مناطق خلف السدة تحتضر.. 5000 عائلة من غير مشفى
نشر بواسطة: mod1
الأربعاء 06-11-2013
 
   
منطقة حي المنتظر تقع على أطراف بغداد قرب مدينة الصدر، وهي منطقة شعبية تضم  ما يقارب  الـ 5000 عائلة  تنتشر في شوارعها  الكثير من النفايات، و تفتقر إلى أبسط الخدمات العامة تكاد  تكون معدومة، فالواقع الصحي رديء جدا حيث لا يملكون مركزا صحيا ، و الكهرباء المعدومة احدى أمنياتهم التي تمتد مع امتداد الشارع الرئيسي فقط ،و المنطقة تخلو من أنابيب الصرف الصحي (المجاري )،على الرغم من وجود وعود بإنشاء شبكة مجار سطحية كأحد الحلول الوقتية،  لكنه لم ينفذ ، وكذلك عدم انتظام شوارعها من حيث الخدمات أو تعبيدها على اقل تقدير , هذه الأسباب تجعل من المدينة سببا رئيسيا في إصابة المواطنين بالأوبئة والأمراض وكذلك يجعلها مقصدا  للحشرات الطائرة وفي مقدمتها "البعوض" والحكومة المحلية لم تجد أبسط الحلول لتوفير الخدمات إلى المنطقة كونها تفتقر إلى أبسط مقومات الخدمة .

الأُمّهات خارج المدارس
أثناء توجهنا إلى المنطقة المقصودة بدأت المعاناة تتجسد من كلام رجل مسن عندما سألناه عن كيفية الوصول إليها أجاب قائلا : ( تركبون بسيارات الجيب وآخرها شارع المدارس ) ،حيث بعدها لا توجد سيارة نقل ،وشارع المدارس هو شارع يضم المدرسة الوحيدة في المنطقة والذي يعد الشارع الرئيسي لمنطقة حي المنتظر وفور وصولنا شاهدنا بعض الأمهات يجلسن خارج المدرسة ينتظرن أطفالهن كون المدرسة بعيده جدا عن مساكنهن وتعتبر مدرسة (دجلة الخير )هي الوحيدة في المنطقة التي تضم دواما متناوبا (صباحي ومسائي ).
ولنتعرف أكثر على واقع المنطقة التقينا بأحد المواطنين احمد سعد الكعبي الذي ألقى جام غضبه على الحكومة المركزية بشكل مباشر،إذ قال : حرامي يغطي لحرامي ،حسبي الله عليهم فمنذ ولادة هذه المنطقة عام 2003 والى هذا اليوم، لم يوفِ احد المرشحين الذين يأتون قبل الترشيح لكسب أصوات الناس الفقراء بوعود وردية كثيرة، ولتختفي بعد يوم واحد من نهاية الانتخابات ،فأغلب المسؤولين يحملون وعودا وتعهدات لإدخال الخدمات وتطوير المنطقة بشكل جذري ،لكن جميعهم كانوا يوزعون الكارتات الخاصة بهم التي تحمل تسلسلهم داخل القوائم التي ينتمون إليها ،لا رقيب ولا حسيب عليهم غير الله بحسب قول المواطن.
الإعلام وثقة المواطن
المواطنة أم حسين بائعة خضار في سوق صغير في المنطقة : (بصوت غاضب و منهك )"خاله تعبنا من الكلام والشكوى ،حتى لم نعد نصدق بأي وسيلة إعلامية قادمة، فحتى وسائل الإعلام تأتي لتصوير العوائل فقط ،ونقل الواقع لتحقيق أهداف مادية ولا أعتقد أنها تنقل شيئاً من المصداقية المهنية .وبعد ان هدأت أعصابها وأخبرناها أننا ناقلون لما تعانونه. بالحرف الواحد قالت :أنا أم لخمسة أبناء أكسب لقمة العيش لهم من هذا العمل وزوجي لا يستطيع العمل كونه رجلا مسنا ويعاني من عدة أمراض ،وهذا الحال ينطبق على أغلب العوائل
عامل البناء بالواسطة
صادق الساعدي شاب في المنطقة يبلغ من العمر خمساً وعشرين سنة تحدث لنا عن معاناة الشباب ،قائلاً :لا نملك شيئاً مفيداً ننهي به وقتنا ( حتى العمالة يراد لها واسطة ) ، مسيرة طويلة أمام الشاب لينهض و يعتمد على نفسة ويبني حياته ويكوّن أسرة ، ففي العهود السابقة كان الزواج أمراً ميسّراً بدون تعقيدات و لم تكن موجودة حينها تلك المطالب التي تثقل كاهل الشباب والتي يعجز عن تلبيتها وأيضا كانت الفتاة ما أن تبلغ حتى يسارع الخطّاب إلى طلبها ويعتبرون هذا الأمر طبيعياً كما اعتادوه حفاظاً على الأخلاق ودرءاً للمفاسد .. أما اليوم اختلف نمط التفكير والقِيَم والعادات في مجتمعاتنا و أصبح الأهل يبحثون عن شاب يتمتع بمستوى اقتصادي عال ليؤمن السكن وتكاليف الزواج التي تبدو أمراً صعباً في ظل البطالة والفقر وندرة فرص العمل.
مدرسة يتيمة لا غير
ست رواء مديرة مدرسة دجلة الخير قالت للمدى :لقد تم بناء هذه المدرسة في التسعينات ويتم ترميمها بين الحين و الآخر، لكنها اقترحت على وزارة التربية وعلى الحكومة المركزية اللجوء إلى البناء الجاهز من اجل ضمان سرعة التنفيذ فضلا عن كونها غير مكلفة بحسب قول المديرة، فأعداد الطلاب في زيادة وصفوف المدرسة لا يمكنها ان تستوعب أعدادا أخرى ،مضيفة ان العديد من المسؤولين قاموا بزيارة المنطقة ووعدونا خيرا،ولكنها مجرد وعود بلا تنفيذ على حد وصفها،موضحة بأن إدارة المدرسة ولأكثر من مرة كتبت عدة طلبات إلى السيد وزير التربية لبناء مدرسة ابتدائية على الأقل لسد النقص الكبير داخل منطقة حي طارق ولكن تلك الطلبات بقيت حبرا على ورق بحسب قول ست رواء.
وعود بلا إنجاز
مواطنون من أهالي الحي: نعاني من بعض النواقص في تلك المدارس ،من كادر تعليمي والمستلزمات العامة بشكل كبير . المواطن احمد رشيد قاسم من المنطقة قال إن "مديرية التربية وافقت على إنشاء مدرسة مختلطة عام 2006 وعدد طلابها 1500 طالب موزعين على عدد من الصفوف وكادر تعليمي ومدير مدرسة لكن لم نسمع عنها شيئاً بعد .
وحول تأثير هذا النوع من المدارس على البيئة التعليمية والطالب يقول الباحث الاجتماعي سلمان محمد البيضاني : إن هناك " تأثيرات نفسية بشكل مباشر على كل من الكادر الطلابي والتعليمي في أي مدارسة تحمل مثل هذا الضغط ، فضلا عن قلة الاهتمام بالجانب الصحي الذي تفتقر إلى خدماته المنطقة التي تقع فيها المدرسة ".
الصفوف من غير مراوح
وأضاف "في هذه المدارس ينقطع فيها الماء الصالح للشرب لساعات و الكهرباء أيضا سابقا ولا تحوي مراوح ولا مدافئ ، حيث أن الصفوف تبقى في ظلام دامس عند بداية الدوام الثنائي أو عند تلبد السماء بالغيوم في الأعوام السابقة ، إضافة إلى الخوف من العوامل الجوية المختلفة ،فحين تهب الرياح العالية والأمطار يعيش الطلبة في حالة هلع و خوف نتيجة طول طريقهم ذهابا وإيابا للمدرسة ، فكل هذه العوامل تسبب تأثيراً نفسيا سيئا لدى الطلبة".
وأشار إلى إن الظروف غير المناسبة هذه تعكس آثارا سلبية على مستوى التحصيل الدراسي والعلمي لدى الطالب ، وليس من المبالغة إذا قلنا إنها قد تخلق جيلا غير متعلم في ظل هذه الظروف إذا ما استمر الحال هكذا دون وضع حل، وبكل صراحة إننا نميل إلى مساعدة الطلاب و تقدير ظروفهم ".
لا مجارٍ ولا كهرباء
المأساة الثالثة كما يؤكد المختار هي في مشكلة مياه الصرف الصحي فبرك المياه الملوثة في كل مكان من المنطقة ولا تخلو أية دار من مشهد المياه الآسنة أمام باب الدار وفي وسطه ،وكسابقاتها من الوعود وعدونا بمجار سطحية (لكن جيب ليل واخذ عتابة) كما يقول الحلفي،المصيبة الرابعة كما يصفها هي الكهرباء التي تكاد تكون شبه معدومة في المنطقة بأكملها ،وتتواجد فقط في الشارع الرئيسي الذي يحتوي على عشرة أعمدة من الحديد ومحولتين أي مولدتي طاقة فقط في منطقة مساحتها عشرة كيلو مترات، ولا أخفيكم كما يقول الحلفي كم نتحسر ونتألم ونحن نسمع عن التحسن في الكهرباء الوطنية لأغلب مناطق بغداد وبالتحديد المناطق المجاورة لنا،ونحن لم نجنِ غير الوعود منذ عام 2003 حتى يومنا هذا ،وبعد ان يئسنا من وعودهم قررت عوائل المنطقة وعلى الرغم من عوزهم المادي جمع مبلغ خمسين ألف دينار من كل بيت لنقوم بشراء أسلاك وأعمدة حديدية لإيصال الكهرباء إلى الأزقة الفرعية من خلال توصيلها إلى المحولة الرئيسية في شارع المدارس .
النفايات وغياب المدارس
المأساة الخامسة هي في عدم وجود طرق معبدة ، والطريق الوحيد المعبد هو شارع المدارس وعُبد بطريقة رديئة جدا،ويضيف الحلفي ،ان المصيبة السادسة هي في النفايات التي تملأ شوارع المنطقة ،ففي كل مكان ترى النفايات منتشرة على مساحات واسعة لعدم وجود دائرة بلدية في المنطقة بالأحرى،لنصبح كما يقول مكبا للنفايات،( والجماعة )ويقصد المسؤولين لا يبالون بنا ولا بأطفالنا (إحنا ايطبنا مرض) بحسب قول المختار،لكن هؤلاء الأطفال ما ذنبهم ؟،هل أطفالهم عراقيو الجنسية وأطفالنا لا ؟! الأمر السابع هو في المدارس ،فنحن لا نملك سوى مدرسة ابتدائية واحدة للبنين والبنات، ولا توجد مدرسة متوسطة أو إعدادية ،والمضحك المبكي ان الشارع الذي فيه المدرسة اليتيمة يسمى بشارع المدارس ، مبينا ان العوائل التي لديها طلبة وطالبات متوسطة أو إعدادية إما تترك الدراسة أو الذهاب مسافة 15 كيلومترا لأقرب إعدادية أو متوسطة في مدينة الصدر .وطالب المختار في نهاية حديثه المسؤولين بتوفير مركز صحي وإنشاء شبكة مجار ومدرستين ،متوسطة وإعدادية، موضحا بأننا سنصبر حتى عام 2018 لتنفيذ تلك الوعود!

المدى

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced