تبدي القوات المشتركة في الرمادي، بعد إعلان تحرير المدينة الاثنين، حذرا واضحا من شبكة أنفاق أرضية كان يستخدمها داعش للتنقل خلال فترة سيطرته على المدينة التي استمرت لـ7 اشهر.

الأنفاق قد تحمل بعض المفاجآت للقوات الأمنية، بحسب مسؤولين محليين، الذين توقعوا ان تستغرق فترة تطهير المناطق المحررة في الرمادي لنحو شهرين بسبب كثافة العبوات والمفخخات التي زرعها التنظيم.

بالمقابل سيتعين على الجيش ترك المدينة بعد تطهيرها بعهدة الشرطة المحلية ومقاتلين قبليين. في حين يدعو مسؤولون الى زيادة عدد المتطوعين في المدينة لتأمين محيطها الذي مازال يتواجد فيه داعش.

وقال رئيس الحكومة حيدر العبادي بعد إعلان تحرير الرمادي "إذا كان عام 2015 عام التحرير، فسيكون عام 2016 عام الانتصار النهائي.

ودخلت القوات المشتركة، الاثنين، المجمع الحكومي وسط الرمادي بعد أسابيع من محاصرته، وقامت برفع العلم العراقي فوق المبنى.

الحذر من أنفاق داعش

ويقول أركان الطرموز، عضو مجلس محافظة الانبار، "نحتاج لشهرين لتطهير مناطق غرب الرمادي ووسط المدينة من الانقاض والمتفجرات".

ويؤكد خبراء ان التنظيم فخخ  كل الازقة والمباني في المدينة، ودعوا للحذر من دخول المباني حتى المدنية منها خشية تفخيخها.

وأضاف الطرموز، في حديث مع (المدى)، ان "القوات المشتركة وضعت كل الحسابات لحدوث اي طارئ او مفآجات قد يكون داعش تركها للمرحلة الاخيرة".

وتقدمت القوات المشتركة خلال الاسبوع الماضي بحذر شديد نحو المباني الحكومية في وسط الرمادي تحسبا لوجود عبوات شديدة الانفجار.

ويؤكد المسؤول المحلي ان "الحذر يبقى من الانفاق التي حفرها التنظيم تحت الرمادي للتنقل، فقد يستخدمها الانتحاريون لمباغتة القوات العراقية".

وقام داعش بحفر العديد من الانفاق التي تصل ما بين المباني الحكومية والمنازل. وكان رئيس جهاز مكافحة الارهاب عبدالغني الاسدي أكد، قبل تحرير الرمادي، صعوبة التنبوء بعدد المسلحين في المدينة نظرا لتنقلهم عبر الانفاق.

وقدر مسؤول محلي نسبة دمار المدينة بنحو 80%، مشيراً الى تضرر شبكات المجاري والماء وأغلب المباني الحكومية والمدنية، مؤكدا إن جسراً واحداً فقط مازال صالحا للاستخدام.

الأهالي يسلمون الدواعش

ويكشف أركان الطرموز عن تنسيق نادر حدث بين الجيش وسكان الرمادي "نظرا لحجم الأذى الذي تعرض له أهالي المدينة".

وأشار الطرموز الى ان "التعاون أدى لكشف عدد من المواقع المفخخة وأماكن تحصن بعض المسلحين المتبقين في المدينة ومن بينهم وزير مالية داعش".

وأعلنت خلية الإعلام الحربي، أمس الثلاثاء، اعتقال ما يسمى بوزير مالية "داعش" وفقاً لبلاغ تلقته القوات الأمنية من أهالي الرمادي. وأضافت الخلية أن "المطلوب أعتقل وهو متخف بين المواطنين ويحاول الهروب بعد انكسار التنظيم الإرهابي".

مهمة مسك الارض

ولايزال داعش يمتلك نفوذا في المناطق الشرقية للرمادي، التي قد يستخدمها التنظيم منطلقا لمهاجمة المناطق المحررة مرة اخرى.

ويقول غانم العيفان، عضو لجنة الازمة في محافظة الانبار، ان "القوات المشتركة ستنشغل بمحاربة داعش في باقي مدن الانبار، وستبقى الشرطة المحلية والعشائر لحماية الرمادي".

وينوه العيفان، خلال اتصال مع (المدى)، الى "خطورة بقاء المسلحين في مناطق الصوفية والسجارية وجويبة، شرقي الرمادي"، داعيا الحكومة الى "زيادة عدد القوات المحلية من أبناء الرمادي خشية تسلل المسلحين الى المدينة".

وزادت الحكومة في بغداد، مؤخرا، عدد أبناء العشائر ضمن الحشد الشعبي في الرمادي لاكثر من خمسة آلاف عنصر.

من جهته يؤكد عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الانبار لـ(المدى) ان "الشرطة تحولت من أفراد يعملون في المراكز الى أفواج طوارئ".

وكان مدير شرطة الانبار هادي رزيج قد بدأ قبل أشهر تحويل الشرطة لمجاميع مقاتلة. لكن الفهداوي يقول "في الرمادي كان هناك 9 آلاف شرطي، وبعد السقوط في أيار الماضي لم يبق غير 4 آلاف".

ويسعى مجلس المحافظة لاقناع وزارة الداخلية لقبول عدد من الشرطة المتسربين بعد سقوط الرمادي.

ويقول عضو مجلس محافظة الانبار ان "الشرطة تركوا المدينة بعد ان انسحبت قوات النخبة والجيش، وانشغلوا بايصال عوائلهم عبر بزيبز الى بغداد والى اربيل، بعد ان إحتل المسلحون منازلهم".

وفجر "داعش" في وقت مبكر من سيطرته على الرمادي العشرات من منازل ضباط ومنتسبي شرطة الرمادي شرقي المدينة.

من..وائل نعمة