تجددت مظاهرات واسعة لأنصار المرجع الديني الشيعي محمود الحسني الصرخي في بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية احتجاجا على تصريحات جديدة لمحافظ كربلاء وللمطالبة باطلاق سراح زملائهم المعتقلين في السجون، اضافة الى المطالبة بمحاكمة عدد من المسؤولين المتورطين في جريمة مداهمة مقر المرجع وقتل واعتقال العشرات من أتباعه.

فقد خرجت تظاهرات واسعة لاتباع المرجع العربي العراقي السيد محمود الحسني الصرخي في العاصمة بغداد والعديد من محافظات الجنوب والفرات الاوسط للمطالبة بإحالة رموز الحكومة السابقة وقادة الاجهزة الامنية الى المحاكم المختصة على خلفية الجرائم التي ارتكبوها بحق أتباع المرجع ، حيث تجمهر عدد كبير من من اتباع المرجع العربي الصرخي في مناطق الشعب والنهروان وغيرها من مناطق بغداد .

كما خرج في النجف المئات من اتباع السيد الصرخي بوقفة احتجاجية في مدينة الشامية للمطالبة بمحاكمة المسؤولين عن ارتكاب الجريمة النكراء في كربلاء التي طالت المرجع الصرخي واتباعه.

وطالبوا بضرورة اطلاق سراح المعتقلين الابرياء في السجون منذ ما يقارب الشهرين.

واكد المتظاهرون على ضرورة محاكمة المالكي لارتكابه جرائم حرب ضد الانسانية» و طالبوا بمحاكمة عثمان الغانمي قائد عمليات الفرات الاوسط لانتهاكه حرمة الدم العراقي. كما احتج جمع من أنصار المرجع الديني الصرخي الحسني في البصرة.

وطالب المحتجون خلال تظاهرة لهم في منطقة الهارثة بالبصرة الحكومة الحالية بتقديم اعضاء ومسؤولي الحكومة السابقة الى المحاكمة فضلا عن محاكمة القادة الامنيين ومن بينهم علي غيدان وعبود كنبر ومحافظا كربلاء وبابل وعدد من القضاة في كربلاء لتورطهم بالمجازر التي طالت اتباع المرجع خلال الفترة الماضية.

وفي كربلاء تظاهر المئات من اتباع السيد الصرخي للمطالبة بمحاكمة المسؤولين في الحكومة السابقة واطلاق سراح المعتقلين الابرياء في السجون منذ ما يقارب الشهرين. وشددوا على ضرورة محاكمة محافظ كربلاء عقيل الطريحي ومحافظ بابل بأشد العقوبات لمشاركتهم بعمليات القتل التي تعرض لها اتباع المرجع العربي الصرخي في مدن عدة. وناشد المحتجون المجتمع الدولي والمحاكم الدولية لأصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الحكومة السابق. كما استنكر المحتجون جريمة حرق وهدم منزل المرجع الديني السيد الصرخي الحسني وقتل العشرات من انصاره واعتقال المئات منهم دون اي مبرر.

وكان محافظ كربلاء عقيل الطريحي قد أثار ضجة بسبب تصريح له لاحدى وسائل الاعلام « ان ما حدث في كربلاء في مقر الصرخي لم يكن بقصد الهجوم وانما كان من اجل رفع الكتل الكونكريتية « , حيث اثار التصريح موجة من الردود لاتباع المرجع الديني الصرخي .

ويقول متحدث باسم المرجع الحسني الصرخي لوسائل الاعلام : « هل رفع الكتل الكونكريتية يستحق ان تزهق من أجله الارواح البريئة من شباب واطفال ورجال وشيوخ وطلبة علم ؟ هل يستحق هذا الامر اعتقال اكثر من 600 شخص من مقلدي السيد الصرخي الحسني ؟ هل رفع الصبات يحتاج الى طائرات ومدفعية وقوات سوات وقوات الحضرة الحسينية ؟

ويتهم انصار الصرخي عقيل الطريحي بانه كان اداة لرئيس الوزراء نوري المالكي اثناء معركة الحفاظ على الولاية الثالثة ولمحاولة ضرب الصرخي , كما يتهم انصار الصرخي الطريحي بانه قام بتغيير ما قاله سابقا في المؤتمر في كربلاء المقدسة 2/ 7/ 2014 من محاولات للصرخي بخلخلة النظام .

ويواصل انصار الصرخي تظاهرات في بغداد وعدد من المدن الاخرى احتجاجا على اغلاق البراني الخاص بهم واعتقال عدد من انصارهم، فيما تلفت السلطات الامنية في كربلاء انهم خالفوا النظام ويقيمون بمكان غير مخصص او مرخص لهم . غير ان مصادر مقربة من محافظ كربلاء تقول انه قام بما كان يجب فعله كمسؤول محلي ولم ينفذ اجندة المالكي . وكان أعلن محافظ كربلاء عقيل الطريحي، اثناء الواقعة في مؤتمر صحافي في تموز الماضي عن العثور على معمل للتفخيخ ومستودعات للأسلحة تابعة لاتباع رجل الدين محمود الحسني الصرخي، مبينا انه لن يسمح لاي وجود للصرخيين في المحافظة مستقبلا، فيما اكد قائد عمليات الفرات الاوسط القاء القبض على 350 مسلحا من انصار الصرخي.

ويذكر أن المواقف التي تميز بها المرجع الصرخي ورفضه لسياسات نوري المالكي وخاصة تجاه السنة جعلت الأخير يقوم بمحاولات للسيطرة على المرجع واخافة اتباعه .

ويؤكد المراقبون أن العلاقة بين أتباع الصرخي ومحافظة كربلاء وباقي المحافظات الجنوبية ستبقى قلقا ما دام المرجع الصرخي في مصير غير معروف حتى الان وانصاره يتظاهرون وبتصميم على محاكمة المالكي و الطريحي الذي يبدو اكثر قربا لهم من نائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي .