شعرية آكلة ٌ للحم البشر: تحويل التابو إلى طوطم
نشر بواسطة: Adminstrator
الأحد 05-04-2009
 
   
عبد القادر الجنابي - ايلاف -
ولد اوزفالد دي اندراد في ساو باولو 1891 وتوفي فيها عام 1954. منذ مطلع شبابه، كان على اتصال مع الطليعة الأوروبية. ففي زيارته الأولى الى اوروبا (1912) تعرف على الحركة المستقببلية وتطلع على ما كان يتراءى في الأفق من مجيء طليعي كالدادائية وتغيير سوريالي لكل أدوات التعبير. لعب دورا كبيرا في تأسيس الحركة الأدبية المعروفة باسم "مجموعة الخمس" التي كان من بين أعضائها الشاعر البرازيلي الكبير ماريو دي اندراد. نظم "أسبوع الفن الحديث" التي تعتبر النواة الأولى للحداثة البرازيلية. أصدر روايتين: "مذكرات خاو ميرامار العاطفية (1924) و""ثلاثية المنفى" التي بدأت عام 1922 وانتهت 1934.
وبحكم ثراء عائلته التي كانت تعمل في تجارة البن، كان دي اندراد مساعدا دائما للفنانين والشعراء، فكان ينظم لهم لقاءات ومعارض ويساعدهم في طبع اعمالهم، وأسس عدة مجلات ونظم معارض ولقاءات من أجل تشجيع الحركة الطليعية في برازيل.. وما إن حل يوم الثلاثاء الأسود (24 أكتوبر 1929) يوم انهيار بورصة وول ستريت، حتى أخذ دي اندراد يفقد أمواله على نحو متسارع، وفي غضون عام أصبح حاله حال أي عامل، فارتفعت فيه الحمى السياسية إلى حد الانضمام الى الحزب الشيوعي، لكنه سرعان ما تركه بعد إحساس، شعر به، بخطورة ستالين المقبلة على الحرية والإبداع. بدأت الحياة أمامه تصبح صعبة. فأخذ يعاني عزلة، خصوصا بسبب وضوح مواقفه إزاء معاصريه، وضوحا لا يخلو من لغة لاذعة واستخفافية. استمر في نشر بعض الأعمال والمقالات وإعطاء مؤتمرات حول الشعر وكتابة مسرحيات، حتى وافته المنية عام 1954. رغم أن اوزفالد دي اندراد جاء بأسلوب جديد وحديث: وهو تقصيب الجملة وتشظيتها جملا منفصلة، مما يولد نوعا من التوتر والغموض اللازمين للكتابة الحديثة، وقد قلده كثير من الكتاب الذين ظهروا فيما بعد، إلا أن الإضافة الحقيقية التي خلدته تاريخيا كواحد من مؤسسي الحداثة البرازيلية، هي "البيان الآكل للحوم البشر" الذي
كتبه  ونشره في العدد الأول من مجلته التي أسسها عام 1928 "مجلة أكل لحوم البشر". وقد يبدو من عنوان هذا البيان وكأنه صدى "بيان كانيبال" لفرانسيس بيكابيا، المنشور في العدد السابع من "دادا" (1920)، إلا أنه (بيان دي اندراد) يختلف عما كتبه بيكابيا، اختلافا جوهريا من كل جانب. فدي اندراد لم يستخدم صفة Cannibal وإنما Antropofago. وهنا فرق جوهري رغم أن الكلمتين تترجمان، للوهلة الأولى، بـ"أكل لحم البشر". لكن كلمة كانيبال هنا مستخدمة بالمعنى المجازي وبالتالي يجب ترجمة عنوان بيكابيا بـ"بيان متوحش" أو "ضار"، وبالفعل فإن مضمون بيان بيكابيا مكتوب بلغة عدوانية تستخفف من، وتحقر، على الطريقة الدادائية، السلطة والدين والفن والجميع، بينما لدى دي اندراد المعنى مباشر وثانيا ذو دلالة عميقة تناقش أخطر إشكالية كانت البرازيل تعاني منها: "محنة الأصل والدخيل"، هل يتم تحريم الثقافة الغازية والانكفاء على التراث القومي...الخ.
ذلك أن "البيان الآكلُ لحم البشر" الذي كتبه دي اندراد يعتبر وثيقة إبداعية جد أصيلة. ففي عنف الشعور البرازيلي القومي ضد الاستعمار والبحث عن استقلالية وطنية، قدم دي اندراد في هذا البيان أطروحة أساسية وهي الخروج من ثنائية الآخر الاستعماري والأنا الوطنية الخائفة من غزو الآخر لها، بالتعامل مع الثقافة الأجنبية تعامل قبيلة توبي مع أعدائها: امتصاصها، التهامها.
فأكل لحوم البشر في بيان دي اندراد"، كما يقول أوغستوس كومباس، "هنا ليس متأت بسبب الفقر والجوع، وإنما هو منطلق من مفهوم طقسي؛ مجازي، محاولة الحصول على أفضل ما لدى العدو"... أكل لحوم الثقافة الغربية الغازية لبرازيل، أكلا يسمح عبر الامتصاص والهضم، بناء شيء جديد. الخروج من ثنائية الأصل والدخيل، الآخر والأنا القومية، من مؤثِر ومؤثـَر به، لا يمكن أن يحدث إلا من خلال عملية تغذية وامتصاص هذا الآخر الغازي لانتاج شيء جديد متجاوز، سيمثل بالضرورة ثقافة برازيل الحديثة المتفتحة. وهكذا يصبح الانتقام من الثقافة الغازية، إلتقامَ أفضل ما تملك هذه الثقافة من مصل وحيوية. وعندما تصبح المعرفة معرفة التقامية، التهامية لا يعود لها هُوية منغلقة ومحددة، فهي تدخل حيز الاختلاط، وفي الاختلاط  تتعرف على كل المراجع الغريبة عنها كغذائها الأصلي.
في العدد الثاني من مجلة "النقطة" (باريس 1981)، نشرتُ مختارات من شظايا اوزفالد دي اندراد قمنا، نسيب طرابلسي وأنا، بترجمتها، يمكن للقارئ الرجوع اليها. هنا ترجمة جديدة قمت بها لمختارات من "البيان الآكل للحم البشر" ومن نصوص أخرى. أقول مختارات لأن هناك شظايا لا يمكن ترجمتها إذ تنطوي على أسماء وأماكن وإشارات برازيلية تاريخية من دون شرحها لا يعود هناك أي
معنى للشظية. وكمثال العبارة الثالثة في "البيان": Tupi أو لا Tupi هذا هو لب المسألة.
فتوبي هي القبيلة الأم للبرازيليين وأتهمت بأنها كانت تأكل لحم أعدائها، كما جاء في مذكرات المستكشف الألماني هانز شتادين بأنه رأى قبيلة توبي تأكل لحم أعدائها، واستطاع الهروب وإلا كان سيؤكل كبقية طاقمه في الرحلة. وهناك من يكذب هذه الاستنتاجات، وهناك من يؤكدها وبعضهم على النحو التالي: نعم، كانوا يأكلون لحم البشر وأما لماذا لم يأكلوا هانز شتادين الذي وقع بين ايديهم كما ادعى، فالجواب بكل بساطة هو ان شتادين كان جبانا وآكلي لحم البشر لا يأكلون لحم الجبناء، وإنما لحم أعداء أبطال وشجعان ونبلاء حتى يكتسبوا قوتهم ونبلهم. ويريد  دي اندراد في عبارته هذه أن نقبل حقيقتنا أو لا نقبلها: فنحن آكلو لحم البشر؛ لنأكل، إذن، من لحم هذه الثقافات الطالعة علينا ونمتصها لكي تبقى جذوتنا الشعرية حية كأي قبيلة شعرية أخرى. من هنا يجب أن نفهم إن حياة الثقافة البرازيلية رهينة هذا الاختيار: إما تحويل المحظور (التابو)، بعبارة أخرى الثقافة الأجنبية، الى طوطم نفتخر به ونقدسه؛ بما أنه متأت عبر امتصاص المحظور وأكل أفضل ما فيه، وإما تموت الثقافة البرازيلية وتنقرض.
من "البيان الآكل لحم البشر"
وحده أكل لحم البشر يوحدنا. اجتماعيا. اقتصاديا. فلسفيا.
قانون العالم الوحيد. التعبير المقنّع عن كل الفرديات. عن كل الجماعيات. كل الأديان. كل معاهدات السلام.
Tupi أو لا Tupi هذا هو لب المسألة.
لايهمني سوى ما لا يعود لي: قانون الإنسان. قانون أكل لحم البشر.
ما يعيق الحقيقة هو الثوب، المِمطر العازل ما بين العالم الداخلي والعالم الخارجي. تحركوا ضد الإنسان المكتسي. والسينما الأمريكية هي التي ستذيع.
أبناء الشمس، أم الأجيال. وجَدَهم وأحبهم بضرواة، وبكل ريائية الذكريات، المهاجرون، والمُتجَّر بهم والسياح. في بلد الأفعوان الكبير.
لهذا السبب لم يكن لدينا أبدا النحو، ولا كتالوغات الأعشاب القديمة، ولم نعرف ماذا كان مدينيا، او شبه مديني، حدوديا، او قاريا. نتتنبل على خارطة برازيل العالمية.
ضد مستوردي الوعي المعلّب. جسّ الحياة...
نريد الثورة الكارايبية، أعظم من الثورة الفرنسية. وحدة كل التمردات الفعالة باتجاه الإنسان. من دوننا لما كان لأوروبا الإعلان البائس لحقوق الإنسان.
لم نتلقن تعليما دينيا. كنا نحيا وفق شرع سرنمي (يسير نائما).
لكن، لم نسمح أبدا بولادة المنطق في ديارنا.
تأبى الروح اعتبار الروح دون الجسد. التشبيهية؛ ضرورة اللقاح الآكل للحم البشر. للتوازن ضد أديان الهجير. ومحاكمات التفتيش الخارجية.
لايمكننا أن نكون مهيئين إلا لعالم أُذُنيّ.
كان لدينا العدل: تقنين الثأر. العلم: تقنين السحر. أكل لحم البشر. التحويل الدائم للتابو الى طوطم.
ضد العالم القابل للارتداد، والأفكار المجسّدة. المجثثة. ضد إيقاف الفكر الديناميكي. الفرد ضحية النظام. منبع الظلم الكلاسيكي. الظلم الرومانتيكي. ونسيان الفتوحات الداخلية.
خطوط سير، خطوط سير، خطوط سير، خطوط سير، خطوط سير، خطوط سير، خطوط سير.
موت الفرضيات وحياتها. من معادلة "الأنا جزء من الكون" إلى مسلمة: "الكون جزء من الأنا". إعاشة. معرفة. أكل لحوم البشر.
ضد النخَب النباتية. اتصالا بالأرض.
كنا نملك، أصلا، الشيوعية. كانت لدينا، أصلا، اللغة السوريالية. العصر الذهبي.
يا قمر
أيها القمر الجديد
انفخ على حبيبي لكي يتذكرني.
السحر والحياة. كنا نملك، أصلا، تعاطي وتوزيع الأملاك المادية، الأملاك المعنوية، الأملاك الهَيْبيّة. وكنا نعرف تبديل موضع الموت والسر، بمساعدة بعض الصيغ النحوية.

سألت رجلا عن ماهية العدل. أجابني أنه ضمانة ممارسة المستطاع. كان يدعي هذرا مذرا. أكلته.
الصراع بين ما يسمى المخلوق واللامخلوق ، المعبر عنه بالتناقض الدائم بين الإنسان وتابُوَه. الحب اليومي وطريقة العيش الرأسمالية . أكل لحوم البشر. امتصاص العدو المقدس. لتحويله الى طوطم. المغامرة الانسانية. القصد من غاية العيش في الكرة الأرضية. ومع هذا فقط النخب الصافية تستطيع تحقيق، لحميا، أكل لحم البشر الذي يحمل في حد ذاته معنى الحياة الأرقى ويتجنب كل الأمراض التي شخصها فرويد، الأمراض الناتجة عن التعليم المسيحي. ما يحدث هنا ليس تساميا للغريزة الجنسية. إنه المقياس الحراري للغريزة الآكلة للحم البشر. فعندما تكون (الغريزة) لحمية، تصبح واحدة من المنتخبين وتبدع الصداقة؛ عاطفيةً، الحب؛ وتأمليةً، العلم. تنحرف وتنتقل. نسقط في الشيخوخة. إن أكلَ لحم البشر على النحو الواطئ؛ المتكتل في خطايا التعليم الديني: الحسد، والربا، والتشهير والقتل. طاعون الذين يعتبرون أنفسهم متعلمين وملإتمسيحيين، هذا عين ما نتحرك ضده. آكلو لحم البشر.
نحن عينيون. الأفكار تفرض نفسها، تتعارض، تحرق الناس في الساحات العامة. لنحذف الأفكار، وكل المُعطلات الأخرى بواسطة خطوط سير. الاعتقاد بالانذارات، الاعتقاد بالوسائل وبالنجوم.
(1928)
*****
الرجل الذي أكلته لقمة فلقمة:
لكثرة ما كان يضايقني، كنت أراه سلفا على السيخ يشتوي..
ذات يوم، تحدث عن "الحب كمبدأ".
اعتبرتُ أن قولا من هذا النوع يستأهل نهشة. فنهشته بطاقم أسناني.
وفي مرة أخرى، يأتيني بهذه الفلتة "النظام كمبدأ". شعرت بإهانة حدّ أني عضضته من جديد.
وفجأة، عندما كنا نحن نتنزّه: سمعت من فمه "التقدم كغاية". طفح الكيل!
مزقت لحم "المواطن" بشهية.
والآن يتنزّه شاحبا بعض الشيء، بسبب بياض هيكله العظمي.
أكلت كل لحمه، وأبقيت فقط لسانه المتقرمز في بياض الجمجمة الناصع.
عن قصد أبقيت لسانه.
أريد أن أرى إن كانت لديه الجرأة على التصريح "بأنه يجب العيش من أجل الآخرين، العيش في وضح النهار". ليقل هذا وسيموت كسمكة: من الفم.
التعيس! إنه من أتباع الفلسفة الوضعية، وربما لهذا السبب كان لحمه بائتا بحيث يجب أن يؤكل وإلا فسد. فأكلته.
****
من "نصوص أخرى" توضيحية
كل تشريع خطر.
الإنسان، بفعل ظاهرة ندعوها آلية الانطواء، هو حيوان مؤمن بالتعددية. يعدّد ويخترع المفهوم. وعلى المفهوم يبني ويشترع القوانين. فيخلق التابو.
عندما يوجد الانكفاء على الذات، يهبط الإنسان إلى المستوى الواقعي. يهبط كساكن كهف بما انه ولد كهفيا. ولا يترك ديانة أو مثالا أعلى إلا ويجادلها قسرا. تاريخيا.
لو كان الأطفال يولدون غير أميين، لكنا آمنا بالتطور الإنساني. لكن الطفل، عند ولادته، كما هو خلال القرون الأربعين الأخيرة من الوقائع المعروفة، يولد طبيعيا في العصر الحجري. وهكذا يبقى بدائيا والإنسان الأول، إن لم نشوّهه فورا. ليس هناك داع للحنين إلى العصور الحجرية. فكل يوم، يولد ملايين من أناس ما قبل تاريخيين.
كل أحكامنا تخضع للمعيار البيولوجي. التنعيتُ الانثروبولوجي لا يفعل أكثر من تطوير التحقق مما هو مناسب أو غير مناسب للإنسان المعتبر بيولوجيا. فما هو مناسب، سنسميه: جيد، عادل، صحّي، مسلّ، وما هو غير مناسب سنسميه: خطر، مغفل... الخ.
هذا هو النوع الوحيد من الانكفاء على الذات الذي نسمح به. لم يكن لدى الهندي الأحمر فعل "كان"، ولهذا نجا من الخطر الميتافيزيقي الذي يجعل، كل يوم، من الإنسان الحجري القديم مسيحيا له ثدي، محمديا، بوذيا، باختصار، حيوانا أخلاقيا. حكيم صغير مدجّج بالأمراض.
من هذا التقسيم للفرضيات الإنسانية (الفلسفات، الأديان) إلى قوى إيجابية وقوى سلبية، يتكون حكمنا الجمالي والأخلاقي.
ليس لأنه عندنا نظام ما. لكن يجب إيجاد حل لكل المشاكل المطروحة في الغرب والشرق.
السلطة الخارجية، أو بالأحرى، "الحرمان المناخي" بالمعنى الأوسع للكلمة، هو التابو. فما هو أكل لحم البشر؟ أنه امتصاص البيئة. تحويل التابو الى طوطم.
تفضي رغبة الامتصاص إلى مخالفة التابو.
سايكولوجيّـاً، أكلُ لحم البشر يفسر عقيدة السقوط وتكوين فكرة الخطيئة. إن الخطأ هو الحل النادم. منقولا صوب امتصاص المناولة (تناول القربان المقدس). أكلُ لحم البشر ينسّق المعنى البيولوجي. امتصاص التابو مباشرة ودوما.
ضد القوى المتواضع عليها، قوى التكييف، قوى الرياء، نطلق قوى التحرر، الظافرة دوما. ضد الإنسان المزيّف، الغبي والمزعج، نقيم الإنسان الطبيعي، ضد الحيوان الذي يكتسي، نقيم الحيوان الذي يتبهرج.
ليس الهبوط الآكل للحم البشر ثورة ثقافية أو أدبية، ولا هي ثورة اجتماعية، ولا سياسية ولا دينية. إنها كل هذا في آن. إنها تعطي الإنسان الشعور الحقيقي بالحياة، الذي يكمن سرّه – وهذا ما يجهله العلماء – في تحويل التابو الى طوطم. ولهذا ندعو إلى "امتصاص التابو مباشرة ودوما".

الثقافة المزيفة، الفن المزيف، الأخلاقيات المزيفة، الأديان المزيفة. كل هذا سيتلاشى. سنلتهمه بكل شراسة.
ملاحظة: اعتمدت في الترجمة على ترجمتين انجليزية وفرنسية، وتم مراجعتها على الأصل البرتغالي مع الفنان البرازيلي باولو فاز

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced