1200 موقع أثري وسياحي في ذي قار "تفتقر" للبنى التحتية والتمويل ودعوات السفارات العراقية للترويج لها
نشر بواسطة: iwladmins
الأحد 19-10-2014
 
   
وكالات

اشتكى مسؤولون في محافظة ذي قار، اليوم الأحد، من ضعف البنى التحتية وقلة التخصيصات المادية اللازمة لإنعاش القطاع السياحي المحلي، برغم المقومات الطبيعية والأثارية المتوافرة، وفي حين عدّوا أن التعاون مع دولة الفاتيكان على إرسال المزيد من الوفود السياحية لزيارة بيت النبي إبراهيم الخليل يفتح أمام المحافظة أبواب العالمية، طالبوا بأن تتبنى السفارات والملحقيات الثقافية العراقية برنامجاً يسهم في الترويج للسياحة الآثارية والدينية في البلاد.

وقال مدير قسم السياحة في محافظة ذي قار، مهدي السهلاني في حديث إلى (المدى برس)، إن "المحافظة تضم أكثر من 1200 موقع أثري مهم بينها مقام النبي إبراهيم الخليل ومدينة أور وغيرها من المناطق التي تشكل مهد الحضارات البشرية الأولى، فضلاً عن الأهوار التي تشكل خمس مساحة ذي قار"، مشيراً إلى أن "المحافظة تفتقر للبنى التحتية اللازمة لإنعاش القطاع السياحي، إذ لا تتوافر فيها إلا ثلاثة فنادق سياحية أهلية هي الجنوب وأور وأوروك".

وأضاف السهلاني، أن "القسم يطمح لإقامة مجمعات سياحية في مناطق الأهوار، وبناء فنادق ومدينة سياحية على الأرض المخصصة لها ضمن مركز مدينة الناصرية"، مستدركاً "إلا أن نقص التمويل يحول من دون ذلك".

وأوضح مدير قسم السياحة في محافظة ذي قار، أن "الأهوار وعدداً من المواقع الأثرية في المحافظة ستدرج ضمن لائحة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو"، عاداً أن ذلك "يشكل مكسباً للمحافظة".

ورأى السهلاني، أن "زيارة وفود الفاتيكان برئاسة رئيس مؤسسة الحجيج فيه، نهاية العام 2013 الماضي، تشكل خطوة مهمة جداً في تطوير السياحة والجانب الآثاري بالمحافظة"، مبيناً أن "مؤسسة الحجيج في الفاتيكان أبدت رغبتها بإرسال المزيد من الوفود لزيارة بيت النبي إبراهيم الخليل (ع) والمواقع الأثرية والسياحية في المحافظة".

وعدّ مدير قسم السياحة في محافظة ذي قار، أن "وزارة السياحة والآثار جادة في استثمار الأهوار والمواقع الأثرية بالمحافظة"، كاشفاً عن "تبني شعبة تطوير الأهوار في قسم السياحة، عملية مسح اقتصادي لتحديد المناطق المناسبة للاستثمار في الأهوار الوسطى".

وأكد السهلاني، أن "القطاع السياحي في المحافظة بحاجة إلى الترويج الإعلامي العالمي الذي تعوقه الإمكانيات الوزارية المحدودة"، لافتاً إلى أن "دائرة المجاميع السياحية في الوزارة قامت قبل أشهر عدة برحلة سياحية مجانية لطلاب جامعتي كربلاء وذي قار للتعريف بآثار أور ومناطق الأهوار".

من جانبه قال محافظ ذي قار، يحيى محمد باقر الناصري، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مقومات السياحة الدينية والاثارية متوافرة في المحافظة التي تضم بيت النبي إبراهيم الخليل، الوارد ذكره في الكتاب المقدس، وأكثر من 1200 موقع أثري تعود لحقب مختلفة ترجع لفجر الحضارات الإنسانية، كالسومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية فضلاً عن الإسلامية"، عاداً أن "المواقع الأثرية في المحافظة فريدة ونادرة وبعضها له خصوصية وقدسية دينية تجعله قبلة أنظار العالم".

وأضاف الناصري، أن "إدارة المحافظة حريصة على استثمار الفرص المتاحة للترويج للسياحة الاثارية والدينية في ذي قار"، كاشفاً عن "اتفاق مع مؤسسة الحجيج في دولة الفاتيكان على إرسال المزيد من الزيارات لبيت النبي إبراهيم الخليل (ع) خلال العام 2014 الحالي".

وذكر المحافظ، أن "إدارة المحافظة نظمت في (الـ29 من أيلول 2013)، مؤتمراً للاستثمار السياحي في مدينة الناصرية، بمشاركة 13 شركة إيطالية مختصة، ركز على إمكانية زيارة آلاف السياح لذي قار"، عاداً أن "المؤتمر سيكون منطلقاً لبرنامج ترويجي كبير للسياحة في المحافظة".

وأعرب الناصري، عن أمله بأن "تتبنى السفارات والملحقيات الثقافية العراقية برنامجاً يسهم في الترويج للسياحة الاثارية والدينية في البلاد"، مؤكداً أن "إدارة المحافظة أعدت مشروعاً طموحاً لتفعيل القطاع السياحي من خلال إحياء مدينة أور الأثرية وتأهيل بيت النبي إبراهيم (ع)، من خلال إقامة بنى تحتية حقيقية للسياحة الأثرية والدينية والترفيهية، بنحو يؤمن آلاف فرص العمل للعاطلين وينعش الاقتصاد المحلي".

وتابع المحافظ، أن "رئيس الحكومة السابق، نوري المالكي، وافق في،(الـ26 من أيلول 2013)، على مشروع إحياء مدينة أور الأثرية، وقد تم تخصيص 600 مليار دينار ضمن موازنة عام 2014 الحالي لذلك والمحافظة بانتظار إقرار الموازنة الاتحادية لتباشر بتنفيذه"، مستطرداً أن "إدارة المحافظة استكملت مؤخراً الإجراءات اللازمة لإقامة مطار الناصرية المدني ضمن قاعدة الإمام علي الجوية، القريبة من مدينة أور الاثرية، بالتنسيق مع وزارة النقل وقيادة القوة الجوية، لتسهيل حركة نقل السائحين والمستثمرين والمسافرين من أبناء المحافظة".

ومضى الناصري، قائلاً إن "إدارة المحافظة تبنت مشروعاً لإقامة منتجع سياحي في مناطق الأهوار لاسيما بعد إقرار مجلس الوزراء إقامة محمية طبيعية في الأهوار الوسطى"، عاداً أن "الأموال المخصصة لإنعاش الواقع السياحي بالمحافظة لا تسد حتى خمسة بالمئة من حاجة المواقع الاثارية من التأهيل والتنقيب والحماية".

وواصل المحافظ، أن "أعمال التنقيب لن تشمل إلا 12 من أصل 1200 موقع أثري بالمحافظة"، وزاد أن "المواقع الاثرية لم تشهد أعمال صيانة وتأهيل منذ عشرات السنين، وباتت اليوم أحوج ما تكون لذلك، فضلاً عن المزيد من التخصيصات المالية للتنقيب والاهتمام بها وحمايتها لاسيما بعد أن تعرضت المواقع الاثرية للنهب والنبش والسرقة خلال الغزو الأميركي للبلاد".

وعن مستوى التعاون مع دولة الفاتيكان، قال محافظ ذي قار، إن "زيارة أول وفد رسمي رفيع المستوى من الفاتيكان يترأسه رئيس مؤسسة الحجيج العالمية، المطران اندرياتا ليبريو، في (الـ13 من كانون الأول 2013 المنصرم)، وإقامة الطقوس الدينية في مدينة أور الاثرية، والحج إلى بيت النبي إبراهيم الخليل (ع)، من الأحداث المهمة التي تفتح آفاقاً واسعة لمدينة الناصرية باتجاه العالمية".

وزاد الناصري، أن "تفويج الحجيج المسيحيين إلى مدينة الناصرية، وإقامة طقوسهم الدينية فيها، ومشاركتهم أهلها في إحياء أربعينية الإمام الحسين (ع)، من شأنه أن يعطي انطباعاً حقيقياً عن تسامح المدينة واستقرارها الأمني، بما يتيح نقلها من الطابع المحلي إلى العالمي".

بدوره قال الخبير في منظمة طبيعة العراق، جاسم الأسدي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مناطق الأهوار ومواقعها الأثرية مؤهلة جداً لتكون قبلة للسياح، وأن تدخل ضمن لائحة التراث العالمي، لطابعها الأثري والبيئي الفريد".

ورأى الأسدي، أن "الأهوار الوسطى التي تمثل جزءاً من مناطق أهوار الناصرية، تضم وحدها أكثر من 60 موقعاً أثرياً تعود لحقب حضارية مختلفة تمتد إلى فجر السلالات وحكم الدويلات السومرية والعهد البابلي القديم"، مؤكداً أن هنالك "المئات من المواقع الاثرية الأخرى في مناطق الأهوار العراقية".

وتضم محافظة ذي قار نحو 1200 موقع آثاري يعود معظمها إلى الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وهي من أغنى المدن العراقية بالمواقع الاثارية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم (ع) وزقورة أور التاريخية، فضلاً عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ.

وتشكل الأهوار خمس مساحة المحافظة وتقدر مساحتها قبل التجفيف بمليون و48 الف دونم والمساحات المغمورة منها بالمياه حالياً تقدر بنحو 65 بالمئة من مجمل المساحة الكلية.

وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء قد أعلنت موافقة المجلس خلال جلسته الاعتيادية الحادية والثلاثين المنعقدة في(الـ23 من تموز 2013)، على إعلان الأهوار الوسطى محمية طبيعية من حيث المبدأ.

وتقع محمية الجبايش الطبيعية،(95 كم شرق الناصرية)، التي تقدر مساحتها الاجمالية بـ 7200 دونم، ضمن الاهوار الوسطى، وتتغذى من المنافذ المتفرعة من أيسر نهر الفرات، كنهر أبو جويلانه ونهر أبو النرسي وأبو سوباط.

وكانت محافظة ذي قار، مركزها مدينة الناصرية،(350 كم جنوب العاصمة بغداد)، قد أعلنت في وقت سابق من عام 2013 عن موافقة منظمة اليونسكو المبدئية على إدراج مناطق أهوار الناصرية والمواقع الأثرية التي لها علاقة بحياة الأهوار كمدينة أور واريدو الاثريتين، ضمن لائحة التراث العالمي، مبينة أن الملف في طور التقويم والدراسة للتوصل إلى الموافقات النهائية بشأنه.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced