فيروز لم تبن مثواها الأخير بل حديقة تجسّد اسمها
نشر بواسطة: iwladmins
الجمعة 24-10-2014
 
   
عبده وازن - الحياة

هل يمكن أن تبني السيدة فيروز بيتها الأخير، أو مثواها، أو قبرها، فيما لا تزال على قيد الحياة، تعيش بعيداً من الصخب الإعلامي ولا تطل إلا حين يجب أن تطل وكما يليق بها أن تطل؟ ولعل إطلالتها الأخيرة في فيلم «آفي ماريا»، الذي أنجزته ريما الرحباني، كانت من أجمل تلك الإطلالات الغنائية. هذه إشاعة، وإشاعة ثقيلة الوقع والأثر، ولو أن كاميرا برنامج «بلا طول سيرة» سعت إلى تعميمها بالصور التي لم تكن شاهد حق.

حقق الإعلامي زافين قيومجيان في برنامج «بلا طول سيرة» (تلفزيون المستقبل) سبقاً صحافياً كبيراً في كشفه عما يشبه جداراً بني في طريقة هندسية جميلة تجسِّم اسم السيدة فيروز في إحدى قرى المتن الشمالي القريبة من قرية بكفيا. لكنّ هذا الجدار الذي جسد توقيع السيدة نفسها كما تكتبه على الورق، وهو عبارة عن اسمها بأحرف ممتدة، لا يوحي البتة بأنه شيّد ليكون بيتاً أخيراً أو مثوى، بل على العكس، بدا أقرب الى حديقة مسورة تضم فسحة هي أشبه بساحة صغيرة تظللها بضع شجرات. كان كشف كاميرا زافين عن هذا المعلم الهندسي الجميل حدثاً، لو أنه لم يقع في شرك الإشاعة، فهذا الجدار لم تنتبه إليه الصحافة ولا وسائل الإعلام بتاتاً، على رغم ظهوره الواضح في ذلك الوادي المتاخم لدير مار الياس شويا الشهير. كان كلام بعض أهل القرية الذين استصرحتهم الكاميرا متردداً وحائراً، بعضهم قال إنّ هذا المعلم سيكون حديقة، وبعضهم رأى أنه سيضم كنيسة، ورجح أحدهم أن يكون «بيتاً» أخيراً للمطربة الكبيرة «بعد عمر طويل».

لو لم يعمد زافين، وهو من أشد الإعلاميين حذاقة ووقاراً، إلى عنونة الحلقة بجملة قاسية ونافرة، وهي: «هل تحفر فيروز قبرها بيدها؟»، ثم اردفها بجملة أشد وقعاً هي: «هل تبني فيروز بيتها الأخير؟»، لكان التحقيق المصور مرَّ بهدوء ولما أحدث الضجة الغوغائية التي أحدثها، لا سيما عبر وسائل الاتصال الإلكتروني التي تناقلت الخبر والفيلم المصور (يوتيوب)، ففي تقديمه التحقيق، حاول زافين أن يبتعد من المجانية والادعاء، ووجّه الكثير من المديح إلى السيدة فيروز ودعا لها بطول العمر وأرفق التحقيق بأغنيات لها محفورة في وجدان جمهورها الكبير... لكنّ كل هذه «التخريجات» لم تخفف من وطأة هذه الصدمة. كان زافين في حال من الصراع بين الإعلامي والإنسان الكامن فيه، لكنه مال إلى الإعلامي الذي يبحث عن سبق، فكيف إذا كان السبق في حجم هذا الكشف؟

كان مشهد الجدار المبني على اسم فيروز ليكون جميلاً ومدعاة للفرح والحبور لو أن البرنامج ابتعد من الإشاعة واعتبر المَعْلَم الهندسي حديقة تحمل اسم فيروز في قلب الوادي، لكنّ الإشاعة أضاعت مثل هذه الفرصة على جمهور فيروز. والآن لا بد من إعلان هذا المعلم حديقة تحمل اسم سيدة الغناء.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced