يا أبناء شعبنا الكريم
أيها المتظاهرون يا أصحاب الضمائر المحبّة للعراق
يمرّ وطننا بأقسى محنةٍ له منذ تأسيس الدولة قبل قرنٍ تقريباً، فبالإضافة إلى التهديد الأمنيّ المتمثل بداعش الإرهابيّ وسائر الفصائل الخارجة عن القانون، وشبح الأزمة الاقتصادية التي باتت تهدّد الحياة اليومية للمواطنين، وهي أزمةٌ من صنع الساسة اللصوص الذين سرقوا أموال العراق وبعثروها على نزواتهم الشخصية وملأوا بها حساباتهم الخاصة وحسابات عوائلهم ومقربيهم، تتفاقم اليوم أزمة سياسية هي الثمرة الشيطانية للمحاصصة وتكالب هؤلاء الساسة وتمسكهم بمناصبَ لم يكونوا أهلاً لها.
أيها المتظاهرون الأبطال
لقد أجهض الساسة اللصوصُ أحلامنا بدولة كريمة تحفظ للمواطن كرامته ولقمة عيشه وتضمن مستقبل أبنائه، ونحن نشهد وإياكم اليومَ انهيارَ الدولة العراقية على شتى الصعد، ووصول المواطنين إلى يأس مطبقٍ من وعود الساسة الكاذبة، ومما يحزّ في نفوسنا، كما يحزّ في نفوسكم، نبرة التشفّي والاستهزاء التي يطالعنا بها هؤلاء الساسة اللصوص كلّ يوم، واعترافاتهم العلنية بسرقاتهم ولصوصيتهم وضحكهم على الشعب واعتبار العراقيين مجرد خدمٍ عند هؤلاء الساسة السرّاق الذين أصبحوا أباطرة بعونٍ من الأموال السحت التي نهبوها من خيراتنا.
وبناء على ذلك كله فقد آن الأوان لنقولها مدويّةً صادقةً من قبل صادقين، جريئة من ضمائر جريئة، أنْ لا سبيل لنا لاسترداد كرامتنا سوى التخلّص من كلّ هؤلاء الساسة الذين انتهتْ مدّة صلاحيتهم منذ أمد بعيد حتى أن روائحهم فاحتْ وأزكمت الأنوف.
لا سبيل أمامنا لاسترداد وطننا الذي نهبه هؤلاء اللصوص سوى كنسهم جميعاً والتخلّص منهم بأسرع وقت. يا أحرار العراق طوال أشهر عدّة كنا نحتجّ فيها بشكل حضاري سلميّ منتظرين من الحكومة والبرلمان إصلاحات حقيقية وحاسمة تعيد الأمل للمواطن، غير أن الحكومة ومثلها البرلمان ظلتْ تصدّر إلينا إصلاحات عرجاء ووعوداً هوائيةً باتت مثار سخرية الصغير قبل الكبير.
ولهذا نعلنُ يأسنا من قدرة، بل من رغبة الحكومة والبرلمان بإجراء هذه الإصلاحات، وباسمكم نعلنُ للحكومة والبرلمان معاً بصوت واضح لا لبس فيه: هذا فراقُ بيننا وبينكم.
أيها الأحرار
اطلعنا، كما اطلعتم على ورقة الإصلاح التي تقدّم بها السيّد مقتدى الصدر قبل أيام عدّة، ونرى بأنها، على الرغم من الانقسام الحاصل حولها، أسهمتْ في تحريك الأجواء الراكدة، وأطلقتْ حواراً مثمراً يمكن البناء عليه للوصول إلى حلول لإنقاذ العراق.
وإذ نثمن التوجه نحو تشكيل حكومة كفاءات ونزاهة، بعيداً عن المحاصصة الطائفية والاثنية، فأننا نؤكد أن موقفنا منذ البداية كان منادياً ومطالباً بتجاوز صيغة المحاصصة. وندعو كافة الأطراف الفاعلة إلى نقاش حقيقيّ حولها يسفر عن تشكيلة حكومية تتبنى مشروعاً واضحاً للإصلاح.
يا ابطال ساحة التحرير
في الذكرى الخامسة ليوم الخامس والعشرين من شباط الأغرّ، نستذكر وقفتكم البطولية أمام حكومة الفساد واللصوصية، ورفضكم المدوّي للسياسات الهوجاء التي انتجتها تلك الحكومة والتي أدتْ لما نحن فيه اليوم من خرابٍ وإفلاس وضياع أجزاء عزيزة من الوطن.
كما نستذكر بفخرٍ شهداءنا الذين صاروا رموزاً لهذه الثورة السلمية، نقف إجلالاً لأرواحهم، وبخاصة شهيد ساحة التحرير هادي المهدي، والشهيد الشابّ ابن البصرة الفيحاء منتظر الحلفي، وغيرهما من القناديل التي تضيء لنا هذه المسيرة التي نعرف انها شاقّة لكنها السبيل الوحيد لاسترداد كرامة العراق.
نعلن مرة أخرى باسمكم، لا حلّ سوى تغيير حقيقيّ، وتشكيل حكومة خبراء بريئة من دنس المحاصصة، تكون مهمتها كشف ملفات الفساد وتقديم الفاسدين للقضاء العادل واسترداد أموال العراق التي نهبها لصوص الخضراء ووضع برنامج سياسيّ اقتصاديّ يعزز بناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية.
بغداد 2016/2/23
#ارحلوا
#لم_ولن_نسكت