"شباب مخرجون" -4-
نشر بواسطة: mod1
الثلاثاء 22-07-2014
 
   
د.عقيل مهدي يوسف

"عطيل" ليلى فارس

اعدها سعدون ضمد عن مسرحية شكسبير.

حاولت المخرجة ان تضع بطلتها دزدمونة على فراش ابيض ويقف قربها عطيل بلونه الأسود، يظهر على خلفية هذا المشهد اطار مستطيل كبير ، ثم تظهر زوجة ياكو " اميليا" من الخلف برداء ابيض ، اما زوجها ياكو فيتقمص زي شيطان مريد اسود بظفائره الطويلة المنسدلة ويعاود والد دزدمونة الظهور ثانية بملابس كالحة فيها بعض الأناقة وكأنه واحد من النبلاء الروس وتقام وليمة تقدم فيها صحيفة طعام حين يرفع عنها الغطاء يظهر طفل اسود حي مستلق فيها هو ابن دزدمونة من عطيل، فتندفع الأم لتحمي وليدها باستماته خوفاً من افتراسهِ .

يختتم العرض برقصة الشيطان ياكو مع زوجته اميليا على انغام التانكو.

أحالتنا المخرجة الى الفهم الانثربولوجي الذي يخص الصراعات البدائية الاولى والأنماط العليا للقبيلة البشرية وهي ترتكس في همجيتها التدميرية بهذه الأزمان اللاحقة التي تدور في المحور البدائي نفسه.

" فاترينا " ايمن جمال

استطاع المخرج ان يحرك الفضاء الضوئي في السينوغرافيا التي تتكون من ثمانية حبال ضوئية متدلية من علو شاهق معلقة في أسفلها ملابس بتفصيلات مختلفة وثمة حبال " أربعة" عادية بلا اضاءة خاصة، وأقمشة تتوزع ايضاً بالتماثل مع عدد الحبال غير المضاءة ويظهر " اربعة ممثلين" مع ممثلة واحدة في فاترينا للعرض تلف في عالمها هذهِ الكائنات من الدمى البشرية بسحب دخانية لتضفي مسحة شفافة على هذا الفضاء داخل هذهِ الفاترينا التي يتعلق فيها بوحدة متجانسة البشر والضوء والعتمة والدخان .

تعالت قيمة العرض بابتكار السينوغرافيا وبأداء الممثل ونخص احمد صلاح مونيكا بالمهارة والتنوع والحضور المؤثر وحذاقة المخرج في البحث عن مقترح للعرض ، يحقق تأثيراً مقصوداً ما في تلقي الجمهور .

" القاعدة والاستثناء" ميسون صالح

هذهِ المسرحية المشهورة في بداية كتابات برخت المسرحية تتعلق حكايتها بتاجر ومعه تابعين وشرطي للتعبير عن أسلوب المسرح التعليمي عند برخت ، حركت المخرجة منطقة وسط المسرح باسطة قماش ابيض مسمر فوق " اربعة مرتفعات" دلالة على كثبان صحراوية قاحلة كذلك وظفت المشمع الأزرق دلالة على واحة وسط الصحراء وبعد الإرهاق والنصب والتعب يتوهم التاجر ان التابع يريد قتله في حين كان هذا التابع يحاول ان يسقيه من زمزميتهِ جرعة ماء وحين يحال الأمر الى القاضي نراه يدافع عن التاجر لأنه مثله في الانحدار الطبقي وفي المصالح التجارية التي تجمعهما.

الخلاصة:

تنوعت هذهِ العروض وعلى هامشها مسرحية هاملت، بتفسيرها المختبري التدريبي ، تقوم هذه ِ العروض باختلاف منطلقاتها على آلية تفكيك البنية العقلية المنطقية باستبدالها بما يمور بهِ الوجدان من هلوسات وتخيلات وتهويمات فنطازية باتت مرشحة في المسرح الحديث ومفضلة لدى الجيل الشاب فيه وهي لا تعنى بالبحث التقليدي عن وحدة الشخصية ، ولا تتعمق بتحليل فلسفة الحوار، ولا تنشغل بالانساق الثقافية المعلنة والمضمرة في النصوص العالمية الدرامية كما استقرت في الثقافة المسرحية على وفق المذاهب والاتجاهات والأجناس والأنواع ، قدر اندفاعها الى صنع حكاية تنسج فوق الخشبة حسب اشتراع مخيلات مجموعة الممثلين مع المخرج والتقني بما يصل بهم الى نقل شحنات الأماني والطاقات الداخلية التي تزخر بها نفوسهم الى معالجات مسموعة ومرئية ومقترحات تنقل تلك المكبوتات اللا شعورية الى لغة عرض فيها من الغموض الكثير حيث نجح البعض من هؤلاء الطلاب المخرجين في تحويلها الى لغة مسرح جمالية واخفق البعض ، وتاه اخرون في لزوم ما لايلزم.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced