعية طلب مني الانتظار لحين جلب بعض الأوراق من داخل المنزل الموجود في الارض ومن ثم الذهاب الى المكان المتفق عليه وبعد مرور 15 دقيقة جاءني وطلب مني المساعدة بذريعة ان زوجته تعرضت الى نوبة صرع ويجب نقلها الى المستشفى ولم اكن أتوقع انه يخفي شيئا اخر بداخلة فقمت بمساعدته وعندما دخلت الى المنزل تفاجأت واذا يغلق ابواب المنزل وبدا بتمزيق ملابسي بشكل كامل ومن ثم الاعتداء علي جنسيا ) وقالت بصوت خافت يشوبه الحزن انه (بعد خروجي من المنزل لم استطع تسجيل بلاغ او شكوى على ذلك الشخص خوفا من الفضيحة التي ستحل بأسرتي وكذلك خوفا من القتل لان مجتمعنا لا يتفهم الموضوع ودائما ما تكون المرأة هي المذنبة في قضايا كهذا ) واضافت (كم اتمنى ان يكون الشخص الذي اعتدى علي ان يسجن الا ان الخوف من العواقب المترتبة على هذا الموضوع هي من تمنعني لأنه لو ابلغت اسرتي بذلك سيكون مصيري القتل اضافة الى المشاكل العشائرية التي ستحصل فيما بعد ).
وذكر سمير هادي 37 عاما ان (بنت احد أقاربه البالغة من العمر13عاما تعرضت الى الاغتصاب من 3 مراهقين اعترضوا طريقها اثناء ذهابها الى مدرستها )
واشار الى ان (الجناة قاموا باختطاف الفتاة والاعتداء عليها في مبنى مهجور من دون أية رحمة وبعدها تركوها تعاني النزيف نتيجة الاعتداء ) موضحا ان (احدى النساء سمعت أنين الفتاة وابلغت ابناء المنطقة الذين دخلوا ووجدوا الفتاة في وضع مأساوي وقاموا بنقلها الى المستشفى )لافتا الى ان (المنطقة علمت بموضوع اختطاف الفتاة وبدأوا يتحدثون عنها بكلام غير لائق بل ان بعضهم اخذ يطلب من والدها ان يقتلها للتخلص من عارها كما يسموه) مضيفا ان (والد الفتاة حاول قتلها اكثر من مرة بحسب ما ابلغني الا انه لم يستطع لذا قرر ترك المنطقة والانتقال الى مكان اخر لأنه كان يرى ابنته غير مذنبة اضافة الى ان حبه لها منعه من ذلك) منوها الى ان (اسرة الفتاة سجلت بلاغا بالحادث واجرت الاجهزة الامنية عملية بحث عن الجناة لاسيما ان الفتاة اعطت للمحققين اوصافهم ) مشيرا الى ان (بعد مرور 6 اشهر تم اعتقال الجناة وتقديمهم الى العدالة كون الفتاة تمكنت من التعرف عليهم اثناء قيام ضابط التحقيق  بعرض مجموعة من الشباب عليها ومن بينهم الجناة )
الرأي الاجتماعي
من جانبها اكدت الباحثة الاجتماعية ناهدة عبد الكريم في تصريح لـ(المدى) ان إقدام الأسر على قتل الفتيات المغتصبات يكون حرصا منهم على سمعة العشيرة والاسرة اضافة على ان مجتمعنا هو مجتمع عادات موروثة لا تقبل ان تتعرض سمعتها لاي خدش
واوضحت عبد الكريم ان( تعرض الفتاة الى حالات الخطف ومن ثم الاغتصاب يضع الاسرة امام خيار واحد لا غير هو قتل الفتاة وغسل العار الذي قد يحدث عن تناقل الاخبار بين المجتمع ) متابعة القول (كون مجتمعنا هو مجتمع ذو نظره قيمية وموروث ثقافي ويعد الفتاة زجاجة واذا اصابها أي خدش يعدونه  عارا لاسيما عند تعرض الفتاة للخطف ومن ثم الاغتصاب عندها سيعمدون الى تكتيم الخبر خوفا من ان يكون لوثا يصيب العشيرة ولهذا يصدرون حكما بالاعدام عليها بالرغم من الظلم الذي عانته لكي يتم حصر قضيتهم بأقصر طريقة الا وهي قتلها من الأب او الابن ) مبينة ان (اقدام الشباب على هذه الظاهرة الخطرة التي تنبذها العادات والتقاليد والاديان السماوية يعود لاسباب عدة منها المشاكل التي يتعرضون لها  خلال مسيرة حياتهم مما يؤدي الى ابتعاد عن طريق تربية  أسرته اضافة الى عامل البطالة الذي يعد من اهم المشاكل لدى الشباب وتقف في طريق تكوينهم اسرة وعدم قدرتهم في القضاء على اوقات الفراغ مما يضعهم في حالة نفسية سيئة نتيجة تلك الضغوط ويعوض عنها بهذا العدوانيات ) موضحة ان (هناك مجموعة من الاجراءات بدأت تتبعها المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين تتمثل بتفعيل دور وسائل الإعلام من خلال عرض مسرحيات توعوية للأسر في كيفية تصرفها عند تعرض فتياتهم لحالات اغتصاب وكيفية اخذ الحق من الجاني وإنصاف المجني عليها اضافة الى منافسة مؤسسات المجتمع المدني بالتوعية على هذا الموضوع بصورة جديدة ومنع الاسر من كم أفواه النساء اللاتي يتعرض لحالات الاغتصاب خوفا من الفضيحة ونظرة المجتمع لهن ) فيما اشار الباحث النفسي راشد الركابي ان (انتشار ظاهرة خطف الفتيات واغتصابهن يعود لاسباب عدة منها انتقامية عشائرية او مادية )
واوضح الركابي ان (العراق شهد بعد عام 2003 عمليات مسلحة كانت معظمها لاسباب ارهابية او مذهبية او قومية ضحيتها المواطنين الضعفاء ولهذا ظهرت عمليات خطف النساء والاطفال لطلب الفدية من الاسر وعادة ما يقوم الجاني بقتل المخطوفة او اغتصابها ومن ثم قتلها مما يدل على خلل او مرض نفسي يعانيه الجاني ازاء الضحية كونه شخصا يمتاز بالفشل الاجتماعي ويحاول ان يثأر لنفسه ويعوض عن هذا الفشل بإيذاء الضحية وقتلها ) مبينا ان (هناك حالات اخرى يقوم بها الجاني بدلا من قتل الضحية بعد اغتصابها سواء كانت متزوجة ام لا بحيث يترك المجني عليها او الضحية بين المطرقة والسندان بين مطرقة الجاني عديم المشاعر وسندان الاهل والعشيرة والمجتمع ) لافتا الى ان (مجتمعنا هو مجتمع عشائري لا يقبل فكرة كون الفتاة ضحية والذنب ليس ذنبها لانها كانت مجبرة على هذا الفعل ومن هنا تبدأ عملية غسل العار من خلال قيام العشيرة بقتلها خوفا من هذا المصير او  تحاول الفتاة الهرب من الاسرة ويصبح مصيرها اما مأساوي او تلتقطها عصابات المخدرات او الدعارة ) مطالبا الاسر وشيوخ العشائر (ان يقفوا بجانب المغتصبة ومراعاة حالتها النفسية ومحاولة جعل القضاء يأخذ مجراه في سبيل العثور على الجاني ومعاقبته )
اما الخبير القانوني زياد عبد الرحمن حسن فيقول في تصريح لـ(المدى)ان (الضحية المغتصبة تبقى ضحية ولا يجوز ان تسأل لا قانونا ولا شرعا ) واضاف ان (الضحية المغتصبة لا تعد مجرمة لفعل غير مشروع وقع عليها من مجرم ولا تسأل من الناحية القانونية والشرعية بل المسؤول على ذلك الذي يرتكب هذا الفعل )متابعا(الا ان التطبيق شيء اخر في الحقيقة لان الفتاة التي تتعرض للاغتصاب كرها لا يقف احد معها في محنتها  في اخذ حقها من الجاني وانما تقوم بعض الوحوش الاسرية والكثير من الذئاب في العشيرة بملاحقتها وبالتالي فانها تظلم مرتان الاولى عندما يتم اغتصابها والمرة الثانية عندما يتم محاسبتها وترك الجاني حرا طليقا مما يترتب عليه اضرارا خطيرة على المجتمع كون هذا المجرم سيعزز جريمته لان الشاهد الاصلي ذهب الى التراب ) مضيفا ان (بعض الدعاوى قد تصل الى المحاكم الا ان اهل المجني عليها يكذبون الادعاءات كونهم لا يستطيعون قول الحقيقة خوفا من الفضيحة والعار ويهرب الجاني من العقاب ) من جانبه ذكر شيخ عشيرة البيضان حسن عيدان ان (الاختطاف واغتصاب النساء تتعامل معه العشائر بطريقتين اذا كان الاختطاف والاغتصاب من شخص تعرفه الفتاة وتربطه بها علاقة مسبقة وقام بهذا الفعل لإرغام أسرهما على الموافقة على زواجهما فان الفتاة يجب ان تقتل وفق مفهوم غسل العار اما اذا كان الاغتصاب من شخص مجهول فلا ذنب على الفتاة ولا تتعرض الى القتل )
إنسان ميت
واضاف انه (اذا تم التعرف على الشخص الذي قام بالاعتداء فان عشيرتها تأخذ فصل انسان ميت ودية تتراوح ما بين (50 -60 )مليونا مع ارغام الجاني على الزواج من تلك الفتاة )لافتا الى انه (في السابق كان المجتمع ينبذ تلك الاسر التي تتعرض بناتهم الى الاغتصاب ما تضطر تلك الاسر الى الانتقال الى مناطق اخرى للتخلص من اثار تلك الواقعة وحديث الناس عنها اما اليوم فالموضوع اختلف واصبح المجتمع اكثر تفهما للموضوع بسبب انفتاحه على المجتمعات واصبح يتعاطف مع تلك الحالات ويساعدها لتجاوز محنتها ) من جانبه قال ستار البطاط رجل دين ان (عملية قتل ضحايا الاغتصاب من ذويهن امر مخالف للشريعة الإسلامية ولا يجوز شرعا قتلهن لأنه لا ذنب لهن في ما وقع عليهن من اعتداء والمفروض ان يقف المجتمع الى جانبهن ) واضاف (القضاء في قضايا كهذا يجامل العشائر في عملية قتل ضحايا الاغتصاب والذي عادة ما يكون من باب غسل العار او الشرف ما يؤدي الى عدم وجود عدالة في عملية اصدار الحكم في قضايا كهذا ) داعين الى (تشديد العقوبة على جرائم غسل العار او الشرف والتي ترتكب بحق ضحايا الاغتصاب لكي تكون العقوبة رادعة لكل من يقوم بهذه الجريمة )لافتا الى ان (السبب في ذلك هو الجهل والفقر الذي يعانيه المجتمع والذي يشجع على ظهور تلك الحالات لان الفقر اينما حل يغلب على لغة المنطق والعقل ).

المدى /ليث البيضاني

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced