بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده..بيت المدى يحتفي بالعلّامة جلال الحنفي وسط صمت رسمي
نشر بواسطة: mod1
السبت 20-09-2014
 
   
بغداد/ المدى

من المؤلم ان ترى الصمت يخيم على المؤسسات الرسمية  في مئوية عاشق بغداد ومؤرخها العلّامة"جلال الحنفي"، اضافة الى بقية الشخصيات التي سيحتفل بها بيت المدى. ويعد الحنفي من الموسوعات البغدادية التي طالما وثقت تاريخ بغداد وتراثها، فلم يكن الحنفي رجل دين فحسب بل تعددت مواهبه وكتاباته في مختلف جهات الحياة الثقافية.

نموذج للأدب العربي

وأوضح الباحث الدكتور عبد الحميد الرشودي ان الشيخ جلال الحنفي كان نموذجاً حياً للأدب كما وصفه العرب، وقال"هو الآخذ من كل فن بطرف"، أي انه كان ملماً بالعلوم الشرعية والفنون الأدبية من شعر وغناء وموسيقى وغيرها من الفنون الجميلة.

وأوضح"انه رجل قليل المثال، نادر الطراز بين الرجال، أعطى لأمته ولأرضه باليمين أضعاف ما أخذه باليسار، أعطى عُصارة فكره وهشاشة قلبه. كتب بنجيع الدم القاني اكثر مما كتب بالمداد الأسود، فاذا استطاع ان يقضي عليه الموت وهو غاية كل حي، فلن يستطيع ان يطوي صفحات علمه الغزيز وأدبه، تلك الصفحات المشرقة والأفكار النيّرة التي توّج بها هامات البحث العميق الرصين والدرس الموضوعي الرصين خلال سبعة عقود حافلة بالجدال والسجال"، مشيراً الى انه"ألِف السباحة ضد التيار على ما فيها من الرهق والعناء، وهذا السلوك بطبيعته لم يخلق له الأصدقاء بقدر ما خلق له من الخصوم والأعداء"

وأضاف"وقد صمد لهم صمود الواثق من نفسه ودافع عن آرائه حتى خرج من أكثر هذه المعارك وعقود اللواء وضاح الجبين، فهو حر الفكر لا يساوم ولا يجامل على حساب الحق وانما شعاره كشعار أمين الريحاني"قل كلمتك وامش."

ديوان لم ينشر

فيما أشار الباحث باسم عبد الحميد حمودي الى ان"الحنفي يعد من فطاحل الأجيال التي مرت"مشيراً إلى انه"وجد ديوناً لم ينشر للحنفي بعنوان (الأهالي)".

وقال"هو ديوان يتعرض لشخصيات سياسية وأدبية"، مبينا"انه يشكل جزءاً من حياة الحنفي، وقد وضع الكثير من قصائده ضد الذين تسببوا في فصله من وظيفته ومنع رزقه، ومن الذين أتاهم كثيراً في قصائده، الشاعر معروف الرصافي بسبب الواقعة التي حدثت بينه وبين الرصافي، كما كتب عن البيان الأول للثورة العراقية عام 1958".

واضاف"كنت ازوره في جامع الخلفاء، وذات مرة وجدته يطبخ، وهو طباخ ماهر جداً وله طبخات خاصة، وقد كتب كثيراً عن الطبيخ العراقي وله كتاب بعنوان (بغداد) يتحدث فيه عن طبخات عراقية مهمة تدل على نوع من الحضارة انتبه اليها الحنفي وكتب بالتفصيل عنها، مبيناً"انه عالم كبير واستاذ لامع يستحق ان تكتب عنه دراسات ورسائل جامعية".

مرجع المعارف

وأوضح المحقق الباحث معن حمدان علي ان"الحديث صعب عن شخصية كالحنفي لكونه يمتاز بموسوعية تجعله يعد مرجعاً للمعارف".

وقال"تمنيت ان تكون الجلسة مثمرة اكثر بان تتناول الكلمة جانباً مهماً من جوانب تجربته وسيرته"، مبينا ان"شخصية الحنفي متسامحة ومتعايشة مع الآخرين، وان هذه السمة لسيت جديدة بين البغداديين او في عموم العراق على الأقل"، مشيراً الى إن"بغداد هي عاصمة الإمبراطورية الإسلامية وكانت بلاط العباسيين فوزير من خراسان وشاعر من الدليم وكاتب من وراء النهر وهكذا تعايشت في العراق مختلف الانتماءات القومية والدينية، وان ما يمر علينا اليوم هو بفعل أجندات خارجية".

وبين ان"احدى مكونات الثقافة العراقية هي التسامح، وكما تعلمون فهو احد رواد مجلس الأب الكرملي الذي جمع مختلف الانتماءات العراقية ومير بصري".

محبة وألفة

فيما بين الناقد الموسيقي عادل العرداوي ان"الشيخ الحنفي انتدبته الحكومة العراقية في اواسط السبعينات لتدريس اللغة العربية في الصين الشعبية فسكن هناك وأقام علاقات وطيدة والكثير من أبنائه ولدوا هناك. مشيراً الى انه أسس جمعية للصداقة العراقية الصينية".

وقال"حين عاد الى بغداد كان بين فترة وأخرى يتصل هاتفياً بالسفير الصيني فيتحدث معه كي لا ينسى اللغة الصينية. كما بين انه اقام علاقة محبة وألفة بين فأرة وقطة رعاهما صغيرتان في مكان واحد، وايضاً قام برعاية ثعلب صغير فجعله يجلس بين الأشخاص كالدجاجة.

البغدادي أحب القابه

من جانبه، ذكر الباحث شكيب كاظم ان"لقب البغدادي كان من احب الألقاب التي يسعد بها الحفي مشيراً الى انه احب بغداد وعشق تضاريسها وخطبها، وهو فذ من أفذاذ زماننا وموسوعة في مجالات شتى من المعارف والثقافات والعلوم".

وقال"يلجأ اليه الكثيرون من طالبي الاختصاص الدقيق فيرون الشيخ الحنفي يضرب في مجال بسهم وافر ومكين، وإذ تقرأ خلاصة ما كتبه هذا الرجل فان العجب ليأخذك كل مأخذ، موضحاً ان"الشيخ كان يسبح ضد التيار لذا جلب لنفسه شنآن الشانئين، فضلاً على محبة المحبين"، وتابع"خرج علينا بكتابه الأكثر اهمية وآخر ما كتبه"شخصية الرسول الأعظم قرآنياً"الصادر عام 1997 وساعده في اعداده وتدوينه فريق عمل، فضلاً عن معجمه المهم"المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم".

وأشار القانوني طارق حرب الى انه"قام بتأليف كتابين الاول (وزراء بغداد) تفضل عليه الشيخ الحنفي بما قاله له: مساجد بغداد كتب وفقراؤها وأبوابها وخاناتها كذلك"، وقال: لم اجد احداً قد كتب عن وزراء بغداد، واشار عليّ الحنفي ان يكون الكتاب من عهد أبي سلمة الخلال 132 هـ يعني منذ بداية الدولة العباسية، والكتاب الثاني (التصوف)، وقال لي: في التصوف كتبوا الكثير لكني أريد ان ارشدك الى جمع جديد، هل تعتقد ان هناك طريقة شيعية للتصوف، مبيناً"انه اشار عليه بدراسة الطريقة البداشية."

شكر وامتنان

وأخيراً أوضح"واعية جلال الحنفي"نجل المحتفى به بعض الملاحظات حول ما تفضل به بعض الأساتذة في كلماتهم وقال"ان العود الذي اثار جدلاً بين شيوخ الدين اشتراه ابي بدينار واحد من فاضل العواد منذ زمن بعيد وفي احد الايام مرت عليه لجنة من الأوقاف يبحثون في غرفته وتحت الأسرّة فقال لهم عم تبحثون؟ فقالوا له نبحث عن العود، وللتذكير ان آلة العود قد اخذها معه الى مصر عندما درس في الأزهر وتركها هناك على امل ان يعود لمصر ولكن لم يعد، وقال لهم إن العود لا يوضع تحت الاسرة ولكن يوضع على الجدران إكراماً له."

اما بالنسبة للغناء في الجامع فبيّن واعية"بالنسبة للغناء الذي تفضلتم بذكره في الجامع فهو ليس غناء ولكن هذه طريقة قديمة حيث كانت القصص القديمة تغنى بتواشيح وهو كان يلقي دروسا ووعظا في السجن البغدادي المركزي وكان عمره 17 سنة، وبعد الخطبة الثانية تعرض للتهديد بالقتل ولكن أتى أربعة رجال كانوا تواً خارجين من السجن وقالوا من يتقرب على العلامة جلال الحنفي سنقتله ونعود للسجن مرة اخرى."

وأكمل"اما ما يخص حيوان ابن آوى فقد دخل لجامع الخلفاء هارباً من سوق الغزل ولقرب الجامع من السوق اتى الحيوان المذكور الى الجامع، وقال لي أبي اني اشك ان حيوان يسكن الجامع وقال لي ابحث عنه وقلت له انه حيوان ابن آوى ورباه ابي، الى ان جعل تصرفاته تشبه تصرفات الدجاج ويجلس بالاحضان."

اذكر ان"كتاب (شخصية الرسول) كنت انا اكتب معه هذا الكتاب وساعدته في الكتابة وذهبنا لكربلاء والنجف والموصل وخرج الكتاب كما اراد ووصى ان تدفن نسخه منه في القبر".

واختتم"نحن الان نعد ما اعطانا من مخطوطات وكتابات من معجم اللغة العامية اكملنا الجزء الرابع والخامس تحت التنضيد وبقي السادس"، وحاليا تحت يدي مؤلف من إعدادي اسمه (أوراق حنفية) يتكون من ألف ورقة عبارة عن مجلدين.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced