عن أسئلة الحداثة في المسرح
نشر بواسطة: Adminstrator
السبت 22-05-2010
 
   
جاسم المطير
السؤال الذي  ابدأ هذا المقال هو : هل يستطيع ناقد مسرحي عراقي أن يثري التجربة المسرحية من خلال كتاب أصدره مؤخرا حول طبيعة الحداثة في تجارب المسرح العراقي ، بنتاجه المعاصر ، وبما قدمه من معرفة تجريبية  ..؟

ربما  وجد مؤلف الكتاب في تلك التجارب ما  يبحث في الذات العراقية ، منها ما هو متأثر بما قدمته الحضارة المسرحية الغربية من براعة الأوربيين ورونقهم ، ومنها ما يتعلق بضرورة التفكير بانخراط قواعد ومبادئ الحداثة في وجهة الإبداعات المسرحية شكلا ومضمونا . هذه الإبداعات، هي أيضا ، تمت بصلة مباشرة إلى الغرب نفسه .

لا يستطيع أحد  القول أن المسرحيين العراقيين لم يقترفوا أخطاء أو بعض أخطاء في محاولة الإفادة من العروض الغربية ، خلال نصف قرن من الزمان ،  وما تحمله بذراتها من هندسة الحداثة المسرحية . هذه قضية بديهية تتوافر في كل تجربة ، في كل بلد .  سؤالي هنا  قابل للتدوير ، بيني وبعض الأصدقاء ،  وأنا اقترب من نهاية قراءتي للصفحة الأخيرة من كتاب حديث الصدور عن ( أسئلة الحداثة في المسرح ) ..كيف ولماذا وما هو مستقبل الحداثة في تجارب القادة المسرحيين العراقيين ، من الكتــّاب والمخرجين ، على وجه التحديد ..؟.

هذه المجموعة المترابطة من الأفكار والأسئلة رغبتُ في وضعها أمام القراء ، بعد قراءتي لكتاب عنوانه( أسئلة الحداثة في المسرح ) وهو من إحدى فضائل الناقد العراقي ياسين النصير ، الصادرة من مجلة المسرح – السليمانية بمائتين وأربع وعشرين صفحة ، محاولا فيه أن يوحد نظرة شاملة عن تجارب العالم المسرحي في العراق ، من خلال صراع الرأي عند مناقشة بعض التجارب والأدلة عن تقدم أسلوب الحداثة ، تأليفا ً وإخراجا ً ،  في المنصات المسرحية العراقية ، عن رقي هذه الأساليب أو ضعفها ، عن محاولات رتق الضعف حين وجوده أو حين وجود تأثيره على ما يمكن إقناعنا به ، نحن المتلقين ، من حجج الحداثة وروعتها وتبيان ما إذا كانت من نوع فرضيات ذات إغراء مسرحي شديد .

صحيح أن موضوع الحداثة هو موضوع اخذ وقته الطويل من قبل الباحثين والمجددين منذ قرنين من الزمان ، أما إذا اعتبرنا فرانسيس بيكون مجددا في الفكر الإنساني 1561 – 1626 وواحدا من الذين أسسوا ( دعائم الحداثة )  في الفكر فأن ذلك يعني مضي قرون عديدة مهدت لـ(حداثة المسرح )  بوساطة هنريك ابسن 1828 – 1906  الذي ما زال  ، حتى الآن ، يعتبر من أعظم كتــّاب الدراما المسرحية ، كما يعتبر ، من وجهة نظر الكثير من نقاد المسرح العالمي ومنظريه ،  انه ( أبو الدراما المسرحية الحديثة )  ، وهو كما معروف شاعر نرويجي ، كان لكتاباته المسرحية تأثير كبير على تعميق الحداثة ( أسلوبا وتفكيرا ) على المسرحية الأوربية ، والعالمية ، وعلى المسرحية المصرية ، والعراقية  أيضا ، منذ خمسينات القرن العشرين . بالذات منذ ترجمة مسرحية " بيت الدمية "  فقد تضافرت جهود الكثير من الفرق المسرحية  العربية الوليدة المشتغلة ببعض الوقائع الاجتماعية والإنسانية في العراق ، ومصر ، وسوريا ، ولبنان وغيرها  ،مثل فرقة المسرح الحر في مصر ، وفرقة المسرح الفني الحديث في العراق ، في التعرف على موروث تجارب الواقعية المسرحية في أوربا وعلى اكتشاف الشكل الابسني بالذات ، وقبل اكتشاف مسرح بريشت بعدة أعوام . 

كان هدف فرقة المسرح الحر ، مثلا ، أن تلج الواقع المصري المضطرب وأن تبني وجودها المسرحي على أساس هذا الواقع فكانت السمة الأولى قد تجلت في عرض مسرحي حواري تجسد في أثناء عرض مسرحية (الناس اللي تحت) للكاتب (نعمان عاشور) رائد الواقعية الاجتماعية المصرية بعد أن  تنبهت الفرقة إلى أبي الواقعية الاجتماعية في أوروبا (هنريك إبسن) حيث التقوا بـ(كامل يوسف) المخرج الإذاعي ومترجم مسرحية (بيت الدمية) وبدأت الفرقة بالفعل في عرضها على أن يقوم (كامل يوسف) نفسه بإخراجها وتم عرضها علي مسرح دار الأوبرا، وكان مديره في ذلك الوقت " سليمان نجيب" الذي احتضن الفرقة وشجعها وكانت هذه أول مرة يعرف الجمهور المصري والوطن العربي الكاتب الشهير هنريك أبسن . وإلى هذا الواقع انتمى توفيق الحكيم أيضا .

في العراق تركزت موهبة و قدرة يوسف العاني رئيس (فرقة المسرح االفني الحديث) على محاولة الارتباط بالمسرح الواقعي بأسلوب التحدي فلم تكن السلطة الحكومية القائمة آنذاك ، في أوائل خمسينات القرن العشرين ، تقبل أي أفكار مسرحية أو غير مسرحية لا تنتمي للمواقع الحكومية . مسرحية " رأس الشليلة " التي كتبها يوسف العاني عام 1951 كانت تعاملا ماهرا مع الواقع العراقي مشيرا إلى معاناة الفرد الكادح ومهتما بمصير الإنسان في مجتمع لا يرحم الإنسان . ثم تلتها مسرحيات عديدة أخرى مثل فلوس الدواء وآني أمك يا شاكر والنخلة والجيران وغيرها .

ظهر في سوريا  أيضا رجل المسرح الواقعي سعد الله ونوس  ليس بعيدا عن مبادرات تحديث المسرح  من خلال عنصري (الحداثة ) الرئيسيين  ، أي (المفاجأة) في التسلسل الدرامي و(التشويق) في مشاهده .

أول شيء أقوله أن ياسين النصير ليس فقط ناقدا غزير الإنتاج (25 كتابا نقديا حتى الآن)  لكنه في ذات الوقت هو ناقد واسع النظر ، يحاول في كتاباته المسرحية وغيرها أن يستخلص القيم الإنسانية في الأعمال الفنية ، على اعتبار أن تلك القيم  تمثل شكلا من أشكال التناقض الطبقي ، وشكلا من أشكال القيم الطبقية داخل المجتمع ، وشكلا من أشكال البحث عن مجتمع ٍ أكثر سعادة ، وأكثر عدلا ، وأكثر مساواة ، وأكثر حرية . صار منذ زمن طويل مستحوذا على مساحة مربعة كبيرة من ثقة النقد المسرحي ، مبتهجا  بمنفعته الفكرية ، التي يعتمد عليها في وضع المعارف النقدية المسرحية على  صفحات الجرائد أو في باطن الكتب . في الحالين فأن كتاباته تقبل الحوار والجدل ، النافعين بصورة خاصة للأجيال الجديدة من المسرحيين الوافدين من المعاهد والأكاديميات ، العراقية والعالمية ،  إلى خشب  المسرح العراقي .

الرؤية التي قدمها الصديق محي الدين زنكنة عن ياسين النصير في مقدمة الكتاب أنا شخصيا متفق معه حولها ، حيث كل ما قيل فيها ليس سوى الدليل الضئيل على المعرفة العميقة في الفنون يمتلكها هذا الكاتب – الناقد . أرجو أن يسامحني محي الدين إذا ما أضفت على ما قاله في مقدمته فأشير ، بوضوح وثقة ، بأن ياسين النصير هو صانع قرار نقدي موضوعي  لتقييم  أي مسرحية عراقية يشاهدها . بمعنى انه يتفوق على النقد المسرحي العراقي بأنه يملك منظورا نقديا ، ليس جديدا حسب ، بل متجددا في كون فني فسيح ، يتناول الزمان والمكان ، محاولا إضاءة تجربة وإمكانات النقاد الأسلاف ، فاحصا ، بدقة ، جميع تفاصيل البنية التحتية للمادة المنقودة . المثال الرئيسي لما أقوله ، هنا ، هو محتوى الكتاب الذي أنهيت قراءته الليلة البارحة . حيث ركز ياسين النصير نظره إلى ( الفوق المسرحي ) بمعنى انه كان يحاول بفصول كتابه السبعة النظر إلى مستقبل الكوكب المسرحي العراقي ، الى طبيعة وإمكانات واختراعات المسرح العراقي ، ومدى تمتعه بمنجزات الحداثة في التجارب العالمية المترابطة بصورة معقدة حتما.

لا أقول أن كتابا بعنوان (أسئلة الحداثة في المسرح) يمكنه أن يجيب عليها إجابة إستراتيجية كاملة ، خاصة وان العقود الأربعة الماضية من عمر المسرح العراقي لم يكن فيها أو خلالها متميزا بواقع مستقل عن شأن الدعاية الحكومية . كثير من إنتاج خلال تلك العقود ، كان مبنيا على أسفلت الوزير شبه الأمي  لطيف نصيف جاسم  ، الذي يستجم في كل مواقفه من الفن الحقيقي ومن الفنانين الحقيقيين ، متمددا تحت ظلال الدكتاتورية ماسكا بسيفها وقراراتها .  بمعنى أن الإستراتيجية المسرحية العراقية لم تكن خضراء كلها خلال الفترة 1968 – 2003 رغم أن نوعا اشد إضاءة قدمها فنانون (كتاب ومخرجون) متحلين بكثير من الفضائل والقيم المسرحية من أمثال  قاسم محمد ، سليم الجزائري ، محسن العزاوي ، سعدون العبيدي ، سامي عبد الحميد ، يوسف العاني ، عواطف نعيم ، سامي عبد الحميد ، خليل شوقي ، فاضل خليل ، رسول الصغير ، بدري حسون فريد ، عوني كرومي ، شفيق المهدي ، عزيز خيون ، هادي الخزاعي ، عزيز عبد الصاحب ، علي مزاحم عباس ، صباح عطوان  ، كريم رشيد ،  فاروق صبري ، فارس الماشطة ،  ياسر البراك ، عادل كاظم ، طه سالم  وغيرهم بالعشرات، ممن لهم  مساهمات مسرحية  قدمت للمشاهدين فرصا فكرية ممتازة  دعت إلى خلق مجتمع يمكن للأجيال المسرحية أن تفخر بها . بالحق أقول : لم تكن الجهات المشرفة على الفنون والثقافة من مسئولي الدولة هم من النوع الذي يحترم موضوعية الفنون ومنها فنون المسرح ، التي كان الناقد ياسين النصير قد وقف ، كما قال في كتابه ، على الكثير من تجاربها،  خلال أربعين عاما ، كتب عنها وحاور القائمين عليها وشاهد ما استطاع ثم نظر في الذي رآه يستحق التنظير .

ضم الكتاب سبعة فصول  : (1) عن أسئلة الحداثة (2) عن المسرح في القرن العشرين (3) عن تيارات الحداثة في المسرح (4)عن التقنية والمسرح (5) عن الحداثة في المسرح العربي (6) عن وعي الحداثة في المسرح العراقي (7) كان الفصل السابع عن عروض مسرحية عديدة . لقد أغراني هذا الكتاب لقراءاته ــ رغم أن حروف الكتاب المختارة من المؤلف أو من الناشر ، لا ادري ،  كانت من الصغر ، بنط 12 او  13 بحيث توجب على كبار السن ، مثلي ، من ذوي النظر الضعيف أن يستخدموا  نظارات غير عادية لمواصلة القراءة من دون تعب .

في الحقيقة  أنا منقطع عن مشاهدة ومتابعة المسرح العراقي منذ عقدين من الزمان تقريبا  حين صرت محبطا بسبب رداءة  سلوك السلطة الثقافية في زمان حكم الظالم صدام حسين  بانت خلاله أن تلك السلطة مقطوعة الشجر مع الثقافة والإبداع ،  بل كانت سلطة مرخص لها بمقايضة الثقافة بمكرمة مالية رئاسية أو بضمان حماية الفنان من أي " زيارة  " لغابات الأمن والمخابرات والاستخبارات ، التي تعشش فيها ، جميعا ، ضواري الذئاب البوليسية وأقزام الشمبانزي من المزايدين على كتابة التقارير ضد الموهوبين العراقيين في المسرح والسينما والشعر والقصة والفن التشكيلي .

كما وجدت أن المسرح العراقي لم يأخذ نصيبه المستحق بعد سقوط ذلك النظام وذلك الظالم في نيسان 2003  ، حيث صار الوطني العراقي في كل مجالات الثقافة والفنون يستطيع أن يمارس حريته في القول والتعبير . توقعت ، كما توقع الكثير من المثقفين العراقيين ، أن المسرح العراقي المعروف بشجاعته وبروحه التقدمية منذ تأسيسه سيكون في ظل الحرية والديمقراطية قادرا على نشر مبادئ العدالة الاجتماعية ، وعلى احترام حقوق الإنسان ، وأن المسرحيين العراقيين سيقدمون من على خشبته الحكمة والعلمانية مقابل الجهل واللاعقلانية  التي كانت مظاهرها هي السائدة بصفة عامة خاصة في التسعينات الماضية حين سيطر ما سمي بــ( المسرح التجاري )،  وأنهم سيقدمون بديلا جديدا معتمدا على  مبادئ تعزز ثقة الشعب العراقي بنفسه وبجدارته في خلق مجتمع مدني جديد .

لكن الحوادث اليومية في الشارع العراقي المرتهنة بالعنف والإرهاب ، من جهة أولى ، من جانب أعداء الحرية والديمقراطية والمرتهنة ، أيضا ، بطمع الكثير من الحكام الجدد ، ومن عدم جدارتهم ، ومن أنانيتهم ، ومن محاباتهم الطائفية ، ومن جميع الممارسات العملية ،  التي أضرت بالمسرح العراقي ، الذي ما عاد مالكا لخشبة مسرحية خارج المدارس والكليات ( مسرح الرشيد مازال محطما والمسرح الوطني صار دائرة رسمية ومسرح الزوراء لا اعرف ما حل به )  ولا مدعما بمال أو تفويض أو قواعد عمل تمكنه من اختزال الظروف الصعبة والتعامل معها ومع العالم الموضوعي المحيط بها والناتج عنها .

في ظل جميع هذه الظروف يصدر كتاب ( أسئلة الحداثة ) الذي يمثل ( نشاطا مسرحيا)  يقوم به ياسين النصير  ملتزما بأخلاقية الإخلاص لإغناء مساهماته النقدية الأولى . كما نراه ملتزما في علاقته بالمسرحيين العراقيين الذين ينتظر الناس إبداعهم وبراعتهم لكي يؤدوا دورهم المسرحي الثقافي وفق الخيارات المتوفرة حاليا لتنشيط الأعمال المسرحية ومحاولة حل جميع الإشكالات من قبل السلطة الثقافية العراقية في سبيل نشر القيم الأخلاقية على اعتبار أن المسرحية وسيلة من وسائل التوعية السياسية ، كما أشار ياسين النصير ، وهي توعية وتضمين فكريين يحتاجهما العراق في السياق التاريخي المعاصر ، لتجديد وتنشيط منظومة العقل العراقي في ظل المعاناة الحالية التي يتأذى منها الشعب العراقي .

من فضائل كتاب أسئلة الحداثة في المسرح انه يصور لنا العقل الاجتماعي العراقي بأنه عقل مسرحي فعال ،  فمهما كان نوع مشكلات الناس والمجتمع فأن المسرح يمكن ان يتطور في ظل المعاناة أيضا ، مثلما رعى مؤلف الكتاب تطور وغنى دور المسرح العالمي في القرن العشرين الذي أتى عليه في الفصل الثاني من كتابه .

عموما أقول أن أحكام الاستقراء النقدي الواردة في الكتاب عن تجارب  المسرح العراقي والعربي والعالمي هي أحكام أخضعها كاتبها إلى فحص عام محاولا إيجاد صياغة لمستقبل المسرح العراقي وفقا لظروفه الجديدة ، ولالتزاماته الجديدة بضرورة ظهوره على أساس (تأمل الحداثة) وعلى أساس التزام (منجزات الحداثة)  مما يشكل قواعد مهمة دقيقة تخطط أمام المسرحيين العراقيين ، أمام الأجيال الجديدة ، التي لا تكتفي بتجارب الماضي المسرحي العراقي ، بل تخطط من اجل التأثير فيه بالتمركز ليس على تقليدية المسرح حسب ، بل على ضرورة اكتشاف أسس حياة المسرح العراقي وانتعاشه  في المستقبل القريب عن طريق مد تلك الحياة بالسمات الأساسية للحداثة المتوائمة مع طبيعة المجتمع العراقي .

أظن أن ما قدمه ياسين النصير في كتابه عن المسرح والحداثة ليس أمرا معقدا ، إذ من الممكن على الإنسان المسرحي ، في المسارح غير الرسمية وفي الأكاديميات والمعاهد التدريسية ، أن يفرد وقتا لمطالعة الكتاب ،  للمشاركة مع المؤلف ومع مجموع المخرجين والعاملين الآخرين في المسرح العراقي ، أن يدخلوا في حوار متصل حول التعقيدات الداخلية والخارجية أمام وعلى خشبة المسرح العراقي ، اعتمادا على الحقائق والوقائع في تجارب مسرحية ماضية كي يمكن اكتشاف حاجات هذا المسرح ، التي تتواصل مع كرامة التجارب المسرحية السابقة كواجب من واجبات العدالة للاعتراف بتحديث المسرح العراقي وتقوية شخصيته وتطوير لغته ، التي تميز بين طرائقه وأفكاره ، عن صلاته مع أحداث العالم ومع زمان العراق للمساهمة مع قوى التقدم العراقي في معركة تحديث مجتمعنا ، كله ، وتسريع حركة القدرة الأساسية لتحقيق ذلك  من خلال تحديث الفكر ووسائله تماما مثل أسئلة الحداثة في قوانين العمل المسرحي الممتدة عبر الزمان والمكان . 

لم يترك ياسين النصير أسس علاقة المسرح بالحداثة وفق استنتاجات مبنية على التجارب إلا وتناولها في كتابه . كم كنت أتمنى أن تكون فصول أخرى ، في هذا الكتاب ،  تعنى بمواجهة (الحداثة في مسرح الأطفال)  ومدى إمكانيات تطوره بالاعتماد على إعادة فحص وتقييم  تجارب مسرح الأطفال في العراق . مثلما كنت أتمنى أن يتضمن رؤية ياسين النصير الفكرية عن إمكانيات وأساليب المنهجين الماركسي والفرو يدي في المسرح الحديث  . بصورة عامة كنت اطمح أن أرى في الكتاب علاقة العلوم والمعارف والتكنولوجيا في (أسئلة الحداثة في المسرح ) . كما من المهم أن لا يغفل مبحث الحداثة المسرحية  مقام (الجسد الإنساني)  وحركته على خشبة المسرح .

لا شك انه رغم الوضع الثقافي المأساوي المنقوش على حجر المرحلة الراهنة فأن الأجيال المسرحية القادمة ستستفيد بأفضل صورة لأنها سترث عن الماضي أنظمة وأفكارا مسرحية سليمة ومناطق واسعة من الفكر النقدي ستبقى بكرا إلى الأبد .

 
   
 


 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced