حوار من اجل ثقافة وطنية
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 08-05-2010
 
   
وفاء الربيعي
القاص امجد الزيدي :
الفراغ المفاهيمي خلق لدى المثقف العراقي نوعا من الصدمة
ظلت اشكالية الثقافة العراقية قائمة منذ مدة ليست بالقصيرة كذلك الحال الى اشكالية المثقف العراقي وفهمه لما يدور حولها من اموار واحداث وعلاقته مع السياسي وشكلها وامكانية تطويرها الى الحد الذي ياخذ كل منهما دوره ومكانه المناسب ومن اجل تسليط الضؤء على بعض جوانب الموضوع التقينا بقاص وناقد يعمل بهدؤء على منجزه الابداعي فهو عضو  الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق عضو منتدى الشطرة الابداعي نشر الكثير من المقالات والدراسات النقدية في الصحف العراقية والعربية والمواقع الالكترونية انه القاص والناقد امجد نجم الزيدي .

*كيف تقيم الوضع الثقافي العراقي في المرحلة الراهنة ,وهل هذا الوضع وليد المرحلة الراهنة ام له امتداداته من المرحلة السابقة.
الوضع الثقافي العراقي في المرحلة الراهنة هو وضع ملتبس، وهذا الالتباس ناتج عن حالة الوضع السياسي والاجتماعي العام، وذلك لان المفاهيمية الثقافية التي تكونت في زمن الديكتاتورية السابق - ولا فرق ان كانت مع او ضد - قد انهارت لانها تمركزت حول قطب واحد وهو الديكتاتورية، وهذا حال كل الدول التي تحكمها الشمولية، لان الفكر الشمولي يشغل المثقف دائما على ان يكون اما معارضا او محابيا له، مما يولد فراغا كبيرا بعد زوال ذلك الحكم، وإن كانت هناك ثقافة اخرى نشأت بمعزل عن الديكتاتورية لكنها لم تستطع ان تؤسس وجودا حيويا، وانما تشكلت على شكل مبادرات شخصية، لم تستطع ان تؤثر في الجو الثقافي المهيمن، او ان تصنع لها وجودا فاعلا ومؤثرا، وان كان مثقفوها لازالوا ينتهجون نفس الخط، مما يستدعي ان يستوعب المثقف عمق المرحلة وان يؤسس مفاهيمية جديدة، تنتشله من حالة الضياع أو التخبط، ولكن يجب ان يكون ذلك التأسيس نابعا من فهم كبير لدوره الثقافي ومبنيا على قواعد ثقافية حقيقية، مرتبطة بالثقافة العراقية الاصيلة، وان لاتكون مبنية على مصالح انية، او اصول غير متجذرة في واقع الثقافة العراقية..

* لو اتفقنا انا وانت والآخرون على ان المثقف.......... هو من يعي ذاته وذات مجتمعه هل حصل هذا فعلا لدى المثقف العراقي , هل يستطيع المثقف ان يؤثر ويغيير وفقا لوعيه من ناحية ووعي وطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه من ناحية اخرى .
ان ذلك الفراغ المفاهيمي الذي تحدثنا عنه سابقا خلق على ما اعتقد لدى المثقف العراقي نوعا من الصدمة، مما جعله يحاول الرجوع لفهم الذات العراقية الحقيقية، بعد ان زيفت طويلا، ولكنه مع الاسف لازال يتخبط في فهم ذاته، لذلك ترينه يتلبس لبوسات مختلفة محاولة منه في تقدير حجم تلك الذات، او محاولة لمس الصلة الحقيقية بينه وبين المحيط، انا لا اقول بأن ليس هناك صلة بين المثقف العراقي ومجتمعه، ولكنها صلة ضعيفة، خلقتها مجموعة من الممارسات والسياسات التي مورست ضده ومنها سياسة التجهيل، مما خلق نوعا من العزلة بين المثقف والمواطن العادي، ليس على مستوى الطرح وانما على مستوى التأثير، أي ان المثقف العراقي قد فقد دوره العضوي –بتعبير غرامشي- الذي كان يتمتع به في زمن ماقبل الديكتاتورية، واصبح هناك جدار ثلجي يعزله عن المجتمع، وهذا بسبب الحيف الذي لحقه من قبل النظام السابق، فقد اسقطت عنه كل الاعتبارات المجتمعية التي كان يتمتع بها ، وعزله شيئا فشيئا، الى ان اصبح كائنا اسطوريا يتذكره الناس في المناسبات العامة فقط..

* وهذا يسحبنا الى سؤال اخر، الاغتراب بين المثقف والقراء هل هو لعدم مراعاة المثقف لوعي العامة.
الحقيقة ان حالة الاغتراب ليس سببها المثقف، وانما هي حالة العزلة القسرية التي مارسها النظام السابق تجاهه ، مما ادى الى انه لم يأخذ دوره الحقيقي، حيث خلقت هذه العزلة هوة اخذة بالاتساع بينه وبين المواطن العادي، مما أدى الى عزله عن الهيئة الاجتماعية، ليأخذ دوره الاخرون –السياسيون ورجال الدين وكل من امتلك القدرة على الخروج من تلك العزلة- وايضا وكما اوضحنا سابقا التجهيل الذي مورس تجاه الشعب، فماذا يستطيع المثقف ان يفعل وسط مجتمع اغلبيته متوزعة مابين الامية والجهل المقنع..

* الاشكالية بين المثقف والسياسي من ناحية وبينه وبين رجل الدين من ناحية اخرى كيف السبيل الى حل هكذا ازمة.
هناك اشكالية كبيرة بين المثقف والسياسي، فالسياسي يسعى الى ان يحجم دور المثقف، او ربما حتى يلغيه، فالمثقف ليس حيوانا مدجنا يمكن السيطرة عليه كما يطمح اغلبية السياسيين، والذين لا يلتفتون الى اهميته الحقيقية في بناء البلد وانتشاله من الخراب، لان المثقفين هم من يؤسس لوعي مرحلي متطور، وهذا ليس الغاءا لدور السياسي الذي يرفض هذا التقسيم، وانما هو دور مساندة فاعلة ينهض بها المثقف لفهم الواقع العراقي وايجاد السبل لحل مشاكله.. وبرأيي ان حل هذه الاشكالية يتم بفهم رجل الدين والسياسي لدور المثقف واسناده وتقديم الدعم له، ليأخذ مكانته الحقيقية، وهذه ليست دعوة الى اشراك المثقف في السياسة وانما دوره الرقابي والتوجيهي..

* هل يصح تقسيم الثقافة الى ثقافة الداخل وثقافة الخارج ومثقفو الداخل ومثقفوا الخارج.
اعتقد انه لايوجد مثل هكذا تقسيم او توصيف في أي ثقافة، وقد صيغت هذه التعابير وفق اعتبارات لاتمت الى الثقافة العراقية أو الى اي ثقافة اخرى بصلة، وانما جاءت وفق نظرة مقحمة داخل الجسد الثقافي، حتى انها اصبحت بلا معنى لو دققنا النظر فيها مليا، بعيدا عن اي تاثيرات اخرى، فما معنى مثقفو الداخل وعلى وفق اي قياس تم تصنيفهم، وكذلك ايضا مثقفو الخارج،وهل هو تصنيف مكاني، ام هو زماني على اعتبار ان كل مثقف غادر العراق في زمن الديكتاتورية، او في زمن الارهاب هو من مثقفي الخارج، وهذا كما هو واضح ليس تصنيفا او توصيفا ثقافيا وانما منشأه وتوجهه سياسي.

* وهل يجد المثقف له مكانا لو عاد ، هذا المكان الذي من خلاله يستطيع ان يقدم ما يخدم شعبه ووطنه، الكثيرون عادوا و املهم البقاء لكنهم عادوا الى الخارج لانهم لم يستطيعوا البقاء.
اود لو تسمحين لي ان ابدي استغرابي من هذا السؤال، فهو يبدو لي سؤالا غريبا، حيث اني اعتقد بأن اي مواطن له الحق بالرجوع الى بلده، وليس الوطن مجبرا على ان يهيء مكانا خاصا ومعدا له، وانما هو الذي يصنع له مكانا اذا اراد حقا ان يخدم بلده، فالمواطنة ليست منة يمن بها المواطن على وطنه، وانما هي واجب تجاه بلد قدم له الكثير وصنع منه شخصية ثقافية يقابل بها الاخر، واعتقد ان العودة او عدمها هي مناطة بالمواطن نفسه. هناك الكثير من الشخصيات الثقافية غادرت العراق خوفا من بطش الديكتاتورية، لكن الديكتاتورية قد ولت الى غير رجعة، فلماذا لايعود هذا المثقف، انا ادعو جميع المثقفين الى الرجوع الى العراق لانه اليوم بأمس الحاجة اليهم والى خبراتهم، وان يقفوا ويجابهوا معه كل الاخطار المحدقة به.

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced