أكدت منظمة الهجرة الدولية، اليوم الجمعة، أن عدد النازحين العراقيين الذي قارب المليونين شخص "فاق توقعاتها وقدراتها"، وكشفت عن مناشدتها الأطراف الدولية والمحلية كافة، التبرع بالأموال اللازمة لإغاثتهم  وتأمين المأوى المناسب لهم لاسيما مع قرب انخفاض درجات الحرارة في مناطق وسط العراق وشماله.

وقال مدير فرع المنظمة في العراق، توماس فايس، في حديث إلى (المدى برس)، إن هنالك "مليوناً و815 ألف نازح في العراق حالياً"، مشيراً إلى أن "فرق المنظمة التي يبلغ عدد أفرادها 250 شخصاً أحصت عددهم في المحافظات العراقية كلها في إطار سعيها إعداد خارطة واضحة ودقيقة عن مكان تواجدهم لتتمكن من تحديد مشاكلهم واحتياجاتهم".

وأضاف فايس، أن "المنظمة جهزت 50 ألف عائلة نازحة، بمساعدات عينية، غير غذائية، تضم أكثر من 18 مادة مختلفة، منذ بداية العام 2014 الحالي وحتى الآن"، عاداً أن "المنظمة أنفقت أموالاً طائلة، لا يمكن تحديدها بدقة، على النازحين العراقيين".

واشتكى مدير فرع المنظمة في العراق، من "افتقار المنظمة للأموال الكافية لإغاثة النازحين العراقيين وتأمين احتياجاتهم"، عازياً ذلك إلى "عددهم الكبير الذي فاق قدرات المنظمة وتقديراتها الأولية".

وكشف فايس، عن "إطلاق المنظمة، الأسبوع الماضي، مناشدة للدول المانحة والمجتمع الدولي بعامة، فضلاً عن الحكومة العراقية وباقي الأطراف المهتمة، للتبرع بالأموال اللازمة لإغاثة النازحين العراقيين"، مؤكداً "الحاجة الماسة لسرعة توفير الأموال المطلوبة لتأمين المأوى المناسب والمستلزمات الأخرى للنازحين، الذي سيعانون جراء انخفاض درجات الحرارة لاسيما في المناطق الشمالية والوسطى من البلد مع حلول فصل الشتاء".

وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، أعربت، في،(الـ28 من تشرين الأول 2014 الحالي)، عن "قلقها البالغ" من الأوضاع الصعبة التي تواجه أكثر من مليوني نازح، وما نجم عنها من موت 1500 طفل وإجهاض 138 سيدة حتى الآن، فيما طالبت  بضرورة الإسراع بإقامة مخيمات كرفانية لهم، وتحويل المبالغ المرصودة لإغاثتهم للمحافظات التي تستضيفهم.

وكان نائب رئيس الوزراء، صالح المطلك، أعلن في (الـ15 من أيلول 2014)، عن إعطاء صلاحيات استثنائية للجان الفرعية والحكومات المحلية في المحافظات، للتعامل مع النازحين، مؤكداً أن أموالاً كثيرة قدمت للعراق كمساعدات للنازحين لكنها لم تظهر على أرض الواقع بسبب "البيروقراطية"، وفيما هدد بمعاقبة "عسيرة" للموظفين المتورطين بسرقة أموال النازحين ومنح "مكافأة مالية كبيرة" لكل من يبلغ عنهم، اشارت وزارة الهجرة والمهجرين الى انها سجلت أكثر من 221 الف عائلة نازحة.

يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، وامتد نشاطه بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى وغيرها، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة في العراق.