مليونان و600 ألف لغم تُخلـِّف عشرة آلاف معـاق في مدينة البصرة
نشر بواسطة: mod1
الأحد 17-11-2013
 
   
الإعاقة حالة مرضية تصيب الانسان قد تكون بفعل طبيعي وقد تكون تشوهات ولادية او وراثية او لأسباب مختلفة من بينها الحروب والحوادث المرورية وأخرى خارجة عن إرادة الانسان وفي جميع الاحوال ، يحتاج المعاق الى رعاية خاصة واهتمام من الدولة والمجتمع معاً وحتى من المنظمات المتخصصة في هذا الشأن،وبما ان العراق مرَّ بعدد من الحروب التي خلـَّفت آلاف المعاقين  يُعد الدولة الأولى في العالم من حيث نسبة المعاقين فيه،وهذا ما جعله  في قمة الدول في رياضات هذه الشريحة ،ولطالما تأتي الميداليات الذهبية للبلد في مسابقات ذوي الاحتياجات الخاصة.

قال نائب رئيس منظمة تواصل  الانسانية رعد الموسوي لـ(المدى) : الإعاقة ولدت مع الانسان منذ القدم ، ولكن عندما نزلت الرسالات  السماوية  خففت عن معاناتهم والرحمة بهم ، والنظرة اليهم كونهم كانوا من المنبوذين في المجتمع ويسعون للتخلص منهم  في ذلك الزمان .
الاهتمام بالمعاقين مطلوب
ونحن في العراق نعاني من عدم الاهتمام المطلوب بشريحة المعاقين والمكفوفين ، بالرغم من ان العراق  قد وقـَّع اتفاقية رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة التي صدرت عام 2012 ، ولكن لم نجد مَن يهتم بها وينفذ بنودها على ارض الواقع ،مضيفا ان منظمات المجتمع المدني والمنظات الانسانية اخذت على عاتقها الاهتمام بهذه الشريحة ، وسعت الى دعوة  الحكومة المركزية والحكومات المحلية للاهتام بهم .
ودعا الموسوي: وزارتي التربية والتعليم العالي لوضع قوانين وتشريعات خاصة  لقبول المعاقين في المدارس والجامعات وفق استثناءات خاصة تراعي وضعهم الانساني ،وأوضح ان اكثر من 70% من المعاقين لا يرغبون في مواصلة تعليمهم وعملهم لعدم وجود تشريعات تحميهم او توفر لهم الحد الأدنى من  الرعاية ،وكشف الموسوي في حديثه لـ(المدى) قائلاً: كان في العراق 16 مركزاً لتأهيل المعاقين لم يبق منها الا اثنان فقط ، حيث قامت المنظات الانسانية بتأهيل احد المراكز في البصرة ،بينما المطلوب ان تتوفر مراكز للتأهيل والتدريب والعلاج للمعاقين في كل محافظة ،  نظراً لتزايد عدد المعاقين في العراق.
تفعيل القوانين
ودعا الموسوي الى تفعيل القوانين الخاصة وخصوصا المادة 32 من الدستور العراقي التي  تشير الى رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق .
وفي سياق متصل قال عضو البرلمان حسين المنصوري لـ(المدى) : هناك قرارت مهمة تخص رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة تم إعدادها  من قبل لجنة الرعاية الاجتماعية في البرلمان ، وهي  الان في طريق اقرارها  حيث  لا يوجد عليها  خلاف ، وسيبتم التوافق عليها بسرعة وهذا يشكل قفزة نوعية في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق في حالة إقرارها.
فيما شدد عضو في مجلس محافظة البصرة السابق  كاظم الموسوي "على وجوب  تقديم مشاريع تصب في مصلحة شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وإعداد برامج وخطط لتأهيلهم  وإعدادهم في المؤسسات التابعة للمديرية واشراكهم في  المجالات كافة للاستفادة من طاقاتهم .
وأوضح  ان" الحكومة المحلية  تعمل على شمول جميع القطاعات بخطة مشاريع عام 2014 وخصوصا مديرية ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب عدم شمولها بمشاريع العام الماضي.
تطهير الأراضي الزراعية
ومن جانبه كشف  مدير المركز الإقليمي لشؤون الألغام في الجنوب نبراس فاخر التميمي لـ(المدى)  "إننا نعاني من تركة مؤلمة وإرث ثقيل من الالغام  والمقذوفات  التي ما زالت تفتك بالمواطنين منذ سنوات عدة  ،وان البصرة هي المحافظة الأكثر تضرراً  حيث كانت مسرحاً للعمليات  العسكرية  في العقود السابقة بما فيها نهر شط العرب الخالد.
واشار "ان جهود العاملين  في برنامج شؤون الالغام العراقي  سواء  كانت هذه الجهود  حكومية متمثلة  بوزارات البيئة  والدفاع  والداخلية  والمنظمات الانسانية  والشركات  التجارية  التي كانت وما زالت لها اليد الطولى  والاهمية الكبرى  في ابقاء هذه الربوع  آمنة  من خلال تطهير  هذه التربة المعطاء  حيث تم تطهير  العديد من الاراضي  الزراعية  والمواقع السكنية  الملوثة  وتطهير العديد من المواقع النفطية  والصناعية  والستراتيجية من آلاف الألغام "
وكشف التميمي "  نفذنا مشروع  المسح  غير التقني  في البصرة،الذي يُعــد من المشاريع  المهمة ، لتحديد  حجم التلوث  بالالغام والمخلفات  الحربية  وقد بلغت حصيلة المسح  اكثر من الف كيلومتر مريع  من الاراضي الملوثة .

6 حقول للألغام في منطقة واحدة
وكشف عن وجود "ستة حقول للألغام تم اكتشافها في منطقة واحدة في البصرة  خلال العامين الماضي والحالي ومعظمها في شط العرب لا تتوفر خرائط خاصة بها، وأغلبها مطوقة بأسلاك شائكة ولا تتوافر خرائط توضح الأماكن الخطرة ."
وأفاد "تتواصل الان العديد من الجهود  المتمثلة بوزارات  الدفاع والداخلية  والبيئة  والمنظمات  الانسانية  اضافة الى الشركات  التجارية  التي كان لها اليد الطولى  في تطهير  التربة  وكذلك المناطق  القريبة من النفط  والمشاريع الكهربائية  ذات الطبع الاقتصادي والسترتيجي .

تنافس غير عادل بين المعاقين والأصحاء!
وقال رئيس رابطة المعاقين علي الساعدي :ان شريحة المعاقين لاقت الظلم والحيف والتهميش لان تنافسها مع الأصحاء بدنياً في اكتساب رزقها واكمال دراستها وتنمية مواهبها غيرعادل لعدم وجود كفاءة في التنافس لذلك الكثير منهم اضطروا الى ممارسة مهن وضيعة ومهينة مثل التسول!
واضاف ان"السياسة العراقية ظلمت هذه الشريحة سابقا وحاليا لأنها لم تشرِّع قانوناً لائقاً يحميها ويحفظ كرامتها ويمنعها من ان تكون فريسة سهلة للعوز والفقر مؤكداً على أهمية دعم هذه الشريحة ومساعدتها من خلال تأهيلها ودمجها في المجتمع كونها شريحة كبيرة بعددها وبإنجازاتها.
ودعا الحكومة المحلية بالمحافظة الى تطبيق قرارات مجلس الوزراء منها القرار القاضي بتخصيص 3% من الدرجات الوظيفة المتوفرة لذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين،لافتا الى ضرورة تسهيل مراجعة ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين لدوائر الدولة وتخصيص اماكن وقوف لمركباتهم في المناطق التي يُمنع فيها الوقوف لأنهم لا يستطيعون قطع مسافات بعيدة كبقية المواطنين وإدخالهم في دورات وورش عمل من اجل اكسابهم مهارات وحرفاً تغنيهم عن الآخرين تساعدهم في كسب قوتهم وتساعدهم على الاندماج في المجتمع.
واقترح أن يكون لذوي الاحتياجات الخاصة ممثلون في الحكومة المحلية/المجلس والمحافظة/من اجل ان يكونوا قناة تواصل ما بين هذه الشريحة وما بين الحكومة بغية إيصال همومهم ومعاناتهم وإعطاء مقترحات مشاريع تساعد في خدمة هذه الشريحة.
وقامت دائرة صحة البصرة وبالتنسيق مع مديرية شؤون الألغام في وزارة البيئة ودائرة الرعاية الاجتماعية باستقبال أعداد كبيرة من ضحايا الحرب والألغام من خلال مراجعة مركز البصرة لتأهيل المعاقين لغرض إجراء تسجيل وإحصاء أعداد المصابين .
مركز التشوهات
وأوضح  مدير المركز الدكتور كمال أن المركز يستقبل  مختلف حالات العوق والتشوهات الخلقية واليوم وبالتنسيق مع وزارة البيئة ومديرية الرعاية الاجتماعية يباشر المركز باستقبال ضحايا الحرب والألغام من مختلف المناطق الجنوبية بالمحافظة لغرض إحصاء أعداد الموقين والمصابين بالعمليات الإرهابية من خلال لجان مختلفة من وزارة الصحة ومديرة الألغام التابعة لوزارة البيئة إضافة الى دائرة العمل والشؤون الاجتماعية حيث يستقبل المركز ما يقارب 350 مراجعاً يومياً .
وأضاف: البرنامج مهم جدا ويخدم المركز حيث ستكون هنالك إحصائيات دقيقة والتعرف على عدد الإصابات لغرض توفير الاحتياجات الضرورية للمعاقين .
وعبـَّر عدد من المعاقين الذين التقتهم "المدى"عن استيائهم  من عدم انتظام صرف رواتبهم، وشبه غياب الرعاية الصحية عنهم، وصعوبة إنجاز معاملاتهم.
وقال المزارع عباس فالح " كنا وما زلنا ومعنا آلاف المزارعين والمواطنين نطمح بالعودة الى اراضينا لنعيدها كما كانت خضراء  زاهية ، ولكنها ما زلت مزروعة بالألغام "
وأوضح " لا نرى اهتماماً من الحكومة نهائياً حيث اندرست الأنهار وتصحرت الارض المزروعة بالموت والالغام  حتى لا نتمكن من الدخول اليها ".
وقال المواطن علي محسن الذي يعاني من مشاكل صحية في عموده الفقري ، جراء إنفجار لغم عليه منذ سنوات ، إن "الحكومة عاجزة عن تقديم أبسط الخدمات الإنسانية لضحايا الألغام، وحتى العلاجات الطبية التي أحتاجها غير متوفرة، فأضطر الى شرائها من صيدليات أهلية"!
وقال المواطن سعد عبد الحسين  الذي فقد إحدى ساقيه بانفجار لغم عليه: إن "الراتب الذي تقدمه الحكومة للمعاقين  بسبب الألغام لا يزيد على 120 ألف دينار شهرياً، وهو غير كافٍ في ظل عدم قدرتي على العمل"،
مضيفاً أن "رواتب الرعاية الاجتماعية لضحايا الألغام لا تصرف بانتظام، والأسوأ من ذلك صعوبة الحصول على أطراف صناعية".

تقاربر: مليونان و600 ألف لغم في البصرة
يذكر ان تقارير رسمية عــدَّت البصرة من أكثر مناطق العراق تلوثاً بالألغام والمقذوفات الحربية غير المنفلقة، حيث يُقدر عدد الألغام فيها إلى أكثر من مليونين و600 ألف لغم أرضي مضاد للأفراد والآليات، وتتركز في مناطق ، الفاو والقرنة وشط العرب، فضلا عن وجود مناطق كبرى مغلقة بالكامل من جراء حقول الألغام فيها.
وتشير الإحصائيات إلى إن الحرب الأخيرة التي جرت سنة 2003 في العراق خلـَّفت ألغاماً أخرى تضاف الى أرضية المقذوفات القديمة غير المنفلقة.


المدى

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced