افادت معلومات تداولتها وزارة السياحة والاثار في اول تقرير اعدته بعد مرور عام على سقوط الموصل، باقدام عصابات "داعش" الارهابية على تدمير وتخريب وتجريف 100 موقع اثري وديني بعضها يعود الى 10 آلاف عام.

يأتي هذا في وقت اعادت مطالبتها المجتمع الدولي بدور اكبر لحماية المواقع واعادة الاثار المهربة الى الخارج.    

التقرير الذي نشرته وزارة السياحة بمناسبة مرور عام على بداية تدمير المواقع الاثرية في الموصل، اوضح ان المدينة عانت منذ بداية احتلال "داعش" اصعب التحديات من خلال تدمير المدن الأثرية والمتاحف وتحطيم التماثيل وتفجير المساجد والكنائس وحرق المكتبات.

واضاف ان عصابات "داعش" الارهابية بدأت هجومها بتاريخ 20 حزيران من العام الماضي بتجريف قبر المؤرخ ابن الاثير الجزري غرب الموصل، وتواصلت بالاعمال التخريبية حتى ورود معلومات خاصة بينت ان عدد ما هدم منها قد يصل الى 100 مبنى، اذ تنوعت المواقع الاثرية التي تعرضت الى التدمير بين مدن اثرية او ابنية منفصلة او تلال أثرية، ومنها ما تم تدميره بالكامل او تجريفها ونهب محتوياتها، الا ان التقرير اكد ان حجم الخراب لا يمكن تحديده لقلة مصادر المعلومات فأغلبها تقع بمناطق نائية تخلو من السكان، فضلا عن ضعف اداء الصور الفضائية خاصة في المدن والابنية، حيث السقوف والجدران تحجب الرؤية، وبالتالي لا يمكن تحديد حجم التدمير الذي طال تلك المواقع، وبالرغم من ذلك فالعمل مستمر لمتابعة تلك المواقع بعد تخريبها بشتى الطرق.

ابرز المواقع التي تعرضت للتدمير، بحسب التقرير، المدن الآشورية، اذ تضم نينوى ثلاث عواصم آشورية توزعت بين مدينة الموصل واطرافها هي: (نينوى ـ نمرود ـ خورسباد)، فيما تقع المدينة الرابعة آشور ضمن حدود محافظة صلاح الدين، وقد طالتها الاعمال التخريبية ايضا ولاكثر من مرة ونهبت قطعها الاثرية ومنها ما تم تدميره بالكامل، وهي مدينة نمرود الاثرية "كالح" التي تقع على مسافة 32 كم الى الشرق من الموصل، الى جانب مدينة نينوى الأثرية التي تعد العاصمة الاخيرة للامبراطورية الآشورية ومتحف بوابة "نركال" الذي يضم عددا من القطع الاصلية والنسخ الجبسية لتماثيل والواح جدارية، فضلا عن نماذج لابنية آشورية.واضاف ان التدمير طال ايضا متحف الموصل الحضاري ومدينة دور شروكين (حصن سرجون) وتعرف ايضاً بـ(خورسباد) وتقع شمال شرق مدينة الموصل، وتعد العاصمة الثالثة للامبراطورية الآشورية التي شيدها الملك سرجون الثاني خلال المدة (722-705 ق.م)، الى جانب مدينة آشور الأثرية التي يبدأ تاريخها منذ استيطان الانسان الأول قبل نحو عشرة آلاف عام وحتى أوائل القرون الميلادية وتُعتبر من أهم المراكز الحضرية في نينوى، فضلا عن قلعة تلعفر الأثرية ومدينة الحضر التي تعرضت الى التدمير والنهب وطال التخريب التماثيل البارزة والمجسمة فيها.كما قامت تلك العصابات الاجرامية بتكسير البعض منها بالمعاول، فيما يبقى مصير البعض الآخر الذي لم يظهر بالتسجيل المصور مجهولا، مؤكدا ان الوزارة تعتزم اعداد قائمة بكل المنحوتات التي لم تظهر بالتسجيلات التي بثتها عصابات "داعش"، اذ من المتوقع انها سرقت وهربت.

وتابع التقرير: ان مجرمي "داعش" قاموا ايضا بالتدمير الكلي او الجزئي لـ37 مبنى اسلاميا بذريعة احتوائها على قبور مثل مسجد النبي يونس(ع)، علماً ان البعض منها يخلو من ايّ قبر، وقد تنوعت تلك المباني بين اضرحة ومزارات ومساجد، الامر الذي يصعب التمييز بينها لكون البعض منها مزاراً ومسجداً في الوقت نفسه، فضلاً عن وجود مدارس وابنية اخرى مدنية.

الكنائس والأديــرة كان لها نصيب من الخراب، فقد تعرض اغلبها الى التفجير او التهديم او التجريف، متوقعا اقدام العصابات الارهابية على ازالة كل الصلبان والتماثيل وافراغ المكتبات من مخطوطاتها وكتبها، اذ تم اعداد قائمة بالأبنية المتضررة والحاقها بالتقرير، فضلا عن المزارات الايزيدية مثل قبة ويلادة (مزار الشيخ عماد الدين) ومزار الشيخ مان والشيخ ملك برخدين (بركات) والشيخ محمه رش والشيخ عبد العزيز (الرومي) والشيخ عبد القادر (الاسود) ومزار الشيخ بيرزكر.

من جانبه، قال مدير دائرة العلاقات والاعلام في وزارة السياحة قاسم طاهر السوداني لـ"الصباح": ان الوزارة تهدف من خلال اعداد تقارير عن المدن والمواقع الاثرية والقائمة الحمراء للاثار الى اطلاع العالم على جرائم عصابات "داعش" في تلك المدن اذ اقدمت على تدميرها، لافتا الى ان الوزارة تعتزم طبع تلك التقارير باللغة الانكليزية ونشرها وتوزيعها في جميع المحافل السياحية والاثارية التي تشارك بها.واضاف ان الوزارة تتطلع الى دور اكبر من المجتمع الدولي لحماية الاثار العراقية، فضلا عن اعادة الاثار التي هربها "داعش" من مدينة الموصل، مؤكدا استمرار التواصل مع منظمة اليونسكو لتدوين تلك الجرائم وملاحقة الاثار العراقية المعروضة في مزادات العالم.