البنزين المخلوط تلوث ..بيئي وتدمير للسيارات الحديثة
نشر بواسطة: mod1
الأربعاء 13-11-2013
 
   
لم يدر في خلد أبي احمد صاحب السيارة الحديثة التي تسمى بلغة العامية (الفين وهسه) بأن تعبئة سيارته بالوقود من المحطات المنتشرة في العاصمة سيكون سبباً في إيقاف محركها فجأة ،السيارة تتوقف، المحرك يُطفأ ويصاب بالصمت ولم يكن من حل إلا الاتصال واستدعاء سيارة السحب "كرين" والذي انقذه من هذا الموقف احد الهواتف المسجلة قرب محطة وقود المنصور "كرين للسحب ".
يقول ابو احمد: بسبب نوعية البنزين تعطل (فيت بمب) السيارة التي اشتريتها بسعر30 الف دولار وهذا كان كافياً لخسارتي 200 الف دينار لتبديله وقلل من سعر السيارة طبعا لأن ما موجود من أداوت احتياطية في السوق ليس أصلياً وهذه كارثة بالنسبة لي لأن سيارتي اصبحت غير جيدة وليست على ما كانت سابقاً.

معاناة الدوانز
يبدو أن أبا احمد ليس الوحيد من يعاني من رداءة نوعية البنزين الموزع في بعض محطات الوقود ، بل شكا عدد من المواطنين في بغداد من رداءة البنزين المستخدم كوقود للسيارات بعد إصابتها بأعطاب ميكانيكية، وهناك محطات نجدها فارغة واخرى يكون حشد طوابير العجلات عليها طويلا ، والمشكلة ان الأغلب منها حديث الصنع وبدأت تظهر عليها عطلات ميكانيكية بسبب نوعية الوقود وظهور صوت يسمى "دوانز" لان البنزين غير صافٍ انما تُخلط معه انواع اخرى وأقل مما هو مقرر دوليا كنسبة في مكوناته الامر الذي يشكل خطراً على الصحة والبيئة في آنٍ واحد .
رديء ومغشوش
يقول ماهر طه صاحب شركة صيرفة : لقد اشتريت سيارة نوع كيا سيراتو موديل2012 وكنت اقوم بالذهاب الى محطة الوقود الواقعة في منطقة النهضة ولا اريد ذكر اسمها حتى لا يُعد الأمر دعائياً ، السيارات تضطر للوقوف امام هذه المحطة ساعة او اكثر حتى يأتي دورها مفضلة عدم الذهاب الى محطات اخرى بسبب رداءة نوعية البنزين فيها،ومع الأسف نجد الحديثة يُكتب عليها من قبل الشركات المصنعة عبارة ملائمة للاجواء العراقية وكأن الامر يعد تمييزاً عن الدول الأخرى لأنهم يعلمون انها ستصاب بالعطل ولهذا كُتبت عليها هذه العبارة وإلا ما تفسير ذلك !
ولنا تجربة شخصية مع الوقود حيث ما إن نقوم بملء الخزان حتى تبدأ السيارة (بالصراخ) (زئير الدوانز) مما يعني إصابتها بالخلل خاصة في الجوانب المتعلقة بكهربائيات السيارة،.مضيفا ان أي سائق سيارة يعرف من خلال استخدامها وسرعتها جودة مادة البنزين، فاذا كان جيدا لن تتعثر السيارة والذي يُطلق عليه باللهجة العراقية (الادوانز) الأمر الذي يكون سبباً في طلب المساعدة من اصدقاء عديدين للحصول على صاحب سيارة كرين لإنقاذنا من الموقف الذي لا نحسد عليه ولم يقتصر على ذلك انما : لقد كلفت عملية الصيانة مبالغ مالية إضافية بعدما اضطررت إلى إعادة تنظيف خزان الوقود من البنزين الذي وصفوه بـ (المغشوش)! وأن الفحوصات التي خضعت لها سيارته قبل ايام من عطلها أثبتت أن البنزين المعبأ كان مخلوطاً بالشوائب مما تسبب في تعطيل المحرك.
شركات القائمة السوداء
ويذكر ان مصادر بصناعة النفط أنها لجأت إلى شركتي توتال الفرنسية وتويوتا تسوشو اليابانية للحصول على البنزين بعد أن وضعت واشنطن شركة إيرانية كانت تورد البنزين الى العراق في القائمة السوداء.
وكانت شركة سيما جنرال تريدينغ تورد البنزين للعراق بمعدل يصل إلى ثلاث شحنات شهريا وهو ما يمثل نحو ربع ما يستورده العراق حاليا.
لكن في منتصف آذار لسنة 2013 عدت وزارة الخزانة الأميركية الشركة جزءاً من شبكة شركات صورية تابعة للحكومة الإيرانية تقوم بأعمال نيابة عن هيئات تم حظرها من قبل المجتمع الدولي مثل شركة نافتيران انتراتريد وهي وحدة من وحدات شركة النفط الوطنية الإيرانية.
وأضافت المصادر أن واشنطن أقنعت بغداد بوقف هذه التجارة التي بلغت قيمتها 40 مليون دولار شهريا بالأسعار الحالية، وستتقدم توتال وتويوتا تسوشو للتوريد ابتداءً من حزيران حتى نهاية العام، وستنضمان إلى مجموعة من الشركات التي تقوم بالتوريد للعراق.
يخلط بالنفط الأبيض
بينما أكد عدد من المواطنين أنهم مستاؤون جدا من سوء نوعية الوقود الذي يحرق محرك سيارتهم و يجزمون بأن مادة البانزين في بعض المحطات ما تزال تخلط بالنفط، حيث قال منتصر وهو صاحب سيارة ستاركس 2011 إن البنزين ليس وحده يُغش ويُخلط انما مادة الكاز ايضا حيث ان مادة الكاز التي تميل الى اللون الأصفر تكون جيدة اما صاحبة اللون الاحمر مخلوطة، وهناك الوان صناعية تستخدم بعملية الخلط وهذا ما يحدث في الكثير من الأحيان عند حدوث زحام او ازمات بالوقود بحسب قول منتصر، فيما علق غازي وهو سائق سيارة حديثة ايضا بقوله" قمت ببيع سيارتي القديمة بسبب عطلاتها المستمرة واستدنت المال حتى ارتاح قليلا من العطلات ،لكن وجدت نفسي في الدوامة ذاتها وكل ذلك بسبب الوقود (البنزين ).
إن البانزين الابيض هو اسوأ انواع الوقود لانه يحوي الرصاص الذي لا يساعد على الاحتراق لذلك سيبقى محرك السيارة يدور من دون ان يحرق الوقود بصورة سريعة وهذا ما يؤدي الى استهلاك المحرك وهذه المعلومة حصلنا عليها من مهندسين اختصاص ومصلحي سيارات لأننا أصبحنا (خبرة) كما يقول المثل .كما ان مجموعة من سائقي السيارات يقولون ان هناك  ملاحظة مهمة مفادها ان الوقود  تخضع الى لغة التمايز فهناك محافظات تتمتع بوقود جيد جدا خاصة محطات الوقود في محافظات الجنوب لانه وقود كويتي وسعودي وتركي، اما وقود بغداد والمحافظات الشمالية فهو اما وقود محلي الصنع من الدورة او بيجي او وقود إيراني .
يوضع في بوكس
يذكر أن تقريرأً عن بعض المسؤولين والعاملين في وزارة النفط الايرانية، إن البنزين المُصنع في ايران هو بنزين يسبب السرطان، يأتي هذا الخبر في ظل اخبار سابقة من مسؤولين آخرين، ان البنزين الايراني يعد ذا جودة عالية!
بناءً على تقرير قوناز تي ڤي : صرح مدير الشركة المسؤولة عن البيئة في طهران، انه طالما شركة البتروكيماويات الايرانية تستخدم مواداً مسرطنة في انتاج البنزين، فهذا يعني ان وزارة النفط صرحت رسمياً بأنها تستخدم مواد مسرطنة من اجل زيادة الانتاج.
مقاضاة وزارة النفط
وفي شهر حزيران من عام 2013 هددت الحكومة المحلية في ذي قار بمقاضاة وزارة النفط اذا ما لم تحسِّن نوعية مادة البنزين التي تُجهز بها محطات التعبئة في المحافظة .
وان الشركة العامة للمنتجات النفطية التابعة لوزارة النفط تجهز المحافظة دائما بمادة البنزين الرديء وهو الأمر الذي أثر سلباً على مكائن وسيارات المواطنين في المحافظة
وآثاره السلبية على الاقتصاد الوطني عموما والمحافظة بشكل خاص ، لأنه يتسبب بعطل محركات المركبات ويكلف الحكومة والمواطن أعباءً إضافية باستيراد المواد الاحتياطية، والمحافظة سترفع دعوى قضائية امام المحكمة الاتحادية او محكمة استئناف ذي قار ضد الجهة المسؤولة عن تجهيز البنزين الرديء ، ما لم تعمل الشركة على تحسين الوقود المخصص للمحافظة .
وعود وزارة النفط
المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد قال: إن الوزارة تسعى الى تحسين نوعية البنزين من خلال نصب الوحدات التي تسمى (الأزمرة) تقوم بعملية تحسين نوعية البنزين وتجعل فيه أوكتين عاليا خاليا من الرصاص، وأن المصافي المزمع إنشاؤها ضمن خطة وزارة النفط بدأت من عام 2011 هي أربعة منها مصفى الناصرية الذي يسع (300) الف برميل ومصفى كركوك والعمارة وكربلاء يبلغ سعة كل منها (150) الف برميل، وأكد على أن كمية البنزين المستورد تقلص وبشكل كبير عما كان عليه في السابق بعد العمل بتطوير المصافي العراقية وزيادة إنتاجها.
وتابع: عندما تزداد الحاجة اليه يتم الإستيراد على الكمية المطلوبة نتيجة لزيادة الاستهلاك ليس فقط للسيارات وإنما المولدات والمعامل وغيرها، وأشار جهاد الى أن هناك قراراً صدر للحكومة عن تشجيع القطاع الخاص وذلك لإنشاء محطات لتعبئة الوقود ذات مواصفات عالمية ومتطورة تكنولوجياً فيها خدمات ملحقة لخدمات البنزين كسوبر ماركت او غسل وتشحيم السيارات والكثير من الخدمات التي تكون شبيهة للمحطات، وأن الوزارة تطمح بأن تنقل هذا الموضوع من شركة التوزيع الى إدارة القطاع الخاص، مؤكداً بأنه ليس لأن القطاع العام غير قادر لأداء هذه العملية ولكن نحن نطمح بأن يأخذ القطاع الخاص دوره في هذا المجال كما في جميع دول العالم، مشيراً الى ان مهام وزارة النفط هي إستكشاف النفط وإستخراجه وإنشاء مصافي حديثة وتطوير الحقول النفطية، ودعا المتحدث بأسم وزارة النفط الى تشجيع إدارة القطاع الخاص لهذه العملية لغرض توفير أفضل الخدمات.
محطات التوزيع
بينما نجد ان اصحاب محطات توزيع الوقود أكدوا ان لا ذنب لهم ولا يجب اتهامهم بأنهم يقومون بغش الوقود ان كان بنزيناً او كازاً او نفطاً ،حيث قال حسن صالح صاحب محطة توزيع وقود في جانب الرصافة: متابعة وفحص الوقود يجب ان تتم من قبل اللجان الفنية التابعة الى وزارة النفط وليس العاملون في المحطات.
وقال: ان خزانات الوقود في المحطات كافة سواء الارضية او ذات الاجهزة تحتاج الى متابعة مستمرة من قبل الوزارة لتنظيفها ثم تأتي بعد ذلك مراقبة المحطات عند توزيع الوقود، داعيا الى تحذير اصحاب ومسؤولي المحطات الاهلية والحكومية في بغداد والمحافظات من مغبة التلاعب بمادة البنزين في المنافذ التوزيعية.
وزارة البيئة
يذكر أن وكيل ووزارة البيئة كمال حسين قال في تصريح سابق إن "وزارة النفط طلبت فرصة اخرى الى منتصف عام 2013 لإنهاء استخدام الرصاص في معاملة الوقود، لكن وزارة البيئة لم توافق على هذه المهلة".
واضاف حسين ان "وزارة البيئة منحت وزارة النفط ستة اشهر لاستخدام الازمرة في معاملة وقود البانزين بدلا من الرصاص ومن المفترض ان تنتهي المدة منتصف عام 2012".
وتابع حسين إن "الأمر مقلق حاليا واذا استمر الوضع على حاله سنصل الى مقاييس للرصاص في الجو خطرة على حياة المواطنين لاسيما مع وجود سيارات كثيرة في البلد"، معتقدا ان "الرصاص في الهواء خلال سنتين او ثلاث سيصل الى حدود خطرة على الصحة والبيئة".وكانت وزارة البيئة قد أعربت في وقت سابق عن قلقها الكبير من ارتفاع مستويات الرصاص في أجواء العراق إلى أكثر من عشرة أضعاف الحد الطبيعي المقرر.
تجار الادوانز
تجارة المواد الاحتياطية أخذت على عاتقها تطوير نفسها فزادت نوعيات الاستيراد للاوكتان "محسن البنزين" بسبب ازدياد السيارات الحديثة يقول منعم وهو احد وكلاء الزيوت والمحسنات: ان في السوق اكثر من 25 نوعية محسّن وقود والسبب كما يعزوه الى كثرة السيارات الحديثة فالناس تخاف على محركات سياراتها خصوصا وان السيارات الحديثة تتحسس نوعية الوقود بسبب تكنولوجيتها العالية لذلك تضاف مادة الاوكتان الى المحرك.

المدى

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced