مجسر باب المعظم يدخل ضمن التراث العالمي!!
نشر بواسطة: iwladmins
الأحد 16-11-2014
 
   
وكالات

أتذكر في السبعينات نشرت مجلة الف باء كاريكاتيرا بريشة الرسام بسام فرج وفيه يسخر من تأخر تنفيذ نفق ساحة التحرير ، ولا تزال العبارة التي وضعها الرسام على لوحته الساخرة " أكل الدهر عليه وشرب " حاضرة في ذهني ، وأنا أشاهد كل يوم مجسر باب المعظم ، وأشاهد كيف أن الدهر لم يعد يأكل ويشرب فقط وانما اضاف مهنة جديدة الى أصحابه وهي الإهمال.

فمنذ سنوات ومنطقة باب المعظم وما يحيط بها تعيش مع سؤال مهم: متى يُنجز هذا الصرح الأثري الذي دفع أحد الكُتـّاب أن يتساءل : " أعوام قليلة ويدخل مجسر باب المعظم ضمن التراث العالمي وستضع منظمة اليونسكو يدها عليه كواحد من أهم معالم التراث الإنساني ، بعدما استمر العمل به لسنوات قد تقارب ، بعد حين ، السنوات التي تكلفت لبناء سور الصين العظيم الذي يبلغ طوله أكثر من 6000 متر ! وحتى اللحظة لا أحد يعمل على المجسر الذي عاث بالمنطقة تدميراً .

مرت تلك السنين ونحن نراقب العمل في هذا المجسر الذي يقع في قلب العاصمة وبعد أن هُدم جسر العبور الحديدي السابق الذي كان يربط كل أجزاء المنطقة والذي كان على الرغم من بساطته ، جميلاً جداً وكانت الساحة أجمل ، لقد تم العبث بتلك الساحة الجميلة وأُحيلت الى خراب تام من قبل هذا الديناصور الكونكريتي الكبير !"

حكاية مجر باب المعظم أيها السادة باختصار هي : منذ ثلاث سنوات تم وضع الركائز الحديدية للمجسر الذي قالت أمانة بغداد في حينها انه سيقضي على مشكلة الزحام في تلك الساحة وأكدت الأمانة ان فترة انجاز المشروع ستكون 18 شهراً وبكلفة لا تتجاوز 12 مليار دينار . هذا مختصر الحكاية التي لا يزال دهر الأمانة يأكل ويشرب عليها ، حيث انقضت مهلة الـ 18 شهرا والمشروع لا يزال عبارة عن ركائز خرسانية تتوسط الساحة وتسبب إرباكاً بحركة السير وتدفع المواطن الى الترحم على أيام مضت.

( المدى ) حاولت أن تكشف السر وراء اختفاء الشركة المنفذة للعمل، ولماذا تحوَّل هذا المشروع البسيط الى معضلة لا يعرف سرها إلا الراسخون في العلم وبخفايا المقاولات الحكومية !

مشروع أرهق المواطن منذ سنوات

عباس راضي 50 عاماً يعيش تلك المشاهد بشكل يومي بسبب قرب مكانه من هذا الأثر التاريخي يقول لـ( المدى ): أصبحت المشاريع الكبيرة التي تهم المواطن عبارة عن معاناة حقيقية له لما يتحمله من إزعاجات يومية وعلى مدار السنة وهذه الحالة ملموسة في عموم مشاريع بغداد .

وفي ما يخص مجسر باب المعظم هذا مشروع أرهق المواطن منذ سنوات وكان المفروض أن يُنجز بفترة بين السنة أو السنتين ومنذ أكثر من أربع سنوات وأنا أشاهد هذا المشروع ينجز بخطوات مضحكة مما سبب للمواطنين معاناة كبيرة إضافة إلى الاختناقات المرورية وحالة الإرباك للموظفين والطلبة والمرضى للوصول إلى إمكانهم كون هذا المجسر يقع في منطقة تضم العديد من دوائر الصحة والكليات والمستشفيات مما خلق زحمة في سير المركبات بحيث أصبحت للمواطن قناعة كاملة بفقدان الثقة بهذه الشركات التي تصرِّح وللأسف الشديد أن هذا الانجاز بأيدٍ عراقية مقارنة مع بلدان الجوار من حيث النوعية وفترة الإنجاز.

عدم تكرار مثل تلك المشاريع في مناطق مهمة

راضي دعا إلى محاسبة المقصرين واطلاع المواطن المغلوب على أمره عن أسباب تأخر انجاز المشروع ، بل أصبحت المشاريع الكبيرة وإحالتها عملية ربحية للمنفذين ، وهذا واضح بسبب أن هذا المشروع لم يتم محاسبة المقصرين عليه والمشروع الحالي الواقع إمام أعين الناس خير دليل على ذلك، نناشد المسؤولين بالإسراع بانجاز هذا المجسر وعدم تكرار مثل هذه المشاريع في مناطق ستراتيجية تسبب أعباءً للمواطن .

راضي عــدَّ أن الفترة الزمنية التي يعيشها هذا المشروع وفترة الانجاز لها ملاحظات وأسباب عديدة مثل غياب الحرص والوطنية والمحافظة على المال العام والإيمان من أجل تقديم أفضل الخدمات والعمران والتقنيات للمواطن خصوصاً في هذه المرحلة التي تعيشها البلاد من معاناة حقيقية، كما أشار راضي إلى المعنيين والقائمين على مثل هذه المشاريع والمتمثلة بجميع الجهات إلى أخذ الملاحظات والمشاكل والمعوقات التي تواجه تنفيذ مثل هذه المشاريع في بغداد ولنستبعد أيضا وجود أشخاص لا يريدون الخير لنا ..

وأوضح عباس أن معظم المشاريع التي تنفذ حاليا تواجه العديد من المشاكل وهي ليس من اختصاص دائرة المهندس المقيم أو مدير المشروع أو الشركة المنفذة، بل هي خارج اختصاص الجميع مثل قطع الطرق أو الموافقات الأمنية لدخول المواد الأولية وآلية عمل دائرة المرور وغيرها من الأجهزة والسيطرات الأمنية المنتشرة في مداخل بغداد تلك هي أهم المشاكل التي تواجه عمل الشركات وهي معوقات خارجية .. ودعا إلى وجود تنسيق مشترك ما بين الجهات المستفيدة والجهات الأمنية لتسهيل عمل دخول وخروج الآليات والمواد الأولية وبالعكس .

18 شهراً الفترة الزمنية لإنجاز أي مجسر

المهندس محمد العامري عمل لفترات طوال كمهندس مقيم في العديد من المشاريع أشار لـ( المدى ) أن تنفيذ وانجاز أي مشروع يبدأ بخطوات مثل تحديد الموقع لتنفيذ مشروع مجسر في أحد مناطق العاصمة بغداد ويجب إن يكون هناك تنسيق مشترك بين كل من الجهة المستفيدة ( محافظة أو مجلس المحافظة والمهندس المقيم والجهة المنفذة) في التحرك على الجهات المعنية لضمان عدم ما يعيق تنفيذ أي مشروع مثل وزارات النفط، الاتصالات والكهرباء ،دائرة الماء ، الآثار ، المجاري وجميع الدوائر الأخرى وهذه البداية الحقيقية للبدء بأي مشروع وإن كانت هناك شركة كفوءة وعدم وجود معوقات تخص مراحل الانجاز في فترة 18 شهرا هي الفترة الزمنية الحقيقية لإنجاز أي مجسر.

ماذا تقول أمانة بغداد ؟

الى ذلك أشار المهندس زيد فيصل التميمي من دائرة المهندس المقيم في أمانة بغداد في تصريح لـ ( المدى ) أن جميع المعوقات التي واجهت مشروع مجسر باب المعظم منها عدم وجود مخططات تسجيلية للبُنى التحتية لعموم محافظات البلاد وهذه الحالة معروفة لدى الجميع من المعنيين والمختصين وأصحاب القرار مما واجه الملاك الهندسي العديد من التعارضات وهذه هي احدى الأسباب الرئيسة التي واجهت الملاك الهندسي المتواجد في المشروع وهي مجموعة من المشاكل من خلال وجود أنابيب لشبكة المجاري أو أنابيب المياه والكهرباء إضافة إلى وجود شبكات خاصة بدائرة الاتصالات وهذا يتطلب حصول الموافقات الرسمية من الدوائر المعنية بغية تغيير مسار أنبوب او تغيير مسار كيبلات للضغط العالي وهو من اختصاص دائرة الكهرباء إذ لم تقدم لنا أية معلومات ضمن هذه المشاريع من قبل الدوائر المختصة بالخرائط الخاصة بالأرض بسبب عدم وجود مخططات تسجيلية إضافة إلى عدم وجود تحديث للمعلومات التي تقوم بها الوزارات ذات العلاقة وإخبار الدوائر المعنية بذلك ومنها أمانة بغداد.

الموافقات الأمنية لدخول المواد الأولية والآليات

المهندس زيد أوضح ان من المعوقات ألأخرى التي واجهت المشروع تأخر الحصول على الموافقات الأمنية من قبل عمليات بغداد الخاصة بالآليات والمواد ألأولية الداخلة الى موقع البناء وبالعكس، وهي موافقة تصدر لجميع المركبات التي تحمل المواد الأولية بتصريح رسمي يثبت فيه اسم السائق ونوع المركبة تمر عبر السيطرات الممتدة من مداخل بغداد والسيطرات الأخرى التي تنتشر في مناطق بغداد وصولاً إلى موقع المشروع فجميعنا يعلم مدى الصعوبات التي تواجه أي مواطن عبر السيطرة فكيف بعدد من الآليات تتجاوز يومياً العشرات في إنسابية الدخول والخروج من دون مشاكل ؟

زيد أشار إلى أن القصص العجيبة التي واجهت الملاك الهندسي منها قيام بعض منتسبي الأجهزة الأمنية بمزاجية في السماح بعبور الآليات والمواد الأولية في حين يُبدي الآخرون تسهيلات لعملية الدخول للغير!

ويروي زيد حادثة وهي وصول عدد من الآليات تحمل مادة الإسفلت وبدرجة حرارة 150 م أي يجب أن يصب الإسفلت وهو في درجة حرارة لا تقل عن 120 م عند عملية الصب إذ قامت إحدى السيطرات بعملية فحص الآليات عبر الجهاز اليدوي للكشف عن المتفجرات وعند مناقشة الأمر مع القائمين في السيطرة طلب منا عدم التدخل في شؤونهم واستمر هذا الحال لعدد من الساعات بعد إن انخفضت درجة حرارة الإسفلت إلى 90 م وقمنا بإعادة الإسفلت إلى المعمل .

المهندس زيد قال: إنه ليس هناك أية مشكلة مع الشركة المنفذة وهي الشركة نفسها التي تم التعاقد معها أصلا وليس لنا مشكلة في الأموال كون المبلغ المخصص للمشروع الذي يبلغ تكلفته أكثر من 12 مليار دينار كونه مرصوداً وأن المشروع بمراحله النهائية بعد أن تم تصنيع القطع الحديدية التي تم استيرادها من الخارج وتم تصنيعها في العراق وهو في مراحله الأخيرة ونتعهد بانجاز المشروع مطلع شياط المقبل .

نسمع تذمـُّر المواطنين وأصحاب المركبات يومياً

فيما يقول معروف هادي 30 عاماً يعمل في المشروع منذ أكثر من عام لـ( المدى ) إنا أعمل في هذا المشروع بصفة عامل منذ أكثر من عام موضحاً إن العمل واجه العديد من المعوقات للشركة المنفذة بسبب وجود التعارضات وعدم تغيير مسار أي أنبوب أو غيرها من الأمور الا بعد أن يتم حصول الموافقات الأصولية من قبل الدوائر المختصة .

معروف أوضح إننا لم نواجه أية مشكلة مالية مع المقاول أو مع الشركة المنفذة لكن في حقيقية الأمر نسمع يومياً تذمر المواطنين وأصحاب المركبات كون هذا المشروع يقع ضمن منطقة ستراتيجية في العاصمة بغداد .

مجلس المحافظة لديه رأي آخر

عضو مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي أوضح لـ( المدى ) أن العاصمة بغداد بحاجة إلى مجسرات لفك الاختناق المروري عنها ولهذا المجسر أهمية كونه يقع في منطقة مهمة لفك الاختناق وهناك 14 مجسراً تم العمل بها ونحن في مجلس المحافظة لنا تحفظاتنا على بعض هذه المجسرات بسبب وجود مشاكل مشخصة وهذا ما حصل في مجسر باب المعظم بسبب التعارضات التي واجهت انجاز المشروع الذي كان من المفترض أن يُنجز قبل أكثر من عام ولكن سرعة الشروع في البدء بهذا المجسر جاءت بنتائج عكسية أثرت على حركة المواطن .

الزاملي شكك في الفترة المتبقية لإنجاز هذا المشروع مشيراً إلى أنه يحتاج ما بين ستة أو سبعة أشهر لإنجازه ونحن اعرف بجميع الأمور الخاصة بمشاريع العاصمة بغداد وهذه مشخصة من قبل لجنة الإعمار في مجلس المحافظة .

مخاوفنا من شموله في إقرار الموازنة

بينما أشارت الموظفة بتول حسن في مدينة الطب أنها تعاني يوميا عند عبور الشارع وكثرة الزحام التي بدأت تؤدي إلى حدوث حالات من الدهس وبشكل مستمر الأمر الذي يجعل من عبور الشارع معضلة لكل مواطن واستدركت بتول في حديثها قائلة إن الزحام هذا هو سبب التأخير اليومي المستمر، متى تنتهي هذه المعاناة؟ وكثرة انتشار الباعة المتجولين والنفايات والأتربة المتطايرة من المشروع إضافة إلى المخلفات الخاصة بالمشروع ونحن نأمل الانتهاء بعد معاناة استمرت إلى أكثر من أربع سنوات.

بتول اختتمت حديثها لـ(المدى) إنها متخوفة من شمول هذا المشروع بإقرار الموازنة الأمر الذي سيؤجل الإنجاز إلى عام آخر برغم كل هذه المعاة!

في حين قال أبو جاسم ( للمدى ) أنا سائق أجرة اعمل ضمن خط باب المعظم – باب الشرقي موضحاً أن هذا المشروع سبب لي علة ونحن في دوامة ومشاكل يومية مع المرور والركاب خصوصاً ان المنطقة أصبحت محط أكوام من الحجر والحفريات مما أصاب العديد من السيارات بأعطال بسبب الحفريات ونحن ننتظر الفــــرج .

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced