( لسان حال كل عراقي مُهَجَّـــر)
شـَدَدتُ رحالــي وحملــي ثقيـــلُ
بثقـــل السنين ارانــي اجـــــــولُ
أنـــوء بخطــوِ لجــور الزمــــانِ
بكــورٌ برأسي مشيب عجـــــــولُ
خضابٌ لشعري من بياضِ قطـنٍ
يُتــوِّجُ وجهــــاً عــــراهُ ذبـــــولُ
هجــرتُ الديــارَ بقلبــي وصـابٌ
يسـُـمّ دمــائي صديـــدٌ قتــــــــولُ
فكنــتُ كطيـــرٍ أرمِّـــمُ عُشـــــي
غشتنــي افـــاعٍ لدأبــي تحــــولُ
صــلالٌ تمــورُ بِسَـوحِ بــــلادي
ومــن الأشــداقِ زعــافٌ يسيـلُ
تركـتُ الزهــورَ بتلك الروابــي
أتاهــا الجفــافُ ونــارٌ أكـــــولُ
أراني بَكِــرتُ بحــبِّ العــــراقِ
فعيل اصطباري أيّــان يصــولُ
وياما صرختُ فشاخَ صراخــي
وكان هتافــي صــداهُ هزيـــــلُ
حيــاةُ اغتــرابِ ثقيلةَ وطــــىءٍ
بقايا الشــبابِ نــاداه الأصيــــلُ
يفيضُ اشتياقـي لطيبِ الليالــــي
بلَمَّــــــةِ شمــلٍ مقـــامٌ جليــــــلُ
لذكـرى اترابـي يشقينــي فؤادي
اواسي لنفسي ودمعــي همـــولُ
عشقتُ شميمـاً لــذاك التــــرابِ
وزاد بعشقــي هــــواهُ العليــــلُ
يُسَجِّرُ صدري غليلُ الصحارى
ببئـــر الهمـــومِ كأنـــــي أدول
ويـوم الــوداعِ سيبقى مَــــراراً
دهاني الفراقُ وعــزَّ الرحيـــلُ
يــدور النهــارُ كأنَّــهُ دهـــــــرٌ
أنامُــه ليلــي وطـرفــي كليــلُ
أداري سهــاداً ونومــي سقيـمٌ
واصحو صباحي وقلبي ملـولُ
اعيشــه يومي بكثــرِ الهمــومِ
اكفكـفُ دمعي سخينــاَ يسيــلُ
امــرُّ الكؤوسِ تسوغ مذاقـــــاً
بكأس الغربـةِ لا يشفى الغليـلُ
وأنوار شمس بــرأد ضحاهـا
أراها سُقامــاً سناهــا عليــــلُ
اخال الحيــاةَ ميـدانَ ضـــوارٍ
يسوده وحشٌ ويحميه غـــولُ
خريفُ السنينِ إذْ بان يلـــوحُ
وراءَه بــردٌ وعمــرٌ رذيــلُ
أراه البِعــادُ رخيَّ الســــدولِ
ثقيــلُ الجثــومِ مــداه يطــــولُ
أُمنّـــي خيالــي بيــومٍ قريـــبٍ
يُحيّيــــهِ غبشٌ وأفـــقٌ كحيــلُ
فأنّـى شفــــاءُ كلــــومٌ بقلبــــي
وبرحــاء وجــدي فكيف تزول
أقولُ ســلاماً .. همومي سروبُ
اصارع يأسي وصبري جميلُ