وزارة التجارة للشيوعيين
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 05-01-2010
 
   
ساهر عريبي
دار خلال الأيام القليلة الماضية سجال عبر عدد من الفضائيات العراقية حول إداء وزارة التجارة العراقية السيء وحول الحجم الهائل للفساد المالي المستشري في هذه الوزارة الهامة. وقد حاول بعض المتحاورين كالمدعو خالد الأسدي أن يدافع عن رفيقه في الحزب الوزير المختفي فلاح السوداني مدعيا عدم وجود أدلة على فساده! فيما دافع وزير التجارة الحالي عن أداء وزارته المنقطع النظير!

فوزارة التجارة المسؤولة عن توفير مفردات البطاقة التموينية التي تعتمد عليها قطاعات واسعة من أبناء الشعب العراقي لتأمين قوتهم وقوت عيالهم, عجزت عن توفير مفردات تلك البطاقة بشكل منتظم وبجودة مقبولة طيلة السنوات الأربع الماضية. فهناك تاخير في توزيع الحصة وهناك إختفاء لبعض مفرداتها وهناك رداءة تصل الى حد أن بعض تلك المفردات لاتصلح حتى للأستهلاك الحيواني نظرا لفسادها.

وإذا ما أخذنا بنظر الأعتبار ميزانية الوزارة والتي تتجاوز مبلغ الأربع مليارات دولار والذي يعادل نصف الميزانية السنوية لدولة كسوريا, فحينها يدرك المرء مقدار الفساد المستشري في تلك الوزارة.إذ بالأمكان توفير مفردات البطاقة التموينية ولكافة العراقيين وبجودة عالية وبشكل منتظم مع وجود مثل هذه الميزانية الضخمة. ومع صرف تلك الموازنة وبلا توفير لمفردات البطاقة التموينية فهل يوجد إحتمال غير إحتمال ذهاب تلك الميزانية إلى جيوب الأحزاب المتنفذة والمسؤولين المشرفين على هذه الوزارة؟ فهل عرف الله يا خالد الأسدي بالدليل المادي أم بالدليل العقلي؟ ثم اوليس في أدلة الشيخ صباح الساعدي حجة دامغة على فساد وزيركم الداعية المجاهد أبو مصعب السوداني؟

ثم إن كان وزيركم نزيها كما تدعون فلماذا قدم إستقالته؟ ولماذا قبل رئيس وزرائكم المدعي محاربة الفساد إستقالته؟ ولماذا ماطلتم قبل ذلك كثيرا في دعوته للأستجواب؟ ولماذا أراد الهرب من العراق بعدها مباشرة؟ ولماذا اودع السجن؟ ولماذا إختفى اليوم ولا يدري احد أين ولى وجهه علما بأن ملفه معروض أمام القضاء؟ ثم تطالب العراقيين بأدلة مادية؟ وماذا تسمي الحفلات الماجنة لأخيه بأموال العراقيين؟ حقا إنكم لاحياء لكم وطبع على قلوبكم فتظنون بأن الشعب العراقي غبي تستطيعون خداعه بدفاعكم الأفلج هذا عن وزير فاسد بعد أن زين لكم الشيطان عملكم حتى ظننتم انكم قديسين و فلتة العصور والأزمان .

هذا ولم يكن دفاع الأسدي عن السوداني بالبعيد عن دفاع المستشار الثقافي لرئيس الوزراء حسين الشامي عنه في لندن حيث قال في أحد الندوات التي حضرتها في مؤسسته المسماة دار الأسلام وناقشته فيها بأن وزير التجارة بريء ولربما حاشيته هي الفاسدة!! ولسان الحال إنا سارقان هاهنا وكل سارق للسارق حبيب ومدافع وحزام ظهر ونسيب! وبعد كل تلك الوقائع والأحداث التي كشفت سوأة الدعاة الى الله في وزارة التجارة وفي الحكومة أعطيت الوزارة لوزير اخر لم يستطع هو الأخر تحسين أدائها بل عاد لسياسة سلفه في شراء المواد عبر البيع المباشر وبلا مناقصة!!!! وكان الله غفورا رحيما.

وأمام هذا الواقع المر وامام هذا السقوط الأخلاقي المدوي لأدعياء الدين والدعوة إلى الله فهل هناك مجال للوثوق بهؤلاء مجددا؟ وأمام إعتراف رئيس الوزراء لعدد من مقربيه بان الأسلاميين فاسدون وبأن الشيوعيين نزيهون فلم لاتعطى وزارة التجارة للحزب الشيوعي لأدارتها؟ اوليس الشيوعيون هم من حملوا لواء الدفاع عن الطبقة الكادحة والفقيرة؟ اولم يضحي الشيوعيون من اجل الوطن؟ اولم يشهد لهم القاصي والداني بنظافة يدهم في جميع الوزارات والمسؤوليات التي تولوها وعلى رأسها وزارة العلوم والتكنولوجيا التي يديرها واحد من خيرة الكفاءات العراقية وأنزهها؟

وهل إن الأختلاف العقائدي يطعن في نزاهة الأشخاص وكفائتهم؟ وهنا لابد من العودة إلى الوراء قليلا وبالتحديد الى الحقبة التي تولى فيها نوري سعيد مقاليد الحكم في العراق حيث طارد الشيوعيين وسجنهم وقاتلهم وأعدمهم , إلا انه وعند مرور العراق بفترات إقتصادية صعبة حينها أمر بأن يتولى مسؤولية الأشراف على توزيع المواد الغذائية الشيوعيين وهم أعدائه! وعندما إستغرب أعوانه واستنكروا عليه هذا أجابهم بان خلافي معهم أمر وهذا أمر أخر فهم نزيهون ولن أئتمن على هذا الأمر الهام والمتعلق بقوت المواطن غيرهم.

فرحمك الله يانوري سعيد على رجاحة عقلك فأنت حقا نوري ولا شك بانك كنت سعيدا مرتاح الضمير وأنت تسند تلك المهمة لأعدائك لأنهم أكفاء ونزيهون.فهل من مقتد بك في هذا ام إن هؤلاء سيبقى لعابهم يسيل أمام ميزانية هذا الوزارة في حين تظل دموع الفقراء العراقيين تسيل أنهارا لعلها تجرف هؤلاء وترمي به بعيدا في الأنتخابات القادمة.
sailhms_(at)_yahoo.com

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced