أكد ائتلاف دولة القانون، اليوم الاثنين، أن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي طرح وثيقة إصلاح خلال الاجتماع الذي عقده التحالف الوطني، امس الاحد، في محافظة كربلاء، وعزت كتلة الإصلاح اسباب مغادرة زعيم التيار الصدري الاجتماع لارتباطه بآخر مع الهيئة السياسية لتياره، فيما اشارت كتلة الاحرار إلى أن زعيم التيار الصدري "خرج غاضبا" لعدم تقديم رئيس الحكومة أي مشروع إصلاحي وغالبية المشاركين "يجهلون" معاناة الشعب، وتحزبهم لاستحقاقات الكتل والمحاصصة.

وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أكد اليوم الاثنين، أن البيان الختامي لاجتماع قادة التحالف الوطني الذي عقد في كربلاء، أمس الأحد،(السادس من آذار 2016 الحالي)، "لا يمثلني على الإطلاق"، مبيناً أنه لم يكن بحضوره ولا حضور زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، وأن الاجتماع خرج "من دون نتائج"، وفي حين لوح برفع سقف المطالب وحماية المتظاهرين في حال "عجزت الحكومة عن ذلك"، كشف عن عدم وجود مشروع إصلاحي لدى رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي.

القانون: لدى العبادي وثيقة للإصلاح لكن الصدر لم يقتنع بها

ويقول القيادي في ائتلاف دولة القانون جاسم محمد جعفر، في حديث إلى (المدى برس)، إن "اجتماع التحالف الوطني ركز على قضيتين الأولى آلية التظاهرات والتهديدات بدخول المنطقة الخضراء، وضرورة ايجاد حلول لذلك، تؤمن بقاءها في ساحة التحرير، وسط بغداد، وعدم تهديد تلك المنطقة وحمل السلاح، لأن ذلك يخلق حالة من القلق في البلد".

ويضيف جعفر، أن "الموضوع الثاني تعلق بتركيبة الحكومة والتغيير"، مشيراً إلى أن "زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لم يكن راضياً عن رجوع الأحزاب والكتل السياسية للاشتراك بالتغيير، لكن الكتل الأخرى أكدت على ضرورة أن يكون توزيع المناصب الوزارية بالتشاور ونصفها بيد رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي".

وينفي القيادي في الائتلاف، الذي يرأسه نوري المالكي، "عدم طرح العبادي مشروعا واضحا للإصلاح خلال الاجتماع"، مؤكداً أن "لدى العبادي وثيقة من أكثر من 20 ورقة، توضح الإصلاحات الاقتصادية واسلوب اختيار الوزراء وأمور أخرى، لكن عدم اقتناع الصدر بها مسألة أخرى"، بحسب رأيه.

الإصلاح: الصدر لم يغادر اجتماع التحالف غاضباً بل لارتباطه مع الهيئة السياسية لتياره

ويقول عضو كتلة الإصلاح في التحالف الوطني، توفيق الكعبي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الأجواء التي سادت اجتماع زعماء التحالف الوطني مع رئيس الحكومة، كانت ودية، حيث تم الاتفاق على نقاط مهمة، أولها ضرورة عدم حمل السلاح خلال التظاهرات".

ويوضح الكعبي، أن "الاجتماع شهد الاتفاق على عدم التظاهر في المناطق الحساسة مراعاة لوضع البلد غير الاعتيادي، فضلاً عن عدم التجاوز على هيبة الدولة"، مبيناً أن "المجتمعين اتفقوا أيضاً على عقد اجتماع آخر خلال الأيام القليلة المقبلة لبحث الأمور الأخرى وإصدار بيان رسمي يوضح الموقف من التغيير الوزاري".

وينفي عضو الكتلة التي يرأسها، إبراهيم الجعفري، "ما تداوله الإعلام بشأن خروج زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، غاضباً من الاجتماع"، عازياً "مغادرة الصدر الاجتماع إلى ارتباطه بحضور اجتماع آخر للهيئة السياسية للتيار الصدري".

الأحرار: غضب الصدر لجهل المشاركين معاناة الشعب وتحزبهم للاستحقاقات والمحاصصة

ويؤكد النائب عن كتلة الأحرار، التابعة للتيار الصدري، عبد العزيز الظالمي، أن "الصدر خرج غاضبا من اجتماع الأمس، لعدم تقديم رئيس الحكومة أي مشروع إصلاحي، ولأن أغلب المشاركين يجهلون معاناة الشعب، بل أن بعضهم كان متحزباً لقضية استحقاقات الكتل".

ويقول الظالمي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "العودة للاستحقاقات والمحاصصة يعني الرجوع للمربع الأول"، وتابع أن "زعيم التيار الصدري ركز في بيانه على التغيير الجذري، بعد أن أعطى الحكومة فرصة ذهبية للتحرك والإصلاح، لاسيما أن تظاهرات التيار كانت داعمة لبقاء رئيس الحكومة، حيدر العبادي وعدم استبداله".

ويؤكد النائب الصدري، أن "عدم جرأة الحكومة وعدم تقديمها ورقة إصلاح حقيقي وشامل للجماهير تلزم مجلس النواب بتمريرها، اضطرت زعيم التيار الصدري إلى الدعوة لتغييرها بالكامل والسعي لسحب الثقة عنها في البرلمان، من خلال عبارته الشلع والقلع".