بسبب هدم المدارس.. 150 طالبــــاً فـــي الصـــف الواحـــد
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 08-10-2013
 
   
ظاهرة هدم المدارس في بغداد وجميع المحافظات اصبحت مألوفة ومنتشرة من دون إيجاد البديل،والتحدي الاكبر انها مستمرة مع بداية العام الدراسي الجديد وهذا مايضيف لطلبتنا عبئاً آخر يضاف للأعباء الاخرى التي لا تعد ولا تحصى،منها دمج ثلاث مدارس في مدرسة واحدة ما جعل الدوام ثلاثيا فضلا عن اكتظاظ الصفوف بالطلبة بحيث بلغ عدد طلاب الصف الواحد  في بعض المدارس (150) طالبا وهذا ما يُرهق المعلم او المدرس في ايصال المعلومة للطالب الذي يُعيقه ايضا الحصول على المادة المفروضة ضمن المنهج.
آراء المسؤولين والمواطنين توافقت برفض قرار الهدم خاصة وان بعض تلك المدارس كانت تحتاج للترميم فقط،واكدوا أن القرار كان من المفترض ان يقوم ببناء المدارس البديلة قبل عملية الهدم بحسب قولهم.

التربية
تتحمَّل الجزء الأكبر
هذا وقد حمّلت لجنة التربية في مجلس محافظة بغداد ، وزارتي التربية والإعمار والإسكان، مسؤولية "فشل" مشروع بناء المدارس وتأهيلها في العاصمة، في حين طالبت باتخاذ إجراءات "رادعة بحق المقصرين"، وأوضحت شركة الفاو العامة المكلفة بالمشروع، أن وزارة التربية تتحمّل "الجزء الأكبر" من مسؤولية تلكؤ المشروع.
وقال رئيس لجنة التربية في مجلس محافظة بغداد، غالب الزاملي، في حديث لـ (المدى برس)  على هامش اجتماع اللجنة بمديري التربية في العاصمة، وممثلي شركة الفاو العامة التابعة لوزارة الاعمار والإسكان: إن "194 مدرسة قد هُدمت منذ سنة 2011 ولم يتم بناؤها حتى الأن"، مشيراً إلى أن "شركة الفاو تسلمت 60 بالمئة من المبالغ المخصصة للمشروع، في حين أن نسبة انجازها لم تتعد الواحد بالمئة، مما يشكل هدراً للمال العام"!
مدرسة تتحوَّل الى مرآب
(المدى) ومن خلال زيارتها لبعض المناطق شاهدت العديد من المدارس التي تحولت الى ركام، بل ان احدى المدارس في منطقة الامين التي اسمها الاخيضر تلاشت من الوجود والمصيبة انها تحولت الى مرآب للسيارات وعلى مرأى الجميع!
المواطن محمد مساري اكد لـ(المدى) ان مدرسة الاخيضر كانت بحالة جيدة وكان من الممكن صرف اموال ضئيلة في عملية ترميمها لكننا تفاجأنا بعملية الهدم،ويضيف مساري ان الذي جرى ليس عملية هدم للطابوق فقط وانما لذكريات ابناء العوائل الذين تتلمذوا في هذه البناية وعاشوا سنوات جميلة فيها ،وطالب وزارة التربية بإعادة بناء المدرسة لأن ابناء المنطقة يعانون من بُعد المدرسة البديلة بحسب قول مساري.
ويرى غالب الزاملي، أن من الضروري "اتخاذ المجلس إجراءات رادعة بحق المقصرين"، مبيناً أن "المجلس رفع توصية إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء تطالب بمحاسبة من هدم المدارس ولم يبنها".
الهـدم والإرهاب
وأضاف رئيس لجنة التربية في مجلس محافظة بغداد لـ(ألمدى بريس) أن "الطلاب يتعرضون لمخاطر الإرهاب وهم في ساحات مكشوفة بسبب هدم مدارسهم ونقلهم لأخرى بعيدة مع استمرار مشكلة الدوام المزدوج والثلاثي وحتى الرباعي".
وما يؤكد كلام رئيس لجنة التربية ان العديد من المدارس استهدفت من قبل الارهاب وآخرها التفجير الارهابي الذي طال مدرسة ابتدائية في قضاء تلعفر راح ضحيته (26) شهيداً من التلاميذ فضلا عن عشرات الجرحى من الابرياء،وهناك مدارس اخرى وصلتها رسائل بالتهديد وهذا ما يجعلنا نؤمن بأن قوى الارهاب تحاول تعطيل الحياة واغراق البلاد في الظلام،لذا تجد العديد من اولياء امور التلاميذ يوصلون أبناءهم الى مدارسهم عند الصباح ويصطحبونهم ايضا عند الخروج خشية من عمليات الخطف التي انطلقت مع بداية الفصل الدراسي الجديد.

بعض الطلبة
يفترشون الأرض
ويوضح الزاملي ان "حجم المعاناة والمتاعب التي لحقت الموسم الفائت بطلبة مدارس بغداد بعد هدم نحو 200 مدرسة بجانبي  الكرخ والرصافة عام 2011 واحالتها للبناء  الجديد  لشركات ما زالت متلكئة في مراحل الانجاز"، مستدركا ان "تداعيات مشكلة هدم الابنية المدرسية كانت اقسى بجانب الرصافة حيث هُدِمت 77 مدرسة وكانت حصة مدينة الصدر منها 47 مدرسة لم تشيَّد حتى اليوم  ما دفع ادارات المدارس للبحث عن بدائل ومنها زج الطلبة للتزاحم في صفوف مدارس مجاورة او بعيدة والتحاقهم بمدارس صار الدوام فيها ثلاثيا ورباعيا ما أثر على حصة الطالب من الفترة التعليمية المقررة التي اختصرت للنصف بفعل تلك المشكلة فضلا عن  مصاعب الاساتذة في ايصال المعلومة  وسط صفوف تضم اكثر من 150  طالباً بعضهم  يفترشون الارض".
يذكر ان مناطق الاورفلي والشماعية والكفاءات وحي السفير وحي طارق ومناطق اخرى في مدينة الصدر تعد من المناطق الفقيرة وتنقصها الكثير من الخدمات وتعاني مدارسها من الزخم الكبير بعدد الطلبة لعدم وجود مدارس كافية تناسب العدد الكبير من التلاميذ والطلبة في جميع المراحل، حيث يوجد دوام 3 مدارس في بناية واحدة ويوجد اكثر من 80 طالبا في الصف الواحد، وهذا امر يؤثر بشكل كبير على المستوى الدراسي للطالب.

نائب محافظ بغداد:
التربية تتحمَّل المسؤولية
من جهته نائب محافظ بغدد جاسم البخاتي قال لـ(المدى بريس) نحمـِّل"شركة الفاو ومديريات التربية الست في بغداد مسؤولية فشل المشروع".
في حين عدَّ ممثل شركة الفاو العامة أن "الشركة لا تتحمل لوحدها مسؤولية الفشل في بناء المدارس"، مؤكداً أن "وزارة التربية تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية".
وذكر عامر حمادي، في حديث لـ (المدى برس) إن "شركة الفاو العامة لا تتحمل لوحدها فشل المشروع لأن وزارة التربية تتحمل الجزء الأكبر بسبب تعطيلها العمل وتأخيرها المصادقات على بعض التصاميم حتى آب الماضي"، لافتاً إلى أن "الوزارة اشترطت تنفيذ المدارس بالبناء الجاهز برغم عدم وجود معمل صالح لهذا الغرض حالياً نتيجة تعطل المعامل التي كانت تعمل في ثمانينات القرن الماضي وعدم إمكانية إعادة تأهيلها".
إحالة 100 مدرسة للتنفيذ
وذكر رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس المحافظة  غالب الزاملي، بحسب بيان تلقت (المدى) نسخة منه ان "مشكلة الابنية المدرسية في بغداد تتقدم قائمة أولويات المجلس وتم تدارسها مع  مسؤولين في وزارة التربية وبحث اجراءات التنسيق والتعاون المشترك من اجل حلحلة ومعالجة المشكلات التي تعترض طريق العملية التربوية وتؤثر في معدلات النجاح ومستوى التعليم استعداداً لاستقبال العام الدراسي الجديد".
واضاف "استدعينا المدراء في مديريات التربية الست ببغداد وتباحثنا في اهم المعوقات التربوية تقدمتها ازمة الابنية المدرسية وما نتج عنها من تكلفة اجتماعية تحملها الطلبة واعباء مهنية وقعت على عاتق الادارات والملاكات التربوية"، مضيفا ان "ضمن  خططنا لمعالجة تلك المشكلة بناء 180 مدرسة هذا العام اُحيلت 100 منها للتنفيذ من التخصيصات الاستثمارية لوزارة التربية التي ستنتقل لموازنة تنمية الاقاليم بعد التعديل الثاني لقانون مجالس المحافظات". 
الهدم وسيلة أخرى للفساد!
المواطن  موسى حميد وهو مدرس متقاعد أوضح لـ(المدى) ان عملية هدم المدارس وعدم ايجاد البديل هي بالتاكيد مأساة تربوية تضاف الى مآسي هذا المرفق المهم في الدولة،ويرى ان عملية الهدم هي قناة اخرى تضاف الى قنوات الفساد الاداري والمالي،والدليل هو غياب الحديد ومواد  البناء الاخرى من جميع المدارس التي طالتها مشاريع الهدم،مؤكدا ان بناء مدارس جديدة هي مشاريع للسرقة من خلال الموازنات الضخمة المخصصة لها.
وقال حميد: كنا ننتظر من وزارة التربية ان تقوم بترميم تلك المدارس واصلاح زجاج الشبابيك وصبغ الجدران وتوفير اجهزة التدفئة والتبريد،ومعالجة مشكلة المغاسل وتوفير البرادات وبناء حوانيت نظيفة وصحية لا  كما نراه الآن من سيطرة عاملات الخدمة وحراس المدارس على تلك الحوانيت ، لكن للفساد أولويات كما يقول حميد.

(الكرفانات)
بديلاً عن المدارس!
مع استمرار تفشي تلك الظاهرة اكدت المحافظة بأن خطة وزارة التربية هي باللجوء الى الابنية الجاهزة (الكرفانات) وهذا ما أكده الزاملي مضيفا أن تلك  (الكرفانات) تنعدم فيها ابسط المعايير والمواصفات التي يتعين توفرها في الصف المدرسي،وخاصة الشروط الصحية فضلا عن كون الكرفان بارداً في الشتاء  وحاراً في الصيف اضافة الى تآكل جدران الكرفانات من الصدأ، في حين أوضح وكيل وزارة التربية عدنان النجار ان الوزارة تتألم لمعاناة التلاميذ وشكلت لجنة مهمتها متابعة القضية وحث الشركات المتلكئة متفائلا بنتائج هذه الاجراءات. وأقرَّ النجار بأن الوزارة لم تكن بمستوى مهمة تجديد الأبنية المدرسية معربا عن ثقته بكفاءة مجالس المحافظات التي عُهدت بها هذه المهمة لخبرتها في تنفيذ هذه المشاريع،واعتبر رئيس لجنة التربية في مجلس النواب عادل شرشاب ان إناطة مهمة بناء المدارس بمجالس المحافظات حلّ جذري لهذه المشكلة بعد فشل الشركات وتقصيرها في تنفيذ التزاماتها.
وختاماً نقول وفق فكرة (الكرفان): أين ستكون احتفالية الخميس في رفع العلم أم انها ستتحول الى التراث كذكرى من ذكريات الزمن الجميل شأنها شأن الكثير من تقاليدنا الرائعة التي سرقها منا زمن التغيير؟
وزير التربية: العراق بحاجة الى 7000 مدرسة
وزير التربية محمد تميم قد أعلن في (24 أيلول 2013) عن بناء أو تأهيل 600 مدرسة في العراق، مبيناً أن العراق بحاجة لأكثر من 7000 مدرسة.
وكان رئيس مجلس النواب العراقي، نوري المالكي، دعا، في (4 نيسان 2013)، اللجنة المكلفة بملف الأبنية المدرسية إلى تقديم تقريرها بشأن التلكؤ في إنجاز المشروع لعرضه على مجلس النواب واتخاذ القرار المناسب بشأنه، في حين أكدت لجنة التربية البرلمانية أن أولوياتها هي قانون التربية وقانون محو الأمية وحملة بناء المدارس ونقل الصلاحيات من وزارة التربية إلى مديرياتها العامة.
المرجعية الدينية:
ما يحدث جريمة علمية
في سياق متصل انتقد ممثل المرجع الديني  الاعلى السيد علي السستاني ما وصفه بالجريمة العلمية المتمثلة باستمرار هدم المدارس وزياد معاناة الطلبة،وقال السيد  احمد الصافي  في خطبة الجمعة الشهر الماضي في محافظة كربلاء: ان هناك معاناة لأبنائنا الطلبة بسبب هدم المدارس  وليس هناك من مسؤول يتحرك لتغيير واقع العملية التربوية،مبينا بأن المدارس غير الجيدة ستنتج طلبة غير كفوئين،مضيفا ان الوزارة المعنية وبعض الجهات قامت بالتطوع لتأهيل المدارس الا انها قامت بتهديمها وتركتها هياكل في العراء،موضحا أننا أصبحنا نستجدي خيماً لكي يتعلم الطلبة بعد ان اصبح الدوام ثلاثيا في المدارس،موضحا بأن ما يحدث هي جريمة علمية ستسجل ضد مجهول!


المدى/بغداد/ يوسف المحمداوي

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced