الحجامة بين العلم والاعتقاد وإنتشار الامراض
نشر بواسطة: mod1
السبت 04-07-2015
 
   
تحقيق / نور علي -المدى

بعد ان ارتبطت بالاعتقاد الروحي لدى المسلمين، حينما ذكرت في الاحاديث النبوية كما يؤكد الكثير،هاهي الحجامة تعلن عن نفسها وسيلة علاجية تحجز مرتبة متقدمة في سلم اهتمامات الكثير من الناس، ولم يقتصر الوضع على ذلك بل انها انتقلت في مخيلة البعض من دائرة الطب البديل، الى مربع الاولويات العلاجية والطبية، حيث تمكن ممارسو هذه المهنة من اقناع الناس، بان فوائد الحجامة تفوق مايقدمه الطب الحديث، من خلال نجاحها في علاج الكثير من الامراض المستعصية والمزمنة، وعلى نقيض ذلك ترى الغالبية العظمى من الاطباء، ان هذا العمل مفرغ من محتواه العلمي، وان حقيقة الحجامة لاتعدو كونها تراثا امتد الى زماننا هذا على جسور الترويج غير العلمي له، حيث لم يثبت الطب الحديث اي فائدة تذكر للحجامة، في وقت فرض فيه المنطق تساؤلات عدة، هل يقوى الاطباء على التواضع امام الحجامة كوسيلة علاجية فعالة والاعتراف بنجاعتها ؟كيف استطاعت الحجامة ان تتخطى حدود الزمن لكي تصل الينا ان لم تكن مسنودة بالتجارب الناجحة ؟هل يمكن ان يخفق العلم في التعرف على الفوائد الطبية للحجامة ان كانت حقا وسيلة ناجحة ؟ وما بين مؤيد ومعارض لهذه المهنة خرجت المدى بهذا التحقيق

تلوث ادوات الحجامة

يقول المواطن حيدر هاني لـ (المدى) ان الحجامة مفيدة جدا للجسم وهي افضل من عملية التبرع بالدم، والسبب هو عندما تتبرع فأنك تعطي دما طازجا اي في بداية عمره ونشاطه، اما الحجامة فتعطي الدم القريب من 120 يوما وقبل نهاية عمره، فعند بلوغ كريات الدم الحمراء نهاية عمرها، فانها تكون قريبة من سطح الجسم وتكون غير نشيطة بسبب تقدمها بالعمر. منوها الى ان الخطر يتأتى من تلوث ادوات الحجامة، ويجب ان تكون ادواتها جاهزة وذات استخدام واحد ، تجنبا للاصابة بالامراض الانتقالية المعدية.

التهاب الكبد الفيروسي

من جانبه يقول المواطن قاسم احمد لـ (المدى) ان الحجامة غير مفيدة وتسبب التهاب الكبد الفيروسي، بسبب استخدام اغلب المحجمين ادوات غير صحية مثل قنينة معجون الطماطم الزجاجية سعة النصف كيلو، بالاضافة الى استخدامهم الى موس شفرات الحلاقة المستخدمة عند الحلاقين، والطامة الكبرى هو اشعال فتيلة كتلة نار كبيرة تحت القنينة، ويقوم المحجم بتشريح الجزء المحروق من الجسم، مما يتسبب بامراض فيروسية، ولي معرفة بالكثير من الاناس البعيدين عن مهنة الطب، اتخذوا الحجامة بابا للتجارة والكسب المادي، وبسبب تلوث الجو وانتشار الاوبئة والامراض تم منعها، وان التبرع بالدم هو الحل الافضل لفائدة المرضى.

مناشدا الجهات الرقابية لرصد وايجاد الحلول للاشخاص المخالفين، والذين ليس لديهم اي خبرة وممارسة تذكر بخصوصها .

الايدز ايضا

بدوره يقول الطبيب محمد الزبيدي لـ(المدى) ان رأي الطب الحديث هو ضد الحجامة، ومع اننا نتفق مع المضمون حيث انها موصى بها دينيا، الا ان لها مضار كثيرة من ابرزها ان اغلب من يقومون بها هم اناس غير مختصين وبدون ادنى تدريب. بالاضافة الى استخدامهم للادوات التي تستخدم في الحجامة لاكثر من مرة، برغم من نكرانهم لذلك، مما يؤدي لانتقال امراض كثيرة من خلال هذه المواد، كالتهاب الكبد الفيروسي ونقص المناعة المكتسب (الايدز) وغيرها من الامراض التي تنتقل عن طريق الدم.

وتابع : نحن ننصح كبديل للحجامة بالتبرع بالدم فله نفس تاثير عملية الحجامة، بالتخلص من الدم الفاسد وتحفيز نخاع العظم على انتاج دم جديد ونقي، فضلا عن ان هذه العملية تتم بايدي مختصين وادوات تستخدم لمرة واحدة. ناصحا التبرع بالدم كل ثلاثة اشهر، اذا كان المريض سالما من الامراض المزمنة.

الزبيدي بين :ان بعض الذين يقومون بعملية الحجامة يتحججون بانها تخرج الدم الفاسد والمتجلط، بعكس عملية التبرع بالدم الذي يخرج دما نقيا وغير فاسد، ولكن لايوجد هناك دليل علمي يثبت ان الامكنة التي يخرج منها دم الحجامة تحوي دما فاسدا وغيرها دم نظيف وسليم. موضحا: ان مايريده الذين يعملون بمهنة الحجامة ،هو الفائدة والربح المادي من وراءها، لان عملية التبرع بالدم هي مجانية وهم يتقاضون مبالغ مالية مقابل هذه المهنة ..

التوعية والطرق البلديلة

د. محمد الزبيدي اوضح ان وجود دم فاسد في الجسم ولو بنسبة قليلة يعرض لخطر الموت، فيتم تدميره بالطحال من قبل الجسم. مشددا: على ضرورة تكثيف عملية التوعية بهذا الخصوص، عن طريق وسائل الاعلام المختلفة، وكذلك التوعية في المستشفيات والمراكز الصحية بضرورة الابتعاد عن الحجامة واستبدالها بالطرق البديلة والصحية.مستطردا: وان وجدت فيجب ان تكون تحت اشراف وزارة الصحة ، وباجهزة معقمة تستخدم لمرة واحدة فقط، ويتم التخلص منها بعد الاستعمال مباشرة. مبينا انه تم تسجيل عدة حالات لمن قاموا بعملها منها حالات الالتهاب الكبد الفيروسي وغيرها من الامراض التي تنتقل عن طريق الدم، لان اغلب الحجامين غير ملتزمين بعملهم لعدم وجود رقابة مستمرة ومتابعة من قبل وزارة الصحة بهذا الخصوص.

زيادة بالدم

اما المواطن ستار جاسم فقال (المدى) ان في الحجامة صحة للجسم وطهارته وقوته ونظافته، وقد كانت عندي زيادة في الدم، وقمت بعدة مرات بالتبرع بالدم ولكن الزيادة كانت ترجع الي، بعدها قمت بعمل الحجامة منذ سنين، والى الان لم تظهر عندي اية زيادة في الدم.

محمد حسن موظف ذكر لـ (المدى) ان في الحجامة فائدة كبيرة للجسم وقمت بعملها وقد احسست بفرق كبير جدا، وقد كنت اعاني من نحول قوي والم في الساقين، ولكن بعد عملها اختفى النحول والالم، وانا انصح بعملها شريطة ان تكون الادوات المستخدمة فيها معقمة، لان بعض العاملين فيها لايراعون السلامة الصحية.

تشفي من السرطان ؟!

من جهته قال الحجام كرار محمد لـ"المدى" ان الحجامة هي عملية سحب الدم المحتقن من الجسم المسبب لبعض الامراض بسبب تراكم الدم واحتواءه على الشوائب الضارة، وهي مفيدة للجسم اذا كانت الادوات المستخدمة فيها معقمة ونظيفة والطريقة صحيحة، اضافة الى استخدام الادوات لمرة واحدة فقط، وهي علميا تساعد على التخلص من الدم الزائد من الجسم ، وتقلل من خثرة الدم، بالاضافة الى تقليلها من خطورة امراض المفاصل والروماتيزم، وتستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم والسكر، وتجدد نشاط الجسم، وغيرها من الامراض الاخرى.

واضاف الحجام: اوصى بها الرسول (ص) وهو لاينطق عن الهوى، وقد تم شفاء المئات من الامراض من خلالها، كالسرطان مرض الكهرباء الزائدة بالجسم، وكذلك ضعف البصر وغيرها الكثير، ونحن ننصح بعملها كل شهر تقريبا،اذا كان المريض لايعاني من الفشل الكلوي، وننصح ايضا ان لايبذل المريض اي مجهود عضلي لمدة 24 ساعة. وعن اوقات عمل الحجامة قال محمد: يجب ان تعمل الحجامة للمريض صباحا وقبل تناول الطعام،لان الطعام ينشط جهاز الهضم والدورة الدموية وكذلك لتجنب الغثيان والقيء ،وان الحجامة لها ايام قمرية خاصة لعملها لا ننصح بعمل الحجامة يوم الاربعاء.

كذب وتدليس

د. سعد علوان اختصاص جراح تحدث عن جهل وتخلف بعض من يمارس الحجامة اذ كان المريض او الحجام، خاصة الاخير الذي تمادى في وصف حالات مرضية. معينة لايعرفها الطبيب المختص بدون تحليل وعلم واختصاص ممارسة ومعرفة بالاعراض المصاحبة. مبينا: ان أكثرهم يكذّب ويدلّس ويتعمد اللف والدوران والأدعاء بالعلم . مستطردا: ان الحجام يطلق العنان بجهله وتماديه في التدخل في الأمور الطبية البعيد عنها بعد السماء عن الأرض فالكثير منهم يخدع المواطنين البسطاء وما أكثرهم في مجتمعنا العراقي بالاكاذيب والدجل والزيف لسرقة ماله بحيلة.

واضاف علوان: البعض منهم تمادوا بالكذب وأغلبهم أصبح طبيبا فكذّب الكذبة وصدّقها فالمراجعون يقولون له دكتور والجاهل فرحان ونافخ روحه وصار يتكلم بالأمور الطبية وأصبح دكتور ! فمثلا يقول لمراجع عندك ضعف بالبصر او انت تدخّن من عيونك اعرف كل شيء او اذا ماتدخن فانت جلست مع ناس مدخنين الخ من طرق الاحتيال والنصب التي اخذت تمارس في شتى مجالات الحياة العراقية. داعيا المؤسسة الصحية ممثلة بوزارة الصحة والفرق الرقابية الى متابعة الامر الذي خرج عن حدوده وملاحقة هولاء قانونيا، من اجل سلامة الناس والمجمتع من الامراض المعدية التي تتم عبر استخدم ادوات الحجامة اكثر من مرة.

الحجامة والفصل العشائري

الكاتب والصحفي المهتم بالمجال الصحي استبرق معين اشار الى الغالبية العظمى ممن يمارسون مهنة الحجامة لايحمل شهادة الابتدائية ولايملكون اي معلومة صحيحة عن الطب والدواء والحالات المرضية. مبينا ان الكثير منهم تسبب بنقل الامراض الى المراجعين الذي وجدوا سهولة بالامر والمراجعة. معين ذكر حكاية احد اصدقائه الذي يعاني من آلام الظهر والتهابات بسبب استعمال كاسة الحجامة لمرات عديدة ورأى بعينيه اثر الدم في الكاسة المستعملة مرارا ورفض ان يحجم له . مهددا الحجام بتقديم شكوى في دائرة الصحة التي لم تفعل شيئا تجاه الدعوة، الامر الذي تسبب له بفصل عشائري فيما بعد.

واضاف استبرق: بعد مدة ليست بالقصيرة حدثت مشاجرة في "عيادة" هذا الحجام، اثر اصابة احد مراجعيه بمرض انتقالي نتيجة ادواته الملوثة وجهله بالامر، فما كان من ذوي المراجع الى تهديده بفصل عشائري ودية وهذا ما حصل. والمفارقة تكمن في حضور افراد من الرقابة الصحية للفصل اذ اعتبروا شهودا على تلوث الادوات.؟؟؟!

لاتحتاج لشهادة

ويقول سجاد حميد لـ (المدى) ان الحجامة مفيدة جدا لصحة الجسم وشفاء للكثير من الامراض، ومن بين الدول التي طبقتها هي الهند والصين وغيرها من الدول، اما بخصوص ضرورة امتلاك العاملين بها للشهادة، فانها لاتحتاج الى شهادة ويستطيع اي شخص تعلمها وبسهولة، وهي مفيدة باستثناء مرضى العجز الكلوي الذين يقومون بغسل كلياتهم ، وان لها اماكن مخصصة للعمل بها .

ممنوعة قانونا

من جهته يقول المواطن علاء راضي انا انصح بالتبرع بالدم لانه مفيد لك ولغيرك، اما الحجامة فهي مشكوك بامرها ،ولم يثبت علميا صحتها وهي ممنوعة قانونيا، وان الرسول (ص) قد اوصى بها لعدم امكانية التبرع بالدم في ذلك الوقت بالاضافة الى عدم وجود بنك للدم. مضيفا : ان الكثير من الدول التي تعمل بها لم تعتمدها وزارات الصحة فيها، وانما يُعمل بها خارج اطار القانون، بالاضافة الى انتشار الجهل والخرافة في تلك البلدان ، كما كانت سببا في رواجها. متابعا: هناك بعض التجار واناس قاموا باختلاق بعض الاحاديث ونسبها للرسول، للترويج لاعمالهم، وهي تسبب امراضا قاتلة، ولي زميل اصيب بالتهاب الكبد الفيروسي نوع سي الخطير بعد عملها، وهو مرض مزمن وخطير للجسم.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced