العراق يتجرأ على الحلف الأميركي ويتجه شرقا لروسيا وإيران
نشر بواسطة: iwladmins
الأحد 04-10-2015
 
   
بغداد

هل حقا ستنجح بغداد في اختيارها لعامل المفاجأة وهي تفك ارتباطها بـ’ولي النعمة’، بشكل يعرض مصالحه في المنطقة لضربة قاتلة؟

تكشف المعلومات المتواترة القادمة من بغداد حول انضمامها إلى الحلف الرباعي قيد النشأة والذي يضم روسيا وإيران والعراق وسوريا، أن حكومة حيدر العبادي قد أنجزت تحالفها الجديد بكل تفاصيله بشكل مسبق وبعيدا عن وسائل الإعلام قبل أن تعود لتخبر به "تلميحا وعلى دفعات" وعلى أساس انه ما يزال قيد الدرس، وذلك خوفا على ما يبدو، من احتمال أن يثير هذا الانحراف المذهل بعلاقات العراق نحو الشرق، غضب الولايات المتحدة التي لولاها لما كانت حكومة العبادي أو الحكومات الشيعية التي سبقتها، لتصل أصلا إلى السلطة في العراق.

وبينما يبدو خيار بغداد بالقفز من سفينة الحليف الأميركي إلى سفينة روسيا وايران واضحا اليوم، فإن لا أحد باستطاعته التكهن بالوجهة النهائية التي يمكن أن تأخذ اليها حالة الاستقطاب الشديد ومتعدد الأوجه المنطقة. وهي وجهة ستتوقف نتائجها على الإجابة عن أسئلة عديدة من بينها، كيف ستكون ردة الفعل الاميركي؟ وهل حقا ستنجح بغداد في اختيارها لعامل المفاجأة وهي تنفصل بشكل خطر عن الحلف الأميركي باعتبار ان واشنطن ستؤثر هذه المرةّ ايضا الصمت وتقبل بخسارة مصالحها في العراق لفائدة روسيا؟ تماما كما حصل في سوريا.

وكشف عبدالباري زيباري نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي الأحد أن البرلمان كلف لجنته ولجنة الأمن والدفاع، للاطلاع على تفاصيل "الخلية الاستخبارية" التي تضم كلا من روسيا وإيران والعراق وسوريا.

وأضاف زيباري إن "مجلس النواب لا يملك المزيد من التفاصيل حول الخلية الاستخبارية الرباعية، لذا كلفت يوم أمس (السبت) رئاسة البرلمان اللجنتين لبحث الموضوع مع المختصين ورفع التفاصيل إلى المجلس".

وأوضح زيباري أن "اللجنتين ستبدآن الأحد عقد الاجتماعات للاطلاع على تفاصيل أكثر، حول طبيعة عمل الخلية الاستخباراتية الرباعية".

وتأتي تصريحات زيباري بعد أن دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني الجمعة روسيا وبشكل ضمني لتوسيع ضرباتها الجوية إلى العراق، وأيضا بعد أن قال العبادي الخميس إن حكومته سترحب بضربات جوية روسية ضد تنظيم ادولة الإسلامية في العراق وتتلقى معلومات من سوريا وروسيا عن التنظيم.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة (تابعة للجيش العراقي) الأحد الماضي بدء التنسيق الأمني والاستخباري الفعلي بين الدول الأربع لاستهداف تنظيم "الدولة الإسلامية".

ولا يستبعد مراقبون أن تبدأ روسيا فعلا ضربات جوية في العراق.

ويقول هؤلاء إن تصريحات العبادي والسيستاني وأخيرا زيباري مجرد أداة للتضليل، لأن انضمام العراق للتحالف الرباعي الجديد تم إقراره قبل مدة سبقت بالتأكيد دعوة السيستاني وترحيب العبادي.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، أن موسكو مستعدة للنظر في تنفيذ عملية جوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، عند ورود طلب من هذا القبيل من حكومة بغداد.

وقالت إيليا ريغاتشيفا، مديرة إدارة التحديات والتهديدات الجديدة "إذا طلبت السلطات العراقية من موسكو تنفيذ عملية جوية ضد متطرفي وإرهابيي الدولة الاسلامية، على الأراضي العراقية، فإنها ستقوم بإجراء تقييم سياسي وعسكري لجدوى مثل تلك العملية".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس "لا نذهب الى مكان اذا لم تتم دعوتنا اليه"، في تلميح ضمني إلى ان موسكو تنتظر فعلا هذه الدعوة.

ويضيف المراقبون أن الحكومة العراقية كانت تخشى بالفعل من خطورة الصعود السريع في سفينة التحالف مع روسيا وايران ذي الأهداف المتناقضة بشدة مع أهداف الحليف الأميركي وآثرت إنجاز تحالفها وفقا لعامل المفاجأة وسياسة الأمر الواقع مستغلة ارتباك إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما واستسلامها للهجمة الروسية على المنطقة الأمر الذي شجع العراق على المبادرة بمثل هذا التحدي الخطر لولي النعمة الأميركي.

ويعتبر محللون أن كل المؤشرات تدل على ان تحالف بغداد مع روسيا لن يقتصر على مجرد تبادل المعلومات وأن سعي بغداد للتعتيم على أهداف تحالفها الجديد يعني انها تنتظر منه الكثير على الصعيد الأمني وخاصة في حربها على الدولة الإسلامية. وهي حرب تسعى من خلالها لتحقيق نصر شيعي خالص وساحق على الإرهابيين، لا تتحصل فيه المحافظات السنية على اية افضلية امنية وسياسية مستقبلية كما تطالب بذلك الولايات المتحدة.

وكشف العبادي في تصريح السبت أن الولايات المتحدة الأميركية متحفظة على التنسيق الأمني بين العراق وسوريا وايران وروسيا، لكنه أكد أن بلاده ليس لديها أي تحفظ، في حال قررت روسيا ضرب مواقع الدولة الإسلامية في العراق بعد الحصول على موافقة بغداد.

ويقول محللون إن بغداد بدت متخوفة من المجاهرة بالانضمام للتحالف الرباعي لأنها تعلم أن واشنطن حتى وإن تراخت في مواجهة التحدي الروسي في اكثر من مكان، فإن الأمر قد لا يكون كذلك بالنسبة للعراق الذي كلفها "تحريره وتسليمه لحلفائها الشيعة" الكثير من سمعتها واقتصادها.

ويشكل انضمام بغداد للتحالف الرباعي الجديد تحديا جديا للحلف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي اعلن منذ أكثر من سنة الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية، كما يعني استهانة واضحة بقدرات هذا الحلف في اداء مهمته وعدم ثقة به، وبالتالي فإن العبادي عبر خياره الارتماء في الحضنين الروسي والإيراني ـ سواء بإرادته أو مكرها ـ إنما يعبر عن خضوعه للقوى الشيعية الموالية لطهران في العراق، والتي ظلت تروج منذ مدة لعدم جدية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، وبأنها ليست مستعدة للتعاون معه على الأرض من أجل تحرير المدن التي يسيطر عليها تنظيم الدول الإسلامية لأنها تشك في نواياه وأهدافه، خاصة وأن واشنطن ترفض أي دور رئيس لقوات الحشد الشعبي في المعركة البرية ضد الدولة الاسلامية وتضغط على بغداد لتشكيل قوات حرس وطني ترفضها حكومة العبادي بضغط إيراني واضح، لأنها ستسمح للمحافظات السنية في الشمال من الاستفادة من قوات نظامية مسلحة يكون جميع عناصرها من السنة.

ولا يزال حلف دولي آخر تقوده الولايات المتحدة وبمشاركة دول عربية مهمة في المنطقة، ينفذ عمليات قصف مستمرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا أيضا، وهو نفس الهدف الذي تشكل بموجبه الحلف الجديد.

ويقول مراقبون إن التفاهمات قد أجريت بالفعل داخل البرلمان العراقي للتصديق على التحالف الجديد ودعم خيار الحكومة بالانضمام اليه وباستدعاء موسكو لشن ضربات جوية في العراق تماما كما فعلت دمشق، على أن يسبق هذا الاستدعاء طلبا سيقدمه الرئيس فلاديمير بوتين للبرلمان لتفويضه بالقيام بعمليات جوية في الخارج (العراق).

وقال مسؤول عراقي الأحد إن "الخلية الاستخبارية الجديدة المشكلة في بغداد، تضم جهازي الاستخبارات والأمن للدول الأربع، واتفق على أن تكون رئاسة الخلية دورية كل ثلاثة أشهر لدولة".

وأوضح المسؤول العراقي، (طلب عدم ذكر اسمه) أن "كل ممثل دولة سيكون له ستة مستشارين، وتمّ اختيار مقر الخلية في بغداد، لأن أغلب أنشطة التحالف الدولي تحصل على الأرض العراقية، وكذلك لتلافي أي تصادم بين الطائرات الروسية وطائرات التحالف الدولي".

وقال مراقبون إن توجه بغداد نحو روسيا وإيران يعني أن قوى الضغط الشيعية العراقية المؤتمرة بأوامر إيران هي التي انتصرت في النهاية، على رغبة العبادي في التوجه نحو اتخاذ قرارات مستقلة عن طهران.

ويؤكد هؤلاء أن انتصار هذه القوى هو دليل على قوة قبضتها في السيطرة على العراق، كما أنه دليل ايضا على ان رئيس الوزراء العراقي لا يملك من أمره شيئا أمامها وإن هذا العجز يعطي فكرة واضحة عن الاسباب التي تجعله غير قادر على المضي في قراراته الإصلاحية التي اعلنها قبل مدة.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced