باء الشعر يجمع حداثة بيروت ببغداد في جلسة واحدة
نشر بواسطة: Adminstrator
الخميس 04-02-2010
 
   
ايلاف - عبدالجبار العتابي من بغداد
ها هي بيروت.. تقترب من بغداد، ليس بحرف (الباء) الذي يتقدم اسميهما، بل بالشعر والحفاوة والمحبة، وها هم شعراء الجميلة بيروت ينثرون قصائدهم في فضاء بغداد، على مقربة من نهر دجلة في اصبوحة هي الأولى من نوعها أٌقامها بيت الشعر العراقي وعلى مرسى شاطىء دجلة في شارع المتنبي ببغداد، خصصت جلستها لتجارب من الشعر اللبناني المعاصر، وحملت عنوان (باء الشعر من بيروت الى بغداد)، حيث استذكر شعراء العراق شعراء لبنان بمحبة خالصة توهجت فيها الحروف والكلمات وعانقت خلالها بيروت بغداد
قدم للاصبوحة الناقد د. صادق رحمة الذي قال: ان الفرادة اليوم هي في أن يقرأ شعراء قصائد لشعراء آخرين بقصد التنويه والتعريف والإشادة، اذ نادرا مايحصل مثل هذا الحدث على أرض هذه البسيطة، فالشعراء بزعم أحدهم أكثر الناس نرجسية واحتفاء ايقونيا بذواتهم، انها فروسية شعرية من طراز نادر تشكل مروقا على ماهو عادي ومألوف في علاقة الشعراء مع بعضهم البعض، وهذا ما يحسب لبيت الشعر العراقي.
الفعالية احتوت على قراءات لقصائد الشعراء اللبنانيين: بول شاؤول، عباس بيضون، بسام حجار، يوسف بزي، يحيى جابر، فادي أبو خليل، شارل شهوان، فيديل سبيتي، قرأها بدلا عنهم الشعراء:سهيل نجم، أحمد عبدالحسين، زعيم النصار، حسام السراي ومروان عادل.
وجاء من قصيدة (بلا أثر يذكر) للشاعر اللبناني بول شاؤول:
(.. لكن المشية، برغم كل ذلك، بدت كحركة من حركات لاعب سيرك، وهو يمشي على الحبل. كأنما فوق هاوية. وهذا العائد عندما دخل المقهى بدا وكأنه يمشي فوق هاوية. او في هاوية أو تحت هاوية. وهذا ما يفسر ربما خطاه المتواطئة. كأن الخطوة التي يخطوها بقدمه اليمنى تمحو اليسرى او العكس..).
بينما جاء من قصيدة الشاعر عباس بيضون (لا أحد في بيت السيكلوب):
(إنّها الأشكال التي يصنعها من جسده.شكل الفم، شكل البوق، شكل العين نفسها.نفس الأشكال التي يتمّ تحنيطها لترافق الميت، الفم الذي سقاه، النهد الذي أطعمه، اللسان الذي بلـّله ثمّ هناك شكل التابوت –القارب، شكل العين الذي يسافر إلى مابعد المعنى..."
اما الشاعر بسام حجار فكانت قصيدته (عند المفترق، بجانب الطريق)التي قرأت أيضا، وفي مقطع منها تضمنت الآتي:
(لم يبق أحدٌ /لا أحد هنا سوى أنتَ/ملاذ الهَاجرين بيوتهم إلى الأبد، /لا أحد هنا، /وملاذُكَ أنتَ مثل هذا الأرق الطويلْ /لا أحد هنا يحبّ الحجَرَ/أو يأنَس إلى برودتِه/وصمتِه/حتّى المناماتِ المُرعِبَةِ لم تُبقِ للحجَرِ معنىً/حتّى الشجرة العاقر/لم تثمر يوماً حصاة)
وجاء من قصيدة الشاعر يوسف بزي (علبة شوكولا على سطح المنام):
(لنشطب عيناً، /لنحذف كبداً، /أو لنطبق فماً على أنبوب./على هذا المنوال ندمّر الأسماء/إذ نحبها أو نعضّها./لن ترسمي أقنعة/لن تشمّي الكرز.../حقنة وراء حقنة، /نقطة نقطة فوق عظمة الحوض/مع وجعين، كنت تولدين من جديد./الجسم متروك للجاذبية والسوائل/الجسم بلا ابن/الرأس وحده طافٍ فوق المستنقع).
وفي قصيدة للشاعر يحيى جابر (علامات بلا نصر)، تضمن مقطع منها:
(مرّت سيارة الإسعاف/مرّت طوافة الأباتشي/مرّ الرجل على الشاشة/بلا عائلة./أطفاله الأربعة/
ذابت أنفاسهم بين الأقمطة/كألواح شوكولا/صرخت زوجتي.../«يا يحيى، كم طفلاً سننجب ليبقى أحدهم»./لحقتها إلى غرفة النوم../وحضّنا زكريا في سريره/وتجمّدنا في صورة تذكارية، أعتقد أن الحرب شخصية جداً..).
بينما قُرأ من ديوان الشاعر الاول فادي أبو خليل، عدد من القصائد، ومن احدى مقاطعها:
(اليوم أيضاً/تساقطتْ بعض الشيء/أماكن واسعة من أعصاب الجدران/هوتْ طيورٌ وأشجار على يديه./تناوله الحائط المحاذي من جبينه/أمُّ عملاقة تمسح جلده./حياته المهدَّدة بالتشقق/يطويها حبل للنجاة./لا خوف./يبتعد لحظة إلى الأمام/يختفي من التفكير/في سرير عاطفي). 
وفي مقطع من قصيدة (يتابع أحدهم أغنية ما) للشاعر شارل شهوان:
(أن تندفع كالصوت إلى ملايين الأسلاك المكهربة/أن تسقط كالضوء الى إسمنت قاس وعذب/
وهذا الغبار ألا يتحطّم؟/ويتابع أحدهم أغنية ما/يقولون ينبغي أن يتوقف/الجسور جميلة قرب الضفاف/إذهبْ لا تأخذ معك أحدا//ربما هويتَ في يوم ما/غيفارا غيفارا/دعنا ننشد نشيد الثورة مع موسيقى/الدماء في الداخل من يُخرج الدماء).
واختتمت القراءات الشعرية بقراءة مقاطع من قصائد للشاعر فيديل سبيتي، ومنها:
(اتساءل دائما /من اين تأتيك كل هذه العزيمة /انت الناقص بلا عكازين/حتى اشك بأنني عكازاك / تمسكني بكلتا يديك ثم تدليني /وتصفر من رئتيك نفسا اقفله النيكوتين /وتجرر قدميك امامي/
وتظن ان الحياة كانت طويلة على غير عادتها /وحين اطوح عكازاك في الهواء /تركض اليهما /وحـين اطـلب غوثك في مخاضي /تقول ستنجب ولدا /عكازاه على جنبيه(.
وبعد انتهاء القراءات الشعرية.. قدمت ثلاث أوراق نقدية لكل من الناقد حاتم الصكر، الشاعر زاهر الجيزاني، الاكاديمي والناقد د.صالح زامل، ففي ورقة ( مدينتان..قصيدتان..حداثة واحدة) للناقد حاتم الصكر التي قرأها بدلا عنه الشاعر محمد ثامر يوسف، ذكر فيها:( إن حضور الأصوات الشعرية في هذا اللقاء الشعري النصي حضور ذو دلالة أي بحضور النصوص وغياب أصحابها وهو حال كلمتي هذه التي تنوب عن حضوري الجسدي، وذلك يضيف دلالة للتكامل النصي التجديدي بين أطراف التلقي الفني والجمالي) واضاف: (وكثيرا ما تقترب أمثولة بيروت التحديثية ببغداد وحداثتها لا بظهور التغيير المفصلي الأول والثاني تتابعا ببغداد وبيروت بل باتكاء المدينتين كقلب ثقافي حيوي لبلديهما يستقطب شعراء الأنحاء الأخرى من الوطن لاسيما الجنوب الذي يذكر بقول شاعر غربي بأنْ لابد لكل شاعر من جنوب يشع بضوء حداثته على الأنحاء الأخرى وهو ما سيكرس عراقيا ولبنانيا لا سيما في موجة الحداثة التالية للرواد ومجلة شعر).
وفي ورقته أشار الشاعر زاهر الجيزاني الى (هؤلاء ثمانية شعراء لبنانيين مع مجموعة مقاطع من دواوينهم، قصائدهم تميل الى الحكاية وفي الحكاية تفاصيل تكاد تكون تفاصيلهم متشابهة – اللغة الشعرية عالية ومثيرة وتخلو القصائد من احالات بسبب انشغالها بالتفاصيل اليومية حد التخمة ولكنها يومية لا تتطابق مع الخارج تفاصيل تعمل داخل عالم القصيدة.. واعتقد ان القصيدة التي ترغمنا كي نكون جزءا منها - هي التي تسعى الى اعادة خلق العالم فيها ليست اعادة محاكاة بل اعادة ابتكار ويتوسط عملية الخلق). 
بينما رأى د.صالح زامل: أن النص يحتفي باللاشيء كيانا يدور في النصوص لفظا أو معنى، أو الاحتفاء بالزوال بدءا من فكرة الموت إلى العدمية، وهما من انشغالات القصيدة اللبنانية والقصيدة العراقية أيضا، ولعل ذلك قرين بالواقعة اليومية، وما خلفه العنف وضغوط أخرى ترافق الحرب يكون انزياحها إلى الثقافة بمعالم وآثار واضحة).

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced