رغم النهب.. المتحف الوطني العراقي يأمل في فتح أبوابه للجمهور
نشر بواسطة: usama
الأحد 23-02-2014
 
   
يضم مجموعات من عهود السومريين إلى العثمانيين المتحف مفتوح الآن أمام الزائرين الذين يحملون تراخيص خاصة وأغلبهم من الطلاب والمسؤولين والشخصيات الأجنبية البارزة لكنه لن يفتح أبوابه للجمهور قبل فبراير (شباط) أو مارس (آذار) حسب سير جهود الترميم («الشرق الأوسط») بغداد: «الشرق الأوسط» بعد عشر سنوات من الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وموجة نهب عمت بغداد يستعد المتحف الوطني العراقي لعرض مقتنياته الثمينة لحضارة ما بين النهرين أمام الجمهور رغم فقد الآلاف منها. ويشبه البعض نهب المتحف تحت أعين القوات الأميركية في العراق بتدمير المغول للمكتبة الكبيرة في بغداد عام 1258. ولم يأبه وزير الدفاع الأميركي آنذاك دونالد رامسفيلد بالأمر وعلق بقوله «مثل هذه الأمور تحدث». لكن إذا كان الكثير من العراقيين لا يزالون يرون في نهب المتحف رمزا للا مبالاة والاستعلاء من جانب الأميركيين فإن حالة المتحف الحالية تسلط الضوء على سمات تشوب العراق منذ الغزو مثل إراقة الدماء والنزاع السياسي والخلل البيروقراطي. ويأمل العاملون في المتحف أن يعود يوما رمزا لإنجازات العراق الذي كان في قلب الحضارة الإنسانية. وقالت شيماء عبد القادر وهي مرشدة سياحية في المتحف لـ«رويترز»: «يعرض المتحف الآن بعض القطع الأثرية التي جرى استعادتها وترميمها. من المنظور التاريخي وفي ما يتعلق بالترميم فإن الأمر جيد جدا والمقتنيات جاهزة للعرض». وأضافت أن المتحف مفتوح الآن أمام الزائرين الذين يحملون تراخيص خاصة - وأغلبهم من الطلاب والمسؤولين والشخصيات الأجنبية البارزة - لكنه لن يفتح أبوابه للجمهور قبل فبراير (شباط) أو مارس (آذار) حسب سير جهود الترميم. وكان نهب المتحف الذي تضم مجموعته قطعا فنية تعود لحضارة ما بين النهرين، أي قبل أكثر من خمسة آلاف سنة، من أكثر الموضوعات المؤلمة في الفترة التي تلت الغزو مباشرة. وقام الناهبون بتجريد قاعات وصناديق عرض من تماثيل وتمائم وعملات وأقفال أثرية لا تقدر بثمن. واليوم هناك سبعة أجنحة فقط مفتوحة من بين أجنحة المتحف البالغ عددها 23 جناحا. وتنتشر رائحة العفن في بعض أجزائه ولا تنيره سوى مصابيح معتمة قديمة. وتقتصر معظم اللافتات في المعرض على أوراق مطبوعة حافلة بالأخطاء الإملائية. وخارج أسوار المتحف تقع حوادث إطلاق نار وتفجير سيارات ملغومة وهجمات انتحارية يوميا تقريبا وتكافح الحكومة مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في محافظة الأنبار بالغرب. وقال موظفون لم يثنهم كل هذا عن العمل إن مسؤولي المتحف يعملون على إضافة قاعة استقبال وتركيب شاشات إلكترونية وترميم آثار متضررة. وقال عامل كان يزيل التراب عن قطعة أثرية خشبية تعود لعهد القاجار «هذا هو حلمنا.. أن نفتح من جديد». وأضاف: «إنه الوضع الأمني.. لا شيء آمن تماما في هذا العالم كما تعلم. هناك إرهابيون في كل مكان بالعالم وليس فقط في الشرق الأوسط». ويحفل المتحف بمجموعة رائعة من التماثيل وقطع الفسيفساء التي تعود لإمبراطوريات من عهد السومريين إلى العثمانيين. وأطلق على العراق وصف «مهد الحضارة» لأنه شهد تأسيس بعض أوائل المدن وأنظمة الري في العالم وتطور أشكال الكتابة. ويتناقض مجد إمبراطوريات الماضي مثل البابلية والآشورية مع واقع بغداد اليوم بمبانيها الخرسانية المتداعية وشوارعها المزدحمة بالسيارات ونقاط التفتيش. وتعود بعض المقتنيات الرائعة في المتحف إلى العصر العباسي عندما كانت بغداد القلب الإداري والثقافي في إمبراطورية شاسعة تمتد من إسبانيا إلى أوزباكستان. ويكاد يكون عمر المتحف هو عمر الدولة العراقية الحديثة، إذ أسسه الملك فيصل الأول عام 1923. وقالت شيماء عبد القادر إن نحو 15 ألف قطعة من المتحف سرقت أيام الغزو. وأعيد ما بين ثمانية آلاف وتسعة آلاف من هذه المقتنيات من بينها قناع صخري يعود للحضارة السومرية. ونهب المقتنيات الأثرية العراقية سبق الغزو الأميركي بعقود واستمر بعد رحيل القوات الأميركية. وقالت غيرالدين تشيتلارد، وهي متخصصة برامج في القسم الثقافي بمكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في العراق، إن المشكلة ظهرت أول مرة خلال الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينات من القرن الماضي عندما بدأت الحكومة تحول مواردها إلى تمويل الصراع. وأضافت: «لم يكن الغزو الأميركي وانهيار الأمن في العراق هو السبب في المشكلة لكنها تفاقمت قطعا بسببه». وعرقل نقص الخبرات والموارد جهود القضاء على شبكات تهريب لها علاقة بالمسلحين تشكلت أيام الغزو وبدأت الآن في الانتقال إلى سوريا بعد أن نشب الصراع فيها. وقالت تشيتلارد إن النزاعات السياسية تمثل مشكلة أيضا كما أنه لا يوجد تنسيق بين سلطات الآثار والأمن الداخلي في معظم الأحوال. وما زال العراق يستعيد قطعا أثرية نقلت إلى دول في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية وإن كان من غير المعروف عدد القطع التي سيتمكن من استعادتها في نهاية المطاف. وقالت تشيتلارد «من الصعب أن يستعيدوا كل مقتنياتهم، لكن تجري استعادة أشياء من خلال الحكومات».

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced