اهم أسبابه الزواج المبكر .. الطلاق ضحاياه أطفال لمستقبل مجهول-الأخبار

اهم أسبابه الزواج المبكر .. الطلاق ضحاياه أطفال لمستقبل مجهول

	نشر بواسطة: Adminstrator
	الإثنين 30-09-2013

بعد زواج استمر 11 عاما تذكرت الزوجة انها غير منسجمة مع الزوج في الحياة الزوجية ، وانها ترغب بالطلاق لانها اكتشفت ذلك مؤخرا، ولابد من حسم الموقف بأسرع وقت ،الأمر ليس بغريب على المحاكم ولكن الغريب ان الزوجة هل كانت فاقدة الوعي والإدراك , ولا تعي ما تفعله الان من تدمير لاسرتها التي تتكون من بنتين وصبي ! ،وعندما حاول القاضي إرسال قضيتهم الى الباحثة الاجتماعية في محكمة احوال الاعظمية ، الزوجة رفضت ذلك وقالت أصمم على الطلاق فانا لا انسجم مع زوجي ولا استطيع إكمال الحياة الزوجية معه ،بالمقابل الزوج التزم الصمت بعد ان يأس من اقناع الزوجة العدول عن قرارها لكن لا فائدة . هذه الحالات وغيرها دعتنا للخوض لمعرفة الأسباب التي ادت الى ارتفاع نسب الطلاق بشكل ملفت ويحتاج الى وقفة ودراسة هذه الظاهرة الخطيرة التي من شأنها تخلف العديد من الأطفال الذين ينتظرهم مستقبل مجهول.

تفكك أسري خطير
الطلاق عملية تفكّك أسري تحدث بإرادة(الزوجين) فتعصف بالأطفال وتأخذ بهم إلى قدر مجهول، فهم لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا لوالدين غير منسجمين، وقد أصبحت حالات الطلاق بين الزوجين في العراق ظاهرة واضحة للعيان، تنتج بسببها أسرٌ مفككة تعيش ظروفاً صحية واجتماعية ونفسية صعبة، وهي آثار سلبية تؤثر في نفسية وشخصية هؤلاء الصغار وتؤدي بهم إلى مشاكل لا تنتهي، إلا أن أكثر من يعاني بعد الطلاق هم الأطفال الذين يصبحون في طريق مجهول بعد انفصال الوالدين، وبالتالي ظهور أفراد غير فاعلين في المجتمع ويعانون من المشكلات المادية والاجتماعية ،تفكك الأسر يؤدي إلى تهديم المجتمع وامتلائه بالصراعات الداخلية لذلك نوصي الأزواج بأن يكون تفكيرهم في مستقبل أبنائهم أولاً ويفضلوهم على مصلحتهم الشخصية .
قصص وأعذار
أجبروني على الزواج بابن عمي وانا لا اتحمل حتى رؤيته وهو يعلم انني مرتبطة بزميل معي في العمل وتقدم اكثر من مرة لخطبتي، لكنه كان يفتعل المشاكل وينتهي الامر بعائلتي الرفض ،تزوجت ابن عمي وانا لا استطيع البقاء معه ساعة واحدة في البيت لكن القدر ان احمل طفلا كان هو الضحية ،وجعلني والده اتنازل عن كل حقوقي مقابل ان يبقى الطفل معي , وبعد حصولي على الطلاق أصبحت أتعرض الى انتقادات من عائلتي وحتى صعوبة في تربية ابني، لان عمي يأتي الى والدي ويتدخل في تربيته واحيانا يأخذه الى والده وابقى في حالة قلق مستمرة من ان لا ارى ابني مجددا .
اصرار على الطلاق
بينما يقول صباح حسن وهو مطلق والتقيناه حيث كان في محكمة تنفيذ الكرخ ينتظر أولاده ليراهم ،هي من طلبت الطلاق كما يقول حسن وبعد ان تزوجنا تغيرت الامور وبدأت طلباتها تزداد يوما بعد يوم، و اختلف الامر بشكل جذري واصبحت لا تتفهم ان الحياة تعاونا ، وعندما جاء الطفل الاول كنت اعتقد ان الامر سوف يتغير لكنها بقيت كثيرة التذمر وكثيرة الطلبات وبقيت عند اهلها سنة ،وعندما عادت اصبح عندنا الطفل الثاني لكن بعد ولادته طلبت الطلاق وكثرت المشاكل ووصلت الى ان قام اشقاؤها بالهجوم على بيت عائلتي، وتهشيم زجاج البيت حتى يجبروني على الطلاق والسبب انها لا تستطيع العيش معي وبمستوى متوسط فهي ترغب ان تمتلك بيتا وسيارة حديثة وانا سائق سيارة أجرة .
مزور ونصاب
وقصة سماره محمد البالغة من العمر 15 عاما قالت عندما جاءت صديقة والدتي واخبرتها ان شابا يريد الزواج من فتاة صغيرة وجميلة وهي تعرف شقيقته وهو يعمل منتسب امني كما تعرف، وسمعت من شقيقته ولديه سيارة يعمل فيها اوقات الفراغ ، كل شيء تم وكان النصيب ولكن بعد فترة من الزواج اكتشفت انه ليس منتسبا امنيا ، هو سائق عند اصحاب السيارة، وكان يقوم بعمليات نصب واحتيال وتزوير من اجل الحصول على المال ،وعندما اخبرت عائلتي بذلك قام بضربي وحبسي بالغرفة حتى جاءت الشرطة مع والدي لاخراجي من منزله ومن ثم طلبت الطلاق وانا الان حامل بالشهر التاسع، ولا اعلم مصير ابني ماذا سوف يكون في المستقبل علما انه لم يقم بتصديق عقد الزواج الا بعد حدوث مشادات كلامية مع عائلتي التي كانت السبب فيما انا عليه الان .
انقلب إلى اسد
مها بلسم تقول طلبت الطلاق من زوجي بعد مرور أقل من 4 أشهر على زواجنا، وذلك لعدم قدرته على تحمل المسؤولية وهو من مواليد 1994 وانا مواليد1996، مضيفة حين انتهى الشهر الأول من الزواج انقلب من حمل وديع الى أسد متوحش، وكان لا يحترم مشاعري ويتكلم مع فتيات بالموبايل ولا يعمل انما يأخذ المال من والده وعندما تقدم للزواج أخبرت عائلته عائلتي انه يملك محلا لبيع المواد الغذائية ،اكتشفنا انه يقف مع والده بأجرة يومية مقدارها 5000 دينار ينفقها على الرصيد ليتصل بالفتيات ،وظل يطلب مني المال ويهددني اذا لم أمنحه اياه سوف يقوم بضربي ،لينفقه في تسكعه مع أصدقائه فوالدي كان يعطيني المال لانني كنت اشتري الطعام لنفسي اغلب الاحيان فعائلته ترفض إطعامنا لأنه لا يعمل .
زواج خارج المحكمة
ولابد من محاربة ظاهرة الزواج خارج المحاكم لان ذلك يجعل من المرأة ضحية لعائلتين وقد تطلق ولا تضمن حصولها على حقوقها الشرعية اذن الامر يحتاج الى توعية بشكل كبير اعلاميا ودينيا من اجل الحفاظ على الفتيات من الزواج خارج المحاكم المدنية ، وقانون العقوبات (111 لسنة 1969)، وبالتحديد المادة (329) منه، حدد زواج البالغين حصرا في المحاكم المختصة، وبإشراف القضاء العراقي، وعدم إجازتها للزواج الخارجي، وتحديد ذلك بعقوبات، منها الحبس وفرض الغرامة المالية او كلا العقوبتين"

القانون العراقي
قوانين الأحوال الشخصية ومنها المادة (39) تبين ان مسألة الطلاق بيد الرجل اين ما شاء يطلق في بيته في عمله او في اي مكان، لكن المادة (39) من قانون الاحوال الشخصية جاءت لتنظم الطلاق باعتباره يجب ان يقع امام القاضي المختص لكي لا تترتب بعض التبعات التي ربما تكون مجحفة بحق الرجل او المرأة، اما اسباب الطلاق كثيرة بعدها مشكلة اجتماعية اسرية منها اقتصادية وثقافية واجتماعية
كركوك وطلاق بالجملة
كشفت منظمة نسوية ناشطة في الدفاع عن حقوق النساء في كركوك، عن أن المحافظة تسجل ما معدله 13 حالة طلاق في اليوم الواحد.
وتقول المنظمة إن هذه الإحصاءات صادرة من دوائر حكومية في المحافظة، عازية أسباب الظاهرة الى كثرة زواج القاصرات، فضلا عن تنامي ظاهرة شرب الخمور وحالات الخيانة الزوجية بين الرجال، الأمر الذي ترفضه نساء كثيرات.
وقالت المسؤولة في منظمة “بنا في كركوك” إن محافظة كركوك تسجل معدلا يصل الى 13 حالة طلاق يوميا، وإن العام 2012 لوحده سجل 4000 حالة طلاق”، مؤكدة أن “هذه الأرقام صادرة من محكمة كركوك وفق احصاءات رسمية لها بهذا الخصوص.

معاون قضائي : بات الاطفال فريسة الصراعات
يقول المعاون القضائي علي صالح في تصريح لـ(للمدى ): الحالة النفسية التي يعيشها الطفل نتيجة اللقاء العابر مع والده بعد طلاق الزوجين ونتيجة تمسّك الأم بحضانة أبنائها بعد الطلاق ومنعهم من مشاهدة والدهم ،بات الاطفال فريسة صراعات بين والديهم خصوصاً إذا تصارع كلٌ منهما في كسب الطفل إلى جانبه حتى لو أدى ذلك إلى تشويه صورة الطرف الآخر أمام ابنه، لأن صدمة انفصال الوالدين تجعلهم تائهين ولايعرفون ماذا يفعلون واي طرف يرضون ، وبالتالي يجعله يفكر في البحث عن عالم آخر ووسط جديد للعيش فيه قد يعوضه عن حب وحنان والديه إلى الوقوع فريسة في أحضان المتشردين، اذن الامر يحتاج الى فتح مؤسسات ومراكز اجتماعية تخصصية تعنى بهذه المشكلات وتضع الحلول اللازمة لها ومعالجتها قبل تفاقم الامر وجعل الاطفال ضحايا مزاجيات الوالدين اغلب الاحيان زيادة الى ان الاسباب التي تقف وراء زيادة معدلات الطلاق تتمثل بزواج الفتيات دون العمر المسموح به ضمن القانون العراقي 18 سنة أن هذا يتسبب بعدم تحقق التلاؤم بين الشباب والفتيات، الأمر الذي تنتج عنه حالات طلاق.

القاضي سالم روضان: امامنا حالات تنطبق عليها احكام الطلاق
وفي السياق ذاته بين القاضي سالم روضان الموسوي أسباب الطلاق التي تكون شرعية وقانونية قائلا: ان القضاء العراقي يحاول دائما التقليل من حالات الطلاق لاسيما بعد دراسة الحالة لكن اذا وجد تطابق الاحكام الشرعية المشار اليها في قانون الاحوال الشخصية ،مثلا اذا كان الخلاف مستحكماً يتعذر معه استمرار الحياة يحيله الى محكمين ويقدرون نسبة الضرر ومن المقصر الرجل ام المرأة ،هنا المحكمة تكون امام حالة تنطبق عليها احكام الطلاق، وهنالك حالات تكون سبباً من اسباب الطلاق والتفريق منها اذا احدث الزوج ضرراً بالزوجة مثلا اذا كان من المدمنين على المخدرات او من الذين يشربون الخمر او اذا تركت الزوجة من قبل الزوج لمدة سنتين بإرادة متعمدة بنية الهجر.

منظمة حقوق الأنسان: طلاق القاصرات في ارتفاع
وتقول عضو منظمة حقوق الانسان في ذي قار شذى القيسي في حديث (المدى برس)، ان "ظاهرة زواج وطلاق القاصرات أخذت بالارتفاع منذ العام 2003 بين الشرائح الفقيرة والمحدودة الدخل والمناطق الريفية"، مشيرة الى "ظهور حالات اجتماعية مأساوية، نتيجة ارتفاع معدلات الفقر والعوز وانخفاض مستوى الوعي بين الشرائح المعدمة ".
وتضيف القيسي ان "بعض الاسر الفقيرة تعمل على تزويج الفتاة القاصر للتخلص من تكاليف اعالتها وغالبا ما تجبر القاصر المتزوجة على ترك الدراسة"، مبينة ان " الفتيات القاصرات اللاتي يتراوحن ما بين (12- 15) سنة غير مؤهلات للحمل وتربية الاطفال، مما يسبب الكثير من الاضرار الصحية للفتاة والطفل، قد تؤدي في بعض الاحيان الى وفاة الام والجنين اثناء فترة الحمل والولادة".
وتوضح القيسي ان "قانون الاحوال الشخصية رقم (188) لسنة 1959، اجاز الزواج للفتاة من (18) عاما فما فوق، كما حدد زواج القاصر بعمر (15- 18) عاما بحال موافقة ولي الامر"، مشيرة الى ان "الحكومة المركزية لم تلتفت الى مخاطر تلك الظاهرة.

المدى/إيناس طارق