العنف في العراق كرة تتقاذفها الاتهامات "لتسجيل أهداف انتخابية
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 05-01-2010
 
   
السومرية نيوز/ بغداد
لا يقتصر أمر العنف على ما شهدته "مدينة السلام" بغداد ومحافظات أخرى في الأشهر الأخيرة، بل يتعدى إلى توقعات بازدياد وتيرته قبيل الانتخابات البرلمانية، بحسب مسؤولين عراقيين واميركان، فيما المسؤولية عن ذلك العنف كرة تتقاذفها الاتهامات بين الفرقاء، والقضاء عليه تتداخل فيه السياسة والأمن وإرادات الداخل وأجندات الخارج، وكل ذلك وسط تطلعات لأبناء "ارض السواد" إلى أن تكون الانتخابات في الربيع المقبل ربيعا لأرض تتسع فيها "فسحة الأمل".
وكان القائد العام للقوات الأميركية للأمن الانتقالي الجنرال مايكل باربير قال خلال مؤتمر صحافي عقده في المنطقة الخضراء ببغداد، اليوم الاثنين، وحضرته "السومرية نيوز"، إن "الهجمات التي ينفذها المسلحون ستستمر طيلة هذه الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية المقبلة"، مضيفا أن "القوات الأمنية العراقية مهيأة لاستلام الملف الأمني في جميع مناطق العاصمة بغداد".
وفي حين يرى مراقبون أن عودة النشاط المسلح يدل على وجود خلايا نائمة تستيقظ في الفترات الحرجة سياسيا، يتهم نواب في البرلمان قوى سياسية بإثارة تلك المشكلات الأمنية من أجل تحقيق مكاسب انتخابية.

تحويل الدم العراقي إلى ورقة انتخابية
ويعرب القيادي في ائتلاف دولة القانون سامي العسكري عن اعتقاده بأن "كثافة الأنشطة الإرهابية في الوقت الحاضر يأتي لتحقيق جملة من الأهداف في مقدمتها محاولة تعطيل الانتخابات الديمقراطية، وهذا الرهان كان حاضرا في كل المرات التي خاض فيها العراقيون ملاحم الانتخابات البطولية" حسب تعبيره.
ويتوقع العسكري في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "يزداد نشاط الجماعات الإرهابية مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، وتزامنا مع التواصل في تطبيق الجداول الزمنية لانسحاب القوات الأميركية لشعورهم بان البلاد توشك على الدخول في مرحلة الاستقرار السياسي والأمني".
ويضيف العسكري ان "الهدف الآخر الذي يراهن عليه" الذين يصفهم بـ"الإرهابيين والعصابات البعثية" والذين يساندونهم هو الإيحاء بأن "الحكومة العراقية غير قادرة على توفير الأمن والاستقرار في البلاد"، معربا عن أسفه من "قيام بعض القوى السياسية بمساندة هؤلاء من خلال تعاطيها مع الأحداث الأمنية التي شهدتها بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية".
ويعتقد العسكري بأن "هذه القوى تسعى الى توظيف ذلك في حملاتها الانتخابية من خلال محاولات إضعاف رئيس الوزراء، مما يشكل منحى خطيرا بتحويل الدم العراقي إلى ورقة انتخابية لهذا الطرف السياسي أو ذاك".
ويرى القيادي في ائتلاف دولة القانون أن "الإرهاب فشل في تحقيق أهدافه وخسر الذين يراهنون على استغفال المواطن العراقي من خلال استخدامهم التفجيرات الأخيرة كورقة دعائية في السباق الانتخابي".
من جهته يقول النائب عن الائتلاف الوطني العراقي جلال الدين الصغير إن "الحرب القائمة ضد الشعب العراقي ليست من داخل العراق فقط، بل تتم باشتراك أجندات دولية تعمل على تجنيد عراقيين ضد عراقيين"، لكنه لم يحدد ما هي الأجندات الدولية ومن يقف وراءها.
ويضيف الصغير في حديث لـ "السومرية نيوز" ان "عملية تصعيد الارهاب موجهة ضد أنصار العملية السياسية لتفعيل عنصر الإحباط والتذمر لديهم، كما ان المعارضين للعملية السياسية يجدون في هذه النشاطات انتصارا لهم".
ويشير الصغير الى ان "هوية المنفذ لم تختلف عن السابق، لكن ما حصل ان العصابات البعثية والتكفيرية تريد التغلغل داخل العملية السياسية وداخل البرلمان عبر رجال لها يقومون بخدمتها".
ويعرب الصغير عن اعتقاده بأن "نشاط الجماعات الإرهابية الأخير متعلق بالانتخابات، وان المنفذ هو نفسه في سنة 2003 و2004، و2005 "، ويتوقع الصغير "اضمحلال هذه المخططات بعد الانتخابات".

إخفاق في بناء قوات أمنية
ويرجع أمين عام تجمع عراقيون الوطني اسامة النجيفي تجدد أعمال العنف الى "الوضع السياسي وتعقيداته، وعدم حصول تطورات ايجابية في قضية المصالحة الوطنية التي كان يمكن لها ان تحبط أي محاولات للتأثير على النسيج الاجتماعي وذلك من خلال التقارب بين مكونات الشعب".
ويضيف النجيفي في حديث لـ"السومرية نيوز" أسبابا أخرى أهمها، كما يرى، "ترهل القوات الامنية، والاخفاقات في بناء هذه القوات، علاوة على تدخلات خارجية تحاول التأثير على الوضع الداخلي واضعاف بناء الدولة العراقية".
ويبين النجيفي ان "هناك طرفا يستفيد من الصراع داخل العراق ويحاول خلق جو من الاضطراب قبيل الانتخابات"، داعيا "الجميع إلى قطع الطريق امام هذا الطرف من خلال مصالحة وطنية حقيقية وتقارب بين الكتل السياسية ومحاولة بناء قوات أمنية قادرة على السيطرة على الأمور". لكنه لم يفصح عن ذلك الطرف.
من جهته يؤكد الناطق الرسمي باسم جبهة التوافق العراقية سليم الجبوري "أهمية تشخيص المجتمع العراقي الذي يحتوي على عنصرين الأول يريد ان تستديم العملية الديمقراطية والآخر يعرقلها حتى يحقق مشاريعه الداخلية الخارجية".
ويضيف الجبوري في حديث لـ"السومرية نيوز" ان "نشاط الجماعات الارهابية متوقع في الفترة الحالية"، مرجحا إمكانية ان "تشهد الايام المقبلة تصعيدا في هذا النشاط، لأنه لم يتم القضاء على تلك الجماعات بشكل نهائي، ولا يزال هناك من يقتنص فرصة إثارة الوضع الأمني للقيام بأعمال عنف".
ويعتقد الجبوري ان "تلك الجماعات غيرت سياق عملها واصبحت تقوم بعمليات نوعية مباغتة"، مشيرا الى ان "السبب الاكبر يرجع الى ضعف الجانب الاستخباري وعدم مواجهة هذا الملف بشكل حاسم".
وقال الجبوري ان "الأجهزة الامنية لا تزال تعتمد على طريقة الاستخدام الآلي في حين ان المعلومة الدقيقة واشراك المواطنين أمر مهم جدا".

ساحة للنزاع الإقليمي
من جهة أخرى يرجح المحلل السياسي هادي جلو ان "يبقى العراق مرشحا في الفترة المقبلة للكثير من التصفيات، وان يظل ساحة للنزاع الإقليمي مع أمريكا، كما انه ساحة للصراع المحلي بين قوى متنافسة".
ويشير جلو في حديث لـ "السومرية نيوز" الى ان "خلايا نائمة وأخرى مستيقظة كثيرة توجد في العراق، إضافة الى ظروف خاصة مثل الصراع الانتخابي والتنافس بين الكتل السياسية، بل بين المنظومة الواحدة مثل منظومة السنة أو الشيعة الأمر الذي  يمكن أن يؤدي الى عنف مسلح".
ويتابع جلو ان "الأساس في نشاط هذه الجماعات يكمن في وجود محاولات من بعض الدول الإقليمية والمجاورة، للضغط على وضع أمريكا القلق في أفغانستان ومحاولة واشنطن لملمة الأوراق في المنطقة وما يتعلق بدعمها إسرائيل، ناهيك عن موقفها من ايران وملفها النووي".
ويوضح جلو ان "عمل هذه الدول بشكل كبير في هذه المرحلة يعود لكون العراق مازال ساحة مغرية لدول ومنظومات استخبارية تعمل لتصفية حسابات أو تحقيق مآرب سياسية وعسكرية".
أما قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بترايوس فيحذر  في تصريحات صحفية "من وجود مؤشر على ان القاعدة مازالت تتمتع بقدرات كبيرة في العراق، بدليل التفجيرات الإرهابية الأخيرة".
ويشير بترايوس الى أن "القاعدة كانت غيرت إستراتيجيتها وقامت بتخفيض أنشطتها عموما ثم عادت لتنفذ عملياتها، كما حدث في شهر آب وتشرين الأول الماضيين، ثم في كانون الأول الحالي لتقول إنها مازالت قادرة على العمل".

الأجهزة الأمنية تساند المسلحين
أما المواطن مهند عبد الله (موظف) فيقول في حديث لـ "السومرية نيوز" إن "ما تحقق من انجاز في الوضع الأمني خلال عامي 2007 و2008 جعل المواطن العراقي يشعر بالتفاؤل"، مستدركا بالقول "لكن الخلاف الكبير الموجود داخل قبة البرلمان أسهم في إعادة نشاط الجماعات الإرهابية وترك لها مجالا واسعا للتمكن من زعزعة الأمن مرة أخرى".
فيما يشير منير حليم (صاحب محل في الكرادة) الى "وجود اختراقات واضحة داخل الأجهزة الأمنية"، معتبرا أن "هذه الأجهزة نفسها من يساند ويساعد الجماعات المسلحة"، حسب قوله.
ويتساءل حليم "كيف يمكن لشاحنة محملة بكميات هائلة من المتفجرات ان تخترق السيطرات ونقاط التفتيش في حين نرى ذلك الجهاز المسمى بالسونار يرسل إشارات لمجرد وجود عطر في حقيبة امرأة؟".
يذكر أن خمسة تفجيرات متزامنة حصلت في مناطق متفرقة من بغداد، يوم الثلاثاء الثامن من الشهر الجاري أسفرت، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة، عن مقتل 77 شخصاً وإصابة 513 آخرين، واستهدف الانفجار الأول الكلية التقنية في منطقة الدورة، تلاه انفجار قرب جامع النداء في حي القاهرة، ثم انفجار سيارة مفخخة عند وزارة العمل في ساحة المستنصرية، والانفجار الرابع في منطقة الشورجة، فيما انفجرت سيارة خامسة قرب محكمة الزوراء في منطقة المنصور. فيما شهد منتصف كانون الأول الجاري ثلاثة انفجارات متزامنة أخرى، في مناطق متفرقة وسط العاصمة العراقية بغداد، الأول في منطقة العلاوي والثاني قرب السفارة الإيرانية بمنطقة كرادة مريم، فيما وقع الانفجار الثالث قرب وزارة الهجرة والمهجرين، ما أسفر بحسب مصادر أمنية، عن سقوط  عدد من القتلى والجرحى

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced