اقبال: لا يمكن عزل اصلاح التربية عن التوجه السياسي والواقع الاقتصادي للبلاد
نشر بواسطة: mod1
السبت 23-07-2016
 
   
بغداد - اين

اكد وزير التربية محمد اقبال، اليوم السبت، عدم إمكانية عزل أي اصلاح للتربية عن التوجه السياسي والواقع الاقتصادي للبلاد.

وقال اقبال في كلمته القاها خلال المؤتمر النوعي الأول لوزارة التربية تلقت وكالة كل العراق [أين] نسخة منه أنَّ "هذا المؤتمر يعقدُ في وقتٍ يشهد فيه العراق تحديات غير مسبوقة ولاسيما الأمنية منها والاقتصادية، فخطر داعش من جهةٍ أفضى إلى نزوح مئات الآلاف من الطلبة وتهديد مستقبلهم العلمي، والأزمة الاقتصادية التي أوجبت علينا تقليل الإنفاق الحكومي على التربية من جهة أخرى؛ فأضحت الأزمة مركَّبة ومُعَقَّدةً في الوقتِ نفسهِ، ووسط ذلك كلِّه تتعالى الأصوات منادية بالإصلاح والتغيير نحو الأفضل"، لافتا الى ان "التربية تشكل أحد مفاصل الحياة المهمة في المجتمع، فهي جزء من منظومة مجتمعية كبرى تشمل المجتمع كلّه سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، ومن ثَمَّ لا يمكن عزل أي إصلاح للتربية عن التوجه السياسي للدولة من جهة، والواقع الاقتصادي الذي تعيشه من جهة أخرى".

وتابع "لايخفى على حضراتكم الدور الكبير الذي تقوم به وزارة التّربية وتحمّلها أعباءَ جسيمة ومواجهتها لتحدّياتٍ كبيرة، على أنها استطاعت بفضل الله وجهود المخلصين من ابناء العراق الغيارى ومنتسبي الوزارة أن تتصدى لحلِّ ذلك وكانت رائدة في معالجة الأزمات والتحديات ووضع الحلول الناجعة لها فوفرت التعليم لأكثر من مليون متعلم نازح في داخل العراق وخارجه".

وبين ان "الوزارة افتتحت مديريات للتربية في اقليم كردستان العراق نظيرة للمديريات الأساسيّة في المناطق والمدن التي ترزح تحت سيطرة داعش الإرهابيّ وافتتحت أكثر من خمسمئة مدرسة لاستقبال تلاميذ تلك المناطق وطلبتها، ولم تغفل وزارتنا تضحيات مقاتيلنا الأبطال من الحشد الشعبي والعشائري الذين وقفوا في سوح الجهاد والدفاع عن الوطن فذلَّلت المعوقات كلّها التي تقف حائلًا أمام إكمالهم مسيرتهم الدراسية وأداء امتحاناتهم النهائيّة".

وأشار الى إنَّ "بناء الإنسان والعمل على تحقيق رؤية الدولة في بناء الشخصية العالمية من أولويات وزارتنا، وتحقيق أهدافها وطموحاتها في بناء تلك الشخصية، أمَّا تحقيق النجاح فهو مساعدة الأفراد في أن يكونوا فاعلين ومؤثرين في الحياة، وأن يكونوا قادة قادرين على بناء الوطن وإعادة إعماره"، مؤكدا ان "الإصلاح التربوي استجابة الحاضر لتحولات كبيرة وعظيمة سيشهدها العراق في المستقبل، و أنَّ المستقبل الذهبي أمامنا وليس خلفنا، وأمام التربية اليوم عصر ذهبي تفرضه مهمّات كبيرة ومسؤوليات لا يُستهانُ بها وتحدّده حاجة العراق إلى التعايش السلمي ونبذ التطرف والإرهاب واشاعة روح الأخوة والمحبة والسلام... حقًّا: أفضل مشروع هو التربية".

وأضاف ان " الرؤية المستقبلية للوزارة تتجلّى إذ كلنا يدرك أنَّنا نعيش في عالم دائم التغيير، وعليه فالمواكبة والمواءمة تفرض الجري سريعًا للحاق بما ينسجمُ وطبيعة المجتمع العراقي".

واستدرك "لا يختلف اثنان على أنَّ العملية التربوية والتعليمية هي المسؤول الأول عن تحقيق النهوض بالأمم والارتقاء بها، وهي في الوقت نفسه المسؤول الأول عن التخلف والتراجع والأميَّة، فهي المسؤول عن كل شيء، لأنَّ رؤية الانسان وسلوكه محكومان بتنشئته وثقافته، وميادين إعداده وتدريبه واكتسابه للمهارات واختياره للمواقف والأدوات التي تساعده في التعامل مع القضايا وتقويمها والحكم عليها، وهذا ما ينبغي أن نضعه في رؤيتنا المستقبلية للتربية في العراق".

ودعا وزير التربية الى "تحقيق قفزة نوعية لتحقيق التطور والتقدم، وتنمية المواهب الكامنة لدى الأفراد وتحسين نوعية التعليم ليس بوصفه حق الإنسان العراقي فحسب، بل الواجب يدعونا إلى حماية ذلك الحق والحفاظ عليه".

واستطرد "فإننا نضع الجانب التشريعي في مقدمة الرؤية المستقبلية لاعتقادنا أنَّ الجانب الدستوري والقانوني هو الأساس والقوة الذي يستند اليها الاصلاح والتطور والتغيير نحو الافضل. لذك بدأت الوزارة بإعادة النظر بالقوانين والأنظمة الخاصة بالتربية ومن ذلك قانون مجلس الآباء الذي نعتقد أنَّ له دورًا كبيرًا في تفعيل مجالس الآباء ومساهمتهم في الارتقاء بالتعليم في بلدنا، ولعل احد ثمار تفعيل هذه المجالس حصول إحدى مديرياتنا على مبلغ 800 مليون دينار تبرعات لإعادة تأهيل مدارس تلك المديرية".

ولفت الى "اقتراح مشاريع قوانين جديدة إذ تمَّت مفاتحة الجهات ذات العلاقة بها مثل قانون طابع اقرأ [الحملة الوطنية لبناء المدارس] الذي سيُخَصَّص ريعُهُ لبناء المدارس حصراً، وكلنا يعرف أنَّ حاجة العراق اليوم تصلُ إلى أكثر من عشرين ألف مدرسة حسب احصائية وزارة التخطيط التي جاءت منسجمة مع إحصائياتنا".

وتابع "وكذلك قانون خدمة المعلمين والمدرسين في المناطق الريفية والنائية، وقانون المرشدين التربويين وقانون المركز الوطني لتطوير المناهج والتقويم، وقانون الكلية التربوية المفتوحة، أمّا ما يخصُّ الأنظمة والتعليمات فيمكن القول إنَّ تطبيق نظام الكورسات في الصفوف غير المنتهية في المرحلتين المتوسطة والاعدادية، وتطبيق نظام المحاولات، وتطبيق نظام تنويع التعليم من المنجزات المهمة ولها دورٌ كبيرٌ في اتاحة فرص أكبر لنجاح ابنائنا الطلبة وتحفيزهم نحو الاستزادة من العلوم والمعارف وخطوة بالاتجاه الصحيح باتجاه بناء شخصية الطالب".

واستدرك "من أجل تعظيم موارد الوزارة تم تعديل تعليمات صندوق التربية ويتولى الصندوق دعم العاملين فـــي وزارة التربيــة من المعلمين والمدرسيـــن وموظفي الإدارة والإشراف التربوي فــــي مركز الوزارة والمحافظـــات لمواجهــة متطلبات الحيــاة وتحفيزهم على الأداء المتميز، فضلاً عن توفيــر الرعايـة الصحية والاجتماعيـة والثقافية للمشمولين بأحكامه. وتمويـــل البرامج والمشاريع والانشطــة التربوية والعلميــة والثقافيــة والفنيــة والرياضيــة والمساهمــة في توفير بعض المستلزمــات التربوية الضرورية التي تستدعي الحاجــة اليها ولا يتوفر لها الاعتمــاد المالي".

واكد ان "مشروع [متن] يعد مشروع المدارس التشاركية النموذجية [استراتيجية وطنية] الّذي يُعنَى بإدارة ملف الأبنية المدرسية في العراق بوصفه مسؤولية تضامنية تخصُّ الجميع من دون استثناء ، وهو بلا شكّ يُمثِّلُ تحوّلًا نوعيًا في المنظومة التّعليميَّة وتجربةً رائدةً في المنطقة العربيَّة وعلاجًا ناجعًا للكثير من المشكلات الّتي تقف عائقًا أمامَ حركة التربية والتّعليم".

وأضاف "أمّا استراتيجية [ التعلم يقود النضج ] فهي استراتيجية معرفيَّة وتقعُ ضمن رؤانا المستقبلية في إعداد المناهج وتُمَثِّلُ مستوًى عاليًا من مستويات النّضج العقلي وهي – بعد ذلك - محاولةٌ للارتقاء بالقدرات العقلية لطلبتنا، والعمل جارٍ في تنويع التعليم على مستوى الفرع الأدبي والفرع المهني والتهيئة لافتتاح الاكاديمية الرياضية التي تبدأ الدراسة فيها من الصف الأول متوسط وصولًا إلى الصّف السادس الاعدادي وسيتم التركيز فيها على الجانب المهاري اعتمادًا على برامج تخصصية من اجل العناية بالمواهب الرياضية ورعايتها والارتقاء بمستوى الألعاب الرياضية ولاسيما الأساسية منها في عراقنا الحبيب".

وقال "لأنَّ اطفالنا فلذات الأكباد هدفنا ومستقبلنا سعينا إلى أنْ تكون المدرسة اليوم جاهزة لاستقبالهم قبل ذهابهم اليها، ومن ذلك أن يكون هناك معلمان في صف واحد مشروع تربوي رائد هدفه متعة التعليم وجودته وهذا المشروع ستنطلق تجربته الأولى في العام الدراسي المقبل إنْ شاء الله، فضلًا عن مشروع المشرف التربوي للأول الابتدائي، كل ذلك لأنّنا نعتقد أنَّ الأول الابتدائي هي مرحلة الأساس نحو مستقبل أفضل".

وكشف اقبال عن "مشروعين الأول يخُصُّ إشراك المعلمين والمدرسين جميعا في دورات لطرائق التدريس واستعمال التكنولوجيا الحديثة ومشروع الإدارة والقيادة التربوية الذي سيبدأ باذن الله بتأهيل [2000] مدير دفعة أولى ومن المحافظات العراقية كافة ،أمَّا المشروع الثاني فهو إقامة منتدى الإبداع والتطوير التربويّ للعراقيين جميعًا لتقديم الأفكار الإبداعية والرّؤى المستقبليَّة مهما كانت".

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced