تكريت تحتفل بمرور عام على "التحرير النظيف" وعودة 90% من نازحيها
نشر بواسطة: mod1
الثلاثاء 05-04-2016
 
   
المدى برس/ بغداد

بعد عام من تحرير مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، تبين ان داعش كان يعطي صورة مغايره للحقيقة حول حجم تواجده هناك.

وقام التنظيم المتطرف، خلال فترة 10 أشهر وهي فترة احتلاله لتكريت، بارسال مؤشرات بانه حوّل المدينة الى "قنبلة كبيرة" ستنفجر على كل من يقترب منها.

لكن مسؤولا في تكريت قال ان داعش لم يكن منظما في المدينة، ولم نجد مفخخات او عبوات بالحجم الذي كنا نتصوره.

الحسابات الخاطئة عن داعش، ساعدت بعد ذلك في تسريع عودة النازحين. واستقبلت تكريت اول قافلة للعوائل العائدة بعد شهر من التحرير الذي وصف بـ"النظيف".  وعاد 50% من النازحين خلال الاشهر الستة الاولى عقب تحرير المدينة.

كما اعادت المدينة، خلال عام، سريعا اغلب الخدمات بمساعدة منظمات اممية، وصاغت ميثاقا عشائريا جنبها الكثير من الثأرات القبلية والاجتماعية، التي كان متوقعا نشوبها بسبب تورط بعض ابناء العشائر مع التنظيم.

كيف عادت الحياة؟

وزار رئيس الوزراء حيدر العبادي مدينة تكريت بعد يومين من تحريرها مطلع نيسان من العام الماضي، وتجول في شوارعها مع عدد من القادة العسكريين والمسؤولين المحليين في محافظة صلاح الدين.

وقال العبادي، متحدثا عن الأوضاع في تكريت، إن بعض مناطق المدينة لا تزال غير آمنة بسبب الألغام والقنابل التي زرعها عناصر داعش لإعاقة تقدم القوات العراقية. واشار إلى أن الفرق الهندسية التابعة للجيش العراقي تعمل على "تطهير" تلك المناطق.

وأعطى رئيس الوزراء آنذاك توجيهات بتسليم الشرطة المحلية لصلاح الدين، مسؤولية الأمن في المحافظة، فضلا عن تسليم إدارة المحافظة إلى مجلسها. واكد العبادي حينها أن صندوق إعادة إعمار المناطق التي دمرها داعش سيشمل محافظة صلاح الدين.

لكن سبهان ملا جياد، رئيس لجنة السياسات العامة في مجلس محافظة صلاح الدين، قال لـ (المدى) ان "الحكومة رصدت مبالغ قليلة لإعادة إعمار تكريت، واستثمرنا ميزانية المحافظة لشراء آليات بدل تلك التي دمرت في المعارك".

واعتمدت السلطات المحلية في اعادة اعمار تكريت على مساعدات قدمتها منظمات تابعة للامم المتحدة. ويقول ملا جياد "كانت عملية تحرير تكريت نظيفة الى حد كبير، ولم يكن الدمار اكثر من 20%".

وكانت قوات الفرقة 12 التابعة للجيش العراقي،  قد انسحبت بشكل مفاجئ بعد يوم واحد من سقوط الموصل في حزيران 2014، ما تسبب بانتشار داعش في تكريت والاقضية التابعة لمحافظة صلاح الدين.

وتمكنت القوات المشتركة بعد 10 أشهر من سيطرة المسلحين على تكريت من تحريرها. وكانت القيادة عسكرية  قد اوقفت عمليات التقدم نحو المدينة، لمدة اسبوعين، وقالت حينها بانها "تتجنب تدمير المدينة ولن تستعجل النصر".

حجم الأضرار

الى ذلك، يقول عمر الشنداح، قائممقام مدينة تكريت، لـ(المدى) ان "الاضرار التي لحقت بالبنى التحتية والمباني الحكومية بعد العمليات العسكرية بنحو 50% من مجمل المنشآت في المدينة".

واكد الشنداح ان "5% من منازل تكريت تضررت جراء المعارك".

ولم يكن الدمار الذي لحق باجزاء من المدينة بسبب القصف المدفعي والغارات الجوية لوحده، فقد دمر تنظيم داعش عددا من المنشآت ابرزها جسر حيوي يربط ضفتي دجلة الذي يشطر المدينة الى نصفين. وشهدت المدينة عمليات "انتقامية"، بعد التحرير، نفذها بعض السكان ضد منازل المؤيدين والمنتمين لداعش، بحسب مسؤولين هناك.

وكشف رئيس الوزراء حيدر العبادي، في مؤتمر عقده بعد ايام من تحرير تكريت، عن "اعتقال اشخاص قاموا بعمليات سلب في تكريت"، مؤكدا أن عمليات النهب "طالت 67 منزلا و85 متجرا".

توقّف مشاريع مهمّة

ويقول سبهان ملا جياد "لم يكن داعش كما كنا نتصور في تكريت، فلم يكن تواجده كثيفا، ولم نأخذ وقتا طويلا في تنظيف الالغام او المفخخات. كان يكذب على الجميع".

ويقول المسؤول في صلاح الدين ان "عملية التحرير كانت نظيفة لولا بعض عمليات السلب والنهب التي حدثت بعد ذلك". ويضيف "تسببت عمليات النهب في المدينة بايقاف 3 مشاريع سكنية في تكريت، كما عطلت مشروعا كبيرا للمجاري في حي القادسية".

كما ادت المواجهات العسكرية الى دمار كبير طال حقول النفط في عجيل والعلاس، القريبة من تكريت. وادى احتراق الآبار الى تدمير البنى التحتية من انابيب خاصة بنقل البترول الخام.

بالمقابل اعادت المحافظة تشغيل مشاريع المياه، واغلب محطات الطاقة الكهربائية في زمن قياسي. لكن المسؤول المحلي يقول ايضا ان "المدينة تعتمد على مستشفى واحد عسكري بعد احتراق مستشفيين اثنين".

ويقدر ملا جياد حاجة تكريت الى مليار دولار لاعادة الاعمار بشكل كامل، وتشغيل محطات الماء والكهرباء بكل طاقتها.

النازحون والسلم الأهلي

على الجانب الاجتماعي، فقد قامت العشائر البارزة في تكريت بعقد ميثاق قبلي، لسد الطريق على عمليات الثأر التي كان من المتوقع ان تحدث عقب تحرير المدنية.

ورغم ظهور بعض حالات الخطف والاغتيالات في تكريت، التي يقول ملا جياد بانها كانت "صورة غير مباشرة لعمليات الثأر العشائري"، الا ان القبائل قيدت الى حد كبير انفلات الوضع في المدينة، وقررت عدم استقبال عوائل داعش في تكريت مجددا.

بالمقابل ساعدت تلك التطورات، على رجوع نحو 90% من السكان النازحين في تكريت، في زمن قياسي.

ويقول فزع الشمري، مدير دائرة الهجرة في صلاح الدين، في اتصال مع (المدى)، ان "نحو 20 الف عائلة عادت الى تكريت من اصل 25 الفاً كانت قد غادرت المد العام الماضي".

وكانت اول قافلة وصلت للمدينة، بعد شهر من تحرير تكريت، تقل نحو 250 شخصا، فيما بلغ عدد العوائل العائدة الى 10 آلاف في نهاية العام الماضي.

ويعزو الشمري عدم عودة باقي النازحين، "بسبب ارتباط بعضهم باعمال خارج المدينة او الالتحاق بجامعات كردستان". فيما القسم الآخر متورط مع "داعش"، او قرر البقاء بعيدا عن تكريت، كما هو الحال مع "عشيرة صدام" في العوجة التي قررت بمحض ارادتها عدم الرجوع مرة اخرى.

من..وائل نعمة

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced