المشاكسة والعنف عند الطالب وليدا التفكّك الأسري والعوز المادي
نشر بواسطة: mod1
الخميس 02-01-2014
 
   
تتباين العلاقة بين الطالب ومدرسته ،فهي إما سلسة أو معقدة تعود إلى طبيعتها أو هي متشنجة وتشكو اضطرابات متبادلة من الطرفين، إلا أن واقع الحال الذي يكتنفه الكثير من المشاكل وبالأخص تلك التي استوطنت المجتمع جراء الحروب والوضع الأمني المتردي وضغط الحياة أوجدت سلوكا غير منضبط من قبل الطالب وباتت المدارس تعاني من وجود طلاب يظهر العنف في سلوكهم لأسباب عدة ويتمردون على القوانين التعليمية وبالأخص الأخلاق السلوكية المطلوبة.
ظاهرة الطلاب المنشقين هي قضية اجتماعية في المقام الأول وتتصل في العموم بأسباب خارجية عدة وهي وإن جاءت بأشكال مختلفة وبدرجات أضرار متفاوتة إلا أنها في الغالب تجد في ضعف البنية التعليمية بيئة مناسبة للنمو وفرض الإرادة. في الواقع لا توجد مدرسة لا تشكو وضعا شاذا يخص احد الطلاب ،وعادة ما تزول هذه الحالة بانقطاع الطالب عن الدراسة أو لأسباب أخرى، ومهما تكن الظروف فإن وجود اضطراب سلوكي هو أمر مرفوض ويتطلب تدقيق وإعادة نظر وإيجاد معالجات ترتقي إلى نتائج ملموسة وناجحة.

لابدّ من وجود عقوبة
مدرس مادة اللغة الإنكليزية في إعدادية الرسالة وليد السبع بين لـ( المدى ) تعريف الطالب المشاكس هو كثير العناد والفوضى محاولاً جذب انتباه الطلاب إليه، وغالباً ما يتحدى سلطة مدرّسه ويسبب له توتراً وخيبة أمل وشعوراً بالفشل، معظم الطلاب من هذه الفئة إما من الأسرة المفككة ، أو قد يكون الطالب قد تعرض لمشاكل سلوكية نفسية أو من عائلات تفتقد أدنى سيطرة على تصرفات أولادهم ، السبع يشير إلى أن معظم المدرسين في العراق يشكو ظاهرة الطالب المشاكس حيث تفتقر معظم المدارس من توجيه عقوبة تتناسب مع شكل المشاكسة وتأثيرها على بقية الطلبة لاسيما ان تأثيره أصبح واضحاً فى الصف والمدرسة والزملاء الآخرين؛ السبع أوضح بقوله أنه يقف بقوة مع منع توجيه العقوبة الجسدية للطلاب التي اتبعت من قبل الكثير من المدرسين لسنوات طويلة فهي طريقة غير حضارية أولاً ،ناهيك عن كونها لا تأتي بنتائج إيجابية بل العكس تكون سلبية خصوصاً في المجال النفسي للطالب ،ولكن عدم توجيه أي عقوبة للطالب المشاكس هذا لابد من إعادة النظر فيه خصوصاً أن المراحل العمرية المختلفة التي يمر بها الطالب خصوصاً مرحلتي المتوسطة والإعدادية بما فيها الطالبات تكون بأمس الحاجة لانضباطهم وتوجيههم،وهذا ما نسعى إليه وذلك لا يتحقق إلا من خلال وجود عقوبات توجه إلى الطالب أو الطالبة في حالة الاخلال بالنظام لضمان استمرار العملية التربوية ضمن أطرها التربوية الصحيحة والقانونية وعدم الاعتماد على المزاجيات والاجتهادات في حال خروج الطالب عن السلوك القانوني.
لدينا عدد محدود من المشاكسين
الأستاذ رشيد خميس ذياب مدير الإشراف الاختصاصي في تربية الرصافة الأولى أشار لـ( المدى ) أن اتساع وانتشار ظاهرة الطالب المشاكس في المدارس أصبحت حالة معروفة ومشخصة للجميع ونحن هنا نعمل وفق عنوان جديد وهو ( الصديق الناقد وليس مشرفا متسلطا ) ،إذ يتم التعامل مع الطالب والمدرسين كأصدقاء ،والطالب المشاكس يحتاج إلى جهد استثنائي من قبل إدارة المدرسة والهيئة التدريسية وتفعيل دور المجتمع المحلي لتغيير توجه المشاكس بالتوجيه الصحيح ومعالجة مشاكله، وأن يكون هناك تواصل اجتماعي عن طريق مجالس الآباء والمعلمين لمعالجة العديد من الظواهر الشاذة في المدرسة، والعملية التربوية بشكل عام أخذت أسلوبا جديدا وهو مشروع لتحسين نوعية التعليم في العراق من خلال إشراك المشرفين الاختصاص بورشات عمل يتم فيها وضع الأساليب الحديثة لكيفية التعلم والتعليم وسيشمل هذا جميع المشرفين في المدارس .
ذياب بين أن لدينا عدداً من الطلاب المشاكسين ولكن بشكل محدود ،وهذا يأتي من خلال الدور الهام لإدارة المدارس ، مبينا ان العقوبات المتخذة بحق الطالب المشاكس والتي تتمثل بالنقل فقط لايعدّ إجراءً تربوياً ولا يمكن ان تحكم على طالب بالفشل طيلة الحياة ،ولا ننسى الظروف التي يعيشها العديد من العوائل كالفقر أو غيره من المشاكل المعروفة فى المجتمع.
أجهزة الموبايل الحديثة
مدرّسة لمادة اللغة العربية في إحدى مدارس تربية الرصافة الأولى رفضت الكشف عن اسمها لاعتبارات أوضحت لـ( المدى ) أن الدخول في نقاش منفعل مع الطالبة المشاكسة أمام بقية الطالبات ليس في صالح المدرّسة ويمكن ان تتعمد الطالبة أسلوبا يضع مدرّستها في موقف محرج ويفقدها السيطرة على الوضع في الصف، وبالتالي تفشل في إعطاء الدرس وممكن أن تهتز ثقتها بنفسها أمام طالباتها وتصبح في وضع لا تحسد عليه، وممكن أن تستغل بعض الطالبات الوضع وتقلب الحصة إلى ((مهزلة )) ، أفضل شيء هو تأجيل المناقشة على ان يتم التحدث مع الطالبة في وقت آخر ،ونقوم بإفهامها بهدوء تام بأن الأسلوب المشاكس لا يليق بالطالبة عسى ان تحس بالحرج ، وهذا الأسلوب يمكن التعامل به مع احدى الطالبات في حالة واحدة في الشهر أو السنة، لكن تطاول الطالبات على المدرسات أمر غير مقبول في كل الأحوال لاسيما ان القوانين لا تسمح بفصل الطالبة المتجاوزة بحسب قول المدرسة ؛ مشيرة إلى ان اتساع هذه الظاهرة تعد بمثابة ناقوس خطر على جيل بأكمله بالرغم من وجود العديد من الطلبة والطالبات الذين يتمتعون بخلق عال. كما نوهت إلى استخدام الطلبة أجهزة الموبايل الحديثة، وللأسف الشديد تقوم بعض العوائل بتوفيرها إلى الطلاب والطالبات بشكل متكرر وفق التقنيات الحديثة،وهذا ما أتاح لهم العديد من الاستخدام الخاطئ والمعيب لتلك الأجهزة المتطورة .
أسباب بيئية ونفسية
ويرى الدكتور علي عباس وهو متخصص في الطب النفسى لـ( المدى )أن مشاكسة الطلبة لها أسباب وراثية تنتقل عبر الجينات،منها أسباب بيئية تتمثل في حالة البدن والنواقص المحتملة فيه، والوضع الصحي، وتشوش الرؤية والسمع أو أي اضطراب في المخ والجهاز العصبي ،ومثال على ذلك الأطفال الذين يعانون من نقص جسمي ويتعرضون لاستهزاء الآخرين ،فهم يقفون في مقابل توبيخ الآخرين لهم واستهزائهم بهم موقفا يطلق عليه اسم المشاكسة. أو أن شعورهم بالنقص من جراء وجود عاهة عضوية فيهم يدفعهم لاتخاذ مواقف عدائية من أجل التغلب على هذا الشعور ولإثارة قلق الآخرين.
الرغبة في الاستقلال تؤدي للعصيان
الأسباب النفسية والاختلال العقلي
تؤدي تلقائيا إلى ظهور سلوك غير سوي بحسب قول عباس مبينا وجود ضغوط داخلية تؤدي إلى حصول موجبات عدم التحمل وبعدها المشاكسة،والرغبة في الاستقلال تولد لدى الإنسان ميلا نحو العصيان و الأضرار التي تصيب الجانب النفسي،والعادات العصبية الدالة على وجود سلوك مشاكس منها ،قضم الأظافر ومص الأصابع وكثرة الصراعات والتناقضات في الحياة اليومية خاصة عندما يشعر الطفل بافتقاره لوسائل الدفاع، وعدم وجود أمال ،وأسباب عاطفية أخرى ،كالشعور بالحرمان من محبة الوالدين و الشعور بالإخفاق في بلوغ الهدف المنشود،ويرى عباس ان ظهور مشاكل عاطفية ناتجة عن ولادة طفل جديد في العائلة فيتولد لديه شعور بأن القادم الجديد قد يسلبه محبة والديه،والشعور بفقدان كرامته عند أفراد الجماعة التي يحبها،و الشعور بفراغ الحياة وخلوها من أية قيمة أو ثقل الالتزام المفروض عليه من قبل والديه. إضافة إلى أسباب أخلاقية أخرى ، فقد تكون المشاكسة ناتجة أحيانا عن سقوط الأخلاق وانحطاطها، فالشخص الذي يعيش في وضع تهدمت فيه كل الأسس الأخلاقية لا يلتزم بأية تعاليم أو قيم.


المدى/تحقيق / قيس عيدان

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced