التسول في كركوك ظاهرة في إحدى أغنى مدن المنطقة
نشر بواسطة: Adminstrator
الثلاثاء 05-01-2010
 
   
(آكانيوز)
يمكن لوجود ظاهرة التسول في الدول الفقيرة أن يكون طبيعياً، لكن في بلد غني مثل العراق بشكل عام و في مدينة كركوك، التي تعتبر احدى اغنى مدن المنطقة، بشكل خاص، فهذا يوجب الوقفة والتأمل.
ذكرت المتسولة فاطمة عباس، 61 عاماً، لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) أنه "حين كنت قادرة على تدبير أعمالي، كنت اعمل لدى عائلة احد أثرياء المدينة كمدبرة منزل، ولكن لم أعد قادرة على هكذا أعمال، ولذلك فإنني اتجه إلى المساجد في أيام الجمعة للتسول"... مشيرةً الى أنه "أنا الآن وحيدة و ليس لدي احد".
وتابعت فاطمة أنه "حين العمل كمتسولة، أخجل من نفسي و أفضل الموت، حتى إنني اذهب الى منطقة بعيدة جداُ من منطقتي كي لا يعرفني أحد، ولكن هكذا هي الحياة، كل ما أحصل عليه في يوم الجمعة أدبر أموري بِهِ حتى الجمعة التي تليها".
حبيبة سليمان، متسولة أخرى في شارع مزدحم بكركوك، كانت برفقة طفل ممدد أمامها، حين رأتنا و عرفت أننا من الصحافة صاحت "أتوسل إليكم صوروني وهذا الطفل وانشروا صورتنا، عسى ان يرانا أحد و يترحم علينا".
و قالت حبيبة "لدي ابنة، وهي أرملة الان و أم لثلاثة أطفال هذا الذي معي احدهم، زوجها توفي في تفجير، وأنا أحاول الحصول على مصاريفنا اليومية، فلو كانت الدنيا مشمسة فإنني أجمع نحو 10 الى 15 الف دينار، ولكن في الأيام الماطرة لا يمكن الحصول على هذا المبلغ".
ركبنا سيارة أجرة و توقفنا عند الإشارات المرورية القريبة من جسر الشهداء، و حال وقوفنا أدخل طفل بعمر حوالي 10 سنوات رأسه من النافذة و توسل من السائق أن "ارجوك أن تشتري مني، فأنا لم أبع شيئاً اليوم". واشترى السائق منه، و قال لنا "أنا أعرف أن صلاحية هذا العلك منتهية، ولكن لا أريد لهذا الطفل أن يتعود على التسول المباشر، ولهذا اشتريه منه".
من ناحيته، قال نائب مدير دائرة الرعاية الاجتماعية في كركوك حميد ألصالحي لـ(آكانيوز) أن "كنا نقوم سابقاً بالتعاون مع دائرة الشرطة بحجز المتسولين و نأخذ منهم تعهداً بعدم عودتهم للتسول، وقد تم تخصيص راتب لهم لغرض منع هذه الظاهرة".
و أضاف الصالحي أن "عدد المستفيدين من راتب الرعاية الاجتماعية وصل إلى 35 ألف شخص، ولكن الراتب ضئيل جداً ومبلغه هو 50الف دينار شهرياً (نحو 45 دولاراً)، مما يجعل المتسولين يستمرون في عملهم".
ومن جانب آخر قال مدير شرطة منطقة رحيماوا عدنان خيرو لـ(آكانيوز) أنه "حالياً ليس هناك أية توجيهات لتنفيذ عمليات لاعتقال المتسولين، ولكن في السنوات التي سبقت 2003 كنا ننفذ هذه الاعتقالات بكثرة".
و أضاف أن "معالجة ظاهرة التسول لا تتم عبر سجن المتسولين، بل يجب أن تتعدى ذلك إلى محاربة أسبابها و مساعدة المحتاجين العاجزين عن العمل و تخصيص رواتب لهم، وكذلك توفير فرص العمل لمن لهم القدرة عليه".
و عن رأي الدين في التسول، قال إمام و خطيب جامع علي بن ابي طالب، محمود الشيخ عزيز أن "الإنسان  يحق له التسول في حالة واحدة فقط، و هي أن تنقطع به الأسباب في بلد غير بلده وحينها يحق له التسول من الناس لغرض توفير المبلغ اللازم لعودته إلى وطنه و أهله، و ماعدا هذه الحالة فإن التسول منهي عنه في الاسلام".
وأضاف عزيز أن "معالجة ظاهرة التسول تقع على عاتق الحكومة و أصحاب السلطة في المدينة، فليس هناك أي أحد يحب مهنة التسول لو لم تدفعه الظروف إلى ذلك".. مطالباً أثرياء و أغنياء المدينة أن يساعدوا ذويهم ويجنبونهم الذل والمهانة".
ما لاحظناه عند متابعتنا للمتسولين هو أن غالبيتهم ليسوا من الاهالي الاصليين للمدينة، بل جاؤوا من الموصل و ديالى و الرمادي ويتسولون في كركوك. و متسولو كركوك هم من جميع القوميات والديانات و المذاهب، الوحيدون الذين لا يتسولون هم المسيحيون.
و قال القس كوركيس يوسف لـ (آكانيوز) أن "التسول في ديننا محرم، و يأتي الاثرياء والمتمكنون المسيحيون بالمواد الغذائية و المبالغ النقدية الى الكنيسة، و نحن نعرف المحتاجين من المسيحيين و نوزعها عليهم".. مشيراً الى أن "في زمن الحصار، كانت المنظمات الدولية تساعدنا، ولم يضطر المسيحيون حينها الى التسول".
و عن الناحية الاجتماعية لهذه المسألة، قال الباحث الاجتماعي إبراهيم الطالباني أن "المستولون هم أشخاص عديمو الثقة، و يحاولون أن يعيشوا على جهد الاخرين دون أي تعب منهم".. مؤكداً أن "دافع العديد من المتسولين هو تعودهم على التسول، و ليس أو العوز".
تجدر الإشارة إلى أن لدى مدينة كركوك احتياطياً هائلاً من النفط وعلى هذا الأساس فإنها تعتبر إحدى أغنى مدن المنطقة، ولكنها أهملت من قبل النظام العراقي السابق

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced