ولائـم الانتخابات ترفَع أسعار اللحوم في البصرة: أقرب طريق للناخب معدته
نشر بواسطة: mod1
الجمعة 18-04-2014
 
   
بغداد/ المدى

مع انطلاق الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات البرلمانية العراقية ارتفعت أسعار المواشي واللحوم بشكل كبير في البصرة ما أثار حفيظة المواطنين خاصة الفقراء وأصحاب الدخل المحدود.

ارتفاع أسعار اللحوم وبعض المواد الغذائية والخضار سببه كثرة الولائم الانتخابية التي يقوم بها المرشحون وشيوخ العشائر الداعمة لهم والوجهاء في المدينة.

يقول المواطن كاظم زاير، وهو معلم ابتدائي: إن بعض المرشحين يعتقدون بأن أقرب طريق لصوت الناخب من خلال معدته، وإن العلاقة بين الانتخابات والولائم علاقة جدلية ومثيرة حيث أصبحت وجبة "المفطـَّح" وهي أكلة تجمع بين الرز واللحم هي المفتاح لرفع شأن المرشح والقوى الاجتماعية والسياسية التي تقف خلفه.

ويضيف زاير "الكثيرون من المرشحين لديهم القدرة على الانفاق بينما يتم كيّ الفقير وأصحاب الدخول المحدودة بنار الغلاء، ومع غياب الرقابة على الأسواق ما زلنا خائفين من عدم عودة الأسعار إلى مستواها السابق".

ويبدو أن الولائم حلـَّت بديلاً عن الأساليب التقليدية التي اتبعها المرشحون في الدورات السابقة باعتمادهم الهدايا من البطانيات والمواد الغذائية والوعود بالسكن وتحسين الخدمات والتعيينات في دوائر الدولة، حيث لم تعد تلك الوعود والحيّل تنطلي على الناخبين!

وأكد باعة المواشي في (علوة الأغنام) بمنطقة حي الحسين وكذلك في قضاء الزبير التي تبعد عشرين كم  غرب البصرة على ارتفاع أسعار المواشي من الأغنام  بشكل خاص لأكثر من 50 في المائة نتيجة الطلب الكبير عليها.

يقول حسن فليّح، أحد باعة الأغنام، إنها مرحلة مزدهرة لتجارتهم مقارنة مع سائر مواسم العام، وأضاف "بدأت أسعار الأغنام بالارتفاع نتيجة الإقبال الكبير عليها من قبل المسؤولين والمرشحين والشيوخ والتجّار، فأفضل الولائم هي التي يُطبخ فيها لحم الغنم". ولفت الى ان "سعر رأس الغنم يتراوح بين 250 - 400 دولار وهو أعلى بكثير مما كانت عليه".

واضطر محمد واثب، الذي يعمل موظفاً، إلى إرجاء مناسبة ختان ابنه إلى موعد آخر بسبب عدم قدرته على شراء خروف للاحتفال بالمناسبة وقال "فوجئت بالأسعار، فشراء خروف يفوق إمكانياتي المتواضعة لذلك أرجأت ختان صغيري إلى ما بعد الانتخابات".

جاسم محمد بائع أربعيني يبيع بعض الأشياء البسيطة على الرصيف اعتبر قدوم هؤلاء المرشحين فرصة لملء البطن، وقال "هم يتذكرون المسحوقين في أوقات الانتخابات فحسب، وهي فرصة لإشباع بطون اطفالي السبعة المحرومين من وجبات كهذه بسبب محدودية دخلي".

التنافس على إقامة الولائم دفعت المرشحين إلى التنافس على ذبح أكبر عدد من المواشي، ويقول الجزار يعقوب أبو سالم إنه يواجه زخماً كبيراً في الطلب عليه، حيث يتلقى الاتصالات يومياً لذبح المواشي في الولائم ما دفعه إلى الاستعانة بعاملين إضافيين ليقوموا بتجهيزها.

وإزاء تنافس المرشحين في إقامة الولائم بنواحي البصرة يتنافس الشيوخ والوجهاء أيضاً على اصطياد أحد المرشحين، ففي منطقة الشعيبة النفطية التي تبعد 40 كم غرب البصرة لا يتردد  أحد وجهاء المنطقة في استقبال المرشحين في ديوانه الخاص ومنحهم الوعود بانتخابهم جميعا.

رزاق جبر يقول: إن الشيوخ يصطادون المرشحين للظفر بالإكرامية أو "الفرشة" كما يُطلق عليها عشائرياً في حال فوزهم في الانتخابات، وهو يندب حظه لعدم وقوعه على وليمة مناسبة ويضيف "الولائم تُقام في بيوت الشيوخ والميسورين لعقد الصفقات الانتخابية ولا يمكن الوصول إليها، أما أنا فأحمل قدر طعام فارغ وأتحرك بدراجتي الهوائية باحثاً عن وليمة وسأمنح صوتي وأصوات أفراد عائلتي لمن يملأ بطوننا لحماً"!

وتجذب الولائم الشباب العاطلين عن العمل وأصحاب الأجور اليومية المتواضعة أيضاً لكونها مناسبة للظفر بطعام جيـــد.

الناشط الاجتماعي سعيد العامري يقول "المرشحون يفكرون بالناس كأرقام انتخابية ليس إلا ويذبحون خرافاً بعدد الأصوات التي يريدون الحصول عليها وكان عليهم مخاطبة عقول الناخبين وتثقيفهم وطرح برامجهم الانتخابية بدلاً من هذا الإسلوب"!

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced