بعيون تواقة للفرح تجمع عدد من الاطفال النازحين في مكتبة الطفل العراقي التابعة لفرع رابطة المرأة العراقية في كركوك لزيارة مدينة الالعاب بداية شهر شباط .
وقبل توجهنا للمكان تحدثنا مع بعض الصغار حول المكتبة وانطباعاتهم عنها فكانت سارة ذات العشر سنوات اول المتحدثين لتقول : بعد ان هربت مع عائلتي من مدينة بيجي خوفا من بطش الدواعش المجرمين توجهنا الى كركوك حيث وجدنا المكان الاكثر امان لنا، وبعد ايام زارتنا الست نادية لتدعونا لزيارة المكتبة القريبة جدا منا ، وفي هذا المكان أتيحت لي فرصة ممارسة هوايتي المفضلة الرسم واستطعت من تطوير مواهبي الفنية الاخرى بمساعدة المشرفات على المكتبة ، وتعلمت كيفية الاستفادة من بعض المخلفات كالكارتون والعلب الفارغة ، فصنعت منها بيوت ولونتها بألوان مختلفة وعند سؤالها لماذا فكرتي بصناعة هذه البيوت ترددت ساره قليلا قبل ان تواصل وبصوت حزين قائلة لاني فقدت بيتي بعد النزوح ، لذا ارغب ان اصبح مهندسه معمارية بالمستقبل لأبني دور لمن لا مأوى لهم .
اما ياسين ذو التسع سنوات و النازح من الحويجة قال انطباعه عن المكتبة بكل عفوية وحب انا اتعلم الاناشيد الجميلة هنا ، وهو يرغب ان يصبح معلما بالمستقبل .
اما مراد ورانيا وهما بعمر 13 -15 فطموحهما كبير حيث يحلمان بدراسة الطب فجاءت دروس التقوية المجانية لتسهم بتعزيز ذلك.
لابد من الاشارة ان المكتبة تأسست قبل عام وبدعم من قبل فرع الرابطة في مدينة غوتنبرغ السويد و بالتنسيق مع فرع الربطة في كركوك .
توجهنا بعدها مع اكثر من 40 طفل وبرفقة مجموعة من الامهات الى مدينة الالعاب ، وكانت قهقهات الاطفال تكاد تعانق السماء فرحا بهذا المكان ،و استمتع الجميع بالالعاب هناك وتناولوا بعدها وجبة طعام خفيفة ،ولأن الاطفال تعلموا كيفية الحفاظ على البيئة في المكتبة تعاونوا فيما بينهم بجمع علب الطعام الفارغة ووضعها في سلة المهملات.
وفي الختام جاءت هذه السفرة في محاولة للتخفيف ولو بشيء بسيط من المعاناة وهول الاحداث التي تعرض لها هؤلاء الاطفال.
في كركوك .. عيون الاطفال النازحين تتوهج فرحا
